اُنثَى تَحمِلُ قَلبَ طِفلةَ { مُدوّنتِي }

تلكَ القُوّةُ التي تتقمّصينها
ليست سوى ضُعفًا غائرًا في روحكِ

~لؤلؤة قسنطينة~


image127239.html


 
آخر تعديل:
ليتنَا كُنّا أقلامًا،
نرتشفُ حبرًا شفّافا
فنبوح ونبوحُ

ولا يقرؤنا أحد

~لؤلؤة قسنطينة~


image127240.html


 
آخر تعديل:
يشاهد هذا الموضوع: 6 (الأعضاء: 1، الزوار: 5)
خمسة ضيوف في بيتي ^^
أهلا وسهلًا بكم سررتُ بحضوركم
وهذه هدية منّي لكم

باقة توليبٍ عطرة كأرواحكم


image127241.html


 
آخر تعديل:
وُلدتُ لأكون قسنطينية

رغم أنّ منزلي الحاليّ يبعد عن وسط مدينة قسنطينة، ولكنّني ترعرعتُ في قلبها وكبرتُ في لبّها، ونمت جذور ذكرياتِي الجمّة في أرجائها، ومازلتُ أهيمُ بها شوقًا وحبًّا


كأنني أراها لأوّل مرّة وكأنّما يتجدّد هواها في قلبِي كلّ مرّة، لذلك مع إرسال الشمس الذهبية خيوطها الدافئة على وجنتيّ مدينتي، إلّا وأخرج لتفقّد حبيبتي قسنطينة،

فأسير في شوارعها وأزقّتها التي تفوح منها رائحة الماضي اللذيذة، تطربكَ زقزقة العصافير وهي تنشد لحنًا شجيّا على الأشجار التي تجرّدت من أوراقها، فيتهيّؤ لك

من غنائها أنّها فرِحة مُبتهجة بطلوع يومٍ جديد وهي في كنفِ هذه المدينة الجميلة، يلامس وجهك نسيم الصبّاحِ العليل المنعش وتداعب أنفك رائحة الخبز الشهيّ،

أنَاسٌ يستيقظون باكرًا للاسترزاق، يعلّقون على أبواب دكاكينهم أدعية وأذكار، ويستقبلون زبائنهم بابتسامة عذبة ودعوات طيّبة، تزرع الأمل فيهم وتشحذ همّتهم

هذا الصّباح، وكأنّ دكاكينهم وُجدت لبيع السّعادة، ترى الأطفال ذاهبين لمدارسهم وضجيج أصواتهم يمتزج بأصوات صافرات رجال الشرطة لتنظيم حركة المرور،

أما المّارة ففي جعبة كلٍّ منهم حكاية ما، تتباين أعمارهم وأجناسهم وحتى ملامحهم، فتلك صبية وذاك شاب، وتلك عجوز مسنّة تستند على عصاها ذاهبة اتجاه

السوق لشراء بعض الخضروات، فيستقبلها البائع بوجه بشوش ويخبرها أنه اشتاق لها ويسألها عن سبب غيابها، وهناك رجلان مسننان أحدهما أعرج والآخر يقف

على عكازته، وكلّ منهما يتأبط ذراع الآخر يستندان على بعضهما البعض ويسترجعان بعضًا من ذكرياتهما المشوّقة، كلّ شيء في هذه المدينة ينبض بالحياة، تحيّة

الناس المتبادلة، أصواتُ الباعة، وبعضٌ من موسيقى المالوف التي تنبعث من معرض للأواني النحاسية العريقة، وأزهار "البليري" أو النرجس المنتشرة في مداخل

الدكاكين وفي أكفّ المارّة وعلى الأرصفة يبيعها بعض الأولاد أو بعض المسنين، وكأن المدينة تشهد ولادة فريدة لفصل الرّبيع، كنت حينها أسير أو بعبارة أوضح

أحلّق في الهواء وأثبّتُ خطواتي على بساطٍ من خيالٍ، تبتسم شفتاي ونظرات الحبّ في مقلتيّ تعانق الشوارع والبنايات العتيقة والأزقّة الضيّقة منها والواسعة، والدكاكين التي

شهدت طفولتنا الممتعة، فتضمّني الذكرى ويدثّرني الحنين، لم يتغيّر شيء منذ ذلك الحين حتى تلك المسنّة التي اعتادت الجلوس للتسوّل في أحد الأزقة لا تزال تمطرنا

بالدعوات كلّما مررنا بجانبها، والمكتبة التي اعتدنا شراء أدواتنا المدرسية منها لا تزال كما هي، فقط بعضٌ من الأماكن مرّ عليها الزّمن فأحدث فيها تغييرا عظيما

بائع الخضروات الذي كنّا نتسابق إليه لشراء بعض الفواكه والمواد الغذائية قد مات ولم يبقَ شاهدًا عليه سوى دكانه المغلق المهجور، المخبز القريب من بيت جدّتي

اليوم فقط انتبهت أنّه مغلق كذلك، يقال أنّ صاحبها قد توفيّ فتجادل الورثة حول أمرها فتمّ غلقها، هذا المخبز الذي كنّا نحمل إليه "المقرود والكروكي وخبز الدار"

في المناسبات والأعياد وسط ضحكاتنا وعبثنا، هذا الذي كنّا نقصده لشراء الحلويات والخبز فيستقبلنا مبتسما؛ قد اختفى، إضافة لبعض الدكاكين التي غيّر أصحابها

المبيعات فيها، وهاهي للاسف شعلة أخرى من شُعل الذكريات تنطفىء، ورغم هذا تبقى قسنطينتي فريدة، رغم أنّ كلّ ما ذكرته سابقا قد يكون موجودا في كلّ

مدن العالم، ولكنّ مدينتي تمتلىء حبّا ولرائحتها ذوقٌ خاصٌ مُطعّم بالذكريات العذبة، لذلك فإن من يرى إعجابي بها وتشبث عينيّ بكلّ شيءٍ في شوارعها يظنّني سائحة

أعجبت بهذه المدينة الفاتنة، ولكنّني ابنة قسنطينة وكبرت في كبدها وهي جزء منّي وأنا جزء منها، غير أنّ شوقي وحبّي لها لا يندثر ولا يتغيّر، وأكاد أجزم أنّ أكبر وأفخم

المدن الأوروبية لا تقوى على صنع إحساس مماثلٍ بي إلا قسنطينتي، لأنّها ببساطة تتقن نسج الذكريات واحتواء القلوب، مشاعرٌ جمّة تنبض بداخلي ولم تراودني الآن،

وإنّما تأججت بداخلي أثناء تجوّلي في قلب مدينتي هذا اليوم، وهذا قليلٌ منها نقلته هنا، وددتُ حقًّا في تلك الأثناء أن أقف مكاني وأجلس على قارعة الطريق ثم أخرج دفتري

وقلمي وأدوّن مشاعري الطازجة التي ينبض بها فؤادي، أو أن أحمل آلة تحتفظ بالمشاعر أو تُوقف الزّمن، فحبّ هذه المدينة في قلبي لا تعبّر عنه الحروف ولا الكلمات مهما

كانت بلاغتها، صدق من قال قسنطينة هي غرامي، والله إنها لغرامٌ تورّط به الفؤاد ووقعت النفس أسيرةَ حبّ هذه المدينة الساحرة،


التي لو لم تكن مدينة لوصفتها بالوقار، أحبّكِ مدينتي الغالية وأعشقُ ترابكِ.

~لؤلؤة قسنطينة~

102051

102052

102053
 
آخر تعديل:
لا أدري ما علاقتي بالأطفال تحديدًا :unsure:

قبل أربعة أيامٍ تقريبًا وبينما أنا في بيت جدّتي -رحمها الله- دعت إحدى الجارات خالتي -وهي رفيقة حميمة لها- بأن تزورها لأنها اشتاقت لها ولأمور أخرى غيرها، وحينما علِمَت أنّني هناك

طلبت من خالتي أن تحضرني معها وقالت لها "تلك ابنة الغالية احضريها معكِ أريد رؤيتها"، فذهبنا لإمضاء بعض الوقت عندها، هي تقطن في الطابق الذي يعلو بيت جدتي، إمرأة

طيّبة ومحترمة ومتخلّقة وبشوشة الوجه وعذبة الكلام توفيّ والداها وتعيش في بيت أبيها مع أختها المطلقة، المهم ذهبنا لزيارتها وكانت أمسية جد مميزة، وعندها وجدت طفلًا قد خرج لتوّه

من المدرسة اسمه عبد الرحمان، يحبّ هذه المرأة فيقصد بيتها ريثما يعود والداه من العمل، في بداية زيارتي كنت خجِلةً أقول كلمة وأصمت دهرًا، لكن بوجود عبد الرحمان انطلقت ههه

كان جميل الوجه وبريء الملامح يدرس في السنة الثانية ابتدائي، فور وصوله سلّم علينا -فهو يعرف خالتي بما أنه جارها- ثم جلس إلى جوارنا وأخرج دفتره الذي كما يسميه "كراس

الخربشة" فطلبت منه أن يريني كراسه لأرى كتابته، فابتسم وأخرج دفترا آخر وقال "شوفي هذا خير نظيف ههه" تفقّدت الكراس ورحت أمدح كتابته الجميلة التي أفرجت عن ابتسامة

عذبةٍ منه، وصِدقًا كتابته جدّ جميلة ولا توحي بسنّه الصغير مطلقا أتوقّع له مستقبلا زاهرًا، تبادلنا بعض الأسئلة الطريفة مع بعضنا فلاحظ اهتمامي بأمره فراح يحكي لي عن دراسته،

وأنا أسمعه بخشوع، لمحت محفظته الممتلئة فقلت "قدماه كبييرة، تقدر تهزها وحدك؟" فضحك وأحضرها لي وقال "جربي هزيها" تظاهرت بعدم قدرتي على حملها وبأنني ضعيفة لا أقوى

على ذلك فانفجر ضاحكا وراح يريني قدرته على حملها بسهولة هههه فأخذت أمدح نشاطه وذكاءه، ثم أحضرت صاحبة المنزل الحلوى والقهوة والحليب، ودعتني للأكل وأن لا أخجل

منها وأن أعتبرها بمقام خالتي، حينها قلت سأختار قطعة حلوى بعد أن يختار عبد الرحمان، ثم قلت له "هيا خيّر الحبّة تاع القاطو لي تعجبك، تحب الشوكولا ولا الميلفاي؟" عندها احتار في

الاختيار فاقترحت له أن يلجأ لطريقة "شادي بادي قالي راسي إلى آخر الأغنية"
😂 فأخذ يعمل القرعة بين حبات الحلوى حتى وقع اختياره على واحدة، استمتعنا بأكل الحوى ونحن

نتبادل أطراف الحديث عن ظواهر المجتمع السيئة، وكنت بين الحين والآخر ألقي نظرة على عبد الرحمان فأراه يحدّق في، فابتسم له فيبادلني الابتسامة، وهكذا كلّما نظرت إليه وجدته

يراقبني فعلمتُ أنّ بجعبته الكثير، دعوته للاقتراب منّي وقلت "أرواح نحكيو شوي" فأسرع وجلس إلى جانبي، فسألته عن أحبّ الهوايات إلى قلبه أو ما يمارسه في وقت فراغه، فأخبرني

أنه يلعب على "البلاي" وبدأ بالتحدث عن تلك اللعبة ههه وعن الشخصيات الرئيسية فيها وأسمائهم، سألته كذلك إن كان يشاهد التلفاز فأخبرني بأنه لا يشاهده كثيرا، فأردت

أن أستفسر عن علاقته بالمطالعة فهي تنمّي العقل ونحن نتجاهلها كثيرا أثناء تربيتنا لأبنائنا، سألته عنها فأخبرني أنه لا يحبها، فقلت له" المطالعة مليحة، كي تقرا قصص مخك يولي نشيط

وتولي نتا الأول في الإملاء وتتفوّق في دراستك، لاشتا قصة واحدة في الاسبوع" فأخذ يفكّر لبعض الوقت ثم قال "عندي زوج قصص في الدار كي نروّح نقراهم" ههههه، ثم سألته

إن أعجبته الحلوى وكيف قام بالقرعة بين حبتيّ حلوى فقال "لالا درت شادي بادي بين خمس حبات" -قتلني بالضحك ساع قتلو- "صار نتا عينك على الصحن كامل وحنا لا خبر"

فضحك بشدّة وضحكت معه، ثم أخبرني بصوت منخفض "عندي صورة جماعية تاع المدرسة نعتهالك؟" قتلو "هيه هات نشوف ولدي كيفاه خرج" راح جبدها من ورا التلفاز
😂

يتبع ...

~لؤلؤة قسنطينة~


image127247.html

 

أخرج الصورة من خلف التلفاز وأحضرها لي، فحملتها وتظاهرت ببحثي عنه وسط الصورة، فأضع إصبعي على أحد الأطفال كأنني عرفته ثم أغيّر رأيي فيضحك بشدّة ويقول

"حوسي مليح ههه" فجأة وضعت إصبعي على صورته وقلت "هاهو عبد الرحمان، بصح شحال جيت مليح في الصورة، الله يبارك" قالي " شفتي التريكو تاعي مكتوب فيه كذا

وكذا" قتلو "راني نشوف راك لابس غير الحطّة هههه" بعدها سألته عن أقرب أصدقائه فأخبرني عن أسماء 10 من الأطفال في الصورة هههه قتلو " هادو كامل صحابك كاشما خليت"

فضحك وقال "لالا غير هادو لي بقاو كامل عدوي اللدود"
😂 -قتلني بالضحك- فأخبرته أنه لا يجب أن يكره أحدا وأن يحبّ الجميع مهما كانو، ثم بدأ بذكر أسماء كل من بالصورة

ثم قالي "هيا نلعبو لعبة نعطيك اسم وقوليلي شكون" فوافقت وبدأنا بتلك اللعبة وضحكنا كثيرا، ثم أخبرني أن معلمته أحضرت معها للمدرسة "الليسور لي يسشورو بيه الشعر"

على أساس تسريح شعر البنات ليظهروا في أبهى حلّة، ثم اقترب مني وهمس لي ببطىء وهو يشير لأحد الأطفال وشعره مموّج وقال "هاداك الطفل كانت رايحة تجبدلو شعرو بالليسور

مع البنات" وزاد قالي "والمعلمة جات تجبد شعرها هي تاني حرقت جبهتها ههههه" -قتلني بالضحك- ثم سألته عن أحب الأسماء عنده من الذكور والإناث فبدأ يخبرني واحدا

تلو الآخر وقد وقع اختياره على اسمين "يونس ويوسف" فأعجبت باختياره وأخبرته أنّ هذين الإسمين من أسماء الرسل فأخبرني أنه يعلم ذلك ولهذا اختار هذين الإسمين فمدحت

ذكاءه وأخبرته أن اسم عبد الرحمان كذلك جميب لأنه مقترن باسم من أسماء الله، فبدأ بذكر كلّ أسماء زملائه الذين يقترن أسماؤهم باسم الله "عبد الواحد وعبد العزيز وعبد الله وغيرهم"

فمدحت ذكاءه، سألته عن صاحب المرتبة الأولى فقسمه فعلِمتُ أنه يحتلّ المرتبة الأولى في قسمه بمعدل عالٍ وتحدّثنا عن مدرسته واندهش لمعرفتي ووصفي لها مما زاد الحديث

حماسًا، ثم سألني "هيا واش نلعبو درك" ففكرت قليلا ثم قلت "هيا نديرو شادي بادي على الأطفال لي في الصورة ولي تطيح فيه يخرج من اللعبة حتى نشوفو شكون لي يبقى اللخر"

فلمعت عيناه فرحًا وبدأنا اللعب -يعجبني غير في آخر الأغنية كي يقول "هادي ولا هادي أَدِي أَدِي أَدي" ههههه، وفي كلّ مرّة يخطىء ويضمّ طفلًا تمّ إخراجه من اللعبة

إلا ويضحك بشدّة، وبين الحين والآخر يرفع يده للسماء ويقول "ياربي ونربح ياربي ونربح ههههه" فيما بعد كان علينا المغادرة فأخبرته أنني ذاهبة ولكن عليه مواصلة اللعبة فقال

لي "كي تجي المرة الجاية نقولك شكون ربح هههه" ضحكني بزاف، ربي يحفظو لأهلو ويجعلو من الصالحين يارب، طفل ذكيّ وبشوش ويحبّ الاختلاط بالغير ليس من النوع

الذي يرفض التأقلم مع الآخرين، تذكذرته اليوم صباحًا واشتقت له لشدّة فبدأت أغنّي "أَدِي أَدِي أَدِي" ههههه أتمنى له كل التوفيق والنجاح يارب.


~لؤلؤة قسنطينة~


image127247.html

 
جلوسنَا قُرب النوافذ، ليس رغبةً منّا في رؤية المناظر الطبيعية
وإنّما نبحثُ عن فوهة شرودٍ تسحبنَا بعيدًا عن عالمنا.

~لؤلؤة قسنطينة~

image127277.html
 
بعدَ مُرورِ أكثرَ من عشرين عامًا من عُمرها
لا تزالُ تستندُ على كفّها الأيسرِ وتشاهد الرسومَ المتحركّة
على التلفاز بخشوع، منذ ذلك الحين لم يتغيّر شيء
فقط سالي تحوّلت إلى ماشا والدبّ 🤭

~لؤلؤة قسنطينة~
 

وفِي القلبِ وجعٌ أعظمُ من أن تذرفَهُ دمعًا
وأكبرُ من أن تلفِظهُ حرفًا
كجرحٍ غائرٍ في روحكَ
لا يداويه إلَّا صبرٌ جمِيل

~لؤلؤة قسنطينة~
 
وَمِن فرطِ ضعفِي وقلّةِ حيلتِي
مواساةُ طفلٍ بتُّ أراهَا نصائحَ رجلٍ عجوز
وكأنّني أرى من بالعالمِ أجمعين
يكبرونني سنًّا
وَكأنِّي أرَانِي أصغَر مَن بالكَون.


~لؤلؤة قسنطينة~
 
وأحيَانًا أظنّ بنفسي سوءًا، فأتساءلُ؛ رُبّما أنا سيّئةٌ كفاية
لأنال هذا الجزاء من البَشر!
لكن سرعانَ ما أستغفر خالقي ويتّزن تفكيري وأتذكّر خير خلق الله صلى الله عليه وسلم
كيف كان أكثر النّاس ابتسامًا ومحبّةً للغير، غير أنّه لم يسلَم من أذيّة البشر، حتى من هم أقرب الناس منه.
لستُ بكلّ تأكيدٍ بأخلاقِ ولا بحِلم ولا بعفو ولا بطيبة سيّد الخلق
بل نرجو قطرة من بحر أخلاقه
غير أنّ رسولنا الكريمَ قُدوة لنَا، نرتشف من عطر أخلاقه لعلّنا نهتدي.
أمّا من آذونا، فلنا الله.


~لؤلؤة قسنطينة~

image127913.html
 
لا تزالُ تحملُنِي، رُبّما ليس في أحشَائها وَإنّما في قَلبها،
في دُعائها، في نفسِها،
لا تزالُ تحملُني بداخلها،
كأرضٍ خرجت من جوفِها بذرة وَارتفعت نبتة، ولكن جذورها لا تزال تحتضن التّراب.


~لؤلؤة قسنطينة~

image127949.html
 
زمنُ البكاء على ما أصابنا من أذيّة البشر قد ولَّى،
نحن اليوم نبتسم، نضحك، بل نقطف دمع المآقي من فرط الضحك،
أضحت الهمومُ تدغدغ صبرنا فيبتسم
الإساءة كثيرا ما تجعل من قلوبنا رفاتًا، لكنّنا كثيرا ما نبني منه صبرًا
فنحن لا نرضى بأبديّة الخراب في قلوبنا.


~لؤلؤة قسنطينة~


image127950.html
 
ظننتُ أنّنِي الوحيدةُ التّي تختارُ البُكاء ليلًا والنّاسُ نيام،
إلى أن استيقظتُ يومها بعد منتصف الليل لأسمعها تبكي، إنّها أختي!
أختي التي كلّما ساءت حولها الأمور بكت علنًا وفي وضح النّهار،
أختي التّي لم تخجل يومًا من إبداء ضعفها أمامنا،
هي اليوم كذلك تختار ظلمة الليل لتذرفَ أحزانها!
لا أدري أهنالك أحزانٌ سريّة لا نبوحُ بها إلا لسكون الليل؟
أم أن أحزان قلوبنا ماعاد يكفيها بكاء النّهار فباتت تلقي بأحمالها على الليل كذلك؟
أو ربّما لا تمرّ ليلةٌ في هذا الكون دون أن يبكي فيها أحد.


~لؤلؤة قسنطينة~

 
اِجتمَع الجميعُ ليلَتها في سهرةٍ عائليّةٍ كما يسمُّونها عادة، فأخرجَ فجأةً أحدُ أفرادِ العائلة كومةً من الصُّورِ القديمة، والتي يتجاوزُ عُمر بعضهَا عشرين عامًا.
تدَاولتِ الأيدِي الصُّور بلهفةٍ لترتفعَ الضّحكات بين الحين والآخر نتيجة اِلتقاء الأعين بذكريات طريفة ترسمها تلك الصّور، إلى أن استقرّت الصُّور المتداولة بين كفَّيْها،
ظلّت تستمتع بمشاهدتهَا في صمت الواحدة تلو الأخرى، هذه فلانة وذاك فلان، كم يبدو مظهرهم مضحكًا وهم صغار! يا لجمالِ الطّفولة؛ لكن مهلًا!
كومةُ صورٍ كاملة قد يتجاوز عددها الخمسين صورة، الكلّ حاضرٌ فيها، مهما اختلفت المناسبات وتباينت الذّكريات، لكن أين هي؟ وأين عائلتها الصغيرة من كل هذا؟
بحثَت بين الصُّورِ طويلًا حتى خلف الوجوه الرئيسية والبارزة في كلّ صورة، لربّما يظهر وجهها الصغير خلف وجوههم المبتسمة للكاميرا، لكن لا أمل.
لم تكُن يومًا هي وعائلتها جزءًا من هذه الأسرة؛ ولن تكون، فقط خيطٌ رفيع وهزيل لا يزال يشدّ الأطراف المتنافرة لبعضها بجهد عظيم، إنه اللقب!
لقبٌ تافهٌ فرضَ نفسهُ خلفَ اسمِ كلِّ واحدٍ منهم ليربط الأسماء ببعضها، لكنّه فشِل في ربط واحتواء القُلوب، ما جعل الجميع يدركون أنّه مجرّد رابطٍ وهميّ لا غير.
ابتسمَت بمرارة وهي تعيد الصّور لمكانها، لتزداد المرارة اتساعا -فتصل إلى حلقها لتتجرعها- حين اكتشفت أنه من بين الصور توجد صورة تحتفظ بوجهها الصغير.
هناك على طرف صورة؛ صغيرة ترقص ببلاهة دون أن تبتسم للكاميرا، لا تعلم أنّ الصورة لم تُلتقط من أجلها، أو ربّما هي لا تعلم من الأساس أنّ هنالك صورة
التُقطت في تلك الأثناء، لأنّها لم تكن من أهلِ تلك الصورة بل كانت مجرّد ديكورٍ تافه تم التقاطه بالخطأ، كم كنتِ غبيّةً يا صغيرة! تلك المواقف البائسة، والنّظرات الشّرسة،
والمعاملة السيّئة ،ووجهكِ الظاهر عند طرف صورة بالية، ألم يكشفِ لكِ ذلك شيئًا؟ تلك المرارة التي عاشت بحلقكِ طوال تلك السّنوات ألم تسألي نفسكِ عن سببها؟
لكن ها أنتِ اليَوم تكتشفين أن الذئب عندما يظهر أنيابه فهو لا يبتسم، وها أنتِ اليوم تكشفين حقيقة كلّ كفٍّ صفعت قلبكِ حينها،
وكل نفسٍ آذت روحك يومها، بتِّ حتى تفهمين العيون ولغاتها، استيقظتِ ربّما متأخّرة يا عزيزتي، لكن ..!
تلك الرقصة البلهاء جميل أنّ الحقائق المرّة لم تشوّه جمالها حينها.

~لؤلؤة قسنطينة~


image128586.html


 
اييه فعلا مريومة الصغيرة الاخت الطيبة و الخلوقة
ان شاااء الله غيابها يكون لخير
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top