ملتقى طلآب السنة الثانية تاريخ معا لنفيد ونستفيد(des éxposé,fiche TD...)

tistissa dj-tissou

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
10 أفريل 2013
المشاركات
5,268
نقاط التفاعل
6,626
النقاط
351
العمر
29
محل الإقامة
guelma
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخواني اخواتي الطلبة على بركة الله نفتح اليوم متصفح خاص بطلبة التاريخ للسنة الثانية

ان شاء الله سنتمكن سويا من من عمل البطاقات التقنية و البحوث ,,, وحتى مراجعة الدروس كما اننا سنقوم بوضع معلومة جديدة عن التاريخ الجزائري للسداسي الثاني مع ذكر المقياس مثلا في مقياس تاريخ

الجزائر الثقافي نابليون الثالث هو من استحرب الامير عبد القادر في منفاه ,,, كما اننا سندرج المراجع والمصادر في جميع المقاييس وان شاء سنستفيد كثيرا ونسهل هضم المعلومات وترسيخها

ملاحظة
لي وجد اي صعوبة في شيء يستفسر ان شاء الله يخدمكم الموضوع فمرحبا بكم
 
رد: ملتقى طلآب السنة الثانية تاريخ معا لنفيد ونستفيد(des éxposé,fiche TD...)

الفتح الاسلامي لبلاد المغرب
مقدمة :

جاء الفتح العربي لبلاد المغرب بعد عدة محاولات استطلاعية ومنظمة هذه الأخيرة التي تولى قيادتها بن نافع الذي كان حلمه الأكبر هو تثبيت أقدام المسلمين في بلاد المغرب ونشر تعاليم الدين الإسلامي وقد كان لاستراتجيه الشاملة تأثير كبير في مواصلة لمسيرة الفتحات والتمكن من بلاد المغرب . فما هي هذه الإستراتيجية التي اتبعها عقبة بن نافع في فتحاته وكيف اثر في بلاد المغرب ؟
- وقد اخترنا هذا الموضوع لأسباب موضوعية وذاتية وهي .
الموضوعية : دراسة الفتح العربي الإسلامي لبلاد المغرب من حيث ,كيفية واهم الحملات وأشهر المعارك والقادة العسكريين
الذاتية : البحث في بطولات عقبة بن نافع وإستراتيجية التي مكنته من تحويل أقاليم المغرب إلى بلد إسلامي , والتي جعلت منه أسطورة خالدة
أما عن الصعوبات التي واجهتنا أهمها على الاطلاع هو اختلاف آراء بعض المؤلفين حول مواضيع مثل :
اختيار عقبة موقع القيروان إضافة إلى تحديد للقبلة ودخول الأسطورة والقصص فيها .
وقد قسمنا عملنا إلى : مقدمة
المبحث الأول : الفتح الإسلامي لبلاد المغرب
مط1: المحاولات الأولى لفتح المغرب
مط2: حملة عقبة بن نافع الأولى
مط3: حملة عقبة بن نافع الثانية
المبحث الثاني : إنشاء مدينة القيروان
مط1: أصل التسمية واختيار الموقع
مط2: تأسيس الجامع وتحديد القبلة
مط3: أهمية مدينة القيروان
خاتمة
أهمية البحث : التعرف على كيفية دخول الإسلام إلى افريقية وبلاد المغرب
- أهم طرق الحملات ومطلقاتها والى أين وصلت والإستراتيجية المتبعة
- ردود فعل سكان البلاد من دخول الجيوش الإسلامية الفاتحة في سير الفتحات وقد اتبعنا في بحثنا المنهج التاريخي الوصفي والتحليلي .
- واعتمدنا فيه على مصادر ومراجع منها الكامل في التاريخ لابن الأثير وتاريخ المغرب وحضارته لحسين مؤنس وتاريخ المغرب العربي من الفتح إلى بداية عصور الاستقلال لـ سعد زغلول عبد الحميد .


خطة البحث :

- مقدمــــــــــــــة.
- المبحث الأول : الفتح الإسلامي لبلاد المغرب.
- المطلب الأول : المحاولات الأولى لفتح بلاد المغرب.
- المطلب الثاني : حملة عقبة بن نافع الأولى.
- المطلب الثالث : حملة عقبة بن نافع الثانية.
- المبحث الثاني : إنشاء مدينة القيروان.
- المطلب الأول : أصل التسمية واختيار الموقع.
- المطلب الثاني : تأسيس الجامع وتحديد القبلة.
- المطلب الثالث : أهمية مدينة القيروان.
- خاتمـــــــــــــــة.
قائمة المصادر والمراجع :
1/ المصادر:
- ابن الأثير " الكامل في التاريخ " دار الكتاب العربي , بيروت – لبنان , ج3 .
2/ المراجع:
- أحمد نهلة شهاب " تاريخ المغرب العربي " ط1 , دار الفكر , عمان ,2010 .
- سالم السيد عبد العزيز " تاريخ المغرب في العصر الإسلامي" مؤسسة شباب الجامعة , الإسكندرية2008 .
- عبد الحميد سعد زغلول" تاريخ المغرب العربي من الفتح إلى بداية عصور الاستقلال " منشأة الناشر للمعارف , الاسكندرية , 1995, ج1 .
- مؤنس حسين " تاريخ المغرب وحضارته " ط1 , العصر الحديث للنشر والتوزيع , لبنان 1992 مج1 ,ج1.
- لقبال موسى " تاريخ المغرب الإسلامي" ط4 , دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع , الجزائر2011
- لقبال موسى " المغرب الإسلامي منذ بناء معسكر القرن حتى انتهاء ثورات الخوارج" ط3 , المؤسسة الوطنية للكتاب , الجزائر.


خاتمة:
تمثلــت إستراتيجـية عقـبة بن نافع الكـــبرى في إنشائـــــــه لأول ولايـــة إسلاميــة في بلاد المغرب . هـــذه الولايــــة التـي كانـت منطلقــا لحمــــــلات عسكرية ســــارت فاتحـة ورافعــة لرايــة الإســلام وناشـــرة لتعـاليمــــه.

وإن كــان استشهــاد عقبــة خســـارة لقائـــد بطـــل فـــإن اسمـــه لا يزال محفوظــا في التاريخ وبفضل قيروانه بقيت بلاد المغــرب بلدا إسلامــيا .

المطلب الأول : المحاولات الأولى لفتح بلاد المغرب :
كانت البدايات الأولى لفتح المغرب مع مطلع القرن الأول الهجري ومن أهم هذه المحاولات :
01- محاولة عمرو بن العاص : فبعد أن أتم فتح مصرا والإسكندرية توجه إلى برقة ودخلها سنة 21 هـ وبعدها فتح طرابلس ولما دعته الحاجة إلى التوغل في جوف البلاد أرسل قائده عقبة بن نافع إلى غزان فيفتتحها وواصل زحفه إلى زويلة ولكن عملية الفتح توقفت بسبب رفض الخليفة لمواصلة الفتح قائلا. << لا إنها ليست بافريقية, ولكنها المغرفة غادرة مغدور بها, ليغزها احد ما بقيت حيا >> (1)
02- محاولة عبد الله بن سعد بن أبي السرح : عزل عمر بن العاص عن ولاية مصر بعد تولي عثمان بن عفان للخلافة , وأسندت إلى عبد الله بن سعد بن أبي السرح الذي واصل المسيرة بإرسال حملات استطلاعية إلى أن إذن له الخليفة بافتتاح افريقية . فيستنفر الخليفة المسلمين وفتح مستودعات السلاح وجهز الجيش ويسره إلى أبي السرح وضم هذا الجيش العديد من القبائل العربية ونفر من الصحابة , وأسندت القيادة إلى الحارث بن الحكم لحين وصوله إلى مصر حيث يستلم القيادة هناك ابن أبي السرح , وحين وصوله إلى برقة التحقت الحامية العربية بقيادة عقبة بن نافع . سار الجيش إلى افريقية سنة 27 هـ حيث التقى المسلمون بجيش جرجير وقبل أن يحتدم القتال أرسل ابن أبي السرح إلى جرجير يدعوه إلى الإسلام أو أداء الجزية فامتنع فانتهت المعركة بهزيمة البيزنطيين وقتل جرجير ودخول الفاتحين سبيطلة , وجاءت حملة ذات الصواري البحرية سنة 34 هـ آخر حملة قادها عبد الله بن أبي سرح وكانت نتيجتها انهزام البيزنطيين .(2)
03- حملة معاوية بن حديج : تم فصل ولاية المغرب عن مصر من طرف الخليفة معاوية بن أبي سفيان , وأسندت ولايتها إلى معوية بن حديج وأوكلت إليه مواصلة الفتوح هناك . وأول حملة له كانت 45 هـ وقد جهز هذه الحملة الخليفة معاوية بن أبي سفيان ردا على استنجاد حاكم قرطاجة , سار هذا الجيش مارا بمدينة طرابلس وضمت هذه الحملة مشاهير التابعيين والصحابة منهم عبد الملك بن مروان , عبد الله بن عمر بن الخطاب وغيرهم , حيث استسلمت له المدينة وتابع سيره حتى دخل افريقية ونزل بجيشه عند << قمونية >> ثم رحل عنها إلى جبل يقال له القرن فيتخذ منه قاعدة عسكرية لجيشه وأرسل سرية لفتح << جلولاء>> وبعد فتحها افتتح مدينة << بنزرت >> وهكذا تمكن من طرد القوات البيزنطية من أهم القواعد الساحلية ولكن شانه شان القواد الفاتحين الذين سبقوه , فقد عاد بجيشه إلى مصر سنة 47 هـ . (3)

(1) السيد عبد العزيز سالم , تاريخ المغرب في العصر الإسلامي , ( د . ط ) , مؤسسة شباب الجامعة , الإسكندرية , 2008 , ص 58
(2) نهلة شهاب احمد , تاريخ المغرب العربي , ط1 , دار الفكر , عمان , 2010 , ص 43
(3) المرجع نفسه ص 46

المطلب الثاني : حملة عقبة بن نافع الأولى ( 50- 55هـ / 670-674 م):
تعد ولاية عقبة بن نافع على إفريقية حدا فاصلا بين الحملات الاستطلاعية والفتح المنظم للمغرب , فجهود المسلمين في محاولاتهم الأولى كانت كلها تذهب سدى .
ولم يكن اختيار عقبة من طرف الخليفة اعتباطيا , فقد كان لبقاء عقبة في برقة أكثر من ربع قرن , وما قام به من حملات في عهد عمرو بن العاص لإخضاع قبائل البربر أثر كبير في تعرفه على تلك المنطقة وعلى طبيعة سكانها (1).
وكذلك برهنت على قدرته وكفاءته التي ترجمها لنا فتوحاته لكل من فزان وزويلة و أصبح بذلك ما بين برقة وزويلة ملكا للمسلمين وولي بذلك عقبة أميرا على برقة وظل مقيما بها , وكانت هذه بداية جهاد عقبة بن نافع في بلاد المغرب ولكنه توقف عن حركته بسبب الفتنة في الدولة الإسلامية.
ليعود بعد عودة عمرو بن العاص واليا على مصر إلى مصر إلى استئناف الجهاد فافتح لوانة ومزانة سنة 41 وافتتح غدامس سنة 42 وافتتح مواضع من بلاد السودان , وودان سنة 43 .(2)
بعد وفاة عمرو بن العاص عاد إلى برقة واستقر بها . وبعد حملة معاوية بن حديج خرج إلى المغرب وذلك سنة 46هـ فنزل في مغدامش من سرت ولما بلغه أن أهل " ودان " فقضوا عهدهم سار إليها وافتتحها وسار إلى فزان التي كانت وراء هذا التمرد فدخلها صلحا حيث دعا أهلها إلى الإسلام فأسلموا ومضى فافتتح قصورها قصرا قصرا إلى أن انتهى إلى قصر كوار فافتتحها ثم عاد بعد ذلك إلى خوار. فباغت أهله بأن نزل بموضع صحراوي حتى يطمئن أهله ولكن العطش أصاب أصحابه فدعا عقبة ربه فأجابه فتدفقت المياه من موضع فرسه. ثم باغت أهل خوار واستولى على الحصن ثم عاد بعد ذلك إلى زويلة ومنها إلى معسكره بـ" سرت " التي خرج منها مغازيا متجها إلى قصور مزانة فغزاها ثم افتتح غدامس , ووجه خيله بعد ذلك إلى قفصة فافتتحها وافتتح قسطيلية إلى أن وصل إلى القيروان الذي كان معاوية بن حديج قد اختطفه.(3)


(1) نهلة شهاب أحمد , تاريخ المغرب العربي , ط1 , دار الفكر , عمان 2010 ص58
(2) السيد عبد العزيز سالم , تاريخ المغرب في العصر الإسلامي , (ب,ط) مؤسسة شباب الجامعة , الإسكندرية 2008 ,ص 107
(3) نفس المرجع ,ص 108

المطلب الثالث : حملة عقبة بن نافع الثانية (62-64 هـ/681-683 م)
عزل عقبة بن نافع عن ولايته لبلاد المغرب واستقر مكانه أبو المهاجر دينار عرف خلالها هذا الأخير بسياسة مغايرة لسياسة عقبة ولم تنتهي ولايته إلا بوفاة الخليفة معاوية بن أبي سفيان سنة 60هـ’ والذي خلفه ولده يزيد وبتوليه للخلافة قام بنصل ولاية المغرب عن ولاية مصر , وجعلها مستقلة بذاتها ترتبط مباشرة بدار الخلافة ليعود إلى ولايته ويستقر بالقيروان وابتعد لحملته الكبرى التي كانت حلم حياته الأكبر.(1)
اصطحب عقبة عشرة آلاف فارس من خيرة رجاله , وترك على القيروان عمر بن علي القرشي مع سبعة آلاف مقاتل .سار عقبة غربا وكان أول مراحل حملته هي : الاستيلاء على باغاية والتي تعتبر من أهم المراكز العسكرية وكانت فيها حامية رومية انتصر عقبة عليها وحاصرها ولكنه لم يستولي عليها وترك الحصار و اتجه غربا إلى إقليم الزاب الفسيح الكبير وعاصمته المسيلة التي انهزم الروم فيها وبهذا النصر أصبحت هذه الناحية مركزا ثانيا للقوة العربية بعد سهل إفريقية الشمالية الذي توجد به القيروان.(2)
وإلى هذا الحين فالحرب دائرة بين البيزنطيين والعرب في حين وقف البربر على الحياد إلى أن شكل اقتحام العرب للأقاليم الداخلية تهديدا للبربر فاستغاثوا بالروم ووقفوا إلى جانبهم وعندما يصل عقبة إلى تيهرت يجد نفسه أمام مقاومة عنيفة رومية بربرية .(3)
وصل عقبة ومن معه إلى طنجة وحارب بربر المغرب الأقصى حتى وصل بلاد السوس ثم سار جنوبا حتى بلغ وادي درعا فبنى هناك جامعا رمزا على وصول الإسلام ثم دخل السوس الأقصى فأطاعته قبائل مصمودة واستولى على معسكر كبير للقبائل هناك وانحدر جنوبي سهل مراكش واحتل إجللينر السوس الأقصى واتجه غربا حتى وصل المحيط الأطلسي عند مرفأ يسمى "إيغيران يطوف" جنوبي وادي السوس من هذه المنطقة اتجه شمالا عبر وادي السوس مرة أخرى و بنى على ضفته رباطا تجمع إليه البربر.(4)
استرسل عقبة في فتوحاته وغفل عما كان يدور حوله من قبل أعدائه الروم والبربر الذين تركوه يواصل طريقه ويفقد رجاله وقواته شيئا فشيئا فلقي مقاومة شديدة في طريق العودة إلى طنجة .ففي شمال وادي "تنسيفت" تجمعت عليه قبائل مصمودية وحاصرته في جبال "درن"وقد ساعده الزناتيون في فك الحصار فانتصر كعادته وعندما دخل عقبة سهل "تهودة" وجدوا الأعداء في انتظارهم ولم يستطيعوا الانتصار على عشرات ألوف البربر والروم فنزل هو ورجاله وقاتلوا قتال الموت وعند تهودة في أواخر 64 هـ - 684 م استشهد عقبة ومعظم من معه استشهاد الأبطال ,فكان استشهاد عقبة هزيمة عسكرية ولكنه كان نصرا رائعا للإيمان.(5)


(1) نهلة شهاب أحمد, تاريخ المغرب العربي ,ط1, دار الفكر العربي , عمان 2010, ص 64
(2) سعد زغلول عبد الحميد ,تاريخ المغرب العربي من الفتح إلى بداية عصور الاستقلال,(ب.ط),منشأة الناشر للمعارف,الإسكندرية ,1995ج1, ص90
(3) نفس المرجع ص91
(4) نفس المرجع ص92
(5) نفس المرجع ص 93
المطلب الأول: اختيار الموقع وأصل التسمية
لم يكن عقبة أول من فكر في بناء قاعدة المسلمين في افريقية , فقد ذكر ابن الأثير أن معاوية بن حديج قد اختط القيروان بموضع يدعى القرن وأقام به مدة إقامته بافريقية واتخذها قاعدة عسكرية له.(1)
فبعد وقوف عقبة بن نافع على جهود معاوية بن حديج في بناءه لمعسكر القرن بدأ باختيار المكان المناسب لقيام أول مدينة عربية إسلامية بالمغرب يكون بها عسكر المسلمين وأهلهم وأموالهم(2) فتذكر المصادر التاريخية أن عقبة خطب في عسكره فقال << إن افريقية إذا دخلها إمام أجابوه إلى الإسلام , فإذا خرج منها من كان أجاب منهم لدين الله إلى الكفر .
فأرى لكم يا معشر المسلمين إن تتخذوا بها مدينة تكون عزا للإسلام إلى آخر الدهر >> (3) فرأى عقبة بذلك انه لا يمكن أن يثبتوا إقدامهم وينشروا الإسلام إلا بوجودهم المستمر بالمنطقة . فإنشاء مقر إسلامي وسط ولاية افريقية معناه تحول الولاية إلى بلد إسلامي أو جزء من دولة الإسلام – وقد كان العامل الديني السبب الأول الذي دفع عقبة إلى بناء مدينة القيروان وذلك حتى تكون مركزا لنشر الإسلام واللغة والثقافة بين سكان المغرب , فاستقرار المسلمين بهذه المدينة يمنح للفاتحين فرصا كثيرة في سبيل بث الدعوة الإسلامية , ونشر مبادئها وأصولها . كما لعب العامل العسكري أهمية بالغة فالهدف من وجود هذه المدينة هو جعلها معقلا حصينا لحماية الجيش الإسلامي , والاحتماء بها في حالة اضطرارهم إلى التراجع والانسحاب , واستخدامها كقاعدة عسكرية لانطلاق الجيوش في فتحات جديدة وجعلها مأوى لهم في حالة انتهاء المعارك للاستراحة وتضميد الجرحى وإعادة تنظيم صفوف الجيش(4) .
وبعد بحث وتفتيش وقع اختيار عقبة على موضع المدينة الجديدة حيث اتخذ موقعا وسطا بين الساحل والهضبة الوسطى حتى يا من هجمات الأسطول البيزنطي من الجهة البحرية , ويتجنب أي تحرك من جانب قبائل البربر من جهة الداخل , وفي نفس الوقت منطقة تقرب من المراعي لتتمكن الإبل من الرعي بأمان .


(1) ابن الأثير , الكامل في التاريخ , ( د,ط) , دار الكتاب العربي , لبنان , ( د.ث) , ج3 , ص 230
(2) نهلة شهاب احمد , تاريخ المغرب العربي , ط 1 , دار الفكر , عمان , 2010 , ص 59
(3) موسى لقبال, المغرب الإسلامي منذ بناء معسكر القرن حتى انتهاء ثورات الخوارج, ط3,المؤسسة الوطنية للكتاب, الجزائر , ( د, ث) , ص 29

- وقد كان موضع المدينة الحالية منطقة مليئة بالغابات كثيرة الأشجار والوحوش مأوى لأنواع من الحيوانات والزواحف , فركز عقبة رمحه في الأرض وقال لأصحابه : // هذا قيروانكم // فشرع الناس في عملية التنظيف وقطع الأشجار للاستفادة منها في البناء وحرق الأعشاب وتسوية الأرض حتى تكون صالحة للتخطيط والبناء . (1)
- ويذكر ابن لأثير أن عقبة دعا الله وكان مستجاب الدعوة ثم نادا // أيتها الحيات والسباع أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
ارحلوا عنا فانا نازلون فمن وجدناه بعد ذلك قتلناه .فنظر الناس ذلك اليوم إلى الدواب تحمل أولادها وتهرب //
فبدا إنشاء هذه المدينة ما بين سنتي << 50 هـ 55 هـ >> وقدرة مساحتها بثلاث آلاف وستمائة باع أي ما يعادل خمسة آلاف وثمانمائة متر مربع (2)
أما عن أصل مدينة القيروان فقد اختلف أهل اللغة في تحديد مدلول كلمة قيروان , فقيل هي : موضع اجتماع الجند , وقيل مخزن المؤن والأثقال , وقيل هي الجيش نفسه . (3)


(1) ابن الأثير , الكامل في التاريخ , (د,ط) دار الكتاب العربي لبنان , ( د,ت) ج 3, ص 230
(2) نفس المرجع ص 231
(3) موسى لقبال , تاريخ المغرب الإسلامي, ط4 , دار روما للطباعة والنشر , الجزائر , 2011 , ص 38
المطلب الثاني : تأسيس المسجد الجامع ودار الإمارة
كعادة العرب والمسلمين الفاتحين في بناء المدن وانه وبعد تنقية موضع المدينة لقد شرع عقبة بن نافع في اختطاط دار الإمارة والمسجد الجامع ولعل ما حمل عقبة على اختيار موقع المسجد هو وجود بئر عذبا في المكان تدعى ( بئر أم عياض ) وذلك لتسيير الوضوء والشراب(1) .
أما ما شغل عقبة بن نافع لأيام هو تحديد القبلة وضبطها باعتباره أول المساجد الجامعة في هذا القطر , حيث بقى المسلمون أياما يراقبون مطالب الشمس ومغاربها .
وقد ارتبط تركيز القبلة على يدي عقبة بما يشبه الأساطير حيث أن بعض النصوص تروي أن عقبة , وهو في منامه , أتاه آت ,وأمره أن يضع لواءه على كتفه إذا أصبح , ويسير فانه يسمع تكبيرا لا يسمعه احد غيره . فحيث يقع التكبير فهو المكان الصحيح للمحراب(2) .
وما إن تم تركيز القبلة للمسجد حتى بدا المسلمين في بناء الجامع وفي تشييد دورهم ومساكنهم ومساجدهم بالقيروان
_ فإلى جانب الجامع أنشئت دار الإمارة ,وبينها يبدأ الشارع الرئيسي للقيروان الذي يسمى( الشماط الأعظم ), ثم ترك عقبة فراغا حول المسجد ودار الإمارة في هيئة دائرة واسعة .ثم قسمت الأرض خارج الدائرة إلى خطط للقبائل وترك امتداد الشنطاط الأعظم خاليا من خطط القبائل ليكون استمرار للشارع الرئيسي في الاتجاهين إلى نهاية المدينة (3).


(1) موسى لقبال , تاريخ المغرب الإسلامي , ط4 , دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع , الجزائر , 2011 ص 36
(2) نفس المرجع ص 38
(3) حسين مؤنس , تاريخ المغرب وحضاراته , ط 1 , العصر الحديث للنشر والتوزيع , لبنان , 1992 , م ج 1 , ج 1 , ص88
المطلب الثالث : أهمية مدينة القيروان
لقد كان لقيام القيروان أهمية بالغة في تاريخ افريقية الإسلامية لأنها أصبحت نواة لولاية جديدة هي ولاية المغرب , حيث شكلت منارة للثقافة والمعرفة ومقرا لولاة المسلمين . وقد بقيت زاخرة عامرة بالعلماء والزهاد منذ أن أنشئت إلى أن توسعت ونمت في عهد ولاة افريقية (1) . فحسان بن النعمان جدد بناء مسجدها وزاد في عمرانها بما إقامة من مصالح حكومية وموسى بن النصير الذي اهتم بتوسعها وانشأ فيها ( دار الغرب ) لمسك النقود وهو أول من ضربها في منطقة افريقية , ويزيد بن حاتم المهلبي أصلح القيروان ورتب أسواقها وجعل لكل صناعة مكانا(2) .
وما ا ناضلها القرن الثاني , حتى أضحت مصرا جامعا وحاضرة لولاية ممتازة وأم مدن افريقية الإسلامية , فحققت نتائج باهرة فقد أقيل كثير من الأمازيغ على اعتناق الإسلام وجاوروا القاعدة الجديدة وطمئنت نفوس المسلمين وتسعة مناطق نفوذهم فبقيام القيروان صار لهم مجال حيوي للتوسع وأضحت لهم حقوق ثابتة في المنطقة وزالت عنهم العزلة ولعل ما يبرزها هوما قاله ابن الأثير<< ودخل كثير من البربر في الإسلام واتسعت خطة المسلمين وقوى جنان من هنالك من الجنود بمدينة القيروان وامنوا واطمئنوا على القيام فثبت الإسلام فيها .>> فمن هذه القاعدة انطلقت الجيوش الإسلامية لفتح بقية أقاليم المغرب فمنها امتد سلطانهم إلى بقية أجزاء المغرب الأوسط والأقصى ووصل إلى السودان وعبر أوربا واستقر في الأندلس (3).


(1) موسى لقبال , المغرب الإسلامي منذ بناء معسكر القرن حتى انتهاء ثورات الخوارج , ط3 , المؤسسة الوطنية للكتاب , الجزائر , ( د,ت) ,ص 33
(2) نفس المرجع ص 34
(3) نفسه ص 35
منقوول
 
رد: ملتقى طلآب السنة الثانية تاريخ معا لنفيد ونستفيد(des éxposé,fiche TD...)

المنهج التجريبي ـ بحث مفصل ـ

خطة البحث

مقدمة


اٌلإشكالية : ما مفهوم المنهج التجريبي و ما هي تطبيقه في ميدان العلوم القانونية و الإدارية ؟

المبحث الأول : مفهوم المنهج التجريبي
المطلب الأول : تعريف المنهج التجريبي .
الفرع الأول : تعريف المنهج التجريبي .
الفرع الثاني : تمييز المنهج التجريبي عن مناهج البحث العلمي الكبرى الأخرى .
الفرع الثالث : مراحل و خطوات سير المنهج التجريبي .
المطلب الثاني : مقومات و عناصر المنهج التجريبي .
الفرع الأول : المشاهدة أو الملاحظة العلمية .
الفرع الثاني : الفرضيات العلمية .
الفرع الثالث : عملية التجريب .

المبحث الثاني : تطبيق المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية
المطلب الأول : تطبيقات المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية .
المطلب الثاني : تقدير قيمة تطبيق المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية .

الخــــاتمــة


يعد المنهج التجريبي من أهم في البحث العلمي من أقرب المناهج إلى الطريقة العلمية الصحيحة و الموضوعية و اليقينية في البحث عن الحقيقة و اكتشافها و تفسيرها و التنبؤ بها و التحكم فيها .
و ليبيان مدى و كيفية تطبيق المنهج التجريبي في العلوم القانونية و الإدارية يستوجب الأمر أولا التعرض لتحديد مفهوم المنهج التجريبي ، عن طريق تعريفه ، و تمييزه عن غيره من مناهج البحث العلمي ، عن طريق تعريفه ، و تمييزه عن غيره من مناهج البحث العلمي الأخرى و خاصة المنهج الاستدلالي ثم دراسة مراحل المنهج التجريبي المختلفة ثم نقوم ثانيا ببيان مدى و كيفية تطبيق المنهج التجريبي في ميدان العلوم القانونية و الإدارية ، و لذلك تطرقنا أو استخلصنا الإشكالية التالية : ما مفهوم المنهج التجريبي و ما هي تطبيقه في ميدان العلوم القانونية و الإدارية ؟




المبحث الأول : مفهوم المنهج التجريبيالمطلب الأول : تعريفه .

الفرع الأول : تعريف المنهج التجريبي .

هناك محاولات عديدة لتحديد ماهية و معنى المنهج التجريبي ، منها المحاولة التي تسعى إلى تعريف المنهج التجريبي بأنه " المنهج المستخدم حين نبدأ من وقائع خارجة عن العقل ، سواء أ كانت خرج عن النفس إطلاقا ، باطنة فيها كذلك1 .

ـ و عرف ف تعريف آخر " على أنه المنهج المستخدم حين نبدأ من وقائع خارجة عن العقل و سواء كانت خارجة عن النفس أو باطنية فيها لتفسيرها بالتجربة دون اعتماد على مبادئ و قواعد المنطق الصورية وحدها2 .
و هذه المحاولات أيضا المحاولة التي نحاول تحديد معنى المنهج التجريبي عن طريق تعريف و تحديد معنى التجربة حيث تقرر هذه المحاولة " فالتجربة ...هي ملاحظة مقصودة تحت ظروف محكومة ، و يقوم بها الباحث لاختيار الفرض و المحصول على العلاقات السببية..."3 .
هذه بعض محاولات تحديد معنى المنهج التجريبي و التي مهما كانت كلها أو بعضها صائبة مد يده معنى و ماهية المنهج التجريبي ، فهي تظل ناقصة و عاجزة إذا ما لم تكملها و تدعمها بعناصر التعريف الأخرى للمنهج التجريبي مثل عناصر و مقومات المنهج التجريبي و تمييزه و تعريفه عن غيره من المناهج العلمية الأخرى و بيان خصائصه .

الفرع الثاني : تمييز المنهج التجريبي عن مناهج البحث العلمي الكبرى الأخرى

إن المنهج التجريبي يتميز بإثبات الفروض أو الافتراضات العلمية عن طريق التجربة للتعريف على العلاقات السببية أو العلاقات بين الظواهر المختلفة المشمولة بالتجربة و التنبؤ بها و التحكم فيها إذن فهو يختلف ن بقية مناج البحث الكبرى الأخرى و خاصة المنهج الاستدلالي ، من حيث كون المنهج التجريبي سلوك علمي و موضوعي و علمي خارجي ، إذ يعتمد المنهج التجريبي على التجربة الخارجية و على العقل و تفرض نفسها على العقل من الخارج ، ثم تتطلب من العقل تحليلها و تفسيرها و وضعها .
فالمنهج التجريبي موضوعه الظواهر و الوقائع الخارجية بينما موضوع المنهج الاستدلالي هو المخلوقات العقلية الداخلية1 .

الفرع الثالث : مراحل و خطوات سير المنهج التجريبي .

تتضمن عملية ميكانيزم أو ديناميكية و سلسلة سير المنهج التجريبي و ثلاثة مراحل متسلسلة و مترابطة و متكاملة هي مرحلة الوصف و التعريف ، و مرحلة بيان العلاقات و الروابط و الإضافة أي مرحلة التحليل و مرحلة استخراج القوانين و النظريات العلمية أي مرحلة التركيب 2.

أولا : مرحلة التعريف و التوصيف و التصنيف : و هي مرحلة نظر و مشاهدة الأشياء و الظواهر و الوقائع الخارجية ، و القيام بعمليات و وصفها و تعريفها و تصنيفها في قوالب أسر و فضائل و أصناف من أجل معرفة حالة الشيء أو الظاهرة أو الواقعة ، دون محاولة التجريبي و التفسير لهذه الأشياء و الظواهر و الوقائع.
ثانيا : مرحلة التحليل : و هي مرحلة التي تعب مرحة التعريف و التوصيف و التصنيف ، أي مرحلة حالة ـ الأشياء ـ و الوقائع و الظواهر ، و هدف وظيفة هذه المرحلة هو كشف و بيان العلاقات و الروابط و الإضافات القائم بين طائفة الظواهر و الأشياء و الوقائع المتشابهة و ذلك بواسطة عملية التحليل المعتمدة على تفسير الظواهر و الوقائع و الأشياء على أساس الملاحظة العلمية و وضع الفروض العلمية و استخراج القوانين العلمية العامة و المتعلقة بهذه الظواهر و الأشياء و الوقائع المشمولة بالتجربة 1.

ثالثا : مرحلة التركيب : و هي مرحلة تركيب و تنظيم القوانين الجزئية و خاصة للظواهر و الأشياء و الوقائع الجزئية لاستخراج منها قوانين كلية و عامة في صورة مبادئ عامة أولية ، مثل الحركة و الجاذبية لنيوتن ، و قوانين سقوط الجسام لجاليلو و كيلر ، و قوانين الصوت و الضوء و الحرارة...الخ .2

المطلب الثاني : مقومات و عناصر المنهج التجريبي .

سنتناول في هذا المطلب مقومات و ع/0258اصر المنهج التجريبي و هي تتألف من ثلاثة و التي سنتطرق إليها في ثلاثة فروع و هي كالآتي :

الفرع الأول : المشاهدة أو الملاحظة العلمية .
للتعرف بصورة واضحة على هذا العنصر وجب تحديد تعريف واضح لها و أنواعها و بيان شروط الواجب توافرها فيها :

أولا / معناها : هي الخطوة الأولى في البحث العلمي و هي من أهم عناصر المنهج التجريبي و أكثرها خطورة و حيوية لأنها محرك أولي و أساسي لبقية عناصر المنهج التجريبي ، و الملاحظة أو المشاهدة في معناها العام الواسع هي الانتباه العفوي إلى حادثة أو واقعة أو ظاهرة أو شيء ما دون قصد أو سبق إصرار و تعمد أو إرادة 1.
أما الملاحظة العلمية فهي المشاهدة الحسية المقصودة و المنظمة و الدقيقة للحوادث و الأمور و الأشياء و الظواهر و الوقائع بغية اكتشاف أسبابها و قوانينها و نظرياتها عن طريق القيام بعملية النظر في هذه الأشياء و الأمور والوقائع و تعريفها و توصيفها و تصنيفها في أسر و فصائل ، ذلك قبل تحريك عمليتي وضع الفرضيات و التجريب2 .

ثانيا : أنواع الملاحظة : تنقسم الملاحظة من حيث عفويتها و عدم عفويتها و من حيث بساطتها و عدم بساطتها إلى نوعين أساسين هما :

1 ـ الملاحظة البسيطة : و هي المشاهدة أو الانتباه العفوي العرضي يحدثدون قصد أو تركيز أو دوافع محددة أو استعداد مسبق ، و لذلك فهذا النوع من المشاهدة أو الملاحظة يعتبر علميا بالرغم من أن الملاحظات و المشاهدات البسيطة و العفوية لها قيمتها العلمية ، لأن كثيرا من الاكتشافات و القوانين و النظريات العلمية و خاصة في العلوم الطبيعية قد تم تحقيقها بناء على الملاحظة العفوية و البسيطة ، مثل قوانين و نظريات سقوط الجسام ، و دوران الأرض و الجاذبية ، و تعتمد هذه المشاهدة أو الملاحظة البسيطة على الحواس مباشرة و أساسا3 .

2 ـ الملاحظة العلمية المسلحة : و هي النظر أو الانتباه و المشاهدة المقصودة و المنظمة و الدقيقة للأشياء و الوقائع و الظواهر و الأمور بغية معرفة أحوالها و أوصافها و أصنافها و فصائلها من أجل وضع فرضيات بشأنها و إجراء عملية التجريب عليها و لاستنباط القوانين و النظريات اللازمة و لا تعتمد الملاحظة العلمية المسلحة على مجرد الحواس مباشرة بل هي تستخدم أدوات و وسائل مادية تكنولوجية لمساعدة و تقوية الحواس و اكتشافها الظواهر و الوقائع و الأشياء و الأمور بفاعلية و دقة أكثر و لهذا يطلق كلود برناد عليها بالملاحظة المسلحة لأنها تعتمد على وسائل و أدوات تكنولوجية مقوية و مدعمة للنظر و الحس و اللمس و التذوق و السمع1 .

ثالثا : أدوات الملاحظة : و حتى تكون الملاحظة أو المشاهدة أكثر دقة و طبقا و تنظيما و علمية يجب استخدام أجهزة و وسائل و أدوات علمية تكنولوجية و ذلك لتقوية الإحساس و العيان و المشاهدة الحسية و الحواس ، و تتم عملية معرفة الأحوال الوقائع و الظواهر و الأشياء و الأمور و فصائلها و أجناسها و بالتالي قوانينها و نظرياتها بدقة و لقد ساعد على التقدم و الازدهار في الاختراعات التكنولوجية إلى توفير الوسائل و الأجهزة العلمية التكنولوجية التي زادت في عملية التحكم في الملاحظة العلمية بفاعلية و دقة و من أمثلة الأجهزة و الأدوات العلمية التكنولوجية المستخدمة في الملاحظة العلمية : الأجهزة المسجلة ، الإكتروسكوب ـ المجهر المكبر أو المصغر ـ أجهزة القياس و التسجيل و التوسيع في الإحساس ـ أجهزة قياس و تسجيل الأوزان ـ الرسوم و الرموز و الأفكار العلمية و النفسية و التكنولوجية .

رابعا : شروط الملاحظة العلمية : للقيام بعملية الملاحظة العلمية بصورة كاملة و واضحة و دقيقة لابد من توفير جملة من الشروط سواء كانت هذه الشروط ذاتية أو موضوعية و من أهم هذه الشروط الشروط التالية1 :
1 ـ يجب أن تكون الملاحظة العلمية نزيهة و موضوعية و مجردة أي يجب أن لا تتأثر عملية الملاحظة بأشياء و معاني و أحاسيس و فرضيات سابقة على عملية الملاحظة و المشاهدة .
2 ـ يجب أن تكون الملاحظة العلمية منظمة و مضبوطة و دقيقة أي يجب على العالم الباحث الملاحظ أن يستخدم الذكاء و الفطنة والدقة العقلية و كذا أن يستعمل أدوات و وسائل القياس و التسجيل و الوزن و الملاحظة العلمية و التكنولوجية في الملاحظة العلمية .
3 ـ يجب أن تكون الملاحظة كاملة أي يجب أن يلاحظ الباحث كافة العوامل و الأسباب و الوقائع الظواهر و الأمور و الأشياء المؤثرة الموجودة المتصلة بها و أن إغفال أية عامل أو عنصر له صلة بالواقعة أو الظاهرة يؤدي إلى عدم المعرفة الكاملة و الشاملة للظاهرة و يحرك تسلسله الخطاء في بقية مراحل المنهج التجريبي الباقية ( الفرضيات و التجريب )
4 ـ يجب أن يكون العالم الباحث الملاحظ مؤهلا و قادرا على الملاحظة العلمية أي أن يكون ذكي و متخصص و عالم في ميدانه و سليم الحواس هادئ الطبع و سليم الأعصاب قادر على التركيز و الانتباه .
5 ـ يجب أن تكون الملاحظة العلمية مخططة بالمعنى العلمي للتخطيط .
6 ـ يجب تسجيل كافة الملاحظات في أوانها بدقة و ترتيب مضبوط و محكم .
7 ـ يجب معرفة و تجنب الخطاء التي مصدرها الملاحظ نفسه أو الأجهزة و الأدوات المستعملة في الملاحظة و الأخطاء الناجمة عن عدم مراعاة و ملاحظة الوقائع كما هي كما أن هذه الأخطاء قد يكون مصدرها العقل ذاته .
هذه الملاحظة أو المشاهدة العلمية كعنصر من عناصر المنهج التجريبي و إذا ما تمت بصورة كاملة و دقيقة و صحيحة تتطلب المر و وضع الفرضيات أو الفروض من أجل اكتشاف و خلق القوانين و استخراج النظريات التي تكشف و تفسر الظواهر و الوقائع المشمولة بالتجربة و التنبؤ و التحكم فيها .

الفرع الثاني : الفرضيات العلمية .

تعتبر الفرضية العنصر الثاني و اللاحق لعنصر الملاحظة العلمية في المنهج التجريبي و هو عنصر تحليل .
أولا : معنى الفرضيات : نتطرق أو المحاولات تعريف الفرضيات في المنهج التجريبي و تمييز الفرضيات عن غيرها من الاصطلاحات الأخرى ثم بيان القيمة العلمية و المنهجية للفرضيات ف مجال البحث العلمي .
1 ـ محاولة تعريف الفرضيات : و تعني لغة : تخمين أو استنتاج أو افتراض ذكي في إمكانية صحة و تحقق واقعة او شيء أو ظاهرة أو عدم تحققه و صحته و استخراج و ترتيب النتائج تبعا لذلك .
أما المفهوم الفرضيات اصطلاحا : فهو تفسير مؤقت لوقائع و ظواهر معينة و لا يزال بمعزل عن امتحان الوقائع حتى إذا ما امتحن في الوقائع أصبحت من بعد فرضيات زائفة يعد العدول عنها إلى غيرها من الفرضيات الأخرى أو صارت قانونا يفسر مجرى الظواهر 1 .
ـ فالفرضيات هي عبارة عن فروض و حلول و بدائل و اقتراحات وضعها الباحث بواسطة عملية التحليل العلمي للبحث عن أسباب الظواهر و قوانينها و نظرياتها .

2 ـ تمييز الفرضية عن غيرها من الأفكار و المصطلحات :

تختلف الفرضية باعتبارها تفسير أو تخمين مؤقت و غير نهائي عن غيرها من الأفكار و الأمور و المصطلحات الأخرى مثل النظرية ، القانون ، المفهوم ، و العلوم الاديولوجية .
ثانيا : أسباب و مصادر نشأة وتكوين الفرضيات : هناك العديد من الأسباب و المصادر الخارجية و الباطنية و الداخلية التي تعمل على تكوينها و هي كما يلي :

1 / الأسباب و المصادر الخارجية لتكوين الفرضيات :
إن مصادر الفرضيات الخارجية قد تتبع من واقعة الملاحظة للوقائع و الظواهر كما هو الحال في مثال سقوط الجسام عند جاليلو الذي لاحظ في بداية الأمر بسرعة سقوط الأجسام كلما اقتربت من الأرض ، الأمر الذي دفعه إلى وضع فرضيات قانون سير و سقوط الجسام .
كما أنه من ا لأسباب الخارجية لنشأة و تكون الفرضيات العلمية الصدف و الانتباه العفوي إذ كثيرا ما تدفع هذه الصدف و الملاحظات و المشاهدات الفجائية و العفوية إلى وضع فرضيات علمية .
و قد تكون الأسباب و المصادر الخارجية لنشأة و تكون الفرضيات العلمية ، عندما يتعمد الباحث الملاحظ وضع فرضيات علمية لإجراء تجارب للرؤية و المشاهدة 1 .
2 / الأسباب و المصادر الداخلية لنشأة و وجود الفرضيات العلمية :
و ينبثق هذا النوع من الأسباب و مصادر نشأة الفرضيات من داخل ذهن و خيال و عقل العالم المتخصص للباحث حيث تنبع هذه المصادر الداخلية للفرضيات من خصوبة العقل و إبداع الفكر وجموح الخيال و بعد النظر و الاستبصار و عمق التصور و حدة الذكاء و اتساع المدارك و قوة الخبرة و المعرفة 2 و لا يتأتى ذلك بطبيعة الحال إلا لطليعة من العلماء و المتخصصين الذين يملكون معلومات واسعة.
فهكذا تختلف الفرضية عن النظرية في الدرجة و ليس في النوع حيث كون الفرضية تفسير و تخمين مؤقت و غير نهائي بينما النظرية تفسير و تخمين ثابت و نهائي نسبيا و أصل النظرية أنها فرضية أجريت عليها اختبارات و تجارب فأصبحت نظرية 1 .
أما القانون فهو النظام أو العلاقة الثابتة و غير متغيرة بين ظاهرتين أو أكثر ..
أما المفهوم فهو مجموعة من الرموز و الدلالات التي يستعين بها الفرد لتوصيل ما يريده من معاني لغيره من الناس .
أما الإيديولوجية فهي مجموعة النظريات و القيم و المفاهيم الدينية و الاجتماعية القانونية العامة المتناسقة و المترابطة و المتكاملة و المتداخلة في تركيب و تكوين كيان عقادي كلي و عام و تستند إلى أسس و مفاهيم السمو و سيادتها للمجتمع .

3 / قيمة الفرضيات و أهميتها العلمية و المنهجية :
تلعب الفرضيات دور حيوي و هام في مجال استخراج النظريات و القوانين و التعديلات و التفسيرات العلمية للظواهر الوقائع و الأشياء و الأمور و هي تني العقل عن عقل خلاق و خيال مبدع و بعد النظر و هي تلعب دور حيوي في تسلسل و ربط عملية سير المنهج التجريبي من مرحلة الملاحظة العلمية إلى مرحلة التجريب و استخراج القوانين و استنباط النظريات العلمية المتعلقة بالظواهر والوقائع و شموله بالتجربة .
و لم تظهر قيمة الفرضيات المنهجية و العلمية إلا في بداية القرن 19 م حيث قبل ذلك عارض العلماء و الفلاسفة من وضع فرضيات و ذروا منها .
ـ و الباحث المتخصص يعتمد في تكييف و تحليل الظواهر و الوقائع و الأشياء و الأمور لمشمولة بالملاحظة العلمية من اجل تفسيرا و اكتشاف القوانين و النظريات العلمية المفسرة للعلاقات الدائمة بينها و المتحكمة فيها يعتمد في هذا التحليل العلمي عن المخزون المتخمر لديه من المعارف و المعلومات و الخبرات و المهارات و الملكات و المتون في وضع الفرضيات العلمية لتفسير هذه الظواهر و الوقائع و الأشياء و خلق القوانين و النظريات العلمية للتنبؤ بها و التحكم فيها .
فالفرضيات العلمية عي نابعة و منبثقة من داخل الذهن و العقل و الذكاء و الخيال الإنساني و تسمى مجموعة المعلومات و العلوم المتخصصة و الأفكار و قوة الخيال و عمق الثقافة و بعد النظر والقدرة على التكييف و التفسير و براعة الحسم و التي تشكل مصادر الفرضيات العلمية ، و من أهم العوامل المساعدة على خلق الفرضيات العلمية داخليا و باطنيا : التواصل ، المثال الجبرية ، الاستمرار و الاتصال و التكرار 1 .

ثالثا : شروط صحة الفرضيات العلمية :
لكي تكون الفرضيات المفروضة أو المفترضة صحيحة و علمية و يمكن أن تتحول بالتجربة إلى قوانين و نظريات علمية عامة و ثابتة و سليمة في تفسير الظواهر و الوقائع و الحقائق لابد من توفر شروط علمية و هي :
1 ـ يجب أن تبدأ من وقائع و ظوهر محسوسة و مشاهدة و ليس من تأثير الخيال الجامح و هذا تكون الفرضيات العلمية أكثر واقعية و حتى تتحول بواسطة ملية التجريب إلى قوانين عامة و نظريات ثابتة .
2 ـ يجب أن تكون الفرضيات قابلة للتجريب و الاختيار و التحقق ، فالفرضيات النابعة من نصب الخيال و عمق الوجدان العاطفة أي إلى أي نتيجة علمية واقعية2.
3 ـ يجب أن تكون الفرضيات العلمية شاملة و مترابطة ، أي يجب أن تكون الفرضيات معتمدة على كل الجزئيات و الخصوصيات المتوفرة و على التناسق مع النظريات السابقة اكتشافها.
4 ـ يجب أن تكون الفرضيات العلمية الخالية من التناقض للوقائع و الظواهر المعروفة .
5 ـ يجب أن تكون الفرضيات متعددة و متنوعة للواقعة أو الظاهرة الواحدة .

رابعا : تقدير تقييم الفرضيات :
بعد عملية إنشاء و خلق الفرضيات العلمية ، تأتي عملية نقد و تقييم و تحقيق الفرضيات العلمية بواسطة عملية التجريب جوهر المنهج التجريبي ، و ذلك لتأكد من مدى صحتها و سلامتها و لاختيار الفرضيات السليمة لتصبح قوانين علمية ثابتة و عامة تفسر علاقات السببية و الجبري ( الحتمية ) بين الظواهر ، و تتحكم فيها ، استبعاد الفرضيات الخائبة أو غير الصحيحة وفقا للنتائج التي تتوصل إليها عملية التجريب على الفرضيات المطروحة .

الفرع الثالث : عملية التجريب .

بعد عملية إنشاء و وجود الفرضيات العلمية تأتي عملية التجريب على الفرضيات لإثبات مدى سلامتها و صحتها ، عن طريق استبعاد الفرضيات التي تثبت يقينها عن صحتها و عدم صلاحيتها لتفسير الظواهر و الوقائع علميا و إثبات صحة الفرضيات العلمية بواسطة إجراء عملية التجريب في أحوال و ظروف و أوضاع متغايرة و مختلفة و الإطالة و التنوع في التجريب على ذات الفرضيات و استعمال قواعد و لوحات فرانسيس بيكون المعروفة باسم قواعد قنص بان و هي استعماله تنويع التجربة ، و قواعد إطالة التجربة ، و قاعدة نقل التجربة ، و قاعدة قلب التجربة و لوحات الحضور و الغياب و الانحراف و تفاوت الدرجات1.
و كذا استعمال لوائح "إميل " المعروفة و هي " خمس لوحات " أو مناهج هي منهج الاتفاق ، منهج الافتراق ، المنهج المزدوج أو منهج البواقي ، و منهج المتغيرات المنسقة1 .



المبحث الثاني : تطبيق المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية.
المطلب الأول : تطبيقات المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية .

قد أصبحت العلوم الاجتماعية و العلوم الإدارية و القانونية مع بداية القرن 18 ميدان أصيل لأعمال و تطبيق المنهج التجريبي في البحوث و الدراسات الاجتماعية و القانونية و الإدارية حيث بدأت عملية ازدهار و نضوج النزعة و العقلية العلمية و الموضوعية التجريبية تسود على العلوم الاجتماعية بصفة عامة و العلوم القانونية و الإدارية بصفة خاصة على حساب النزعة و العقلية الفلسفية التأملية و الميتافزيقية التي أصبحت تتناقض مع الروح و النزعة العلمية الناشئة .
فهكذا طبق المنهج التجريبي كمنهج من مناهج البحث العلمي في بحوث و دراسة العديد من الظواهر الاجتماعية القانونية و التنظيمية و الإدارية مثل البحوث و الدراسات المتعلقة بظاهرة علاقة القانون بالحياة الاجتماعية ( التضامن الاجتماعي) .
و علاقة القانون بمبدأ تقسيم العمل الاجتماعي و البحوث و الدراسات المتعلقة بعلاقة ظاهرة القانون بالبيئة الاجتماعية و الثقافية و السياسة و الجغرافيا .
كما طبق المنهج التجريبي من طرف علماء الإدارة في الدراسات و البحوث العلمية في نطاق العلوم الإدارية و لاسيما بعد ظهور نظرية الإدارة العلمية و بروز ظاهرة التداخل والترابط و التكامل الحتمي بين ظاهرة الإدارة من علم الاقتصاد و علم الاجتماع و علم النفس ، فأصبح يطبق و يستخدم المنهج التجريبي في الدراسات و البحوث العلمية للظواهر و المعطيات الإدارية مثل ظاهرة تقسيم العمل و التخصص ، و ظاهرة السلطة الإدارية و ظاهرة التدرج و غيرها .

و من الظواهر الإدارية التي استخدمت المنهج العلمي التجريبي في دراستها و بحثها مثل مبادئ و نظريات وحدة الهدف ، مبدأ الكفاية ، مبدأ نطاق الإدارة ، مبدأ تدرج السلطة ، مبدأ مستويات الإدارة ...الخ إلى غير ذلك من النظريات و المبادئ العلمية في نطاق العلوم الإدارية .
فقد استخدم " إميل دوركايم " المنهج التجريبي في دراسة و اكتشاف و تفسير ظاهرة العلاقة بين القانون و الروابط و العلاقات الاجتماعية و عملية التأثير المتبادل و المنظار بينهما ، ذلك في كتابه المعروف " التفسير العمل الاجتماعي " المنشور عام 1839 و في مقالة بـ " قانون التطور الجنائي المنشور بحولية علم الاجتماع .
و من النتائج و المبادئ العلمية التي استنبطها دوركايم من هذه الدراسة مبدأ الحتمية حاجة الحياة الاجتماعية للقانون لضبط العلاقات و الاستقاق الاجتماعية ضبطا قانونيا ، و ليحقق وسائل و عوامل الحياة القانونية و الاجتماعية و النفسية عن طريق تحقيق الاستقرار و الأمن و السلام الاجتماعي في المجتمع .
كما استنتج دوركايم من هذه الدراسة أن الجماعة و المجتمعات البشرية تحتاج في بداية نشأتها إلى القانون الجنائي الرادع و الجزائي الصارم أكثر من حاجتها إلى القانون المدني ، و أي قواعد قانون العقوبات تكون شديدة و صارمة في جزء منها كلما كان المجتمع بدائيا ثم تبدأ الصرامة و الشدة تخف كلما تقدم المجتمع اجتماعيا و ثقافيا و حضاريا و سياسيا و اقتصاديا1 .
كما استخدم مونتيسكيو المنهج التجريبي في بحوثه و دراساته الاجتماعية السياسية و القانونية التي تضمنها كتابه " روح القوانين " الصادر عام 1748 عندما انطلق من مقولته المشهورة " نحن نقول هنا عما هو كائن لأننا يجب أن يكون "2 .
- "On dit ici ce qu'est m et no; pas ce qui doit etre"

كما طبقت المدارس الوضعية و الاجتماعية في العلوم الجنائية المنهج التجريبي في البحوث و الدراسات العلمية المتعلقة بظاهرة الجريمة من حيث أسبابها و مظاهرها و عوامل الوقاية منها و كذا في دراسة و بحث فلسفة التجريم و العقاب .
و قد ازدهرت استخدامات المنهج التجريبي في مجال العلوم الجنائية و القانون الجنائي عندما تم اكتشاف حتمية العلاقة و التكامل بين العلوم الجنائية و علم النفس الجنائي و علم الاجتماع القانوني و علم الطبي النفسي و الطب العيادي و علم الوراثة و بعد سيادة المدارس الجنائية العلمية التجريبية.
كما طبق ماركس فيبد المنهج التجريبي في دراسة و بحث العلاقة بين المجتمع الصناعي و النمط البيروقراطي و القانون .
و استنتج العديد من النتائج العلمية منها أنه كلما اتجه المجتمع نحو اعتماد الصناعة كلما كان بحاجة إلى استخدام النموذج الديمقراطي و اتجه إلى استخدام الأنماط و الأساليب و الإجراءات البيروقراطية الرسمية في مجال القانون و العدالة و التقاضي و تسود العقلية القانونية البيروقراطية الصارمة و المتشددة في التمسك بالإجراءات و الشكليات القانونية الرسمية و نبذ و استبعاد روح و عواطف و العادات و التقاليد الاجتماعية .
و من أشهر التطبيقات الحديثة للمنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية الدراسات و البحوث العلمية التي قامت بها بولندا عام 1960 لإصلاح نظامها القضائي و قانون الإجراءات و المرافعات و الدراسة التي قام بها الأستاذ مور بيروجو حول ظاهرة البيروقراطية و المجتمع في مصر الحديثة عام 1953 ـ 1954 .
ـ فالعلوم القانونية و الإدارية هي ميدان أصيل و خصب لاستخدام المنهج التجريبي في الدراسة و بحث الظواهر الاجتماعية القانونية و الإدارية التنظيمية دراسة علمية و موضوعية لاستخراج الفرضيات و المبادئ و النظريات و القوانين العلمية في مجال العلوم القانونية و الإدارية لكشف و تفسير الظواهر و المشاكل القانونية و الإدارية و التنبؤ بها علميا و التحكم فيها و حلها و استخدامها لتحقيق المصلحة العامة بكفاية و رشادة و بطريقة علمية صحيحة .
و أكثر فروع العلوم القانونية و العلوم الإدارية قابلية و تطبيقا للمنهج التجريبي في قانون الإجراءات و المرافعات و النظام القضائي في الوقت الحاضر القانون الجنائي و العلوم الجنائية و القانون الإداري و العلوم ا لإدارية نظرا لطبيعتها الخاصة من حيث كونها أكثر فروع العلوم القانونية و الإدارية واقعية و علمية و تطبيقية اجتماعية و وظيفية . فهذه الفروع تمتاز بأنها أكثر العلوم القانونية و الاجتماعية و الإدارية حيوية و حركية و تغييرا و تلاصقا بالواقع المحسوس و المتحرك و المتداخل و المعقد و السريع التطور و التغيير كما ان هذه الفروع أي العلوم الجنائية و القانون الجنائي و القانون الإداري و العلوم الإدارية و النظام القضائي أكثر الفروع في العلوم القانونية تداخلا وتكاملا و تفاعلا بالعلوم الاجتماعية الأخرى .
و لذا كانت هذه الفروع أكثر و أخصب العلوم القانونية و الإدارية و أسهلها في تطبيق و استخدام المنهج التجريبي في دراسة و بحوث الظواهر التي تحكمها و تنظمها .

المطلب الثاني : تقدير قيمة تطبيق المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية .

لقد سبق التعرف و التأكد من حقيقة كون المنهج العلمي التجريبي أقرب مناهج البحث العلمي إلى الطريقة العلمية الصحيحة في الدراسات و البحوث العلمية من أجل التعرف على الحقيقة العلمية و تفسيرها و التحكم فيها وتزداد قيمة استعمال هذا المنهج العلمي في ميدان العلوم الاجتماعية و الإنسانية بصفة عامة و العلوم القانونية و الإدارية بصفة خاصة نظرا لشدة تعقيدها و صعوباتها و سرعة تطورها و تبدلها فهي محتاجة باستعمال التطبيق المنهج التجريبي بكافة مراحله و عناصره لاكتشاف الحقيقة العلمية القانونية و الإدارية بصورة تقنية نسبيا و بالرغم من صعوبة تطبيق المنهج التجريبي في ميدان العلوم الاجتماعية و الإنسانية و منها العلوم القانونية و الإدارية ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك بالقياس إلى تطبيقه في ميدان العلوم الطبيعية و حالات تطيق هذا لمنهج في ميدان العلوم القانونية و الإدارية كثيرة ـ كما سبق بيان ذلك فعن طريق الملاحظة العلمية الصحيحة و الموضوعية للظواهر و المعطيات القانونية و الإداري ، و وضع الفرضيات و البدائل بشأنها ، ثم القيام بالتجريب عن طريق التحويل و التركيب لهذه الفرضيات و البدائل المطروحة يمكن استخراج و استنباط الحقائق العلمية الموضوعية و السليمة حول الظواهر و الأمور و المعطيات القانونية و الإدارية عن طريق استخدام المنهج التجريبي هذا و قد سبقت الإشارة أمثلة من النظريات و القوانين العلمية و القانونية و الإدارية التي تم اكتشافها و تفسيرها بواسطة المنهج التجريبي.

الخـــــاتمة :
و في الأخير نخلص إلى أن التجريب هو أقوى الطرق التقليدية التي تستطيع بواسطتها اكتشاف و تطوير معارفنا كما يجدر التأكد على أن ذكاء الباحث و إخلاصه في عمله مع اتجاهاته الموضوعية و حرصه و دقته و صبره ... هذه الصفات النوعية التي يجيب توافرها فيه و ليست الآلات و التجهيزات المعقدة رغم حاجتنا له هي التي تؤدي إلى نتائج ناجحة و دقيقة في الدراسات التجريبية ، كما تجدر الإشارة إلى أن مهما كان نوع المنهج المتبع في البحث و التطبيق تبقى النتائج و الحقائق المحصل عليها نسبة لا مطلقة في كل الأحوال .
قائــــــمة المراجـــــع

1 ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي " مناهج البحث العلمي " الكويت ، وكالة المطبوعات ، الطبعة الثالثة 1977 .

2 ـ محاولة الدكتور أحمد بدر " أصول مناهج البحث العلمي " الكويت ، وكالة المطبوعات .

3 ـ الدكتور عاقل فاخر ، أسس البحث العلمي ، لبنان ( بيروت) ، دار العلم للملايين ، الطبعة الثانية ، 1982.

4 ـ الدكتور كمال حمدي أو الخير ، أصول التنظيم و الإدارة ، القاهرة ، مكتبة عين الشمس ، 1977 .

5 ـ ـ د / محمود أبو زيد ، ـ م فيقر ، و فرنك ، شيررود ، التنظيم الإداري ـ ترجمة / د / محمد توفيق رمزي ، وحيد الدين عبد القوي .

1 ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي " مناهج البحث العلمي " الكويت ، وكالة المطبوعات ، الطبعة الثالثة 1977 ، ص 128 .

2 ـ أحمد شاروج ، الطبعة الخامسة ، 1979 ، ص 258 .

3 ـ محاولة الدكتور أحمد بدر " أصول مناهج البحث العلمي " الكويت ، وكالة المطبوعات .

1 ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 128 .

2 ـ الدكتور أحمد بدر ، المرجع السابق ، ص 259 ـ 260 .

1 ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 127 .

2 ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 128 ـ 129 .

1 ـ الدكتور عاقل فاخر ، أسس البحث العلمي ، لبنان ( بيروت) ، دار العلم للملايين ، الطبعة الثانية ، 1982 ، ص 84 ـ 85 .


2 ـ الدكتور عاقل فاخر ، المرجع السابق ، ص 85 .


3 ـالدكتور عبد الرحمن نفس المرجع 134 ـ 135 .

1 ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 206 .

1 ـ الدكتور أحمد بدر ، المرجع السابق ، ص 259 ـ 274 .

1 ـ الدكتور أحمد بدر ، المرجع السابق ، ص 88 .

1 ـ عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 174 .

2 ـ الدكتور فاخر عاقل ، المرجع السابق ، ص 98 .

1 ـ الدكتور أحمد بدر ، المرجع السابق ، ص 88 .

1 ـ عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 147 ـ 148 .

2 ـ الدكتور أحمد بدر ، المرجع السابق ، ص 92 .

1 ـ عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 155 ـ 170 .

1 ـ نفس المرجع ص 162 ـ 170 .

1 ـ الدكتور كمال حمدي أو الخير ، أصول التنظيم و الإدارة ، القاهرة ، مكتبة عين الشمس ، 1977 ، ص 402 ـ 407 .

2 ـ د / محمود أبو زيد ، المرجع السابق ص 103 و جون ـ م فيقر ، و فرنك ، شيررود ، التنظيم الإداري ـ ترجمة / د / محمد توفيق رمزي ، وحيد الدين عبد القوي .


منقوول
 
رد: ملتقى طلآب السنة الثانية تاريخ معا لنفيد ونستفيد(des éxposé,fiche TD...)

السلام عليكم اخوتي ارجوا المساعد فيما يخص الاسطول الجزائري في العهد العثماني
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top