رد: تشنيف الآذان في أحكام الأذان
ذكر الأحاديث الضعيفة
والموضوعة في الأذان والإقامة ([1])
1- أخرج الطبراني من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهما قال: «لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم أوحى الله إليه الأذان فعلمه بلالاً».
وفي إسناده طلحة بن زيد وهو متروك.
2- وعن أنس رضي الله عنه: «أن جبريل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأذان حين فرضت الصلاة» (وإسناده ضعيف).
3- ولابن مردويه من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: «لما أسري بي أذن جبريل فظنت الملائكة أنه يصلي بهم فقدمني فصليت» (وفيه من لا يعرف).
4- وللبزار وغيره من حديث علي رضي الله عنه قال: «لما أراد الله أن يعلم رسوله الأذان أتاه جبريل بدابة يقال لها البراق فركبها...»، فذكر الحديث، وفيه: «إذ خرج ملك من وراء الحجاب فقال: الله أكبر، الله أكبر»، وفي آخره: «قم أخذ الملك بيده فأن بأهل السماء» (وفي إسناده زياد بن المنذر أبو الجارود وهو متروك).
5- ومن أغرب ما وقع في بدء الأذان ما رواه أبو الشيخ بسند فيه مجهول عن عبد الله بن الزبير قال: «أخذ الأذان من أذان إبراهيم» }وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ...{ الآية. [الحج: 27]، قال: «فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وما رواه أبو نعيم في الحلية بسند فيه مجاهيل: أن جبريل نادى بالآذان لآدم حين أهبط من الجنة».
قال ابن حجر بعد ما ساق هذه الأحاديث: «والحق أنه لا يصح شيء من هذه الأحاديث»([2]).
6- إن بلالاً أخذ في الإقامة فلما قال: «قد قامت الصلاة» قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أقامه الله وأدامها»([3]).
قال الإمام الألباني رحمه الله: «وهذا إسناد رواه محمد بن ثابت وهو العبدي ضعيف ومثله شهر بن حوشب والرجل الذي بينهما مجهول»([4]).
قال شيخنا ابن جبرين رحمه الله: «لكنه دعاء حسن فيدعى به على أنه دعوة طيبة وإن ضعف الحديث».
تنبيه:
ومن هذا نعلم خطأ من يقول عند قول المؤذن: «قد قامت الصلاة» أقامها الله وأدامها» أو يقولها بعد الفراغ من الإقامة.
قال شيخنا ابن جبرين رحمه الله: «إلا إذا قصد مجرد الدعاء بقطع النظر عن ثبوت الحديث فالدعاء بابه واسع».
7- عن بلال رضي الله عنه قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذنا وأقمنا أن لا نزيل أقدامنا عن مواضعها» قال الإمام الألباني رحمه الله: «ضعيف جدًا»([5]).
8- عن أم سلمة قالت: رضي الله عنها: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أذان المغرب: «اللهم إن هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعائك فاغفر لي».
قال الترمذي ([6]): «حديث غريب وأبو كثير لا نعرفه».
وضعفه الإمام الألباني رحمه الله في تمام المنة والإرواء»([7]).
9- «كان إذا قال: «قد قامت الصلاة نهض فكبر» ضعيف([8]).
10- كان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذن يطرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الأذان سمح فإن كان أذانك سمحًا سهلاً وإلا فلا تؤذن»([9]).
11- كان إذا سمع المؤذن يقول: «حي على الفلاح» قال: «اللهم اجعلنا مفلحين» موضوع ([10]).
12- «إن المؤذنتين والمبين يخرجون من قبورهم يؤذن المؤذن ويلبي الملبي»([11]).
13- «ما من مدينة يكثر أذانها إلا قل بردها»([12]).
14- «من أفرد الإقامة فليس منا»([13]).
15- «مسح العينين بباطن أعلى السبابتين عند قول المؤذن: أشهد أن محمدًا رسول الله...» الخ ([14]).
16- «من سمع المنادي بالصلاة فقال: مرحبًا بالقائلين عدلاً مرحبًا الصلاة وأهلا كتب الله له ألفي ألف حسنة...» الحديث. قال في التذكرة موضوع ([15]).
17- قول أنس في حكاية قصة: «رح يا بلال» ثم رجوعه إلى المدينة بعد رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام وأذانه بها وارتجاجًا بالمدينة ([16]).
18- «أظهروا الأذان في بيوتكم ومروا نساءكم فإنه مطرد للشيطان ونماء في الرزق»([17]).
19- «حديث: «اجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله...» الخ.
رواه في المصابيح وضعفه وقال القزويني هو موضوع وصدره ليس بموضوع ([18]).
20- حديث: «بين كل أذانين صلاة إلا المغرب» رواه البزار عن بريده مرفوعًا وهو لا يصح، وفاته حيان بن عبيد الله به وهو بصري مشهور ليس به بأس ولكنه اختلط ولم يتابع على هذه الزيادة ثم هو مخالف لما ثبت في الصحيح من أمره صلى الله عليه وسلم بالصلاة بعد أذان المغرب بقوله: «صلوا قبل المغرب ثلاثًا – ثم قال في الثالثة – لمن شاء»([19]).
* * *
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref1(
[1]) انظر: رسالة إلى مؤذن صفحة (52) فقد استفدت من ترتيب مؤلفها وفقه الله للأحاديث وزدت عليها والأحاديث الضعيفة والموضوعة في هذا الباب كثيرة جدًا ولكني اكتفيت بالمشهور مما هو في نظري مهم جدًا ومن أراد الاستزادة فليرجع لكتب الأحاديث التي اهتمت بذلك خصوصًا كتاب الفوائد المجموعة للعلامة الشوكاني رحمه الله وأما التخريج فراجعته بنفسي وما لم أجده أشرت إليه.
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref2(
[2]) انظر: فتح الباري (2/94)، وهذه الأحاديث (1-5) جميعها ذكرها الحافظ في الفتح وما ذكرته بعد كل حديث منها فهو من كلامه رحمه الله.
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref3(
[3]) سنن أبي داود حديث (52/528)، والبيهقي حديث (411).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref4(
[4]) انظر: الإرواء (1/258).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref5(
[5]) المرجع السابق.
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref6(
[6]) سنن الترمذي.
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref7(
[7]) انظر: تمام لمنة صفحة (149)، والإرواء صفحة (1/241)، وقال شيخنا ابن جبرين رحمه الله : «هو دعاء حسن مناسب ذكره في الوابل الصيب وأقره».
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref8(
[8]) ضعيف الجامع برقم (4420)، والضعيفة (4210).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref9(
[9]) رواه ابن حبان عن ابن عباس مرفوعًا وقال لا أصل له وإسحاق بن أبي يحيى الكعبي لا تحل الرواية عنه قال السيوطي: رجع ابن حبان وذكره في الثقات والحديث أخرجه الدارقطني في سننه انظر: الفوائد المجموعة للشوكاني صفحة (16).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref10(
[10]) ضعيف الجامع برقم (4420)، والضعيفة (706).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref11(
[11]) وهو حديث طويل ساقه ابن شاهين بطوله، وهو موضوع في إسناده سلام الطويل عن عبادة بن كثير وهما يرويان الأكاذيب وانظر: الفوائد المجموعة صفحة (17).
أما الملبي فقد ثبت أنه يبعث يوم القيامة ملبيًا لما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عباس في قصة الرجل الذي وقصته ناقته، مسلم حديث (1206).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref12(
[12]) رواه الأزدي عن علي رضي الله عنه مرفوعًا وقال: موضوع وانظر الفوائد المجموعة للشوكاني صفحة (17).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref13(
[13]) رواه الجوزقاني عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا، ورجاله بين مجهول ومجروح وانظر رسالة إلى مؤذن صفحة (56).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref14(
[14]) قال ابن طاهر في التذكرة: لا يصح. أ.هـ. ومتن الحديث يدل على وضعه وانظر المصدر السابق صفحة (19).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref15(
[15]) رسالة إلى مؤذن صفحة (56).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref16(
[16]) هذا الأثر رواه أبو أحمد الحاكم في تاريخه ومن طريقه رواه ابن عساكر في تاريخه أيضًا وهو أثر لا أصل له قال في اللسان (1/108): «هي قصة بينة الوضع»، وقال الذهبي سير أعلام النبلاء (1/358): «إسناده لين وهو منكر» وقال الحافظ ابن عبد الهادي في الصارم المنكي صفحة (314) متعقبًا قول السبكي: «إن إسناده جيد»، إنه أثر غريب وإسناده مجهول وفيه انقطاع، وقد تفرد به محمد بن الفيض الغساني عن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال عن أبيه عن جده، وإبراهيم بن محمد هذا شيخ لم يعرف بثقة وأمانة ولا ضبط وعدالة بل هو مجهول غير معروف بالنقل ولا مشهور بالرواية ولم يرو عنه غير محمد بن الفيض روى عن هذا الأثر المنكر، انظر شفاء الصدور في الرد على الجواب المشكور للشيخ ابن إبراهيم صفحة (16).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref17(
[17]) في إسناده كذاب وانظر الفوائد المجموعة (21).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref18(
[18]) قال المعلمي رحمه الله في التحقيق للفوائد المجموعة: الحديث عن الترمذي وأوله: «إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحدر واجعل...» الحديث وقد رواه غيره وهو على كل حال ضعيف راجع تلخيص الجيد، وأما ما ورد في آخره: «لا تقوموا حتى تروني» فهذه الجملة فهي في الصحيحين وانظر الفوائد المجموعة صفحة (20).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1776999#_ftnref19(
[19]) المصدر السابق بتصرف ص (19).