بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
- ما حكم من يتنقل في الترامواي مجانا ولا يدفع لكونه تابع للدولة ويقول هذا حق ؟
الشيخ الازهر سنيقرة الجزائري حفظه الله:
أقول جوابا على السؤال :
هذه المسألة لا شك أن الأصل فيها هو التحريم ، لأن الله تبارك و تعالى في مثل هذه الحالات ما أحل لنا إلا الطيّبات ، و هذه الشريعة إنما جاءت لدرء المفاسد كلها ، و جلب المصالح جميعها . ولا شك و لا ريب أن أخذ حقوق الغير من أعظم المفاسد ، و هي جناية عند الله تبارك و تعالى و ظلم و عدوان ، كيف و أن الله تبارك و تعالى يوم القيامة ، يوم يجمع الخلائق ، يقتص من الشاة القرناء للشاة الجلحاء فكيف بالعباد و حقوق العباد كما قال عليه الصلاة و السلام : [ يأتي وقد ضرب هذا و أخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته و هذا من حسناته حتى إذا أخذت حسناته طرح عليه من سيئاتهم حتى يطرح في النار] ، نسأل الله جلّ و علا العفو و العافية ، أمر الحقوق يا إخوان عظيم عند الله جلّ و علا ، فلا شك و لا ريب أن مثل هذه الأعذار و الإستدلالات لا تصدر مِن مَن يتقي الله عزّ و جل أو يخشاه ، و هذا كأني به على أصول خوارج هذا الزمان الذين كما أنهم استباحوا الدماء المعصومة فإنهم استباحوا كذلك الأموال المعصومة ؛ لا يحل لمسلم أن يأخذ مال أخيه بغير حق أبدا ، أظف إلى ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم قد نهانا عن مثل هذا في الحديث العظيم في قوله صلى الله عليه وعلى آله و سلم : [ أد الأمانة إلى من أتمنك و لا تخن من خانك ] ، أنت مأمور أن تتقي الله عز وجل ، و أن تؤدي الحقوق لأصحابها ، أول الحقوق و أعظمها حق الله تبارك و تعالى ، ثم بعد ذلك حق العباد ، و أن تؤدي لكل صاحب حق حقه على الوجه المطلوب ، ثم قال : [ و لا تخن من خانك ] ، هذا الذي أنت تدعي أنه ظلمك و بخصك حقك و لم يؤد لك ما ذكر من هذه المزاعم ، لم يؤدي له براميل البترول التي هي من حقه و حق والديه و عائلته ، أو مثل تلك الحجج الأخرى أن الثمن غال وهل أنت ملزم بأن تركب هذه الوسيلة !؟، إذا كان ثمنها غال هناك ما هو سعرها دون هذا السعر ، اركب ما تيسر لك و ما قدرت عليه و الله جل و علا إذا كان في باب العبادات يقول :" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " فكيف بمثل هذه الأمور .
فالواجب على الناس أن يتقوا الله عزّ وجل في أنفسهم و أن يتناصحوا فيما بينهم كما فعل هذا السائل الناصح الذي أسأل الله تبارك و تعالى أن يثقل موازينه بمثل هذا النصح لإخوانه جزاه الله تبارك و تعالى خير الجزاء و الله تبارك و تعالى أعلم .
مختار من برنامج #ساعة_إجابة
السلام عليكم
- ما حكم من يتنقل في الترامواي مجانا ولا يدفع لكونه تابع للدولة ويقول هذا حق ؟
الشيخ الازهر سنيقرة الجزائري حفظه الله:
أقول جوابا على السؤال :
هذه المسألة لا شك أن الأصل فيها هو التحريم ، لأن الله تبارك و تعالى في مثل هذه الحالات ما أحل لنا إلا الطيّبات ، و هذه الشريعة إنما جاءت لدرء المفاسد كلها ، و جلب المصالح جميعها . ولا شك و لا ريب أن أخذ حقوق الغير من أعظم المفاسد ، و هي جناية عند الله تبارك و تعالى و ظلم و عدوان ، كيف و أن الله تبارك و تعالى يوم القيامة ، يوم يجمع الخلائق ، يقتص من الشاة القرناء للشاة الجلحاء فكيف بالعباد و حقوق العباد كما قال عليه الصلاة و السلام : [ يأتي وقد ضرب هذا و أخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته و هذا من حسناته حتى إذا أخذت حسناته طرح عليه من سيئاتهم حتى يطرح في النار] ، نسأل الله جلّ و علا العفو و العافية ، أمر الحقوق يا إخوان عظيم عند الله جلّ و علا ، فلا شك و لا ريب أن مثل هذه الأعذار و الإستدلالات لا تصدر مِن مَن يتقي الله عزّ و جل أو يخشاه ، و هذا كأني به على أصول خوارج هذا الزمان الذين كما أنهم استباحوا الدماء المعصومة فإنهم استباحوا كذلك الأموال المعصومة ؛ لا يحل لمسلم أن يأخذ مال أخيه بغير حق أبدا ، أظف إلى ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم قد نهانا عن مثل هذا في الحديث العظيم في قوله صلى الله عليه وعلى آله و سلم : [ أد الأمانة إلى من أتمنك و لا تخن من خانك ] ، أنت مأمور أن تتقي الله عز وجل ، و أن تؤدي الحقوق لأصحابها ، أول الحقوق و أعظمها حق الله تبارك و تعالى ، ثم بعد ذلك حق العباد ، و أن تؤدي لكل صاحب حق حقه على الوجه المطلوب ، ثم قال : [ و لا تخن من خانك ] ، هذا الذي أنت تدعي أنه ظلمك و بخصك حقك و لم يؤد لك ما ذكر من هذه المزاعم ، لم يؤدي له براميل البترول التي هي من حقه و حق والديه و عائلته ، أو مثل تلك الحجج الأخرى أن الثمن غال وهل أنت ملزم بأن تركب هذه الوسيلة !؟، إذا كان ثمنها غال هناك ما هو سعرها دون هذا السعر ، اركب ما تيسر لك و ما قدرت عليه و الله جل و علا إذا كان في باب العبادات يقول :" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " فكيف بمثل هذه الأمور .
فالواجب على الناس أن يتقوا الله عزّ وجل في أنفسهم و أن يتناصحوا فيما بينهم كما فعل هذا السائل الناصح الذي أسأل الله تبارك و تعالى أن يثقل موازينه بمثل هذا النصح لإخوانه جزاه الله تبارك و تعالى خير الجزاء و الله تبارك و تعالى أعلم .
مختار من برنامج #ساعة_إجابة