السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و جزاك خيرا اخي الكريم لموضوعك الراقي
كنت انتظر بفارغ الصبر ان تضع موضوعا و الحمد لله قد وضعته قبل رحيلي
سؤال عن وضع آيات القرآن في التواقيع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بار ك الله فيكم وفي مجهودكم الطيب المبارك في نشر العلم الشرعي ,وسدد الله خطاكم وثبتكم على الحق.
شيخنا الكريم نفع الله بكم :
نقلت إحدى الأخوات موضوعا بعنوان "حكم بعض التواقيع التي تحمل آيات من القرآن "والفتوى فيه لفضيلتكم وفقكم الله فهل لفضيلتكم أن يزيد توضيح الأمر ,وهل كل توقيع فيه آية من كتاب الله يقع تحت الفتوى ؟
أم الفتوى للتواقيع التي لاتظهر فيها الآيات بشكل واضح -على هيئة حيوانات -
والتي توضع مع الآيات صور لذوات الأرواح في المواقع المخلة
وهل الأمر يشمل أيضا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
وإن كان الآية والحديث في الحكم سواء , فما حكم البنرات التي توضع والبوسترات التي تكون إعلانا عن محاظرة أو شريط إسلامي ؟
أيضا:الفلاشات الإسلامية التي إنتشرت في النت فإن البعض منهايحتوي على آيات من القرآن وهي كما التوقيع في ظهورها ؟
وضع آية من القرآن في التوقيع ليس من باب إهانة للقرآن ,ولكن كشعار لصاحب التوقيع ,وتذكير بمعنى الآية.فهل هذا صواب أم لا؟
وجزاكم الله خير الجزاء ,ونسأل الله تعالى أن ييسر للشيخ الإجابة على السؤال فإن الأمر مهم جدا فلا نريد أن نكون ممن يعبث بآيات الله تبارك وتعالى ,ومن يتتبع الرخص .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم في الله
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
قلت في الفتوى السابقة : لا يَجوز أن تُجعل مثل هذه التصاميم خلفيات ولا شِعارات ، سَواء للجوال أو للمواقع ، أو في التواقيع والأسماء .
ويُمكن أن يُجْعَل بدل ذلك عبارات مُؤثِّرة ، أو أبيات شِعر ، أو كلمات مِن مأثور الْحِكَم ، ونحو ذلك .
فآيات القرآن لا يصلح وضعها لا في التواقيع ولا في التصاميم ، وكذلك وضع صورة بعض صفحات المصحف ، أو وضع صورة مصحف مفتوح تظهر بعض آياته في خلفيات التصميم ، فهذا لا يُراد به سوى الزينة ! ولا أدلّ على ذلك أن الآيات لا تُقرأ ، وإنما تظهر بشكل تصميم .
وتجب صيانة الآيات القرآنية عن مثل ذلك ..
ويُكتفى بالمواعظ من غير القرآن ، كالأحاديث والآثار والْحِكَم والأشعار ؛ لأن هذه ليست قرآنا وليس لها حُرمة كَحُرمة القرآن ، فالقرآن كلام الله ، أنزله الله لِهداية البشر ، فيُقرأ ويُتدبّر ويُعمل به .
وإن كانت الأحاديث كذلك ، إلاّ أنها ليست بِمْنِزلة القرآن من حيث الْحُرْمَة وفضل تلاوتها .
وما يكون في إعلانات المحاضرات أو الأشرطة قد يكون أشدّ ؛ لأن تلك الإعلانات تُرمى بعد الانتهاء منها .. فتجب صيانة الآيات من أن تُوضع فيها ، حذرا من أن تُرمى بعد ذلك .
وسبق :
تصميم آيات الله كخلفيات وتواقيع، تصاميم بها آيات قرآنية ..
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=68997
وسبق :
وضع التسبيح أو أي صيغة مِن صِيغ الذِّكْر في التواقيع في المنتديات ، هل هو من الذكر الجماعي ؟
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=13&ref=1449
والله تعالى أعلم .
السؤال:
ما حكم التواقيع التي تحمل تصاميم لصور مصاحف أو مساجد وفيها آيات قرآنية سواء كانت فلاشية أم ثابتة ؟
الجواب : الحمد لله
أولاً:
فإن مما يحزن القلب ما نراه من توقيعات كثير من كتَّاب الإنترنت من الذكور والإناث ، من وضع صور فاسقين وفاسقات ، وفي أوضاع مخالفة للشرع ، ومخلة بالحياء ، ولم يكتف بعضهم بتلك الصور المحرَّمة حتى أضاف إليها أغاني هابطة مع معازف محرمة تُسمع عند وضع " الفأرة " – الماوس – على الصورة نفسها ، وهذا كله لا شك في حرمته ، وفاعل ذلك هو من المعينين على نشر الإثم والفحش ، فلعلَّ مسلماً عاقلاً يصل إليه هذا الحكم الشرعي فيكفَّ عن فعله ، ولعلَّ صاحب موقع عاقل يمنع هذا الإسفاف أن يحصل في موقعه ، وبمنعه هذا يرفع عن كاهله مثل مجموع الآثام التي يرتكبها كتَّاب منتداه .
ولينظر جواب السؤال رقم (
112019 ) .
ثانياً:
أما بخصوص الكتَّاب أصحاب الاستقامة والالتزام بشرع الله فإننا نشكرهم على وضع التواقيع الشرعية المؤثرة ، والتي تحمل معاني عظيمة ، كفائدة علمية ، أو كلمة لأحد السلف فيها معنى جليل ، أو شعر فيه حكمة ، وقد خلت تواقيع أولئك المستقيمين الملتزمين – ذكوراً وإناثاً – من الصور المحرَّمة ، والأغاني والمعازف ، فكانوا أنموذجاً صالحاً لغيرهم .
ثالثاً:
من أراد من الإخوة المستقيمين أن يضع في توقيعه صورة لمسجد ، أو ما ليس فيه روح كالأشجار والبحار وغيرهما : فلا يُمنع من ذلك ، ولو صاحب تلك الصورة نشيدة أو قصيدة ملتزمة بالضوابط الشرعية تُسمع عند وضع " الفأرة " – الماوس – على الصورة .
وأما وضع آيات قرآنية في التوقيع : فله حالان :
الأولى : أن تُوضع بقصد الزينة . فهذا ينبغي أن يمنع ، فإن القرآن لم ينزل من أجل أن يكون وسيلة للزينة ، وإنما نزل القرآن هدى وبياناً للناس. وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم (
254).
الثانية : أن توضع بقصد التذكير بمعانيها ، وخاصة إذا صاحبها سماع لها إذا وضعت الفأرة عليها – كما رأيناه في الرابط من صاحبة السؤال - .
فهذا قد اختلف في جوازه ، والذي يظهر أنه جائز ، بل ينبغي أن يشجع عليه ، ففيه إسماع لآيات القرآن فيتعلم نطقها ، وفيه تذكير بمعانيها فلعلَّها تصادف عاملاً بها طائعاً لها ، والله تعالى أمر بالتذكير بالقرآن فقال : ( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ) ق/ 45 .
قال الطبري – رحمه الله - :
يقول تعالى ذِكره : فذكِّر يا محمد بهذا القرآن الذي أنزلتُه إليك من يخاف الوعيد الذي أوعدته من عصاني وخالف أمري .
" تفسير الطبري " ( 22 / 385 ) .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
وأما تعليق الآيات والأحاديث في المكاتب والمدارس : فلا بأس به للتذكير والفائدة .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 9 / 513 ، 514 ) .
ويفضَّل في مثل هذه الحال أن تتغير الآية كل فترة زمنية ؛ ليتنوع التذكير بآيات القرآن .
والله أعلم
تحياتي احترامي و تقديري