من وراء الغياب، أكتب لا على ورقٍ بل على صفحة الوجود نفسه.
أعلم الآن أن كلّ ارتجافةٍ مرّت بي كانت صلاةً خفيّة، وأن كلّ خوفٍ كان طريقًا إلى اليقين. لم أكن تائهة، بل كنت أُقاد بلطفٍ لم أتبينه إلا حين انكشفت الحجب.
لقد كان الله أقرب من كلّ ما كنت أرجوه، وكان الصبرُ وعدًا صامتًا يتهيّأ لزهرةٍ لا تموت.
ما عاد في القلب ارتعاش، فقد استقرّ فيه الإيمان كجبلٍ يقف في وجه الريح.
تعلّمت أن لا أطلب طمأنينتي من الخارج، فالنور الذي كنت أبحث عنه لم يغب، إنما كنتُ أنا التي غابت عنه.
والآن… لا خوف، لا قلق، لا ظلال.
إنما سكونٌ يعرف طريقه إلى الله، ويقينٌ يبتسم في وجه الغيب.