هل المعصية تُخرج الرجل من السلفية والسنية؟

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال : هل المعصية تُخرج الرجل من السلفية والسنية؟
أم أنّ سوء الخلق يُخرج الرجل من السنية ؟

الجواب للشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله :

المعاصي الفسقيات قسمان:
قسم: بدع، ومحدثات، فوجود واحدة من هذه يُخرج المرء من السنة، بل حتى صغار البدع كالذكر الجماعي يُخرج المرء من السنة، والعلماء نصوا-أعني علماء السنة والجماعة- نصوا على هذا، فلا يكون الرجل صاحب سنة حتى تجتمع فيه خصال السنة كلها.

والبدع أقسام ثلاثة:
مكفرة: الرفض، وحدة الوجود، والاتحاد والحلول، والتجهم؛ هذه تنقل عن ملة الإسلام إلى ملة الكفر.

الثاني: فسقيات: كالتمشعر، ومسلك الماتوريدية؛ فهذه فسقيات، فلا تنقل عن الملة، هو مبتدع فلا يسمى صاحب سنة وهو فاسق.

القسم الثاني: الفسقيات؛ مثل الزنى، وشرب المسكر، والقذف، والربا؛ فهذه راكبها لها حالتان:

إحداهما: أن يأتي هذه معتقدًا حرمتها، ولكنه استجاب للنفس الأمارة بالسوء والهوى؛ فهذا فاسق عند أهل السنة هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته؛ هذا حكمه في الدنيا وهو في الآخرة تحت المشيئة إن لقي الله على كبيرة من هذه دون توبة، إن شاء الله غفر له وأدخله الجنة، وإن شاء عذّبه ثم أخرجه منها من النار إلى الجنة، فهو آمن من الخلود في النار، غير آمن من دخولها، فله الأمن الناقص لأنّ هدايته ناقصة.نعم.

هذا هو التفصيل في المعاصي الذي لابد منه.

وضلت الخوارج في هذا الباب فقالوا: في مرتكب الكبيرة في الدنيا هو كافر، وفي الآخرة خالد مخلد في النار.

ووافقتهم المعتزلة على الحُكم الأخروي، وخالفت في الدنيا فقالت: مرتكب الكبيرة هو في منزلة بين المنزلتين.

أنبه هنا إلى أمرين:
الأمر الأول: من خلال هذا السرد القليل، ومن خلال ما قرره أهل السنة في هذا الباب يظهر أنّ أهل السنة هم أرحم الناس بعباد الله، كما أنّهم أعرف الناس بالحق، فهم أرحم الناس بالخلق وهم أعرفهم بالحق، ومَن عدى أهل السنة هم ضلال.نعم.

الأمر الثاني: الذي يجب على كل مَن تصدّر لتعليم الناس ودعوتهم أن لا يُغفل هذا الجانب وهو جمع نصوص الباب، قال علي بن المديني-رحمه الله- وهو أحد شيوخ البخاري-رحمه الله- : والباب إن لم تُجمع طرقه، لم يتبين خطؤه.

فأهل السنة هم أهل الحق الذي لم تشبه شائبة من الباطل لا قليلة ولا كثيرة، وهم أعرف الناس بأحكام الله-سبحانه وتعالى- والحكم على الخلق، لأنّهم يجمعون بين الوعد والوعيد، وبين الخوف والرجاء، وغير ذلك من الأمور التي لابد منها. وبالله التوفيق.
المصدر : موقع النهج الواضح، عن التصفية و التربية
 
رد: هل المعصية تُخرج الرجل من السلفية والسنية؟

ﺑﺂﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻭ ﺟﺰﺁﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍﺍﺍﺍ ………♥
 
جزاك الله خيرا
إحداهما: أن يأتي هذه معتقدًا حرمتها، ولكنه استجاب للنفس الأمارة بالسوء والهوى؛ فهذا فاسق عند أهل السنة هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته؛ هذا حكمه في الدنيا وهو في الآخرة تحت المشيئة إن لقي الله على كبيرة من هذه دون توبة، إن شاء الله غفر له وأدخله الجنة، وإن شاء عذّبه ثم أخرجه منها من النار إلى الجنة، فهو آمن من الخلود في النار، غير آمن من دخولها، فله الأمن الناقص لأنّ هدايته ناقصة.نعم.
يعني لا يخرج من سنيته و سلفيته
!
 
السلام عليكم
صراحة فهمت قليلا لأن اللغة صعبة قليلا وليست مفصلة ببساطة
بإذن الله سأبحث أكثر
الله يهدينا إلى الحق ويثبت قلوبنا على دينه
بورك فيك واحسن الله إليك
 
المعاصي الفسقيات و البدع نص صعب علي فهمه
هل يمكن شرحة بطريقة ابسط جزاكم الله خيرا
المراد وفقك الله إلى كل خير، هو أن المعاصي قسمان، معاصي بدعية و معاصي فسقية، يعني
أن كلا من المبتدع و الفاسق عصاة لله،
- المبتدع يحدث في الدين ما ليس منه و يضيف إليه ما لا صلة له به، و ينفر الناس من السنن الثابتة و يدعوهم إلى المحدثات في الدين و يزعم لها فضلا و أجرا، فهو بهذا واقع في معصية من أعظم المعاصي و ذنب من أعظم الذنوب، كونه يغاير شرع الله و يزهد الناس في السنن و يرغبهم في البدع.
- الفاسق ليس كالمبتدع، بل هو أحسن منه حال، كونه يقع في المخالفة لكن لا يستحلها و يفعلها مع إيمان جازم بحرمتها إنما يستهويه في ذلك الهوى، و هو إلى التوبة أقرب من المبتدع.

@ابو ليث جزاك الله خير تفضل في الاجابة .
مبحث الفرق بين البدع والمعاصي :نقلا عن مجلة البحوث العلمية.
(قيِّد الفوائد و إقتنص الأوابد أيها الفتى الزاهد) (إبتسامة).


المعاصي والبدع : فيها تَعَد على حرمات الله وتجن على شريعته ولكن المعاصي والبدع تختلف بسبب اختلاف بواعثها وآثارها لهذا ذكر العلماء فروقا بينها :

1 - أن مرتكب المعصية قصده نيل غرضه وشهوته العاجلة متكلا على العفو ورفع الحرج الثابت في الشريعة ، فهو إلى الطمع في رحمة الله أقرب . كما أن إيمانه لا يتزحزح في أن هذه المعصية ممنوعة شرعا ، وإن اقترفها فهو يخاف الله ويرجوه ، والخوف والرجاء شعبتان من شعب الإيمان .

2 - أن مرتكب المعصية ليس في ذهنه أن معصيته هذه من الشرع في شيء ، فهو لا يعتقد إباحتها فضلا عن أن يعتقد شرعيتها . كما أنه بمعصيته لم ينقص من الدين شيئا ، في حين أن المبتدع ببدعته قد جاء بتشريع زائد أو ناقص أو تغيير للأصل الصحيح ، وكل ذلك قد يكون على انفراد أو ملحقا بما هو مشروع ، فيكون قادحا في المشروع ، ولو فعل أحد مثل هذا في نفس الشريعة عامدا لكفر ؛ إذ الزيادة والنقصان فيها أو التغيير قل أو كثر كُفر . ولكن من فعل هذا بتأويل فاسد أو برأي خاطئ فإنه يكون مخالفا لشرع الله ولا أقل من أن تكون هذه المخالفة بدعة يمنعها الشارع منعا قاطعا .

3 - أن مرتكب المعصية يؤاخذ عليها شرعا ولكنه مع صحة الاعتقاد يحب الله ورسوله ، في حين أن المبتدع ليس كذلك يوضح هذا الحديثان الآتيان :

( أ ) فيما يتصل بصاحب المعصية :


روى البخاري
margntip.gif
: في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
MEDIA-H1.GIF
أن رجلا كان يدعى حمارا وكان يشرب الخمر وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان كلما أتي به النبي صلى الله عليه وسلم جلده الحد فلعنه رجل مرة وقال : لعنه الله ما أكثر ما يؤتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله
MEDIA-H2.GIF
.

ووجه الدلالة : أن هذا رجل كثير الشرب للخمر ومع هذا لما كان صحيح الاعتقاد ويحب الله ورسوله شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ونهى عن لعنه .

( ب ) وفيما يتصل بصاحب البدعة :


جاء في الصحيحين عن علي بن أبي طالب وأبي سعيد الخدري وغيرهما
MEDIA-H1.GIF
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم فجاءه رجل ناتئ الجبين كث اللحية محلوق الرأس بين عينيه أثر السجود وقال : ما قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يخرج من ضئضئ هذا قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم ، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد
MEDIA-H2.GIF
. وفي رواية :
MEDIA-H1.GIF
لو يعلم الذين يقاتلونهم ماذا لهم على لسان محمد لنكلوا عن العمل
MEDIA-H2.GIF
. وفي رواية :
MEDIA-H1.GIF
شر قتلى تحت أديم السماء خير قتلى من قتلوه
MEDIA-H2.GIF
.

ووجه الدلالة : أن هؤلاء المبتدعة مع كثرة صلاتهم وصيامهم وقراءتهم وما هم عليه من العبادة والزهادة ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم ؛ ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل كما يروي عنه ابنه عبد الله قال : حدثنا أبي قال : قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدع من الزنادقة حفرة . فُسّاق أهل السنة أولياء الله ، وزهاد أهل البدعة أعداء الله . اهـ .

وكلام الإمام أحمد لعل المقصود به والله أعلم بيان النسبة بين ضرر الفسق وأهله والبدعة وأهلها لقوله تعالى :
MEDIA-B2.GIF
إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ
MEDIA-B1.GIF
ولقوله سبحانه عن أوليائه
MEDIA-B2.GIF
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ
MEDIA-B1.GIF
وقد بين المحققون أن البدعة شر من المعاصي وأضر لاعتقاد أهلها أنها حق وطاعة ، وذلك كذب على الله وقول في دينه بغير علم ، ويندر أن يتوب صاحبها
margntip.gif
.

من هذا التفريق بين المعصية والبدعة ظهر قبح البدع في الإسلام ؛ لأنها كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : أظلم من الزنا والسرقة وشرب الخمر
margntip.gif
.
 
آخر تعديل:
جزاك الله خيرا للتوضيح و التبسيط
 
مبحث : معاملة أهل البدع .(تتمة البحث من نفس المصدر)

أخطاء المبتدعة خطيرة على الدين من جهة جنايتهم عليه وإفسادهم في الأرض وخروجهم عن جادة الإسلام إلى جوادِّ التيه والضلال ، هذا الخروج الذي جعلهم يتركون صراط الله المستقيم ويستبدلون به طرقا شتى معوجة تذهب بهم وبأتباعهم إلى الغي والضلال كما قال سبحانه
MEDIA-B2.GIF
وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
MEDIA-B1.GIF
لهذا فإن الأمر يقتضي أن يعاملوا بالتثريب أو التنكيل أو الطرد والإبعاد أو الإنكار أو القتل ، ولكن هذه المعاملة تختلف باختلاف أحوالهم وبحسب البدعة التي أحدثوها من كونها عظيمة المفسدة في الدين ، وكون صاحبها مشتهرا بها ، وداعيا إليها ، ومستظهرا بالأتباع وخارجا عن الناس ، وكونه عاملا بها عن علم . فقد تكون البدعة على هذه الحال وقد تكون أقل من هذا ، ولهذا ذكر الإمام الشاطبي رحمه الله أنواعا من معاملة هؤلاء المبتدعة حسب حجم البدعة التي يرتكبونها وحسب الأشخاص الداعين إليها أو العاملين بها . وهي :

1 - الإرشاد والتعليم وإقامة الحجة كما فعل ابن عباس رضي الله عنه مع الخوارج حين جادلهم بالحق حتى رجع منهم ألفان أو ثلاثة .

2 - الهجران وترك الكلام والسلام كما جاء عن السلف في هذا المقام وكما جاء عن عمر رضي الله عنه في قصة صبيغ العراقي أن عمر ضربه مرتين ، ثم أراد أن يضربه الثالثة فقال له صبيغ : إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برئت . فأذن له إلى أرضه وكتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ألا يجالسه أحد من المسلمين ، فاشتد ذلك على الرجل فكتب أبو موسى إلى عمر أن قد حسنت سيئته : فكتب إليه عمر أن يأذن للناس بمجالسته .

3 - التغريب كما فعل عمر بصبيغ السابق ذكره .

4 - السجن كما سجنوا الحلاج الحسين بن منصور
margntip.gif
قبل قتله ، سنين عديدة .

5 - ذكرهم بما هم عليه وإظهار بدعتهم وتفنيدها كي يحذروا ولئلا يغتر بهم وبكلامهم . كما جاء عن محمد بن سهل النجاري قال : كنا عند القرباني فجعل يذكر أهل البدع فقال له رجل : لو حدثتنا كان أعجب إلينا . فغضب وقال : كلامي في أهل البدع أحب إلي من عبادة ستين سنة
margntip.gif

6 - القتال إذا ناصبوا المسلمين وخرجوا عليهم كما قاتل علي رضي الله عنه الخوارج وغيرُه من خلفاء السنة ؛ ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيى بن يحيى يقول : الذب عن السنة أفضل من الجهاد
margntip.gif
.

7 - القتل إن أظهروا بدعتهم ولم يرجعوا مع الاستتابة وهذا إن كانت البدعة مما يستحق عليه القتل كما فعل خالد بن عبد الله القسري حينما قتل الجعد بن درهم .

8 - تكفير من قام الدليل على كفره كما إذا كانت البدعة صريحة في الكفر كالإباحية ، وكالباطنية القائلين بالحلول . فهؤلاء يكفَّرون ويشهر بهم ويحكم عليهم بألا يناكحوا ولا تقبل شهادتهم ولا روايتهم ولا يولَّون إمارة ولا قضاء ولا يعاد مريضهم ولا تشهد جنازتهم . وذلك ليحذرهم الناس .

9 - يحكم عليهم بالضرب كما فعل عمر بصبيغ . وقد حكم الإمام الشافعي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجرائد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل ، ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام
margntip.gif
: يعني أهل البدع .

ومن عرض هذه الأنواع يظهر لكل ذي لب أن علماء السلف قد شددوا في صيانة الشريعة من كل ما يؤثر في كمالها ويشوه وجهها الناصع الذي أراد الله أن تكون عليه دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وحنيفية سمحة جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية .

وإن هذه المعاملة لهؤلاء المبتدعة لهم حقيقون بها ؛ لأنهم سلكوا غير سبيل المؤمنين ، فولاهم الله ما تولوا وسيجزيهم بخروجهم عن صراطه السوي ما هم مستحقون له .

 
القسم الثاني: الفسقيات؛ مثل الزنى، وشرب المسكر، والقذف، والربا؛ فهذه راكبها لها حالتان:

إحداهما: أن يأتي هذه معتقدًا حرمتها، ولكنه استجاب للنفس الأمارة بالسوء والهوى؛ فهذا فاسق عند أهل السنة هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته؛ هذا حكمه في الدنيا وهو في الآخرة تحت المشيئة إن لقي الله على كبيرة من هذه دون توبة، إن شاء الله غفر له وأدخله الجنة، وإن شاء عذّبه ثم أخرجه منها من النار إلى الجنة، فهو آمن من الخلود في النار، غير آمن من دخولها، فله الأمن الناقص لأنّ هدايته ناقصة.نعم.

هذا هو التفصيل في المعاصي الذي لابد منه.
الحالة الثانية أخي أباليث لم أجدها بارك الله فيك
 
اذا كانت نية المبتدع سليمة و هو يدعو الى كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و حسب اجتهاده فهل يؤثم
 
اذا كانت نية المبتدع سليمة و هو يدعو الى كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و حسب اجتهاده فهل يؤثم
السؤال الخامس عشر:
جزاكم الله خيرا ً، وأحسن الله إليكم . فضيلة الشيخ: هذا سائل يسأل ويقول:- كيف يتم الجمع بين الاعتذار للمخطئ، والتحذير من الخطأ؟ وهل هذا لا يعتبر من منهج الموازنة ؟


سؤالكم هذا يتضمن: ثلاثة مباحث؛ لأنه يتألف من ثلاث فقرات .

* المبحث الأول :
في الخطأ فإن الـخطأ الذي قام الدليل على أنه خطأ-وسواءً كان الدليل آية من تنزيل ربنا أو حديثاً صحيحاً عن نبينا صلى الله عليه وسلم- فهو مردودٌ عند أهل السنة، وليس مقبولاً عندهم،يردونه على قائله بالدليل، وبالأســلوب العلــمي الذي يستكشف به السامع، أو القارئ أن ذلك الذي انتشر وذاع وشاع، خطأ؛ مخالفة للصواب.
كما أن الرد يجب أن يشتمل على : تجلية الحق، وكيف خالفت تلك المخالفة الصواب!.
فالراد السني : يرد بعلم وبفقه؛ فرده مدعم بالأدلـة التي تكشف عن الحق وتدعوا إليه، وتكشف عن الباطل وتحذِّر منه .
وهذا هو الذي تواتر به النقل عن السلف الصالح الذين اسـتنوا بسنة رسـول الله صلى الله عليه وسلم، وبهدي خلفاءه الراشدين من بعده.
فالنقل عنهم بذلك متواتر، وعلى سبيل المثال: أذكـر أثراً واحداً في أمرٍ يراه بعض الناس صـغيراً!
أخرج البخاري عن عبد الله بن مُغَفَّل- رضي الله عنه- أنه رأى غلاماً له يحذف - بالحصى- فقال : لا تفعل؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الخذف؛ ويقول: {إنها لا تنكأُ عدواً، ولا تقتل صيداً، ولكن تفقأ العين، وتكسر السن} فأعاد الغلام فأعاد له، فأعاد، فأعاد له ثم قال له في الثالثة أو الرابعة : [لا أكلمك أبـــداً ؛ أقول لك قال رسول الله ، وتفعل ]!!!
واليوم قومنا يريدون أن يأتوا بدعاً أمثال الجبال، هذه إلى جنبها صغيـــرة، ما هي شيء؛ حذف بالحصى خلي يحذف! لا ما يقول خلي يحذف، يلطِّفون للأئمة في المبتدعة، وطوام في البدع . هذا هو المبحث الأول .


* المبحث الثاني: في المخطئ من هو؟
نحن موقنـون أن من خالف سنةً؛ مخطئ، موقنـون هذا، فلان أخطأ والنبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل المـسيء صلاته: ارجع فصـلي؛ فإنك لم تــصلي، ألم ينبـئه إلى أنه أخطأ في صلاته؟ فما قولكم؟ أجيبوا يا حاضرون! ألم ينبئه على خطئه في صلاته؟ ثلاث مرات وهو يقول له : ارجـع فصلي؛ فإنك لم تصلي، والرجل يفعل، ثم قال بعد ذلك: والذي بعثك بالحق نبياً لا أحسن غير هذا فعــلمني فعلمه. الحديث معروف مشهور، حتى أطفالنا في الصفوف الابتدائية الأولى يعرفونه- ولله الحمد- .
هنا نقــــول : كيف نتعامل مع المخطئ؟ فــتــنــبــهـوا.
هذا هو محل التفصيل في هذا المبحث.
أقــــــول : المخطئ على ضربين، وإن شئت فقل: لا يخلو من حالين :

>> إما أن يكون صاحب سنة زلت به القدم؛ أراد الحق، لكنه لم يوفق، فهذا :
أولاً :يُردُّ الخطأ : لما تقرر آنفاً، ووعيتموه؛ أن الخطأ لا يُقبل عند أهل السنة، وأزيد هنا : لأن المقصود :- تصفية التدين، وتخليصه من شوائب البدع، وشوائب الخطيئات، و إن كانت صغائر.

وثانياً:لا يتابع على زلته: بحجة أنه عالمٌ كان مجتهداً طالباً للحق . فلا يبرر لك اجتهاده وسبقه في الفضل وجلالة قدره وإمـامته في الدين أنه مجتهد قال الحق، فأنت تتابعه!
ما دمت عرفت أنه أخطأ، فإنك أنت حال معرفتك خطئه، ومخالفته للحق آثـمٌ إذا تابعته، أما هو : ما دام مجتهداً طالباً للحق فإن خطئه مغفور وهو مأجور على اجتهاده؛ قال صلى الله عليه وسلم:{ إذا اجــتهـد الحاكم فأصــاب فله أجران ، وإذا اجـتهـد الحاكم فأخطأ فله أجرٌ واحد} .
أنت متعبدٌ بما قام عليه الدليل من الكتاب والسنة، متعبدٌ به؛ لأنه حق. ولست متعبداً باجتهاد أحد؛ فاجتهادات أهل العلم، والأئمة ليـسـت بمعـصومة؛ ولهذا لا يجوز أن تُـتخذ منهجاً، وهذا هو الذي يُـعتذر له، وهذا هو الثالث. نـقـول:-
ثالثاً: يُعتذر له: ولا يشنع عليه ولا يُـثـرَّب عليه ولا ينفَّر منه؛ لما هو متقررٌ عند أهل السنة من جلالة قدره وسابقه في الفضل، والإمامة في الدين .

ولهذا: يقرر الأئمة فيما يقررون أنه لو كل مخطئ شُـنِّـع عليه ما بقي أحد، ويعنون بهذا من عرفوا بأنهم أهل سنة؛ فأصولهم على السنة، وكــم من عالمٍ يخطئ خطئاً فاحشاً في الاعتقاد، في العبادات العملية، في المعاملات، ومــع هــذا عرفنا المنصفين، والأئمة يردون خطئهم مع حفظ كرامتهم، وصيانة أعراضهم .
وعلى سبيل المثال: ابن قدامة المقدسي صاحب (لُمعة الاعتقاد) قال في مواطن بالتفـويـض في نصوص الصفات، فرد عليه سماحة الإمام، الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله- رداً قويـاً جَـلَّ فيه الحق، مع حفظه كرامة ابن قدامة - رحم الله الجميع- .

* والمبحث الثالث:هل هذا من الموازنات ؟ أو التفريق بينه وبين الموازنات .
أولاً : اعلموا أن لفظ - الموازنة- مُحدَث، وأنا والله حتى الساعة لا أعلم إماماً قال به، بل الأمر عندهم كما حكيت لكم - إن شاء الله - وارجــوا أني وفيت؛ يردون الخطأ على قائله، ويفـرقون بينه، وبين المبتـدع . فهو مُـحدِث .
وثانياً : الموازنات! من أحدثها؟ أحدثها الحركيون .
وهي عندهم :- أنه لا يُـردُّ على مبتدع بدعته حتى تذكر حسناته إلى جانب سيئاته المردودة!!!
ومرادهم من ذلك:- التشويش - من جهة- على الناس، فإن أكثر الناس لا يدركون .
- ومن جهة أخرى - يريدون تلطيف حال هذا الإنسان الذي شُـهِــرت بدعته، واشتهر بها.
وثمة أمرٌ رابع : - وكان من المفترض أن يكون في المبحث الثاني - أقــــول :-
عرفنا آنفاً أن أهل السنة يوقِّرون المخطئ من أهل السنة، ولا يتابعونه على زلته، ويـجـب أن تعـلـموا :-أنهم يفرقون بين المخطئة.
عرفتم معاملتهم لمخطئة أهل السنة، فما معاملتهم لمن كان على بدعة !
وهو الصنف الثاني من المخطئة : وهذا هو الذي عرف الـحق، وبان له ثم خالفه عناداً وإباءً واستكباراً عنهم فهذا لا كرامة له عندهم مبتدع ضال، يحذرونه ويحذرون منه ويهجرونه .


( لكن متى يهـجرونه؟ ومتى يـحذِّرون منه ؟ )

إذا قوي سلطانهم ورجحت كفتهم وكانت شوكتهم قوية على أهل البدع .

أما في حال ضعفهم، وقوة شوكة المبتدعة، ورجحان كفتهم، وبسط سلطانهم، فإنهم : يكـتـفون برد الخطأ.
ولهذا يجب أن تعلموا :
أن أهل السنة وسط؛
فهم أولاً: لا يقبلون الخطأ.
وثانياً: يفرقون بين المخطئة.
وثالثاً: أنهم يستعملون الشدة حيث تكون الشدة نافعة، ومنها الهجر، والتحذير من أئمتهم.
ويستعملون الرفــــق حيث لا ينفع إلا الرفق فهم ليسوا على الرفــق مطلقاً في كل زمان ومكان، من غير مراعاة للحال، وليسوا على الشــدة مطلقاً في كل زمان ومكان، من غير مراعاة للحال؛ هم أهل حكمة، وأهل بصيرة .فالشدة عندهم في موضعها، والرفق عندهم في موضعه .

* * *
للفائدة أزيد هذه الفتوى للأهمية و لتعلقها بالأولى.
** السؤال السادس عشر:
يقول السائل: إذا سمعتُ كلام العـالم في شريط ، أو قرأت له في كتاب عن شخص ما أنه مبتدع ، ولم أرى منه دليلاً على ذلك ، فهل يلزمني أن أحْذر من هذا الشخص وأن أقتنع بأنه مبتدع أم أتريث حتى أجد الدليل على ذلك ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:-
فإن أهل السنة لا يحكمون على أحدٍ ببدعة إلا وقد خبروه، وسبروا ما عنده تماماً، وعرفوا منهجه تماماً؛ جملةً، وتفصيلاً، ومن هنا: هذه المسألة تستدعي منا وقفتين :-
*الوقفة الأولى : في من حكم عليه عالم أو علماء بأنه مبتدع، ولم يختلف معهم غيرهم ممن هم أهل سنة مثلهم - تـفـطـنوا- أقول : لم يختلف معهم غيرهم فيه ممن هم أهل سنة، فإنا نقبل جرحهم له، فإنا نقبل قولهم ونحذره؛ مادام أنه حكم عليه وجرَحه عالم سني، ولم يُـظهر بقية أهل السنة- الذين هم أقران هذا العالم- من إخوانه وأبناءه العلماء، فلا بد من قبوله؛ لأن هذا العالم السـني الذي جرح رجلاً، فإنه لم يجرحه إلا بأمرٍ بان له، وقام عنده عليه الدليل؛ لأن هذا من دين الله، والذي يجــرح أو يعـــدِّل يعلم أنه مسؤول عما يقول ويفتي به أو يحكم به، ويعلم أنه مسؤول من الله عز وجل قبل أن يسأله الخلق .
*الوقفة الثانية ( مهم جداً) : إذا كان هذا الشخص الذي جرَّحه عالم أو علماء، وحكموا عليه بما يسقطه ويوجب الحذر منه قد خالفهم غيرهم؛ فحكموا بعدالته، وأنه على الســنـــة ، أو غير ذلك من الأحكـام المخـالفة لأحكام الآخرين المجرِّحين له.
فما دام أن هؤلاء على السنة وهؤلاء على السنة وكلهم أهل ثقة عندنا وذو أمانة عندنا ففي هذه الحال: ننظر في الدليل؛ ولهذا قالوا: " من علم حجة على من لم يعلم".
فالجارح قال في فلان من الناس : إنه مبتدع منحرف زائغ، وأتى بالأدلة: من كتب المجروح، أو من أشرطته، أو من نقل الـثقات عنه فهذا موجبٌ علينا قبول قوله، وترك المعدِّلين، الذين خالفوا من جرحه؛ لأن هؤلاء المجرحين له أتوا بأدلة خفيت على الآخرين لسبب من الأسباب، أو أن المعدِّل لم يقرأ ولم يسمع عن ذلك المجرَّح، وإنما بنى على سابق علمه به وسابق معرفته به، وأنه كان على سنة، فأصــبح هذا المجروح الذي أقيم الدليل على جرحه مجروحاً، والحجة مع من أقام الدليل، وعلى من يطلب الحق أن يتبع الدليل، ولا يتلمس بـُنـيَّات الطريق ذات اليمين وذات الشمال، أو يقول أقف بنفسي!! فهذا لم نعهده عند السلف .
وهذه الأمور تكون في ما لا يسوغ فيه الاجتهاد؛ في أصول العقائد، وأصول العبادات، فإن المصير إلى قبول من أقام الدليل واجبٌ حتمي وذاك العالم السني الذي خالف الجارحين، له عذره .يـبقـى على مكانته عندنا وعلى حُرمته عندنا ونستشعر أنه له- إن شاء الله- ما كان عليه من سابقة الفضل وجلالة القدر؛ هذا وســعه، والعالم من أهل السنة - الســلفــــي- بشر؛ يذهل، ينسى، يكون عُرضة للتلبــيس من بطانةٍ سيئة، أو كان قد وثق بذلك الرجل المجروح؛ فلـبَّس عليه، والشواهد على هذا كثيرة .
فكثير من السَقَط والذين هم- في الحقيقة- حربٌ على السنة وأهلها، يأتون بنماذج من كتبهم، يقرؤونها على علماء أجلَّة، مشـهود لهمبالفـضل والإمامة في الدين، ويُخفي ذلك اللَّعاب الماكر عن ذلكم العالم الجليل الإمام الفذ الجهبذ، ما لو علمه لسقط عنده. فهذا العالم يزكي بناءً على ما سمع، فإذا طُبع الكتاب وانتشر وتناقلته الأيدي وذاع صيته، وإذا بالمجادلين يقولون : زكاه فلان؛ الألباني- رحمه الله- أو بن باز - رحمه الله- أو بن عثيمين - رحمه الله- زكى هذا الكتاب!! فهؤلاء العلماء - رحمة الله عليهم - معذورون، ومن التَّبعة سالمون- إن شاء الله تعالى- في الدنيا والآخرة. وإنما هذا لـعَّـاب أخفى ولـبَّـس على ذلك العالم .
إذاً ماذا بقي ؟
نقيم على ذلك الملبس اللعاب الدسَّاس الماكر من كتبه، نقيم عليه البينة من كتبه، ومن جادلنا فيه نقول:- خذ هذا هو قوله، هل تظن أنه عَرضَه بهذه الصورة على من سمينا من أهل العلم، ومن هو على نفس النهج فأقروه؟ فالجواب كلا .
إذا:ً يـجـب عليك أن تكون منصفاً متجرداً من العاطفة الجياشة المندفعة .
ومن الهوى الذي يُـعمي، ويـجب عليك أن تكون طُـلبتك الحق .
------------
 
المصدر نقلا عن شكبة الأجري من هنا.
تحت عنوان:
( الحد الفاصل بين معاملة أهل السنة وأهل الباطل )
ويليه :
( الضوابط في كيفية معاملة أهل السنة وأهل الباطل )
ثم :
( فقه التعامل مع أهل السنة وأهل الباطل )
وهي عبارة عن سلسلة لقاءات لشباب من المغرب العربي
مع فضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله-
وقد نصح الشيخ عبيد الجابري بقراءتها والرجوع إليها في المسائل المنهجية
________________________
 
الحالة الثانية أخي أباليث لم أجدها بارك الله فيك
الحالة الثانية هي حالة الاستحلال حين يفعل العاصي المعصية مستحلا لها، يعني يفعلها و يرها حلالا، لا إثم و لا وزر على فاعلها، بل هي و الحلال سواء، ففي هذه الحالة إذا كان الأمر معلوما من الدين بالضرورة مثل حرمة الخمر و الزنا و السرقة فمثل هذا يوصل صاحبه إلى الكفر و العياذ بالله، و يكفر متى قامت عليه الحجة و توفرت في حقه الشروط و إنتفت الموانع.
و قد يكون الشيخ عبيد (حفظه الله) غفل عن ذلك، مع أنه معروف بقوة الاستحضار و التأصيل، فسبحان من لا تأخذه سنة و لا نوم.
 
و اظن الشيخ ترك للسائل ميزة الفهم و مفهوم المخالفة هنا مستحضر
احداهما ما لم يستحل المعاصي
و ثانيهما ما دام استحل المحرمات
فمستحل لكبائر الذنوب و اخر تاركا للواجبات مستحل لذلك
كترك لبس الحجاب مثلا ؟
ترك الزكاة قناعة انه يدفعها ضرائب فلا يرى ابدا الوكاة على ماله ؟
 
و اظن الشيخ ترك للسائل ميزة الفهم و مفهوم المخالفة هنا مستحضر
احداهما ما لم يستحل المعاصي
و ثانيهما ما دام استحل المحرمات
فمستحل لكبائر الذنوب و اخر تاركا للواجبات مستحل لذلك
كترك لبس الحجاب مثلا ؟
ترك الزكاة قناعة انه يدفعها ضرائب فلا يرى ابدا الوكاة على ماله ؟
سؤال وجيه ما موقع الضرائب في الدين و هل يؤجر عليها @ابو ليث
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top