بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
مقدمة :
سوف اقوم بنشر بعض الأجزاء من كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهورمن تأليف العالم الفاضل الشيخ محمد ابن احمد ابن اياس الحنفي رحمة الله عليه
لقد كتب هذا الموضوع في موقع ستار تائمر واردت ان اكنبة في موقعي المحبوب
تنبية: هذا الكتاب اشبه برواية تاريخية فكاهية ادبية
الجزاء الأول : قصة نبي الله سيدنا سليمان ابن داود عليه السلام
الجزاء الأول : قصة نبي الله سيدنا سليمان ابن داود عليه السلام
قال الله تعالي ( وورث سليمان داود ) قال الثعلبي كان لداود عليه السلام تسعة عشرة ولدا وكان سليمان اصغر اولاده قال السدي كان سليمان افقه من ابيه واقضى منه في الحكم ولكن كان داود اشد تعبدا قال السدي والثعلبي لم يملك الدنيا كلها سوى اربعة مؤمنين وكافرين فاما المؤمنان فهما سليمان ابن داود وذو القرنين واما الكافران فهما النمرود بن كنعان وشداد ابن عاد قال الله تعال حكاية عن سليمان ( قال ربي اغفرلي وهبلي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ) فأجاب الله دعأه واعطاه * سؤال لطيف : قال بعض العلماء كيف طلب سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده والأنبياء من شأنهم الزهد في الدنيا* الجواب اعلم أن سليمان عليه السلام علم بذلك فقال أولا ربي اغفرلي ثم طلب الملك بعد طلب المغفرة فقال وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي * قال السدي سبب طلب سليمان الدنيا ان جبرائل عليه السلام جاء الى سليمان وقال ان الله تعال يأمرك ان تمضي الى مكان كذا وكذا فإن هناك إمراة ارملة ولها عند الله منزلة فأمض اليها وارفع عنها حوائج الدنيا وجميع ما تحتاج اليه من أكل وكسوة وغير ذلك فقال سليمان لجبرائل ان الله تعالى يعلم اني عبد فقير لأملك من الدنيا شيأوكان سليمان يصنع القفف بيده ويبعها ويأكل من ثمنها هو وعياله ولا يقرب من بيت المال فأوحى الله الى سليمان اطلب مني ماتريد فلما رأى الإذن من الله في الطلب طلب وما قصر فطلب المغفرة والملك فأستجاب الله دعأه واعطاه الدنيا من مشرقها الى مغربها * قال وهب بن منبه ان سليمان لم يطلب الدنيا لنفسه وإنما طلب أن يكزن أمورها اليه حتى يعدل بين الناس وينصف المظلوم من الظالم ويجود على الفقراء والمساكين فإن الدنيا مع العبد الصالح في يده لا في قلبه فإن كان بالعكس فلهوى النفس وقول سليمان لا ينبغي لأحد من بعدي لأن الله الهمه العدل في الرعية فعلم اأن غيره لا يقدر على مثل عمله وكان سليمان متواضعا يحالس الفقراء والمساكين ويأكل معهم ويحدثهم كأنه منهم وكان لا يشبع بطنه من خبز الشعير ولا يلبس الى الصوف مع سعة ملكه ولا ينفق الى من عمل يده قال وهب بن منبه إن الله تعالى صخر لسليمان الإنس والجن والوحوش والطيور والريح فكانت الريح تحمل بساطه الى مسيرة شهر في غدوة من النهار وهو قوله تعالى ( غدوها شهر ورواحها شهر) قال السدي كان طول بساط سليمان فرسخا وعرضه فرسخا وهو مركب على اخشاب * قال مقاتل ان الجان نسجت له البساط من حرير ملون وهو مرقوم بالذهب وكان يحمل عليه جنوده ودوابه وخيوله وسائر الإنس والجن والوحش والطير وكان جيش سليمان الف الف إنسان ويتبعها الف الف من الجان وغيرهم وكان هذا البساط يسير بين السماء والارض مثل السحاب ودونه الى الارض فإن اراد ان يسيره بسرعة امر الريح العاصف بحمل ذلك البساط فيسير كالبرق الى حيث شاء وكان البساط اذى سار لم يحرك انسان ولا دابة ولاشجرة وإذا مر على زرع في الارض لا يتحرك منه ورقة وكانت ريح الصبا واقفة بين يديه فإذا تكلم احد من المشرق او المغرب تحمل الريح ذلك وتلقيه في أذن سليمان * قال الزمخشري كان لسليمان كرس من الذهب والفضة برسم الأمراء والأعيان وحول ذلك الكرسي ثلاثة الاف كرسي من الذهب والفضة * قال السدي كان لسليمان الف قصر مبنية من قوارير وفيها ثلاثمائة امراة والف سرية* قال كعب الاحبار كان جيش سليمان إذا نزل في الفضاء يملأ مائة فرسخ وكان منها خمسة وعشرون للإنس وحمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير وكان الطير يضله من حر الشمس وقت القائلة * قال الثعلبي كان مرتب مطبخ سليمان في كل يوم مائة الف شاة واربعين الف بقرة خارجا عن الفواكه الحلوات وغير ذلك ومع هذا كله لم يرجع عن اكل خبز الشعير بالملح الجريش وكان الجن يغوصون له البحار ويستخرجون له منها الدرر الكبار ويجعلونها بين يديه وذلك قول تعالى ( ومن الشيطان من بغوصون له ) الاية * قال الثلبي ان سليمان كان إذا جلس في موكبه تقف الغلمان الحسان على رأسه بأطباق من الذهب وهي مملوأة من المسك السحيق وفيها صحاغ من الياقوت الأحمر وفيها شيأ من ماء الورد وفوقها طيور صغار مثل العصافير ترفرف بأجنحتها وتنزل في ماء الورد وتتمرق في ذلك المسك وتطير وتنتفض على الكبير والصغير من جيشه قال السدى لم يقع لأحد من ملوك الأرض مثل ما وقع لسليمان وذلك ان الريح مركبه والبحار خزائنه والجن خدمة والملائكة حفظته والطير من الشمس تظله والوحوش تحرصه وأصف بن برخيا وزيره والإسم الاعطم على خاتمه* وقيل ان سليمان تأمل ذلك واعجب بنفسه قال البساط من تحته في قوة سيره فهلك من جيشه نحو اثني عشرة الف انسان في ساعة واحدة فلما راى سليمان ذلك ضرب البساط بغضيب كان في يده وقال اعتدل ايها البساط فأجابه البساط من تحته وقال له اعتدل انت يا سليمان حتى أعتدل انا فعلم ان البساط مأمور فخر سليمان ساجدا* قال وهب بن منبه فلما اتسعت الدنيا عليه نسي الأرملة التي تقدم ذكرها فلما تذكرها اضطرب وتوجه اليها وهو ماش على قديمه فوقف على بابها فأذنت له بالدخول فدخل فوجد المرأة عميا وحولها ثلاث بنات فقالت يا سليمان يوصيك الله بي وتغفل عني هذه المدة الطويلة فأعتذر لها سليمان من ذلك وقال لها منذ كم وانت عازبة فقالت منذ عشر سنين ومعي ثلاث بنات ولم يكن لي ما يكفيهم من القوت فلما سمع سليمان ذلك حمل اليها مائة رحل ما بين قماش ومال وغير ذلك وقال لها متى فرغ من عندك شئ فارسلي اعلميني حتى ارسل اليك عوضه فإن الله امرني ان اكفيك هم الدنيا وامر المعيشة قال ابو عمران الحوني بينما سليمان سائر على بساطه بين السماء والارض إذ مر برجل راع فلما راي الراعي البساط وسليمان وجنوده ركوبا عليه قال لقد اتاك الله يابن داود ملكا عظيما لم ينله احد قبلك فألقت الريح كلام الراعي الى سليمان فأحضر سليمان الراعي وقال له تسبيحة من مؤمن افضل مما أوتي سليمان من هذا الملك كله ومن النكت الغريبة ما نقله الشيخ عبد الرحمان بن سلام المقري في كتاب العقائق ان سليمان لما راي ان الله تعالى اوسع له الدنيا وصارت بيده قال إلهي لو اذنت لي ان اطعم جميع المخلوقات سنة كاملة فأوحى الله اليه انك لن تقدر على ذلك فقال إلهي اسبوعا فقال الله تعالي لت تقدر فقال إلهي يوما واحدا فقال تعالى لن تقدر فقال إلهي مقصودي ولو يوما واحد فأذن الله تعالى له في ذلك فأمر سليمان الجن والإنس بأن يأتوا بجميع مافي الارض من ابقار واغنام ومن جميع ما يؤكل من اجناس الحيونات من طير وغير ذلك فلما جمعوا ذلك اصطنعوا له القدور الراسيات ثم ذبح ذلك كله وطبخه وامر الريح ان تهب على الطعام ليلا يفسد ثم مذ ذلك الطعام في البرية فكان طول ذلك الصماط مسيرة شهرين وعرضه مثل ذلك ثم اوحى الله اليه ياسليمان بمن تبتدئ من المخلوقات فقال سليمان ابتدئ بدواب البحر فأمر الله حوت من البحر المحيط ان يأكل من ضيافة سليمان فرفع ذلك الحوت رأسه وقال ياسليمان سمعت انك فتحت بابا للضيافة وقد جعلت عليك ضيافتي هذا اليوم فقال سليمان دونك والطعام فتقدم ذلك الحوت وأكل من اول السماط فلم يزل يأكل حتى اتى اخره في لحظة ثم نادى اطعمني ياسليمان وأشبعني فقال له سليمان اكلت الجميع وما شبعت فقال الحوت اهكذا يكون جواب اصحاب الضيافة للضيف أعلم ياسليمان أن لي في كل يوم مثل ما صنعت ثلاث مرات وأنت كنت السبب في منع راتبي في هذا اليوم وقد قصرت في حقي فعند ذلك خر سليمان ساجدا لله تعالى وقال سبحان المتكفل بأرزاق الخلائق من حيث لا يعلمون وقد قيل في المعنى :
رزقي يأتي وخالقي يكفله
لأقصد غيره ولأسأله
إن كنت اظن انه من بشر
لا قدره الله ولا يسره
لأقصد غيره ولأسأله
إن كنت اظن انه من بشر
لا قدره الله ولا يسره
يتبـــــــــــــــــــــــع