طالما اعتبرت سرعة الضوء بلا حدود، اكتشف علماء الفلك في القرن السابع عشر لأول مرة ان للضوء سرعة عالية جدا لكنها محدودة.
بعدما لاحظوا أن أقمار كوكب المشتري تبدو حركتها بطيئة عندما تكون الأرض أكثر بعدًا عن الكوكب، وأدركوا أن ذلك يجب أن يكون نتيجة للفارق في وقت الرحلة من ضوء الأقمار.قدرت سرعة الضوء بأنها أكثر من 200 ألف كم في الثانية الواحدة، نسبة مرتفعة جدا بحيث تجعل القياسات الدقيقة صعبة للغاية.
وحتى القرن التاسع عشر، لم يستطع علماء الفيزياء التوصل لتقنيات مختبرية مناسبة لقياس سرعة الضوء.
لسنوات عديدة أجبروا على استثمار حقيقة أن سرعة الضوء يمكن حسابها عبر قياسات خصائص أخرى. على سبيل المثال، إذا كان تردد الضوء معروفًا، يمكن تقدير سرعته عبر قياسات طول موجته، التي يمكن تحديدها بدقة عالية باستخدام تقنية بسيطة نسبيا تعرف باسم قياس التداخل.مع ذلك،
تمكن العلماء في الستينيات من القرن الماضي من استخدام ساعات ذرية دقيقة، بشكل لا يصدق، لقياس زمن الرحلة لأشعة الليزر. وقد تمكن العلماء من قياس سرعة الضوء لذلك على وجه التحديد، بحيث لم يعد هناك حاجة لقياسه ثانية، وبدلا من ذلك تم تعرُّف السرعة بالضبط لتكون 299،792،458 كم في الثانية الواحدة.
تستطيع الخيول أن تنام وهي واقفة أو مستلقية على الأرض على حد سواء، ويرجع ذلك إلى امتلاكها نظاماً فريدًا من الأربطة المتشابكة والعظام في أرجلها تعمل كنظام تعليق لوزن الجسم دون أن تصاب عضلاتها بضغط أو إجهاد، حيث تسترخي عضلاتها الأمامية تماما، وتمنع أربطة عظام الفخذ الساق الخلفية من الانحناء. ولا تبذل الخيول أي طاقة واعية خلال نومها، فأرجلها ستظل مغلقة على تلك الحالة خلال فترة نومها، ومعظم الخيول تقضي أكثر أوقات نومها وهي واقفة.
ويذكر الأطباء البيطريون أنه من غير المعتاد أن تظل الخيول منتصبة القامة لمدة تزيد عن شهر لأنها ثقيلة الوزن ولديها عظام هشة نسبيًا، وقد يسبب ثباتها على وضع واحد لفترة طويلة تقلصات في العضلات.
ويعتقد معظم الخبراء أن الخيول البرية اعتادت النوم منتصبة لأغراض دفاعية، فسرعة الخيول هي العامل الحاسم في هروبها من أعدائها، وهي أسرع نجاحًا في الهروب وأقل عرضة للتعرض للخطر عندما تنطلق من وضع الوقوف عنه من وضع الاستلقاء، يساعد على ذلك أيضًا أن الخيول، على عكس البشر، لا تحتاج إلى فترة متواصلة من النوم، فهي تحصل على راحتها في فترات قصيرة ومتقطعة تقترب من ساعتين ونصف الساعة في اليوم الواحد على فترات زمنية قصيرة لا تتعدى 15 دقيقة، وقد تقضي الخيول من 4 إلى 15 ساعة يوميا وهي واقفة، أما عند النوم العميق، فلابد أن تستلقي الخيول على الأرض كما معظم الحيوانات، ولا يحدث ذلك سوى لساعتين على الأكثر كل بضعة أيام.
تميل معظم الأسماك إلى الحركة معًا سواء في مجموعات صغيرة أو قطعان كبيرة، وبالرغم من ذلك العدد الهائل من الأسماك الذي قد يصل إلى عدة ملايين في القطيع الواحد، إلا أنها تتحرك قريبة من بعضها بعضًا في تناغم مدهش دون أن تتصادم، وهي في اتصال محسوس يجعلها تتكيف سريعًا مع أي تغير يطرأ على حركة الأجسام المجاورة لها، وتكون حاسة البصر من أكثر الحواس التي تستخدمها الأسماك في الإحساس بحركة الآخرين من أفراد القطيع.
وقد أشارت العديد من الأبحاث إلى أن الأسماك العمياء لا تستطيع الحركة في جماعات، وقد تعتمد أفراد بعض القطعان أيضا على حاسة السمع في التفاعل مع الأصوات الصادرة من أفراد جماعتها، كما أن للأسماك عضوًا خطيًا جانبيًا Sideline Organ ذا حساسية عالية يستطيع التقاط أدق الحركات في المياه التي تسبح بها مثل الدوامات التي تسببها الأسماك الأخرى، ويتكون العضو الجانبي من سلسلة من المسام الدقيقة تقع على طول جانب جسم السمكة ورأسها، ومن خلال تلك المسام يصل الماء إلى قناة دقيقة توجد بها نهايات عصبية حساسة تحتوي على خلايا شعرية بنهايات رخوية تشعر بأي اضطراب أو تغير في ضغط الماء حولها، وترسل النهايات العصبية تلك الإشارات إلى النظام العصبي المركزي للسمكة لكي تعدل من حركتها تبعًا لها، ويحاول كل فرد الحفاظ على انتمائه للقطيع لأن ذلك يوفر له الحصول على غذائه معهم والحفاظ على حياته من أعدائه المفترسين، فسلوك القطيع Shoal Behavior يجعل الأسماك تتحرك معا في سلوك منظم للغاية وكأنها كائن حي واحد، فيكون من السهل عليه أن يبحث عن مساحة كبيرة من الطعام أفضل من كل فرد بمفرده، كما يسبب ذلك رهبة للكثير من أعدائه الذين يخشون الاقتراب من ذلك الكائن الضخم، خاصة عندما يشعر أفراد القطيع بالخطر فيسبح القطيع معًا عن قرب وفي سرعة بأسلوب خاص يخيف عدوه، ويختلف شكل القطيع تبعًا لغرضه من الحركة، فعلى سبيل المثال، تتحرك الأسماك المهاجرة في شكل سهم يخترق الماء توفيرًا للطاقة المبذولة أثناء السباحة.
للتخلص من الأجسام السيئة التي قد تصل الأنف عطريق التنفس تماما كالفلتر في مكيف الهواء مثلا.فشعر الأنف يحتجز الأوساخ،الفيروسات،البكتيريا.وأي مواد ضارة الى أن نقوم بتنظيف انفنا أو نعطس .رغم أن كثافة الشعر في الأنف لا تعد منظرا جماليا،الا ان أبحاث المختصين و دراساتهم أثبتت ان من لديه شعر خفيف في الأنف ،أو من يقوم بازالته ،يكون معرضا للاصابة بالربو بنسبة تزيد ثلاث مرات مقارنة مع من لديه شعر كثيف في أنفه وهو ما يشير الى أن هذا الشعر هو الخط الدفاعي الأول .لهذا ينصح الأطباء بعد ازالة الشعر بشكل كامل من الأنف .
لأن الفيروسات و مسببات الأمراض الأخرى ستجد الطريق سلسا عبر جهازك التنفسي.
تحيط بأعيننا عضلات تتحكم في رفع الحواجب والجفون، وبحكم عملها المستمر معنا خلال نشاطنا اليومي الذي قد يستمر لساعات فإن تلك العضلات تكون معرضة دوما للإرهاق، وهو ما يجعلها ترتخي محاولة الحصول على بعض الراحة، وقد يعزز ذلك الإحساس بالتعب عدم الاكتفاء من النوم، أو التحديق لساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر، وبالرغم من أن ثقل الجفون لا يقع تحد بند العرض المرضي، إلا أنه قد ينتج في حالات التدخل الجراحي في تلك المنطقة الحساسة والظاهرة من الوجه، مثلما يحدث عادة عند استخدام الحقن الخاصة بالتجميل.
ينصح الأطباء وأخصائيو التغذية بضرورة تنوع الغذاء، لأن الجسم البشري لا يتمكن من أداء وظائفه الحيوية سوى بتلبية احتياجاته من الأحماض الأمينية والدهون والفيتامينات، وتشير دراسة حديثة أجريت على أشخاص من عشر دول أوربية إلى أن تناول أنواع مختلفة من الخضراوات والفاكهة قد قلل من نسبة الإصابة بسرطان الرئة بنحو 23 في المائة، ولأهمية ذلك التنوع فإننا نحتاج يوميًا إلى فيتامين (ج)، والذي يوجد في الليمون والبرتقال والفراولة والطماطم والبطاطس، اللازم للتفاعلات الكيميائية الحيوية، ولالتئام الجروح، وكمضاد للأكسدة، والذي يسبب نقصه مرض الإسقربوط أو ضعف الشعيرات الدموية التي ينتج عنها نزيف اللثة وآلام الأطراف وقد ينتهي بالوفاة، وكذلك فيتامين (أ) اللازم للبصر وصحة الجلد، كما نحتاج أيضا إلى الدهون الموجودة بالمكسرات والأسماك والزيوت لصحة الشعر وقوة الأظفار، وإلى الأحماض الأمينية من المنتجات الحيوانية والبقوليات والحبوب اللازمة لبناء بروتين الخلايا.
يمكن للمياه الجوفية التركز في منطقة تختلط فيها مع الرمال الناعمة وغيرها من المواد كالطين، فتطفو الرمال مكونة طبقة تبدو صلبة، وبسبب تشبع الرمال بالماء فإن حبيباتها تفقد قوة الاحتكاك بين بعضها بعضًا فتصبح غير مستقرة لا تستطيع تحمل وجود ثقل عليها فتغوص به إلى أسفل، هذا ما نطلق عليه «الرمال المتحركة»، والتي توجد في مناطق الينابيع الطبيعية وعلى طول ضفاف الأنهار وقرب البحيرات وشواطئ الجزر، ولا تحدث الرمال المتحركة في الصحراء إلا نادرًا عندما تكون الرمال هشة كما في كتل الكثبان الرملية.
وقد اكتسبت الرمال المتحركة سمعة سيئة عندما صورتها الأعمال السينمائية وهي تبتلع شخصا بأكمله، وقد حاول فريق بحثي من جامعة أمستردام في عام 2005 البحث عن معقولية ذلك، وقد توصل إلى أن الرمال المتحركة لا يمكنها ابتلاع شخص سوى إلى منتصفه تقريبًا بأي حال من الأحوال.
تتميز الفقاريات ذوات الأربع بأطرافها التي تحتوي على أصابع، وتختلف الأصابع في عددها وشكلها واستخدامها بين الأنواع المختلفة، كما قد تختلف أيضا بين الأفراد في المجموعة الواحدة، وللإنسان كفان يحتوي كل منهما على خمسة أصابع، وهي بترتيبها الإبهام والسبابة والوسطي والبنصر والخنصر، والأصابع هي وسيلتنا في التعامل مع بيئتنا المحيطة، فنحن نمسك بها الأشياء، ونستخدمها في الكتابة، ولعب الرياضة، كما يتم التواصل بين فاقدي النطق بلغة الإشارة التي تعتمد على الأصابع.
لأصابعنا حساسية عالية حيث تتركز بها مستقبلات اللمس والحرارة أكثر من بقية مناطق الجلد البشري، فهي حساسة للحرارة والضغط والاهتزازات والرطوبة، وكما يقول دكتور دوان أندرسون، من متحف دايتون للتاريخ الطبيعي، فإن أصابعنا تكون مختلفة عن بعضها بعضا لأننا بذلك نكون أكثر قدرة على التقاط الأشياء والإمساك بها، فعندما تمسك بكرة تنس في راحة يدك، فإن الأصابع على اختلاف أطوالها عندما تحكم الغلق حولها، تظهر في ذلك الوضع وكأنها متساوية الطول، وهو ما لم يكن يحدث لو أن أطوال الأصابع كانت متساوية، بل كان سيعيق ذلك بالتأكيد إحكام اليد على الكرة.
وكما يضيف جون هيرتنر، عالم الأحياء بجامعة ولاية كيرني، فإن كون الإصبع الخارجي هو الأصغر بين الأصابع سواء في اليد أو القدم، فذلك لكي نستطيع الحركة بسهولة وكفاءة. ويعتقد العلماء أن السبب في اختلاف أطوال الأصابع يبدأ لدى الجنين في رحم الأم، ويرتبط ذلك بكمية هرمون الذكورة التستوستيرون الذي يتعرض له الجنين، لذلك يكون اصبع البنصر في الذكور أطول قليلا من اصبع السبابة، بينما في الإناث يكون يكون أصبعي السبابة والبنصر عادة في الطول نفسه.
يعتقد البعض أن الإنسان يستخدم جزءًا قليلاً من مخه، ويرجع الباحثون ذلك إلى أن أجهزة رصد نشاط المخ في بداياتها لم تكن قادرة سوى على تسجيل جزء قليل من ذلك النشاط قدره العلماء في بدايات القرن العشرين بنحو عشرة في المائة فقط، ويشير العلماء إلى خطأ ذلك، فكل جزء في المخ تتم الاستفادة منه، وكل خلية عصبية في المخ تكون نشطة دائمًا، وقد يزداد نشاطها خلال تنفيذ مهمة معينة، وربما يتباطأ نشاط بعض الخلايا في وقت من الأوقات لكنه لا يتوقف، فالخلايا العصبية التي تتوقف عن الاستجابة تموت، وتظهر دراسة للمجلس الوطني للبحوث بالولايات المتحدة الأمريكية عن منتجات تحسين الأداء عدم التوصل إلى مواد يمكنها تحفيز أنشطة المخ بديلا عن الممارسة والتدريب والعمل الجاد، وفي داخل عملياتهم، يشير الأطباء إلى عدم توصلهم في الأحوال الطبيعية إلى أي من نقاط المخ التي ربما تكون توقفت عن الإدراك أو تعطلت عن الإحساس أو الحركة، وباستخدام التقنيات الحديثة كالأشعة المقطعية وأشعة الانبعاث البوزيتروني وأشعة الرنين المغناطيسي، نجح الباحثون في تحديد العديد من المواضع التي لها وظائف نفسية داخل مراكز وأنظمة المخ.
معظم الأنشطة التي يتم تحذيرنا منها مثل الإفراط في مشاهدة التلفاز، والجلوس لفترة طويلة أمام شاشات الكمبيوتر، والقراءة في الضوء الخافت أو قراءتنا لنصوص مكتوبة بأحرف صغيرة لا تسبب ضررًا دائما للعين، ولكنها تؤدي إلى إجهاد في عضلة العين لأنها تعرضت إلى العمل بصورة تفوق قدرتها الطبيعية، بالضبط مثل التعرض للشد أو الإجهاد العضلي في الساق عند ممارسة رياضة الجري لمسافات طويلة دون التمرن الدائم على ذلك، وقد يؤدي إجهاد العينين إلى تدمعها أو جفافها، وفي أحيان كثيرة إلى الإحساس بالصداع.
وينصحك الأطباء بالقراءة دائما في ضوء مناسب، وأن تريح عضلات عينيك بأن تغمضهما لدقيقة أو أن تنقل تركيزك إلى الأشياء البعيدة كل فترة حتي يمكنك ممارسة عملك دون إجهاد، كما عليك ارتداء نظارات الشمس الداكنة عند الخروج في النهار المشمس لأن الشمس قادرة على أن تؤذي العين أكثر مما نتصور.
سواء ارتفعت درجة حرارة الجو أو انخفضت بصورة ملحوظة فهي بمنزلة حالات طارئة قد تشكل خطراً حقيقياً على الجسم البشري، ففي الطقس البارد، علي سبيل المثال، تزداد أعداد الوفيات من البشر، فمنهم من يموت مباشرة بسبب الانخفاض الشديد في درجة حرارة أجسامهم Hypothermia للدرجة التي يفشل عندها في أداء وظائفه الحيوية، أو بسبب مشكلات القلب الناجمة عن جلطات الدم والشرايين أو أمراض الجهاز التنفسي والتي تنتج عن التعرض للبرودة الشديدة.
وتحدث الوفيات التي تتعلق بأمراض القلب في غضون ساعات أو يومين على الأكثر من تعرض الشخص للبرد، فالبرودة تغير من تركيب الدم، وترفع من مستويات بلازما الدم، وتزيد من عدد كرات الدم الحمراء، وتسبب زيادة نسبة كوليسترول البلازما والتي ترتبط جميعها بحدوث تجلط الدم. وفي لقاء مجلة «ديلي ميل» البريطانية معهما، حاول مايك تيبتون، أستاذ علم وظائف الأعضاء البشرية والتطبيقية في جامعة بورتسموث، والبروفيسور ستيف هيلد، رئيس الكلية الملكية لطب الأسرة تفسير كيفية استجابة أجسامنا المعقدة للطقس شديد البرودة.
ماذا يحدث للجسم البشري في حالات الطقس شديد البرودة؟
واحد من الاستجابات الأولى للجسم البشري في حالات الطقس البارد هو انقباض الأوعية الدموية Vasoconstriction مما يخفض من تدفق الدم عن الأطراف مثل أصابع اليدين والقدمين، فالجسم يريد عزل نفسه والحفاظ على درجة حرارة أنسجته الداخلية وحماية المخ والقلب والأعضاء الحيوية الأخرى عن طريق سحب الدماء إلى طبقة الدهون تحت الجلد، ورغم أن ذلك قد يؤدي إلى تجمد اليدين والقدمين والذراعين والساقين بسبب برودة الأعصاب السطحية والعضلات، لكنه أفضل بكثير في سبيل حماية الأعضاء الداخلية الأكثر أهمية وحيوية.
لا، فكل الخلايا بما في ذلك خلايا البكتيريا والفيروسات تعمل ببطء أكثر في الطقس البارد، لكن درجات الحرارة المنخفضة لا تقتلها، فالمعروف أن الحرارة الشديدة هي التي تقتل البكتيريا، وهذا هو السبب وراء إمكانية حدوث التسمم الغذائي من الطعام المجمد، بينما ينصح بطهو الطعام جيدا للقضاء على البكتيريا.
يشير الأطباء إلى كون الجفاف عاملاً مؤثراً في العديد من الوفيات بسبب البرودة، فتناول السوائل بكثرة لا يقل أهمية عن ارتداء الملابس الدافئة، فالجسم يفقد كثيرا من الماء داخله خلال التنفس، وتبخر الماء عبر مسام الجلد، كما أن انقباض الأوعية الدموية يزيد من ضغط الدم حيث ينتقل الدم من الأطراف إلى الأجزاء الداخلية من الجسم، فيستجيب الجسم لذلك بفقد المزيد من سوائل الجسم عبر الكليتين وإنتاج المزيد من البول، وهو ما يعرف بإدرار البول بسبب البرودة Cold-induced diuresis، ويكون البول في تلك الحالة شفافا بسبب إفرازه السريع داخل الجسم.
نعم، ففروة الرأس ليست لها دفاعات جيدة ضد البرودة، لذلك فهي تحتاج إلى حماية مصطنعة، وهناك قول مأثور لمتسلقي الجبال: «إذا كنت تريد أيادي دافئة، فعليك ارتداء القبعة!»، فمن خلال تغطية الرأس تحافظ على حرارة الجسم والأطراف حيث يستمر تدفق الدم إلى اليدين والقدمين.
هل يمكن التغلب على برودة الجو عن طريق الاستحمام بالماء البارد؟
يمكنك فقط غمر جسمك في حوض من الماء البارد إذا أردت إزالة إحساسك بالبرودة، لكن تجنب الاندفاع فجأة إلى الماء البارد فقد يتسبب ذلك في حدوث صدمة باردة Cold Shock، حيث الزيادة المفاجئة في معدل خفقان القلب والذي قد يؤدي إلى الأزمة القلبية أو الغرق، وقد يكون من الأفضل بكثير أن يكون مثل ذلك الحمام ساخنا تكون درجة حرارة الماء فيه بين 40 و41 درجة مئوية فقد يعيد ذلك إليك بعضاً من الدفء، ولا تنسى ألا تحكم على درجة حرارة الماء بيديك أو قدميك فهي الآن تعاني من برودة شديدة، كما أن نهاياتها العصبية (المستقبلات الطرفية) فاقدة للإحساس وغير قادرة على الحكم على مدى دفء المياه.
ويشير الأطباء إلى أن الماء البارد يمكن أن يحفز على المناعة، فالماء البارد يحفز من إنتاج كرات الدم الحمراء، كما يذكر فيجاي كاكار الأستاذ بمعهد بحوث التجلط في لندن، وكذلك يستخدم الثلج في التغلب على الصداع والصداع النصفي، حيث ذكرت دراسة في جامعة شيكاغو الأمريكية أن وضع الثلج مباشرة على المنطقة المصابة يقلل الألم بنسبة 70 في المائة في مرضى الصداع النصفي، كما أن التدليك بالثلج يمكن أن يخفف من آلام الظهر حيث يخدر البرد النبضات العصبية، كما يعتقد أن التناوب بين درجات الحرارة الساخنة والباردة يمكن أن يخفف من حدة احتقان الجهاز التنفسي العلوي، وتنشيط الدورة الدموية والليمفاوية.
هل توجد مظاهر لتأثر البعض بالطقس البارد دوناً عن الآخرين؟
هناك نحو عشرة ملايين شخص في المملكة المتحدة وحدها يعانون من متلازمة راينود Raynaud، وهي حالة يسببها الطقس البارد بسبب الحرمان المؤقت للأطراف، خاصة أصابع اليدين والقدمين، من الدماء، فيتحول لونها إلى اللون الأبيض ثم إلى اللون الأزرق، ثم تعود إلى اللون الأحمر الفاتح عند عودة الإحساس لها مرة أخرى عبر تدفق الدم، وهي عملية يمكن أن تكون مؤلمة، وتظهر تلك الأعراض نتيجة للانقباض المتقطع للشرايين الذي يصاحبه نقص متقطع للدماء في الأجزاء المتضررة، وهي حالة وراثية تؤثر في الغالب على الإناث خاصة عند البلوغ، وفي الحالات الخفيفة منها قد يفيد تناول زيت السمك والزنجبيل والثوم، في حين توصف أدوية موسعة للأوعية الدموية في الحالات الأشد سوءاً.
علم الحفريات هو علم وسيط بين علم الأحياء وعلم الجيولوجيا. يهتم هذا العلم بدراسة كائنات ما قبل التاريخ، وكيفية تطورها وعلاقتها مع الظروف البيئية المحيطة. بدأت ممارسة هذا العلم منذ القرن الخامس قبل الميلاد، لكنه لم يؤسس بشكل حديث إلا في القرن الثامن عشر على يد العالم الفرنسي جورج كوفير (1769 - 1832) وأعماله في التشريح المقارن. تطوّر هذا العلم بشكل سريع جدا في القرن التاسع عشر، ويستخدم هذا العلم تكنيكات مأخوذة من علوم عديدة أخرى، كالكيمياء الحيوية، والجيولوجيا والهندسة والرياضيات وغيرها.
ولكن كيف يتم تقدير أعمار تلك الحفريات ؟
يتم تقدير أعمار الحفريات المكتشفة باستخدام قياس نسبة الكربون المشع فيها، وقد أثار تأريخ الكربون المشع ضجة كبرى منذ استخدمه لأول مرة الكيميائي الأمريكي ويلارد ليبي عام 1949 بعد أن أعطى تحديدا دقيقا إلى حد بعيد لعمر المواد العضوية كالعظام والشعر والنباتات والمنسوجات الطبيعية والأخشاب، والكربون المشع هو نظير مشع للكربون، يسمى الكربون 14، وينتج عندما تقصف الأشعة الكونية cosmic rays الغلاف الجوي للأرض بكثافة كما يحدث كل يوم، ويسلك الكربون 14 نفس سلوك النظائر غير المشعة للكربون وهي الكربون 12 والكربون 13 حيث يتحد مع الأكسجين مكونا غاز ثاني أكسيد الكربون، وتمتص جميع النباتات الكربون 12 ونظيره المشع الكربون 14 أثناء عملية البناء الضوئي، ولذلك فهي تصل كذلك إلى أنسجة البشر والحيوانات عبر امتصاصها عند تناول تلك النباتات، وتكون النسبة بين الكربون 12 والكربون 14 في جسم الكائنات الحية مماثلة لنسبتيهما في الغلاف الجوي في ذلك الوقت، وعند موت الكائنات الحية تظل كمية الكربون 12 ثابتة، بينما تبدأ كمية الكربون 14 في التآكل دون أن يحل محلها جديد كما يحدث أثناء حياة الكائن الحي، حيث تتحلل إلى نيتروجين 14 (أحد نظائر النيتروجين)، وتتآكل كمية الكربون 14 في المادة العضوية بمعدل فترة نصف عمر تبلغ 5730 سنة، بمعنى أن نصف الكمية من الكربون 14 تتآكل كل 5730 سنة، ولذلك يمكن على سبيل المثال قياس الكربون الباقي في شجرة متحجرة مقابل كميته في شجرة حية ليعطي ذلك دليلا على عمر الشجرة المتحجرة أو تأريخها، ويتم ذلك عن طريق أخذ عينة من المتحجرات المراد دراستها ثم معالجتها وحرقها لكي تتحول إلى غاز، ولأن ذرات الكربون 14 تتحلل إلى نيتروجين 14 فإنها تطلق إلكترونات يتم رصدها وعدها عن طريق كاشف الإشعاع radiation detector، ويعطي ذلك الأسلوب نتائج موثوقة في الحفريات التي لا يزيد عمرها عن خمسين ألف سنة، حيث لا يتبقى نسبة من الكربون يمكن قياسها إذا زاد عمر الحفريات عن ذلك، إلا أنه يمكن تطبيق مبدأ تأريخ الكربون 14 على العديد من النظائر الأخرى ذات فترة نصف عمر أكبر بكثير مثل البوتاسيوم 40 الذي يوجد داخل الجسم البشري وتبلغ فترة نصف عمره 1.3 مليار سنة، وكذلك اليورانيوم 235 ذو فترة نصف عمر 704 ملايين سنة، واليورانيوم 238 بفترة نصف عمر 4.5 مليارات سنة، والثوريوم 232 بفترة نصف عمر 14 مليار سنة، والروبيديوم 87 بفترة نصف عمر 49 مليار سنة، وحديثا يتم استخدام معجل الطيف الكتلي Accelerator Mass Spectrometry، والذي يقوم بعد الجزيئات في كتلة ما بعد وضعها في مجال مغناطيسي، ولذلك يمكن لمعجل الطيف الكتلي تحديد عمر كمية قليلة جدا من المادة العضوية، وإن كانت نتائجه أقل دقة، بدلا من الأسلوب التقليدي الذي يتطلب عينة كبيرة نسبيا من المادة المكتشفة يتم حرقها وتحويلها إلى غاز، وهو غالبا ما يرفضه المستكشفون وعلماء الآثار، ويشير الباحثون إلى أن الدقة العالية للنظائر المشعة في تحديد أعمار الحفريات والمكتشفات العضوية لا يجب أن تنسينا أن كثرة الأنشطة النووية والإشعاعية، والتي زادت بكثرة منذ الحرب العالمية الثانية، لابد وأن تؤثر على تلك الدقة في المستقبل.