دروس في البناء الفني ( البلاغة)

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

جيهان جوجو

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
24 سبتمبر 2015
المشاركات
6,843
نقاط التفاعل
18,202
النقاط
356
محل الإقامة
...
الجنس
أنثى
السلام عليكم
يضم هذا الموضوع قواعد مهمة للطلبة لكافة مستويات المتوسط
اتمنى ان تستفيدو وكل التوفيق لكم

 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

علم البلاغة

بعلم البيان نعبّر عن المعنى الواحد بأساليبَ مختلفة بين تشبيه ومجاز وكناية،وبعلم المعاني نوظّف الكلام مطابقاً لمقتضى الحال،مع وفائه بغرض بلاغيٍّ يفْهمُ من سياقه وبما يُذكر معه من قرائن،وبعلم البديع نزيّن اللفظ ومعناه بألوان بديعة من الجمال اللفظي أو المعنويِّ باستعمال المحسّنات اللفظية والمحسّنات المعنويّة.
هذه الجوانب الثلاثة تدرج ضمن علم البلاغة.
أقسام علم البلاغة:
ينقسم علم البلاغة إلى ثلاثة أقسام :
1- علم البيان:هوعلم يعرَف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوحِ الدلالة عليه.
2- علم المعاني:هوعلم يُعرف به أحوال اللفظ العربيِّ التي بها يطابق مقتضى الحال.
3- علم البديع:هو علم يُعرف به وجوه تحسين الكلام،بعد مطابقته لمقتضَى الحال ووضوحِ الدلالة.
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

الحقيقة والمجاز:
1- قال ابن العميد:
قامت تظللني من الشمس... نفس أحب إليَّ من نفسي
قامت تظللني ومن عجب...شمس تظللني من الشمس
2- قال تعالى:{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} سورة غافر:13
3- قال تعالى: {وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ}. الأنعام:6
إيضاح:
1- تأمّل الشطر الثاني من البيت الثاني تجد أن كلمة (شمس) ذكرت مرتين وتدرك أن المقصود من الشمس الأولى ليس هو نفسه المقصود من الشمس الثانية فالشمس الأولى لا يمكن أن تكون هي النجم المعروف لأن الشمس الحقيقية لا تظلل بل هي تحرق بأشعتها لذلك نقول:إن الشمس الأولى وردت بمعنى غير معناها الحقيقي (الأصلي) وهو دلالتها على امرأة (على وجه التشبيه) وفي هذه الحالة نقول:استعمل الشاعر الشمس الأولى بالمعنى المجازي.لاحظوا أن الفعل تظلل منع من أن تكون الشمس حقيقية وهذا الذي نسمّيه استعارة.
أما الشمس الثانية فقد دلت على معناها الحقيقي (الأصلي) وهو دلالتها على النجم الساطع المعروف الذي نتجنب حرارته الحارقة وفي هذه الحالة نقول:إن الشاعر استعمل الشمس بالمعنى الحقيقي.
2- تأمّل قوله تعالى:{ويُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السماءِ رزْقاً}؛فهل الرزق ينزل من السماء؟ كلّا،ولكنّ الذي ينزل هو المطر الذي ينتج عنه رزقنا،فالرزق مُسبَّب عن المطر،فهذا مجاز مرسل علاقته المُسبَّبية،
3- وفي الآية الثالثة أسند الله تعالى الجري إلى الأنهار وهي أمكنة للماء،فالنهر لا يجري ولكنّ الماء الذي فيه هو الذي يجري،وهنا نقول:أسند الفعل إلى غير صاحبه وهذا هو المجاز العقلي.
تذكّر:
1- الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في الأصل.
2- المجاز هو اللفظ المستعمل في غير معناه الحقيقي (الأصلي) أي في غير ما وضع له في الأصل مع قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي.
إذا قلت:رأيت أسدا صعب عليّ أن أحكم بأن الأسد المقصود هو الحيوان المعروف أو هو إنسان شجاع لعدم وجود قرينة تبيّن لي المعنى المراد.
فإذا قلت:ابتسم لي الأسد سهل عليّ أن أعرف أنّ الأسد هنا ليس هو الحيوان لوجود قرينة تمنع ذلك وهي (ابتسم) وفي هذه الحال أقول:إنّ الأسد ورد بالمعنى المجازي.
3- العلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازيّ قد تكون المشابهة،وقد تكون غيرها،والقرينة قد تكون لفظية وقد تكون حاليّة.
لاحظ في المثال التالي حيث إن السحاب في معناه الأصلي يدل على الغيوم وقد تستعمل للدلالة على معنى غير هذا.
مثال:تعرض لي السحاب وقد قفلنا...فقلت إليك إن معيَ السحابا
السحاب الأولى حقيقية وهي الغيوم
قفلنا:عدنا ورجعنا
إليك:ابتعد
السحاب الثانية يقصد بها الرجل الكريم
تنبيهات:
1- العلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة وقد تكون غير المشابهة.
2- القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي قد تكون لفظية (مذكورة) وقد تكون حالية تفهم من سياق الكلام.
3- إذا كانت العلاقة بين المعنى المحذوف والمعنى المذكور هي المشابهة نقول :إننا أمام استعارة.
4- إذا كانت هذه العلاقة ليست المشابهة نقول:إننا أمام مجاز مرسل.
5- إذا أسند الفعل إلى غير صاحبه نقول:نحن أمام مجاز عقلي.
6- المجاز نوعان:مجاز لغوي ومجاز عقليّ والمجاز اللغويّ نوعان:استعارة ومجاز مرسل.

تدريبات على المجاز:
عين المجاز فيما يأتي:
1- فإن أمرض فما مرض اصطباري...وإن أحمم فما حمَّ اعتزامي
2- بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة...وأهلي وإن ظنُّوا عليَّ كرام
3- فليت طالعة الشمسين غائبة...وليت غائبة الشمسين لم تغب
4- واستقبلت قمر السماء بوجهها...فأرتني القمرين في وقت معا
5- هزبر مشى يبغي هزبرا وأغلب ...من القوم يغشى باسل الوجه أغلبا
6- بنى الرئيس عدة منشآت هامة في بلادنا.




هزبر وأغلب من أسماء الأسد والباسل هو الشجاع.
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

الاستعارة التصريحية والاستعارة المكنية

الاستعارة
1- قال تعالى :"الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور." سورة إبراهيم:2
2- قال الحجَّاج مخاطبا خصومه:"إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها."
إيضاح:
في الآية الكريمة مجاز لغوي ورد مرتين فكلمة (الظلمات) لاتدل على معناها الحقيقي الذي هو زوال ضوء الشمس تماما وإنما دلت على معنى (مجازي) آخر يفهم من سياق الكلام وهو الظلال والكفر.
وقل في مثل ذلك في كلمة (النور) فهي لا تدل على معناها الحقيقي بل هي تدل على معنى غير الذي وضعت له في الأصل وهو الهدى والإيمان.
المجاز اللغوي الوارد في الآية علاقته المشابهة حيث شبه الله الكفر والظلال بالظلمات والإيمان والهدى بالنور وهذه هي الاستعارة.
هذه الاستعارة تصريحية لأن المشبه به (الظلمات) و(النور) قد صُرِّح به (أي ذكر) في الآية أما المشبه فقد حذف.
أما كلام الحجاج فقد ورد فيه مجاز لغوي آخر حيث شبه الرؤوس بالثمار وحذف المشبه به (الثمار) ورمز لها بقرينة (خاصية) تدل عليها وهي (أينعت وقطافها) وهذه أيضا استعارة.
هذه الاستعارة مكنية لأن الحجَّاج حذف المشبه به وكنى عنه بذكر إحدى خصائصه الدالة عليه.
تذكّر:
تعريف الاستعارة:
الاستعارة من المجاز اللغوي علاقتها المشابهة دائما وهي تشبيه حذف أحد طرفيه (المشبه أو المشبه به).
أقسام الاستعارة:
للاستعارة قسمان:
1- الاستعارة التصريحية وهي التي حذف منها المشبه وصُرِّح (ذكر صراحة) فيها بالمشبه به.
2- الاستعارة المكنية وهي التي ذكر فيها المشبه وحذف منها المشبه به ورُمز له بإحدى لوازمه (خصائصه) للدلالة عليه.
تنبيهات:
1- الاستعارة التصريحية = مجاز لغوي+ مشبه به
2- الاستعارة المكنية = مجاز لغوي + مشبه
3- يمكن تحويل التشبيه إلى استعارة بحذف أحد طرفيه:المشبّه أو المشبّه به وتغيير ما يلزم تغييره.
4- لنطبّق ذلك على هذا التشبيه:هذا الملاكم كالأسد في شجاعته.
أ- نحذف أولا المشبّه به:افترس الملاكم خصمه افتراسا.
كما نلاحظ هنا أنّي حذفت المشبه به (الأسد) وذكرت قرينة (افترس) مع المشبّه (الملاكم ) للدّلالة على المشبّه به المحذوف وبذلك حصلت على استعارة مكنيّة ممثلة بالمعادلة التالية:
مجاز لغوي (افترس) + طرف تشبيه وهو المشبّه (الملاكم) = استعارة مكنية
ب- نحذف ثانيا المشبّه:أسقط الأسد خصمه على الحلبة.
كما نلاحظ هنا أنّي حذفت المشبه (الملاكم) وذكرت قرينة (الحلبة) مع المشبّه به (الأسد) للدّلالة على المشبّه المحذوف وبذلك حصلت على استعارة تصريحيّة ممثلة بالمعادلة التالية:
مجاز لغوي (الحلبة) + طرف تشبيه وهو المشبّه به (الأسد) = استعارة تصريحيّة
أمثلة على الاستعارة:
1- قال المتنبي يَصِفُ دخول رسولِ الرّوم على سيف الدولة :
وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى ... إلى البَحرِ يَسعَى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي

2- قال تعالى على لسان زكريا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} مريم:4
3- وقال ابن المعتز:
جُمِعَ الحقُّ لنا في إمامٍ ... قتلَ البخلَ وأحيا السماحا

4- ذم أعرابي قوما فقال:"أولئك قوم يصومون عن المعروف ويُفطرون على الفحشاء."
5- وقال المتنبي وقد قابله مَمْدُوحُهُ وعانقَه :
فلم أرَ قَبلي مَن مَشَى البحرُ نحوَه ... ولا رَجُلاً قامَتْ تُعانِقُهُ الأُسْدُ

6- قال دعبِل الخزاعِيُّ:
لا تَعجَبي يا سَلمُ مِنْ رَجُلٍ ... ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى

7- قال المتنبي في وصف قلم:
يمج ظلاما في نهارٍ لسانُه...ويفهم عمَّن قال ما ليس يسمع
8- قال تعالى:"ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون".
9- ورد إذا ورد البحيرة شاربا...ورد الفرات زئيره والنيلا
10- شر الناس من يرضى بهدم دينه لبناء دنياه.
11- وقال في مدح سيف الدولة :
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْواً سِوَى ظَفَرٍ ... تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ
12- وقال المتنبي:
ولمّا قَلّتِ الإبْلُ امْتَطَيْنَا ... إلى ابنِ أبي سُلَيْمانَ الخُطُوبَا
13- وقال أيضا:
ألمَجْدُ عُوفيَ إذْ عُوفيتَ وَالكَرَمُ ... وَزَالَ عَنكَ إلى أعدائِكَ الألَمُ
14- وصفَ أعرابيٌّ أخاً له فقال: كان أخِي يَقْري العينَ جَمالا والأُذنَ بيانا.
15- وقال أعرابيٌّ في المدح: فُلانٌ يَرمي بِطَرْفِهِ حَيْثُ أَشَارَ الكَرمُ.
16- قال السَّريّ الرَّفَّاء الموصلي :
كلُّ زَنْجيَّة كأَنَّ سوَادَ الْـ ... لَيْل أَهْدى لها سَوادَ الإِهَابِ
17- وقال أيضاً في وصف مزيِّنٍ:
إذا لمعَ البرقُ في كَفِّهِ ... أفاضَ على الوجهِ ماءَ النَّعيمِ
له راحَة ٌ سَيرُها راحة ٌ... تَمُرُّ على الوَجْهِ مَرَّ النَّسيمِ
18- مدحَ أَعرابيٌّ رجلاً فقال:تَطَلَّعتْ عيونُ الفضلِ لكَ، وأَصغتْ آذانُ المجدِ إليك.
19- ومدحَ آخر قوماً بالشجاعة فقالَ: أَقْسمتْ سيوفُهمْ ألا تُضيع حقًّا لهم.
20- وذمَّ آخرُ رجلاً فقال: إِنه سمينُ المال مهزولُ المعروف.
21- وقال البحتري يرثي المتوكل وقد قتِلَ غِيلةً :
فَمَا قَاتَلَتْ عَنْهُ المَنَايَا جُنُودُهُ ... وَلاَ دَافَعَتْ أمْلاَكُهُ وَذَخَائِرُهْ
22- قال الشاعر:
وإِذا السعادةُ لاحظتْك عيونُها …نَمْ فالمخاوِفُ كلُّهُنَّ أَمانُ
23- وقال أَبو العتَاهِية يهنِّئُ المهدي بالخلافة:
أتتْهُ الخِلاَفَةُ مُنْقادَةً ... إلَيْهِ تُجَرِّرُ أذْيالَها
24- وقال السَّرِيّ في وصف الثلج وقد سقطَ على الجبال :
أُلِمُّ برَبعِها حَذِراًفألقَى ... مُلِمَّ الشَّيبِ في لِمَمِ الجِبالِ
25- وقال في وصف قلمٍ :
وأهيفُ إنْ زعزعتهُ البنا ... نُ أمطَرَ في الطّرْسِ لَيلاً أحَمّ
26- يزحف القطار وهو يقطع السهول والجبال.
27- تبتسم الأرض في الربيع.
28- زارنا القمر في بيتنا.
29- هزم الأسد خصومه على البساط بالعلامة النهائية.
30- أنشبت الموت أظفارها وأنيابها في سكان القرية.

31- قال حسان بن ثابت يفتخر بشعره:
لساني صارم لا عيب فيه...وبحري لا تكدره الدلاء
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

الكناية:
1- قالت الخنساء تمدح أخاها صخرا:
طويل النجاد رفيع العماد ...كثير الرماد إذا ما شتا
2- قال المتنبي يصف حال خصوم سيف الدّولة بعد نهاية المعركة:
فمسّاهم وبسْطهمُ حريــر... وصبَّحهم وبسْطهمُ تــراب
ومن في كفظّه منهم قناة ... كمنْ في كفّه منهم خضاب
3- هذا الرّجل يسود العزّ في بيته.
إيضاح:
- في بيت الخنساء نتعرّف على صفات صخر،فهو شجاع وسيّد في قومه وكريم ولكنّ الشاعرة لم تعبّر عن هذه الصفات بصراحة بل استعملت طريقة غير مباشرة للإشارة إليها.
فطويل النجاد يعني أنّ سيفه طويل وهذا يستلزم أنّه طويل القامة وطويل القامة غالبا ما يكون شجاعا.
ورفيع العماد يعني أنّ خيمته عالية ومرتفعة وهذا يستلزم أنّ صاحب هذه الخيمة له مكانة في قومه فهو سيّدهم وهذه كانت عادة العرب أن يميّزوا خيامهم عن خيمة زعيمهم.
أمّا كثير الرماد فيعني أنه كثير الطبخ وهذا لكثرة الضيوف وهذا يستلزم أنّه كريم.
ونلاحظ في ييت المتنبي الأول كناية أخرى عن صفة فبسطهم حرير مقصوده (هم أسياد أعزّاء) وبسطهم تراب مقصوده (هم أذلّاء).
كل تركيب من التراكيب السابقة كُنِّيَ به عن صفة لازمة لمعناه،ويسمّى هذا النوع من التركيب كناية عن صفة.
- أمّا في البيت الثاني للمتنبي فهو يكنَّي عن الرّجل بمن يحمل قناة وهي الرّمح ويكنّي عن المرأة بمن في كفه خضاب وهو الحنّاء ويقول إنهما سواء في الضعف أمام بطش سيف الدولة،وبما أنّ الرّجل والمرأة يمكن أن يوصفا نسمّي هذه الكناية كناية عن موصوف.
في المثال الثالث كناية أيضا حيث بدل أن ننسب العزّ إلى الرجل نسبناه إلى بيته وهذه كناية عن نسبة.
تذكّر:
تعريف الكناية:
الكناية لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة ذلك المعنى.
أو بمعنى آخر الكناية لها معنيان أحدهما ظاهر في الجملة وهو غير مقصود والثاني خفي وهو المقصود مع جواز إرادة المعنى الظاهر.
مثال: هذه المرأة بعيدة مهوى القرط.
القرط ما يوضع من حلي في أذن المرأة.
مهوى معناها مسقط
إذا كان المكان الذي يسقط فيه القرط من الأذن هو الكتف بعيدا عن الأذن فمعنى ذلك أن المسافة بين الكتف والأذن بعيدة.
ولكن في الجملة لا يقصد بعد المسافة بين الأذن والكتف ولكن يقصد طول العنق لدى هذه المرأة لقد عبرنا عن حقيقة (طول العنق) وأعطينا الدليل عليها (بعد المسافة).
الكناية إذا تعبر عن معنى بأسلوب غير مباشر.
- هي من أساليب البيان وهي من أجمل التعابير العربية.
- وهي تعطينا حقيقة مصحوبة بالدليل عليها.
- وهي تستعمل في المدح والذم غالبا بطريقة مهذبة.
الكناية لها ثلاثة أنواع:
1- كناية عن صفة وذلك إذا كانت الكلمة المقصودة تصلح أن تكون نعتا أوصفة.
مثال:هذا الرجل يشار إليه بالبنان. أي مشهور ومشهور كلمة تصلح أن تكون صفة فتقول:رجل مشهور.
2- كناية عن موصوف وذلك إذا كانت الكلمة المقصودة تصلح أن تكون موصوفا أو منعوتا.
مثال:شرب الرجل بنت العنب.أي الخمر والخمر تصلح أن تكون موصوفا فنقول:الخمر المحرمة .
3- كناية عن نسبة وذلك إذا نسبنا شيئا إلى ما يتصل بصاحبه.
مثال:المجدبين ثيابك.بدل أن تنسب المجد لصاحبه نسبته لثيابه المتصلة به.
بلاغة الكناية:
1- الكناية من أجمل التعابير العربية.
2- الكناية هي إيثار الأسلوب غير المباشر في الكلام، إذا كان مقتضى الحال يستدعي ذلك..
3- الكناية تمكنُنا منْ أنْ نشْفيَ غليلنا منْ خصمِنا منْ غيرِ أنْ تجعل َله إلينا سبيلاً، ودون أنْ تخدشَ وجهَ الأدب، وهذا النوعُ يسمَّى بالتعريضِ.
4- الكناية تقدم لنا المعاني في صورة المحسوساتِ، ولا شكَّ أن َهذه خاصةُ الفنان،فإنَّ المصورَ إذا رسم لك صورةً للأملِ أو لليأسِ، بهرَكَ وجعلكَ ترى ما كنتَ تعجزُ عن التعبير عنه واضحاً ملموساً،فعبارة كثيرِ الرمادِ تقدم لنا الكرم في صورة مرئية محسوسة.
5- الكناية تقدم لنا حقيقة مصحوبة بالدليل على صحتها.
6- الكنايةِ تعبرُ عن القبيح أو الذي نستحي من ذكره بما تستسيغ الآذان سماعه،وأمثلة ذلك كثيرة جداً في القرآن الكريم، وكلام العربِ فقد كانوا لا يعبرون عما لا يحسنُ ذكره إلا بالكنايةِ، وكانوا لشدة نخوتهِِم يكنونَ عن المرأة بالبيضةِ والشاةِ،ومثال على ذلك التعبير عن وقوع علاقة جنسية محرمة بقولنا:وقع المحذور بين الشاب والفتاة.ومثل قولنا:شرب الرجل بنت العنب أي الخمر.
7- قد تستعمل الكناية للتعبير بالصفة للدلالة بها على الموصوف، مثل الكناية عن الله بقولنا: "والذي في السماء عرشه - والذي نفس محمّد بيده أو الكناية عن العنق : اقْطعُوا ما ثُبتت عليه رأسه،والكناية عن العفة: طاهر ما تحت الإزار، أي: طاهر الفرج والكناية عن المرأة: ذات سوار،والكناية عن المرض: هو على السّرير الأبيض، أي: في المستشفى .
8- وقد تستعمل الكناية للتعبير ببعض مصاحبات الشيء للدلالة بها عليه، مثل الكناية عن الجماع بالملامسة، أو المباشرة، أو الإِفضاء، أو الدّخول، أو الغشيان، أو نحو ذلك..
9- و قد تستعمل الكناية للتعبير ببعض الأسباب للدّلالة بها على نتائجها، مثل الحديث عن شخص ميت مُسَجِّى على سَرِير: "قُطِعَ رأسُه" .
10- و قد تستعمل الكناية للتعبير بالمكان للدلالة على ما يحلُّ فيه أو يحدث فيه أو يستعمل له،مثل كلمة (الغائط) فهي تدل على مكان منخفض يستعمل لقضاء الحاجة وقد نستعملها للدلالة بها على قضاء الحاجة نفسها،قال الله تعالى:" أوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغائِط".
11- و قد تستعمل الكناية للتعبير بالنتائج للدلالة بها على أسبابها،كقولنا: "حُكِمَ عَلَى الرجل والمرأة بالرّجم، أي: هما زانيان محصنان.
12- و قد تستعمل الكناية إذا كانت تؤدي معنىً لا يؤدّيه اللّفظ الصّريح المكنَّى عنه،كقوله تعالى: " ياأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ"،فإن عبارة من نفس واحدة فيه تنبيه على عظمة الله وقدرته وهذا المعنى لا يؤديه لفظ : من آدم.
13- وقد تستعمل الكناية إذا كانت أجمل عبارةً وأعذب لفظاً وأقوى تأثيرا من اللفظ الصريح،كقول تلك العجوز لأمير المؤمنين:أشكو إليك قلة الفئران،وهي تقصد أنها فقيرة ليس لها الطعام الذي يجلب الفئران لبيتها.
14- وقد تستعمل الكناية للتعبير عما جرى العرف على ستره أو يَحْسُن إخفاؤه،كقولنا للزوجة:أم الأولاد أو شريكة الحياة.
15- وقد تستعمل الكناية في الألغاز كقولنا:قبتي الخضراء سكانها عبيد ومفتاحها حديد للدلالة على البطيخة. 16- وقد تستعمل الكناية للدلالة عل أننا خرجنا من العموم إلى الخصوص،كقولنا:هذا الرجل كثير الرماد فهي دلالة على كثرة الكرم وهو يختلف عن قولنا:هذا الرجل كريم فهو ينطبق على كل كريم.
أمثلة عن الكناية:
1- قالت الخنساء في أخيها صخر ٍ :
طويلُ النجادِ رفيعُ العمادِ ... كثيُر الرمادِ إذا ما شتا
2- قال تعالى :{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا} سورة الكهف:42
3- هذا الرجل يشارُ إليه بالبنانِ .
4 وقال تعالى : {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} سورة الزخرف :18
5 - سئلَ أعرابيان عن سببِ اشتعال شيبهِ،فقال أحدهما : هذا رغوةُ الشبابِ،وقال الثاني: هذا غبارُ وقائعِ الدهرِ .
6- وصف أعرابيٌّ رجلاً بسوء العشرةِ فقال : كان إذا رآني قَرَّب منْ حاجبٍ حاجباً.
7- وتكني العربُ عمنْ يجاهرُ غيره بالعداوة بقولهم :لبسَ له جلدَ النمر وجلدَ الأرقم،وقلبَ له ظهرَ المجَنِّ.
8- وتقول العربُ في المديح :الكرمُ في أثناء حلَّته،ويقولون: فلانٌ نفخَ شدقيهِ،أي تكبَّر،وورمَ أنفُه إذا غضب .
9- مطبخُ داودَ في نظافتهِ ... أشبهُ شيءٍ بعرش بلقيسِ
ثيابُ طباخِه إذا اتسختْ ... أنقى بياضاً منَ القراطيسِ
10- وقال آخر:
فتًى مختَصرُ المأكُولِ والمشْروبِ والعِطْرِ...نقيُّ الكأسِ والقصْعةِ والمنديلِ والقِدْرِ
11- هذا الرجل نؤوم الضحى.
12- ألقى محمد عصاه في وهران.
13- هذا الرجل ناعم الكفين.
14- ضربت الرجل في موطن أسراره.
15- أولئك قوم يصومون عن المعروف ويفطرون على المنكر.
16- سُئل رجل عن شيبه فقال:هذه رغوة الشباب.
17- اليمن يتبع ظله...والمجد يمشي في ركابه
18- بِيضُ المَطابِخِ لا تَشْكو ولائدهُمْ ... طَبْخَ القُدُورِ ولا غَسْلَ المناديلِ
19- فتًى مختَصرُ المأكُو... لِ والمشْروبِ والعِطْرِ
نقيُّ الكأسِ والقصْعـ... ـةِ والمنديلِ والقِدْرِ
20- أنت تقدّم رجلا ويؤخر أخرى.
21- قال آخرُ في فضل دار العلوم في إحياءِ لغة العربِ :
وجدتُ فيكِ بنتُ عدنانَ ... داراً ذكَّرَتها بداوةَ الأعرابِ
22- وقال آخرُ:
الضَّاربين بكلِّ أبيضَ مخذَمٍ ... والطاعنينَ مجامعَ الأضغانِ
23- قال المتنبّي في مدح كافور :
إنّ في ثَوْبِكَ الذي المَجْدُ فيهِ ... لَضِيَاءً يُزْري بكُلّ ضِيَاءِ
24- ركبَ الرجل جناحي نعامةٍ .
25- لوتِ الليالي كفَّ أخيك على العصا .
26- قال الشاعر:
قَوْمٌ تَرَى أَرْمَاحَهُمْ يَوْمَ الْوَغَى ... مَشْغُوفَةً بِمَوَاطِنِ الكِتْمَانِ
27- مرَّ رجلٌ في صحنِ دار الرشيد ومعه حزمة خيزران ، فقال الرشيدُ للفضل بن الربيع : ما ذاك ؟ فقال : عروقُ الرماحِ يا أمير المؤمنين ، وكره أنْ يقول : الخيزران ، لموافقة ذلك لاسم أمِّ الرشيد .
28- وقال المعري في السيف:
سليلُ النار دقَّ ورقَّ حتى ... كأن أباه أورثَهُ السلالا
29- كبرتْ سنُّ فلانٍ وجاءهُ النذيرُ .
30- قال أعرابيٌّ : دخلتُ البصرةَ فإذا ثيابُ أحرارٍ على أجسادِ العبيدِ .
31- مدح أعرابيٌّ خطيباً فقال : كانَ بليلَ الريقِ، قليلَ الحركاتِ
32- وقال يزيد بن الحكم في مدح المهلب:
أصْبَحَ في قَيْدِكَ السَّماحَةُ والْ ... جُودُ وفضلُ الصلاحِ والحسبِ
33- وتقول العرب :
فلانٌ رحبُ الذراعِ نقيُّ الثوبِ،طاهرُ الإزار ،سليمُ دواعي الصَّدرِ.
34- قال أبو نواس في المديح:
فما جازَهُ جُودُ ولا حَلّ دونَه ... ولكنْ يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ
35- قالت أعرابيةٌ لأحد الولاة: أَشكو إليك قلَّةَ الجُرذان في بيتي .
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

محسّنات لفظيّة:الجناس

الأمثلة:
1- قال تعالى:{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ}. الروم:60
2- وقال أيضا:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ} الصافات:73،72
3- وقال أيضا:{فأمّا اليتيم فلا تقهر وأمّا السّائل فلا تنهر} الضحى:10،9
4- قال عبد الله بن رواحة في مدح رسول الله صلّلى الّله عليه وسلّم:
تحمله النّاقة الأدْماء مُعْتجِرًا ....بالبُرْدِ كالبدْرِ جلّى نوره الظُّلَمَا
5- قال ابن جُبير:
فَيا راكِبَ الوجْنَاءِ هل أنْت عالِمٌ فِداؤُكَ نَفْسِي كيْفَ تلكَ المَعالِمُ
إيضاح:
في الأمثلة المسجّلة أعلاه نجد كلمات تجانس إحداها الأخرى وتشبهها في اللفظ ولكنّها تختلف معها في المعنى؛والجمع بين كلمتين بهذا الشّكل في تركيب واحد يسمَّى جناساً.
في المثال الأول من الطائفة الأولى وردت كلمة (الساعة) مرتين،الأولى بمعنى يوم القيامة،والثانية بمعناها ساعة من الزمن أي ستين دقيقة.وكما نلاحظ أن الكلمتين متجانستان من حيث نوع الأحرف وترتيبها وعددها وشكلها وهذا النوع من الجناس يسمّى جناسا تامّا.
أمّا في بقية الأمثلة فإنّ الجناس ليس تامّا.
ففي المثال الثاني نلاحظ هناك اختلافا بين (مُنْذِرِين) و(الْمُنْذَرِينَ) في شكل الذّال وهذا أدّى إلى اختلافهما في المعنى.
وفي المثال الثالث نلاحظ اختلافا بين (تقهر) و (تنهر) في الحرف الثاني.
وفي المثال الرّابع نلاحظ اختلافا بين (البُرْدِ) و (البدْرِ) في ترتيب الأحرف بين الرّاء والدّال.
وفي المثال الخامس نلاحظ اختلافا بين (عالم) و (معالم) في عدد الأحرف بزيادة ميم في الثّانية.
وكما بيّنا فإنّ كلّ جناس من هذه الجناسات الأربعة فقد شرطا من الشروط الأربعة للجناس التّام،وهذا النّوع من الجناس يسمّى جناسا ناقصا أو جناسا غير تامّ.
تذكّر:
تعريف الجناس:
الجناس هو تشابه لفظين في النّطق واختلافهما في المعنى. وهو نوعان:
1- جناس تامّ : وهو ما اتّفق فيه اللفظان في أَربعة أشياء هي:نوع الأحرف،وشكلها،وعددها،وترتيبها.
2- جناس ناقص (غير تام):وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة المطلوبة في الجناس التّام.
تنبيه:
الجناس أسلوب جميل ذو أثر موسيقي على الأذن فإذا ورد عفويّا طبيعيا فهو محبوب وإذا كان فيه تكلف وتصنّع ونتج عنه تعقيد فهو غير مقبول.
أنواع الجناس:
الجناسُ التامّ:سبق التّعرف به هو ثلاثة أقسامٍ هي:المماثل والمستوفي وجناس التركيبِ
1- الجناس المماثل:يكون بين اسمين أو فعلين أو حرفين.
مثال عن جناس بين اسمين:رحبة المنزل رحبة. (الأول بمعنى فناء والثاني بمعنى واسعة)
مثال عن جناس بين فعلين:قال شاعر:
قومٌ لَوَ أَنَّهمُ ارتاضوا لمَا قرَضوا ... أَو أنَّهم شَعروا بالنَّقصِ ما شعرَوا
(الأول بمعنى أحسُّوا والثاني بمعنى نظموا الشِّعر)
مثال عن جناس بين حرفين:هذا الصّحفي يعيش بقلمه،ولقد فتح له باب الشهرة به .
(الباء الأولى تفيد الاستعانة والثانية تفيد السّببية)
2- الجناس المستوفي:يكون بين نوعين مختلفين كأن يكون بين اسم وفعل أو بين حرف واسم وهكذا.
مثال عن جناس بين اسم وفعل:ارعَ الجارَ ولو جارَ.(الأول اسم والثاني فعل)
مثال عن جناس بين فعل مضارع واسم:قال أبو تمام:
ما ماتَ من كرم الزَّمان فإنَّه ... يحيا لدى يحيى بن عبد الله
(الأول فعل والثاني اسم)
مثال عن جناس بين فعل أمر واسم:قال شاعر:
إنْ تُلقكَ الغُرْبةُ في معشــرٍ ..... قدْ أجمعوا فيكَ على بُغضهمْ
فدارِهمْ ما دُمتَ في دارِهمْ ... وأرْضِهمْ ما دُمتَ في أرضِـهمْ
3 -جناس التركيب:يكون بين كلمة مفردة في تركيبها وبين لفظة مركبة من كلمتينِ
مثال:قال شاعر :
يا سيـداً حـــازَ رُقــىً ... بـــمــــا حــبانــي وأولَــــــى
أحسنتَ بِرًّا فقلْ ليْ ... أحسنتُ في الشكرِ أوْ لا ؟
(الأولى كلمة مفردة بمعنى منح وأعطى والثانية مركبة من ْأو العاطفة ولا النافية)
وقال شاعر آخر:
إِذا مَلِكٌ لمْ يكُنْ ذاهِبهْ ... فدَعْهُ فدَوْلتهُ ذاهِبهْ
(الأولى مركّبة من (ذا) و (هبة) والثانية مفردة (ذاهبة)
تنبيه:يسمَّى هذا النوع من الجناس مقروناً.
أمّا الجناس الذي يكون بين كلمة وكلمة وبعضِ أخرى فيسمِّى مَرفُوًّا كما في هذين البيتين:
ولا تلهُ عن تَذكارِ ذنبِكَ وابكِهِ ... بدمعٍ يُضاهي المُزْنَ حالَ مَصابِهِ
ومثّلْ لعينَيْكَ الحِمامَ ووقْعَهُ ... .وروْعَـةَ مَلْقــــاهُ ومطْعَــــــمَ صابِهِ
وأمّا إن اختلف الركنان خطاً سُمِّي الجناس مفروقاً كما في هذا البيت:
كلُّكمْ قدْ أخذَ الجـــــا .....مَ ولا جامَ لَنا
ما الذي ضرَّ مُديرَ ال ... جامِ لوْ جاملَنا
وهذا البيت:
لا تعرِضنَّ على الرُّواةِ قصيدةً ........ ما لم تبالغْ قبلُ في تهذيبها
فمتى عرضْتَ الشِّعْرَ غيرَ مهذبٍ .. عدُّوهُ مِنكَ وساوِساً تَهْذي بِها
الجناس غير التامّ: سبق التّعريف به.
إن اختلف ركنا الجناس في نوع الأحرف فيُشترَط ألا يكون هذا الاختلاف في أكثر من حرفٍ،وهذا الجناس يأتي على نوعين:
1- جناس مضارع:يكون الحرفان المختلفان فيه متقاربين في المخرج،ويأتيان في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها،مثل ولنا:الليل دامس،والطريقٌ طامس,ومثل قوله تعالى:{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}سورة الأنعام:26،ومثل وقوله تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} القيامة:23،22،ومثل قول النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم:«الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِى نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
2- جناسٌ لاحق: يكون الحرفان المختلفان فيه متباعدين في المخرج،ويأتيان في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها،مثلوهو ما كان الحرفانِ فيه متباعدينِ في المخرج،مثل قوله تعالى:{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} الهمزة:1، ومثل قوله تعالى:{ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْتَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ}غافر:75،.ومثل قوله تعالى:{وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}العاديات:،8،7
ومثل قول الشاعر:فإنْ حلُّوا فليسَ لهمْ مفرٌّ ... وإنْ رحلوا فليسَ لهمْ مقرُّ
ومثل قوله تعالى:{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ ..}النساء:83
وإن اختلف ركنا الجناس في عدد الأحرف سمِّيَ الجناس ناقصًا،وذلك لنقصان أحد الركنين عن الآخر،وهو يأتي على نوعين:
1 - ما كان النقصان فيه بحرفٍ واحدِ في أولِ الكلمة (جناس مردوف) أو وسطها (جناس مكتنف) أو آخرها (جناس مطرّف) مثل قوله تعالى:{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}القيامة:30،29،ومثل قولنا:لست عالما بما في هذهالعوالم،ومثل قولنا: الهوَى مطيةُ الهوانِ.
2- وما كان النقصان فيه بأكثر من حرفٍ،ويسمِّيه البعض جناسا مُذيّلا،مثل قول الخنساء:
إنَّ البكاءَ هوَ الشِّفا ... ءُ منَ الجوَى بينَ الجَوانِح
وإن اختلف ركنا الجناس في ترتيب الأحرف سمِّيَ جناس القلب،مثل قول الشاعر:
حُسامُكَ فيهِ للأحبابِ فتح ... ورمحُكَ فيهِ للأعداءِ حتف
ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا»،ومثل قولنا:«رحمَ اللهُ امرأ،أمسكَ ما بينَفكّيه،وأطلقَ ما بين كفّيه».
أنواع أخرى من الجناس:
1-
الجناس المطلق:هو الذي يتشابه فيه ركناه بدون أن يكون بينهما اشتقاق،مثل قوله صلى الله عليه وسلم:« أَسْلَمُ سَالَمَهَااللَّهُ،وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا »أخرجه البخاري،وقوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَالْقَالِينَ}الشعراء:168،167.
2-جناس الاشتقاق: هو الذي يتشابه فيه ركناه ويكون بينهما اشتقاق،مثل قوله تعالى:{إذا وقعت الواقعة لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} الواقعة:2،1
3-الجناس المحرَّف:هو الذي يختلف ركناه في الحركات والسكنات،كقول من قال:إذا زلَّ العالِمُ،زلَّ بزلتِه ِالعالَمُ.
4-الجناس المصحّف:هو الذي لو أزيل إعجام أحد ركنيه صار الركن الآخر لا فرق بينهما مثل قول من قال:«غرَّكَ عزُّك،فصارَ قصَارى ذَلكَ ذُلُّكَ، فاخشَ فاحِشَ فِعلكَ، فَعلَّكَ بهذا تهتدِي ».
ومثل قول أبي فراس:مِنْ بَحْرِ شِعْرِكَ أغْتَرِف ... و بفضلِ علمكَ أعترف
تنبيه:الحرف المعجم هو المنقّط والحرف المهمل هو غير المنقّط.
5- الجناس المُلفَّق:هو الذي يكون ركناه مركبين من كلمتين فأكثر،مثل قول الشاعر:
ولِيتُ الحكمَ خمساً وهيَ خمْسٌ ... لَعمْري والصبا في العُنْفُوانِ
فلم تَضَعِ لأعادي قَدْرَ شانـــــــي ... ولا قالوا فلان قَدْ رَشانــــــي
6- الجناس المعنويّ:هو نوعان:جناس إضمار وجناس إشارة.
أ -جناس الإضمار:هو أن نستعمل كلمة تستدعي في ذهنك كلمة أخرى،وهذه الكلمة تفيد معنى غير معناها الأصلي بدلالةِ السِّياق،مثل قول الشاعر:
مُنعَّمُ الجسمِ تحكي الماءَ رقتُهُ ... وقلبُهُ قسوةٌ يحكي أبا أوس
وأوس شاعر مشهور من شعراء العرب،واسم أبيه حِجر،فلفظ أبي أوس يحضر في الذِّهن اسمه،وهو حِجر،وهو غير مقصود،وإنما المقصود:الحجَر المعلوم.
ب - جناس الإشارة:هو ما ذكرَ فيه أحدُ الركنينِ، وأشيرَ للآخر بما يدلُّ عليه، وذلك إذا لم يساعدِ الشِّعر ُعلى التصريحِ به،نحو قول الشاعر:
ياحمزةُ اسمحْ بوصلٍ وامننِ علينا بقربِ ... في ثغركَ اسمُكَ أضحَى مصحّفاً وبقلبي
ذكر الشاعر أحد المتجانسينِ،وهو حمزة،وأشار إلى الجناسِ فيه،بأنَّ مصحَّفه،فى ثغرهِ، أي خمرة وفى قلبه،أيْ جمرَة.
تنبيه:ارجع إلى الجناس المصحّف أعلاه.
الشاعر يريد أن حمزة إذا صحّفناه بإزالة نقطة الزّاي وجعلها فوق الحاء صار خمرة وإذا صحّفناه بجعل هذه النقطة تحت الحاء صار جمرة.
تدريبات على الجناس:
بين الجناس فيما يلي وعين نوعه:
1- ما مات مِنْ كرمِ الزمان فإِنَّه … …يحْيا لَدى يحْيى بْنِ عبد الله
2- لم نلقَ غيرَك إِنساناً يُلاذ بهِ … …فلا برحْتَ لِعينِ الدهْر إِنْسانا
3- فَهمتُ كتَابك يا سيِّدي… فَهمْتُ ولاَ عجبٌ أنْ أهِيما
4- بسيفِ الدّوْلة اتّسقتْ أمور ... رأَيناها مُبدَّدةَ النّظــام
سَمَا وحَمَى بني سامٍ وحامٍ ... فليسَ كمثلهِ سامٍ وحامِ
5- عبَّاسُ عبَّاسٌ إِذا احتدم الوغى … …والفَضْلُ فَضْلٌ والربيعُ ربيعُ
6- قال تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ ..} النساء.
7- وقال تعالى: {وهم ينْهَون عنه وينْأَوْن عَنه وإن يُهلكونَ إِلاَّ أَنفسهم وَمَا يشعرون} الأنعام.
8- نَهَاكَ نُهَاكَ عن طريق الشر.
9- فيا لك مِنْ حزمٍ وعزمٍ طواهما … …جديد الرّدى بيْن الصّفا والصّفائح
10- نسيمُ الرّوضِ في ريح شَمَالٍ،وَصَوْبُ المُزْنِ في راح شَمُولِ
11- لا أُعْطي زمامي من يُخْفرُ ذِمامي،ولا أغرسُ الأيادي في أرضِ الأعادي.
12- لهُمْ في السيرِ جِرْيَةُ السّيلِ والى الخيرِ جرْيُ الخَيلِ
13- بيضُ الصفَائح لا سُودُ الصَّحائِفِ في … …مُتُونِهن جلاءُ الشَّكِّ والريبِ
14- قال تعالى: {ذلكم بما كنتم تَفْرَحُونَ في الأَرض بغير الحقّ وبما كنتم تَمْرَحُونَ} غافر.
15- قال عليه الصلاة والسلام:« الْخَيْلُ معقود بِنواصيهَا الْخَيْرُ إِلى يَوْمِ القيامةِ .»
16- ولم أَرَ كالمعروف تُدعى حقوقه مَغَارمَ في الأقوام وَهْيَ مَغَانِمُ
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

محسنات لفظية:الاقتباس

الأمثلة:
1- قال عبد المؤمن الأصفهانيّ:
لا تَغُرَّنَّكَ مِنَ الظَّلَمَةِ كثرُة الجيوش والأَنصار"إِنما نُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبصَارُ".
2 -قال ابن سناء الملك:

رَحَلُوا فَلَستُ مُسَائِلاً عَنْ دَارهِمْ ... أنَا "بَاخِعٌ نَفْسِي عَلَى آثَارَهِمْ "
3- قال أبو جعفر الأندلسيّ:

لا تُعادِ النَّاسَ في أَوْطانِهمُ ... قَلَّما يُرْعى غَريبُ الوَطَــنِ
وإذا ما شئتَ عَيْشاً بينهُمْ ..."خالِقِ النَّاسَ بخُلْقٍ حَسَن"
إيضاح:
لا حظ المثال الأوّل تجد كلاما وضع بين مزدوجين.ما السبب؟ بتأمل بسط ستعرف أنّه آية كريمة مقتبسة من القرآن الكريم وهي الآية 42 من سورة إبراهيم.
وكذلك في المثال الثاني تجد بين مزدوجين كلاما مقتبسا من الآية 6 من سورة الكهف.
ولعلّك تتساءل:ما الهدف من هذا الاقتباس؟ أجيبك بأنّ المقتبِس يهدف إلى إضفاء القوة إلى كلامه من خلال قوة الكلام المقتبَس ويبيّن مهارته في ربط الصلة بين هذا الكلام وكلامه.
هذا النوع من الأسلوب يسمَّى اقتباساً.
في المثال الثالث تلاحظ أنّ الشاعر اعتمد على الاقتباس في الشطر الثاني من البيت الثاني ولكنّ غي هذه المرّة كان الاقتباس من الحديث النّبوي.
تأمّل جيدا الاقتباس في المثال الثاني تجد أنّ الشاعر حذف كلمة (لعلّك) وغيّر الضمير في كلمة (نفسك) إلى كلمة (نفسي) من الآية وهذا جائز بشرط ألّا يؤثر هذا التّغيير على المعنى.

تذكّر:
الاقتباس:
الاقتباس هو تضمين النّثر أو الشّعر شيئا من القرآن الكريم أو الحديث النّبويّ من غير دلالة على أنّه منهما مع جواز التّغيير في الكلام المقتبَس.

يجب وضع الكلام المقتبَس بين مزدوجين لفشارة إلى لأنّه كلام منقول وليس من كلامنا.
فائدة الاقتباس:
الاقتباس يدلّ على قدرة المقتبِس على إحكام الرّبط بين كلامه و ما اقتبسه كما أنّ الكلام المقتبَس له يكتسب قوة من الكلام المقتبَس.

تدريبات على الاقتباس:
بيّن الاقتباس فيما يلي:
1- كتب القاضي الفاضل في الرد على رسالة:
وردَ على الخادِم الكتابُ الكريمُ فشكره وقَرَبه نَجِيّا ورفعه مكاناً عليًّا،وأَعاد عليه عصرُ الشباب وقدْ بلَغَ مِن الكِبر عِتِيًّا.
2- قيل في الحمام الزَّاجل:
وقد كادت أن تكونَ من الملائكةِ فإذا نيطَتْ بها الرّقاع صارت أولِى أجْنِحةِ مثْنَى وثُلاَثَ ورباع.
3- قال مُحْيي الدين عبد الظاهر:
لا عدِمتِ الدولة بيضَ سيوفهِ التي يَرى بها الَّذِين كَذبُوا على الله وجُوههُم مُسْودَّة.
4 - قال شاعر:
رُبَّ بخــــلٍ لَوْ رأى سائــلاً َظَنَّهُ رُعْباً رسُـولَ المنــون
لاَ تطْمعوا في النَّزْرِ من نَيْله هيْهات هيْهَاتَ لما تُوعدون
5- قال ابن الرومي:

لَئن أخْطأْتُ في مدْحِيـ كَ ما أخْطَأْتَ في منْعي
لَقَدْ أَنزلتُ حاجاتـــــي بـــوادٍ غَــيْر ذِى زَرْع
6- قال الحريري:أنا أُنبّئكمْ بتأويله وأميّزُ صحيحَ القولِ منْ عليله.

7- قال شاعر:
وثغــــــر تنــضّد مــن لُؤ لُؤ ... بألباب أهل الهوى يَلعبُ
إذا ما ادلهمّتْ خطوبُ الهوى ... يكادُ سَنَا بِرقِه يذهــــب
8- قال شاعر:
إنْ كنتَ أَزْمَعْتَ على هَجْرِنا ... من غيرِ ما جُرْمٍ فصَبْرٌ جَميلْ
وإنْ تَبَدَّلْــــتَ بنا غيرَنـــــــا ... فَحَسْبُنا الله ونِعْم الوكيــــــــــلْ
9- وقال آخر:
لا تكنْ ظالماً ولا ترضَ بالظلمِ ... وأنكِرْ بكل ما يُسْتَــطاعُ
يومَ يأتي الحسابُ ما لِظَلـــوم ... من حميمٍ ولا شفيع يُطاعُ
10- وقال آخر:

إِن كانت العُشَّاقُ في أَشواقِهم ... جَعَلوا النَّسيمَ إلى الحَبيبِ رَسولاَ
فأَنا الذي أَتْلو عليهم ليْتَنــــي ... كنتُ اتَّخذْتُ معَ الرَّسولِ سَبيـلاَ
11- وقال آخر:
ولاحَ بحكمتي نورُ الهُدى في ... ليالٍ للضَّلالَةِ مُدْلَهِمَّهْ
يُريد الجاهلون ليُطْـــــــفِئُوهُ ... ويأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّهْ
12- قال الحريري:شاهتِ الوجوهُ، وقبحَ اللكعُ ومن يرجوهُ.
13- قال شاعر:
قالَ لي إنَّ رَقيبِــــــــي ... سَيِّئُ الخُلق فَدَارِهْ
قلتُ دَعني وَجهكَ الجنَّ ... ةُ حُفَّتْ بالمكــاره
14- وقال آخر:
فلو كانتِ الأخلاق تُحْوَى وراثـــةً ... ولو كانتِ الآراءُ لا تتشعّـــــبُ
لأصبحَ كلُّ الناس قدْ ضمَّهم هوًى ... كما أنَّ كلَّ الناسِ قدْ ضمَّهم أبُ
ولكنـــــــــــها الأقدارُ كلٌّ مُيــسَّرٌ ... لما هو مخلـــــوق لهٌ ومُقــرَّبُ
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

محسّنات لفظيّة:السّجع

الأمثلة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« قال صلى الله عليه وسلم:"رحِم اللهُ عبْدًا قال خَيْرًا فغنم، أوْ سكتَ فسلِم».
الحُرُّ إذَا وَعَدَ وَفَى،وإِذَا أعَانَ كَفَى،وإِذَا مَلَكَ عَفَا.
إيضاح:
1- لاحظ الحديث النبويّ تجد أنّ فيه جملتين تنتهيان بكلمتين متفقتين في الحرف الأخير وهو الميم أمّا في المثال الثاني فهو يشتمل على ثلاث جمل متوافقة في الحرف الأخير وهو الفاء.
2- هذا التوافق في الحرف الأخير ينتج عنه نغم موسقي ويسمَّى هذا النوع من الأسلوب سجعا.
3- تسمَّى الكلمة الأخيرة من كل فقرةٍ مسجوعةٍ فاصلة،ويُسَكَّن آخر هذه الفاصلة دائماً في النثر عند الوقف عليها أثناء القراءة.
4- السجع مأخوذ من صوت الحمامة الذي يسمى السجع فيقال:سجعت الحمامة.
تذكّر:
تعريف السجع:
1- السّجع هو توافق فواصل الجمل في الْحرف الأخير،وأَفضله ما كانت فقراته متساوية في الطول وهو من المحسنات اللفظية.
تنبيهات:
1- توافق بمعنى تشابه أو اتّحاد.
2- الفاصلة هي الكلمة الذي تنتهي بها الجملة المسجوعة.
3- السّجع يكون في النّثر،وقد يأتي في الشِّعر نادراً مثل قول المتنبي:
فنَحنُ في جَذَلٍ والرّومُ في وَجَلٍ ... وَالبَرُّ في شُغُلٍ والبَحرُ في خَجَلِ

من خصائص السجع الجميل:
أَفضل السجع:
1- ما تساوت فقراته في الطول
2- ما كان متين التركيب
3- ما كان خاليا من التكرار في غير فائدة.
4- ماكان عفويّا،طبيعيا من غير تكلّف أو تصنّع.
أثر السجع في الكلام:
يعطينا السجع جرسا موسيقيا وإيقاعا يجذب انتباه السامع ويجعل للتعبير قوة وتأثيرا ووضوحا ويساعد على ترسيخ الفكرة لذلك يستعمل بكثرة في القرآن الكريم والحديث النبوي والحكم والأمثال .
أنواع السّجع:
1- السّجع القصير،مثل قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِر وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}[المدثر:1...7
2-السّجع المتوسّط، مثل قوله تعالى:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} القمر:2،1
3- السّجع الطّويل،مثل قوله تعالى:{إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} الأنفال:44،43
4- السّجع المطرَّف:هو الذي تختلف فواصله في الوزن،مثل قوله تعالى:{مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}نوح:14،13
5- السّجع المُرصَّع: هو الذي تتّفق فيه ألفاظ إحدى الفقرتين أو أكثر مع ألفاظ فقرة أخرى في الوزن،مثل قول الهمذاني:«إنَّ بعدَ الكدرِ صفْواً،وبعدَ المطرِ صحْواً».
6- السّجع المتوازي:هو الذي يكون الاتفاق فيه بين الكلمتين الأخيرتين فقط،مثل قوله تعالى:{فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ}الغاشية:14،13،لاختلاف سرر وأكواب في الوزن.

تدريبات على السجع:
عيّن السجع في الأمثلة الآتية:
1- قال أعرابيّ ذهب بابنه السّيْل:اللهُمَّ إنْ كنتَ قَد أبْليْتَ، فَإنَّكَ طَالَمَا قَدْ عَافَيْتَ.
2- الحقد صدأ القلوب، واللّجاج سبب الحروب.
3- الإِنسان بآدابه، لا بزيّه وثيابه.
4- قال أَعرابيّ: باكرَنَا وسْميٌّ ، ثم خلَفه وليّ ، فالأَرض كأنها وشي منشورٌ، عليه لؤلؤٌ منثورٌ، ثم أَتتنا غيومُ جرادٍ، بمناجل حصاد، فَجَردت البلاد، وأَهلكت العباد، فسبحان منْ يُهلك القويّ الأَكول بالضعيف المأكولِ.
5- كتب ابن الرومي إلى مريض:أذنَ الله في شفائك، وتلقّى داءك بدوائك، ومسحَ بيدِ العافية عليك، ووجّه وفد السلامة إليك، وجعل عِلّتك ماحية لذنوبك، مضاعفة لمثوبتك.
6- لا تغرنَّك من الظلمة كثرة الجيوش والأنصار "إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار".
7- عَنْ أَبِى هريرةَ - رضى الله عنه - أَنّ النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - قَال « ما من يومٍ يُصبِح الْعباد فيه إلاّ مَلكان ينزلانِ فيقول أَحدهما اللّهمّ أَعْطِ مُنفِقا خَلفا،ويقول الآخر اللّهمّ أَعط مُمْسِكا تلفا »
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

محسّنات معنويّة:الطّباق

الأمثلة:
1- قال صلى الله عليه وسلم:"خَيْرُ الْمَالِ عَيْنٌ سَاهِرَة لِعَيْنٍ نَائمة".
2- قال تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ ..}سورة النساء:108
إيضاح:
لا حظ المثال الأول،لقد اشتمل على كلمتين لهما معنيان متضادّان (ساهرة ونائمة) والجمع بين كلمتين على هذا النّحو يسمّى طباقا.
المقصود في الحديث النّبويّ بالعين السّاهرة عين الماء التي ينام صاحبها وهي تسقي أرضه.
هل المثال الثاني يشتمل على طباق؟ تأمّله جيّدا تجد التضادّ بين (يستخفون) و (لا يستخفون) ولكنّ هذا الطّباق ليس كسابقه،لأنه جمع بين كلمتين مختلفتين في المعنى بطريقة غير عادية أي باستعمال المعنى الأول مثبتا والمعنى الثاني منفيّا أي ما يسمّى (الإيجاب والسّلب).
الطباق الأول يسمّى طباق الإيجاب والطّباق الثّاني يسمّى طباق السّلب.
تذكّر:
تعريف الطّباق:
الطباق عند البلاغيين هو أن تجمع في الكلام الواحد بين معنيين متقابلين في الجملة،والمراد بالتقابل أن يكون بين المعنيين مطلق التنافي دون نظر إلى نوعه أو مقداره،فالتقابل بهذا المعنى الواسع لا يُشترط أن يكون التنافي فيه من جميع الصور،أو من كل الوجوه،بل يكفي أن يكون في الجملة ودون تفصيل.
نوعا الطّباق:
1- طباق الإيجاب وهو الذي يكون فيه التقابل بين معنيين مثبتين أي لم يختلف فيه الضدّان إيجابا وسَلبا،مثل: أحبّ الصّدق وأكره الظّلم.
1- طباق السّلب وهو الذي يكون فيه التقابل بين معنيين أحدهما مثبت والآخر منفي أي ما اختلف فيه الضدّان إيجابا وسَلبا،مثل:أحبّ الصّدق و لا أحبّ الظّلم.
صور الطّباق:
1- الطّباق بين اسمين مثبتين مثل قوله تعالى:{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ .....} سورة الكهف:18
2- الطّباق بين اسمين منفيّين مثل:ليس المجرم طويل القامة ولا قصيرا وليس سمينا ولا نحيفا.
3- الطّباق بين اسمين أحدهما مثبت والآخر منفيّ مثل قوله تعالى:{ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ }الحج:5
4- الطّباق بين فعلين مثبتين مثل:حضر التلاميذ وغاب المدير.
5-الطّباق بين فعلين منفيين مثل قوله تعالى:{ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} سورة الأعلى:13
6- الطّباق بين فعلين أحدهما مثبت والآخر منفي مثل: حضر التلاميذ وما حضر المدير.
7- الطّباق بين فعلين أحدهما مأمور به والآخر منهيّ عنه مثل قوله تعالى:{​
فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} المائدة: 44
8- الطّباق بين لفظين متفقين لفظا ومختلفين معنى مثل قوله تعالى:{ومكروا مكْرًا و​
مكرْنا
مَكْرا} النمل:36
9- الطّباق بين حرفين مثل قوله تعالى:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّبِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}البقرة:228
10- الطّباق بين لفظين من نوعين مختلفين مثل قوله تعالى:{وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر:36
ومثل قوله تعالى:{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}الأنعام:122
فالأول طباق بين فعل واسم والثاني طباق بين اسم وفعل
ما يلحق بالطباق:
1-الطّباق المجازيّ مثل قوله تعالى:{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام:122
الحياة والموت ليسا بالمعنى الحقيقيّ بل هما بالمعنى المجازي وهو الضلال والهدى وهما متضادّان.
2- الطّباق الوهميّ (إيهام التضادّ)،وهو أن نجمع بين معنيين غير متقابلين نعبّر عنهما بلفظين يتقابل معناهما الحقيقيان،أي هو تضاد اللفظين في الظاهر واختلافهما في المعنى،مثل قول دعبل الخزاعيّ:
لا تعجَبي يا سَلْمُ من رجلٍ ... ضحِكَ المشيبُ برأسِه فبكى
فقد جمع الشاعر بين معنيين غير متقابلين تقابلا حقيقيّا،لأنّ المقصود بالضحك في البيت ليس هو ضدّ البكاء ولكنّه قصد المعنى المجازيّ لضحك وهو ظهر،ورغم هذا نقول:هذا طباق باعتبار أنّ المعنيين الحقيقيين لضحك وبكى متضادّين.
3-الطّباق المعنويّ ويسمّى الطّباق الخفيّ وهو الذي يفهم من سياق الكلام،مثل قولنا:يكون الإنسان ضعيفا عندما يكون في المهد ثمّ يقوى في مرحلتي الشّباب والكهولة ثمّ يضعف عندما يشيب شعره.
المقصود هو الصّغر والكبر.
هذا الطّباق خفي من الجهتين وقد يكون خفيّا من جهة واحدة مثل قوله تعالى:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}الفتح: 29،إذ لا يوجد تضادّ بين أشدّاء ورحماء لأنّ ضدّ أشدّاء هو ليّنون.
فالله استعمل الرّحمة بدل اللّين لأنّ الرحمة مُسببَّة عن اللين الذي هو ضدّ الشدة.أضف إلى ذلك أنّ الرّحمة تقتضي إقامة العدل بالأخذ على يد الظّالم أمّا اللّين فهو يدلّ على الضّعف.
بلاغة الطّباق:
1- الدلالة على المفارقة والصّراع مثل الخير والشّر
2- الدلالة على العموم والشمول مثل الشرق والغرب
3- الدلالة على التكامل مثل الذّكر والأنثى
4- الدلالة على كمال القدرة مثل الإحياء والإماتة
5- توكيد وتوضيح المعنى وتقويته لأن الأشياء بأضدادها تُعرف.
التقابل:
1- التقابل بين معنيين يكون تقابلا حقيقيّا أو مجازيّا أو خفيّا أو على سبيل الإيهام.
2- لا يشترط كون اللّفظين المتقابلين من نوع واحد (اسمين أو فعلين أو حرفين)،وإنّما يشترط التقابل في المعنى فقط.
3-أقسام التقابل:
تقسّم الألفاظ المختلفة في المعنى بحسب معانيها إلى عدة أقسام،أهمها التقابل والمتقابلان هما المعنيان المتنافران اللذان لا يجتمعان في مكان واحد،وزمان واحد،ومن جهة واحدة.
أولا:التقابل الحقيقيّ هو أربعة أنواع:
أ- تقابل التناقض:
- النقيضان فيه هما أمران أحدهما موجود والآخر معدوم،ووجود أحدهما ينفي وجود الآخر،مثل:إنسان ولا إنسان وكريم وغير كريم.
- هذان الضّدان لا يمكن اجتماعهما أي لا يمكن أن نقول:خالد كريم وغير كريم ولا يمكن أن ينتفيا معا فلا بدّ من وجود أحدهما.
ب- تقابل التضاد:
- الضدّان فيه هما أمران موجودان (صفتان) تتعاقبان على موضوع واحد،مثل:الأسود والأبيض والحارّ والبارد.
- هذان الضّدان لا يمكن اجتماعهما في ذات واحدة في زمان واحد فلا يعقل أن يكون الماء باردا وحارّا في نفس الوقت.
- هذان الضدّان يمكن أن ينتفيا معا فلا يكون الماء باردا أو حارّا بل فاترا أو دافئا.
- تصوّر أحدهما لا يتوقف على تصوّر الآخر،فيمكن أن تتصوّر أنّ الماء بارد،من غير أن تتصوّره حاراً.
ج- تقابل الملكة وعدمها:
- المتقابلان فيه أمران أحدهما موجود واآخر معدوم مثل البصر والعمى،فالبصر ملكة والعمى عدم البصر،فلا يقال للحجر مبصر ولا أعمى لأنه لا يمكن أن يكون مبصراً ولا يملك قابلية الإبصار.
- الملكة وعدمها لا يجتمعان،فلا يمكن أن يكون الإنسان مبصراً وأعمى في نفس الوقت.
- الملكة وعدمها يجوز أن ينتفيا،وذلك في الشي‏ء الذي لا يقبل تلك الملكة،فالحجر لا يقبل ملكة البصر،ولهذا لا يتصف بالعمى أو بالبصر.
د- تقابل المتضايفين:
- المتقابلان أمران وجوديان مثل الأب والابن،تصوّر أحدهما يتبعه تصوّر الآخر (أي إذا وجد أحد المتضايفين وجد الآخر بالضرورة)،فإدراك أن هذا أب يعني أنّ له ابنا، وإدراك أنّ هذا أبن يعني أن له أبا.
- المتضايفان لا يجتمعان من جهة واحدة في وقت واحد،فلا يمكن أن يكون عمر ابناً لخالد وأباً لخالد نفسه أيضاً،ولكن قد يجتمعان من جهتين فخالد أب لعمر،وخالد ابن لعبد الله،فخالد هو أب من جهة عمر،وابن من جهة عبدالله.
- المتضايفان يجوز أن ينتفيا،فاللَّه عزَّ وجلّ لا هو أب ولا هو ابن.
ثانيا:التقابل الاعتباري:
مثل قوله تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}الأنعام:122،فليس بين الإحياء والإماتة تقابل حقيقي،لأنهما لا يتقابلان إلا باعتبار بعض الصور،وهو أن يتعلق الإحياء بحياة جرم في وقت والإماتة بإماتته في ذلك الوقت، وإلا فلا تقابل بينهما باعتبار أنفسهما،ولا باعتبار التعلق عند تعدد الوقت،ومع هذا فوجود هذا النوع من التقابل كاف في تحقيق المطابقة متى وُجد.
تنبيه:
اتفق البلاغيون على أن الطباق هو الجمع بين الشيء وضده.لكن وجهات نظرهم اختلفت حول الرابط بين الدلالة الاصطلاحية والدلالة اللغوية،فمنهم من فهم المطابقة بمعنى الموافقة،في حين أن الجمهور ربطها بمطابقة البعير في مشيته،فرأوا أنّ البعير قد جمع بين الرجل واليد في موطئ واحد،والرجل واليد ضدان أو في معنى الضدين،فرأوا أن الكلام الذي جمع فيه بين الضدين يحسن أن يسمى مطابقا،فدلت المطابقة عندهم على المخالفة.وشذ عنهم ابن أبي الحديد الذي فهم من المطابقة معنى المشقة،فقال:الطبق في اللغة المشقة،قال الله سبحانه: ﴿لتركبن طبقا عن طبق﴾ أي مشقة بعد مشقة،فلما كان الجمع بين الضدّين على الحقيقة شاقا بل متعذّرا،ومن عادتهم أن تعطى الألفاظ حكم الحقائق في نفسها،سمّوا كل كلام جمع فيه بين ضدين مطابقة.
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

محسّنات معنويّة:المقابلة

الأمثلة:
1- قال تعالى:{فَمَنْ يُرِدِ الله أنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَح صَدْرهُ للإسْلامِ ومَنْ يُردْ أنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْره ضَيِّقاً حَرَجاً}
2- عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:« إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَىْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَىْءٍ إِلاَّ شَانَهُ ».
3- قال خالد بنُ صَفْوَانَ يَصِفُ رَجُلاً: لَيْسَ له صديقٌ في السِّر،وَلا عَدُوٌّ في العلانيّة".
إيضاح:
تأمّل المثال الأول تجده يشتمل على جملتين متضادّتين في المعنى أي التقابل هنا بين معنيين في الجملة الأولى (يهدي ويشرح الصّدر) ومعنيين في الجملة الثانية (يضلّ ويجعل الصّدر ضيّقا) وهذا النّوع من الأسلوب الذي يشبه الطّباق يسمّى المقابلة.
الآن ستكتشف بسهولة المقابلة في المثال الثاني حيث قابل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين يكون وزانه وبين ينزع وشانه على الترتيب.
أمّا في المثال الثالث فقد قابل خالد بن صفوان الصديق والسرّ بالعدو والعلانية على التّرتيب.
لعلّك ستسأل عن الهدف من استعمال المقابلة وأجيبك:إنّها من أَسباب تحسين الكلام وإيضاح معانيه،بشرط أَن تأتي عفوًا دون تكلذف أوتصنّع.
تذكّر:
المقابلة:هي أن يؤتَى بمعنيين أو أكثر ثم يؤتَى بما يقابل ذلك على الترتيبِ.
صور المقابلة:
1-مقابلة معنيينِ بمعنيينِ مثل قوله تعالى:{فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} التوبة:82
2- مقابلة ثلاثة معان بثلاثة مثل: مَنْ أقْعَدَتْه نِكايَةُ اللِّئام،أَقَامَتهُ إعانةُ الكِرام.
3- مقابلة أربعة بأربعة،مثل قوله تعالى:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} الليل:5...10
4- مقابلة خمسة معان بـخمسة مثل قول أبو الطيب المتنبّي:أزُورُهُمْ وَسَوَادُ اللّيْلِ يَشفَعُ لي...وَأنثَني وَبَيَاضُ الصّبحِ يُغري بي
5- مقابلة ستة معان بـستّة مثل عنترة العبسيّ:
على رأسِ عبدٍ تاجُ عِزٍّ يزينهُ ... وفي رِجْلِ حرّ قيدُ ذُلٍّ يَشينهُ

الفرق بين المقابلة والطباق :
1-الطباق:يدل على حصول التوافق بعد التنافي،كالجمع بين أضحك وأبكى بعد تنافيهما في قوله تعالى : {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} النجم:43
2-المقابلة:تدل على حصول التنافي بعد التوافقِ،كالجمع بين الضحكِ والقِلَّة،ثم إحداث التنافي حيث تقابل الأول بالأول والثاني بالثاني في قوله تعالى:{فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا .....}التوبة:82
تدريبات على المقابلة:
عيّن المقابلة فيما يأْتي:
1- قال الشاعر أبو تمام:
يَا أمَّةً كانَ قُبْحُ الجوْر يُسْخِطُها… …دهْرًا فأصْبَحَ حُسْنُ العَدْل يُرْضِيها
2- قال بعضُ البلغاء: كَدَرُ الجماعة خيرٌ من صَفْو الفُرقَة.
3- قال تعالى:{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ..} الأعراف:157
4- قال جرير:وباسِطَ خيرٍ فيكُمُ بيمينِه ... وقابِضَ شرٍّ عنكُمُ بشِمالِيا
5- قال البحتريُّ:فإذا حَارَبُوا أذَلّوا عَزِيزاً ... وإذا سَالَمُوا أعَزّوا ذَليلا
6- قال الشريف:وَمَنظَرٍ كانَ بالسّرّاءِ يُضْحِكُني ... يا قُرْبَ مَا عادَ بالضّرّاءِ يُبكيني
7- قال تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ..} الحديد:23
8- قال تعالى: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ}الحديد:13
9- قال النابغة الجعديُّ:فَتًى كان فيه ما يَسرُّ صديقَهُ ... على أَنَّ فيهِ ما يسوءُ الأَعادِيا
10- قال أبو تمام:وأُمّةً كَانَ قُبْحُ الجَوْرِ يُسْخِطُهَا دَهْراً، فأصْبَحَ حُسنُ العَدلِ يُرْضِيهَا
11- وقال أيضا:قدْ ينعمُ اللهُ بالبلوى وإنْ عظمتْ .... ويَبْتَلي اللَّهُ بعضَ القَوْم بالنعَمِ!
12- قال المعريُّ:يا دهْرُ يا مُنجزَ إِيعادِهِ .... ومُخْلِفَ المأْمول مِنْ وعْدِه
ميِّز الطباقَ منَ المقابلة فيما يأْتي:
1- قال تعالى:{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}الفرقان:70 2- الكريمُ واسعُ المغفرةِ، إِذا ضاقتِ المعْذِرةُ.
3- غَضَبُ الجاهِل في قَوْله، وغَضبُ العاقل في فِعْلِه.
4- قال المنصورُ: لا تخرجوا منْ عزِّ الطاعة إِلى ذلِّ المعصية.
5- قال عبد الله بن الدُّمَيْنَة:لَئِنْ ساءَنِي أَنْ نِلْتِنِي بَمَساءَةٍ ... لقَدْ سَرَّنِي أَنِّي خَطَرْتُ ببالِكِ
6- قال النابغةُ:و إنْ هبطا سهلاً أثارا عجابة....وإنّ عَلَوَا حَزْناً تَشَظّتْ جَنادِلُ
7- قال أوْس بن حَجر:أطَعْنَا رَبّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ ....فَذُقْنَا طَعْمَ طَاعَتِنا وَذاقُو
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

علم البيان:
يتناول هذا العلم بالدراسة أساليب التعبير عن المعنى إذ يمكن التعبيرعن المعنى الواحد بطرق يختلف بعضُها عن بعض في وضوحِ الدّلالة العقليةِ على نفسِ ذلك المعنَى.
المعنى الواحد يمكن وضعه في صورة رائعةٍ من صور التشبيه أو المجاز (الاستعارة، المجاز المرسل،المجاز العقليِّ) أو الكناية.
لاحظ كيف يُعبَّر عن الكرم بصور مختلفة:
1- باستعمال التشبيه:
كالـبحر يَقـذف للقريـب جـواهـراً ... جـوداً ويـبعَث للبعيد سحائـبَا
كالشّمس في كَبد السّماء وضَوْؤها... يَغشى البلاد مشارقاً ومغاربَا
فالمتنبّي يشبّه ممدوحه بالبحر في كرمه تارة وبالشمس في علوّ مكانتها تارة أخرى.
2- أوباستعمال الاستعارة التصريحية:
وأقبلَ يمشِي في البساط فما درى...إلى البحر يسعى أمْ إلى البَدْرِ يرتقي
فالمتنبّي يصف حال رسول الروم وهو يدخل على سيف الدولة،وهولمّا يصف الممدوح بالكرم يميل إلى الاستعارة التصريحية حيث يشبّه سيف الدّولة تارة بالبحر في كرمه وتارة أخرى بالبدر في علوّ مكانته،والاستعارة مبنية على تناسي التشبيهِ،والمبالغةُ فيها أعظمُ،وأثرهُا في النفوس أبلغُ.
3- أوباستعمال الاستعارة المكنيّة:
دَعوتُ نَدَاهُ دعوةً فأجابَنِي ... وعَلَّمنِي إحسانُهُ كَيْفَ آمُلهْ
فالمتنبّي شبّه كرم ممدوحه وإحسانهِ بإنسان،ثم حذف المشبَّه به،ورمز إليه بشيءٍ من لوازمهِ،وهذا ضربٌ آخر من ضروبِ المبالغة باستعمال الاستعارة.
4- أوباستعمال المجاز المرسل:
ما زِلْتَ تُتْبِعُ ما تُولي يَداً بيَدٍ ... حتى ظَنَنْتُ حَياتي مِنْ أياديكَا
فالمتنبّي يترك التشبيه والاستعارة،ويستعمل المجاز المرسل ويطلق كلمةَ يدٍ ويريدُ بها النعمةَ;لأن اليد آلة النعم وسببها.
5- أوباستعمال المجاز العقليّ:
أعاد يومُك أيّامي لِنَضرتها ... واقْتَصَّ جودُك من فقري وإعساري
فالمتنبّي يسندُ الفعلَ إلى غير صاحبه (اليوم والجودِ) على طريقة المجاز العقليِّ.
6- أوباستعمال الكناية:
طويل النّجاد رفيع العماد ... كثير الرّماد إذا ما شتا
فالخنساء وظّفت ثلاث كنايات منها الكناية عن الكرم (كثير الرّماد).
مواضيع علم البيان:
1- التشبيه بأنواعه:
التشبيه التام وهو التشبيه المرسل والمفصّل
التشبيه المرسل والمجمل
التشبيه المؤكّد والمفصّل
التّشبيه البليغ وهو التشبيه المؤكّد والمجمل
التّشبيه التّمثيلي
التّشبيه المقلوب
التّشبيه الضّمني
2- الحقيقة والمجاز
3- المجاز اللغوي بنوعيه:الاستعارة والمجاز المرسل
4- المجاز العقليّ
5- الكناية بأنواعها:كناية عن صفة وكناية عن موصوف وكناية عن نسبة
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

المبالغة

تعريفها:
المبالغة في اللّغة: الاجتهاد في الشيء إلى حدّ الاستقصاء والوصول به إلى غايته،وتأتي بمعنى المغالاة،وهي الزيادة بالشيء عن حدّه الذي هو له في الحقيقة.
وهي اصطلاحا: أن يدّعي المتكلّم لوصفٍ ما أنَّه بلغ في الشدّة أو الضعف حدّاً مستبعداً أو مستحيلاً.
المبالغة بين مؤيديها ورافضيها:
1- معارضوها المتشدّدون يرفضونها رفضا مطلقا لخروجها عن منهج الحقّ والصّدق.
2- ومؤيدوها يقبلونها قبولا مطلقا في الإنتاج الأدبي بدعوى أنّ أعذب الشعر أكذبه.
3- والفريق الثالث توسَّط في الأمْر فقبل منها ما كان منها حسناً جميلاً جارياً مجرَى الاعتدال الذي لا يراه الناس مستنكراً ولا مُستهجنا،أو قائماً على التصوير الخيالي في سياق من الكلام يَسْمَحُ بذلك بشرط أن لا يكون في المبالغة إيهام بأنّ المتكلّم يُقرّر حقيقة واقعة بكلّ عناصرها، بل يُدرك المتلقّي أنَّ الكلام مأتيّ به على سبيل المبالغة، فيأخذ منها المعنَى المعتاد في الكثرة مع زيادة مقبولة.
أنواع المبالغةِ :
1- التبليغ:إن كان الادّعاء للوصف من الشدّة أو الضعف ممكنا عقلا وعادة
قال تعالى:{... ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ..} النور:40
قال المتنبّي يصف فرسه:
وَأَصْرَعُ أَيَّ الْوَحْشِ قَفَّيْتُهُ بِه ... وَأَنْزِلُ عَنْهُ مِثْلَهُ حِينَ أَرْكَبُ
أي:إذا طردت بفرسِي وحشا تمكّنت منه فصرعته، وأَنزل عنه بعد ذلك، فأَجده حينَ أَركبه مثلما نزلت عنه كأنّه لم يتعب ولم يضعف.
2- الإِغراق: إن كان الادّعاء للوصف من الشدّة أو الضعف ممكنا عقلا لا عادة.
قال الشاعر:
ونُكْرمُ جارَنا ما دامَ فينا... ونُتْبعُهُ الكرامَة َ حَيْثُ مالا
فإنه ادَّعى أنَّ جاره لا يميلُ عنه إلى جهةٍ إلا وهو يتبعُه الكرامةَ،وهذا ممتنعٌ عادة وإنْ كان ممكنا عقلا.
قال ابن نباتة السعدي في سيف الدولة:
لَمْ يُبْقِ جُودُكَ لِي شَيْئَاً أُؤَمِّلُهُ ... تَرَكْتَنِي أصْحَبُ الدُّنْيا بِلاَ أَمَلِ
وقال شاعر:
خَطَرَاتُ النَّسِيمِ تَجْرَحُ خَدَّيـ ... ـهِ ولَمْسُ الْحَرِيرِ يُدْمِي بَنَانَهُ
3- الغلوّ إن كان الادّعاء للوصف من الشدّة أو الضعف غير ممكن عادة وعقلا.
قال شاعر:تكادُ قِسيّهُ منْ غيرِ رامٍ ... تُمكِّنُ في قلوبهِم النِّبالا
قال ابن الرّومي يذمّ بخيلا ببخله:
لَوْ أنَّ قَصْرَكَ يَا ابْنَ يُوسُفَ مُمْتَلٍ ... إِبَراً يَضِيقُ بِهَا فِنَاءُ الْمَنْزِلِ
وَأَتَاكَ يُوسُفُ يَسْتَعِيرُكَ إِبْرَةً ... لِيَخِيطَ قَدَّ قَمِيصِهِ لَمْ تَفْعَلِ

قال أبو نواس من في مدح الرّشيد:
وأَخَفْتَ أَهْلَ الشِّرْكِ حَتَّى إنَّهُ ... لَتَخَافُكَ النُّطَفُ الَّتِي لَمْ تُخْلَقِ
من صور الغلو المقبول:
1- أن يقترن به ما يقربّه للصحّة كفعل مقاربة مثل قول الشاعر وهو يصف فرسا:
ويكاد يخرج سرعة من ظلِّه ... لو كان يرغب في فراق رفيق
أو يقترن بأداة شرط مثل قوله تعالى:{ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ..... } الحشر:21
2- أن أن يكون تعبيرا عن حالة شعورية نفسية صادقة مثل ما قاله امرىء القيس في وصف فرسه:
مكرّ مقبل مدبر معا ... كجلمود صخر حطّه السّيل من عل
فمن غير الممكن أن يكون في كرِّه إلى الجهة التي يقبل عليها فارّا عنها،ولكنّ الشّاعر يصوِّر مشاعره، ويعبِّر عمّا في خياله حين يرى سرعته الفائقة الّتي يختلط فيها الكرّ والفرّ،حتى كأنّه يكرّ ويفرّ معا،وهذا ما يدرج ضمن الصّدق الفنّي.
قال البحتري في مدْح المتوكّل:
فَلَوَ أنَّ مُشْتَاقاً تَكَلَّفَ فَوْقَ مَا ... فِي وُسْعِهِ لَسَعَى إِلَيْكَ الْمنْبَرُ
3- أن يتضمّن صورة جميلة نتيجة حسن تخييل،مثل قول المعرّي:
يذيبُ الرُّعبُ منهُ كلَّ عضبٍ ... فلولا الغِمدُ يُمسكهُ لسالا
قال شاعر:
يُخَيَّلُ لي أَنْ سُمِّرَ الشُّهْب في الدُّجَى ... وشُدَّتْ بأَهْدَابِي إلَيْهِنَّ أجْفَانِي
4– أن يخرج مخرجَ الهزل، كقول الشاعر:

لكَ أنفٌ يا ابنَ حربٍ ... أنفِتْ منه الأنوفُ
أنتَ في القدس تصلِّي ... وهو في البيتِ يطوفُ
ومما قيلَ في الثقلاء: قال مطيع بن إياس:
قلت لعباسٍ أخينا ... يا ثقيلَ الثقلاء
أنتَ في الصيف سمومٌ ... وجليدٌ في الشتاء

أنتَ في الأرضِ ثقيلٌ ..... وثقيلٌ في السماء
المبالغة بالصيغة:صيغ المبالغة هي:

[FONT=arial, sans-serif]1- فَعْلاَن: مثل: رحمان.
2- فَعِيل: مثل: رَحيم.
3- فَعَّال: مثل: توَّاب - غَفَّار - قَهَّار.
4- فَعُول: مثل غَفُور - شَكُور - وَدُود.
5- فَعِل: مثل: حَذِر - أَشِر - فَرِح.
6- فُعَال: مثل: عُجَاب.
7- فُعَّال: مثل: كُبَّار.
8- فُعَل: مثل: لُبَد.
9- فُعْلَى: مثل: عُلْيَا - حُسْنَى - شُورَى - سُوأَى.
وتوجد صيغ أخرى، مثل: كهنوت، ورهبوت
توضيح حول استعمال صيغ المبالغة أو صافا وأسماء لله عزّ وجلّ:
قيل:هي مستعملة بجانب الله على سبيل المجاز، إذ هي موضوعة للمبالغة، ولا مبالغة فيها حين يوصف الله بها.
وقيل:المبالغة فيها بحسب تعدّد المفعولات التي تفوق تصوّرات الخلائق.
وسبب الخلاف هو إلى تصوّر الناس حول الصّيغ التي أسماها علماء العربية اصطلاحاً صيغ مبالغة، مع العلم بأنّ العرب قد استعملوا هذه الصِّيغ ولم يسمّوها صيغ مبالغة، بمعنى أنّها تدلّ دواماً على ما هو زائد على الواقع والحقيقة حتى ترد الإِشكالات الّتي أوردها المستشكلون حول صفات الله عزّ وجلّ.
خلاصة القول:
- هذه الصيغ موضوعة في الأصل للدلالة على كمال الصفة، وهذا الكمال لا يوجد في الناس، أو للدلالة على الكثرة والوفرة في أجزاء الصفة، دون أن يكون ذلك على سبيل المبالغة بمعنى الزيادة على الحقيقة والواقع دواماً.
- إذا أطلقت هذه الصيغ على غير مستحقّ الكمال فيها كان هذا الإِطلاق على سبيل المبالغة، وإذا أطلقت على مستحقّ الكمال أو الكثرة فيها فهو إطلاق على وجه الحقيقة ولا مبالغة فيه.
- صيغ المبالغة إذا أطلقت على الله عزّ وجلّ فهي مطلقة بحسب وضعها اللُّغوي، ولا مبالغة فيها، وبهذا ينحلّ الإِشكال من أساسَه، وسببُ الإِشكال هو التقيّد بتعريفات المصطلحات التي قيّدها العلماء دون الرجوع إلى أصل الاستعمالات العربية
.
[/FONT]
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)




الاِستفهام وأَدواته
الأمثلة:‏
أ - (1) أمريض أنت؟
‏ (2) أ طبيب خالد أم مهندس؟
‏ (3) هل أنت مسافر؟
ب- (4) من فتح الأندلس؟
‏ (5) ما فعل صاحبك البارحة؟
ج - (6) من ذا القادم؟ أي:من هذا القادم؟
‏ (7) من ذا الذي زارك؟ أي:من هذا الذي وراء الباب؟
‏ (8) من ذا حضر؟ أي:من الذي حضر؟
‏ (9) من ذا أنت تصاحبه؟ أي:من الذي أنت تصاحبه؟
‏ (10) من ذا وراء الباب؟ أي:من الذي وراء الباب؟
‏ (11) من ذا في المزرعة؟ أي:من الذي في المزرعة؟ ‏
د - (12) ماذا التصرف؟ أي:ماهذا التصرف؟
‏ (13) ماذا الذي حدث؟ أي:ماهذا الذي حدث؟
‏ (14) ماذا اشتريت؟ أي:ما الذي اشتريت؟
‏ (15) ماذا أنت فاعل؟ أي:ما الذي أنت فاعل؟ ‏
‏ (16) ماذا في الحقيبة؟ أي:ما الذي في الحقيبة؟ ‏
‏ (17) ماذا وراء الباب؟ أي:ما الذي وراء الباب؟ ‏
ه- (18) متى تسافر؟ متى عدت؟
‏ (19) أيان تسافر؟
‏ (20) أين ذهبت أمس؟ أين تذهب غدا؟
‏ (21) أنَّى لك هذا المال؟
‏ (22) كيف نمت البارحة؟
‏ (23) كم كتابا قرأت في هذا الشهر؟
‏ (24) أيّ رجل قابلتَ؟ أيّ شيء أخبرك به؟


القاعدة:‏
تعريف الاستفهام:‏
الاستفهام هو أحد الأساليب الإنشائية الطلبية وهو نوعان:‏
‏- استفهام حقيقي:يدل على طلب معرفة شيء مجهول لدى السائل بواسطة أداة من أدوات ‏الاستفهام وهي نوعان:حروف وأسماء
حرفا الاستفهام:الهمزة وهل
أسماء الاستفهام:من،ما،متى،أيان،أين،أنَّى،كيف،كم،أيّ.‏
‏- واستفهام غيرحقيقي:إذا خرج عن معناه الأصلي ودل على معان أخر تُعرف من سياق ‏الكلام والحالة النفسية للسائل مثل التقرير والنفي والتوبيخ....‏
دلالة همزة الاستفهام:‏
تستعمل الهمزة لطلب أحد أمرين:‏
‏1- التَّصوّروهو إدراك المفرد بشرط أن يُذكر بعدها المسؤول عنه ومعادله مسبوقا ب(أمْ).‏
مثال:أشايا شربتَ أم قهوةً؟
لاحظ كيف جاء المسؤول عنه (شاي) بعد الهمزة وتبعه معادله (قهوة) مسبوقا ب(أمْ)‏
‏2- التَّصديق وهو إِدراك النِّسبة، وفي هذِه الحالة لا حاجة لذكر المعادل.‏
مثال:أمحمد مسافر؟ أيتألم المريض؟
دلالة (هل) في الاستفهام:‏
تستعمل (هل) لطلب التصديق فقط،مثال:هل يصدأ النحاس؟ هل أنت في البيت؟
كيفية الإجابة عن الاستفهام:‏
أولا:إذا كانت الأداة هي (الهمزة وهل) في حالة طلب التصديق:‏
‏1ـ إذا كانت الجملة الاستفهامية مثبتة وأداة الاستفهام يكون الجواب ب(نعم),في حالة الإثبات ‏وب(لا) في حالة النفي .‏
أمثلة: ‏
س:هل تدخن؟ (إذا كان يدخن،يجيب:نعم ،وإذا كان لا يدخن، يجيب:لا).‏
س:أمريض أنت؟ (إذا كان مريضا،يجيب:نعم وإذا لم يكن مريضا، يجيب:لا).‏
‏2ـ وإذا كانت الجملة الاستفهامية منفية يكون الجواب ب(بلى) في حالة الإثبات,وب(نعم) في حالة ‏النفي .‏
أمثلة: ‏
س:أليست فلسطين عربية؟ ‏
ج:بلى. (في حالة الإثبات) يعني:فلسطين عربية
س:أليست الجزائر دولة أوروبية؟ ‏
ج:نعم.(في حالة النفي) يعني:ليست الجزائر دولة أوروبية
ثانيا:إذا كانت الأداة هي (الهمزة) في حالة طلب التّصوّر يكون الجواب بتعيين المسؤول عنه ‏الصحيح.‏
مثال:أخالد أخوك أم عمر؟ (في هذه الحالة أعين الأخ الصحيح بقولي:خالد أخي أو عمر أخي).‏
ثالثا:إذا كانت الأداة اسما من أسماء الاستفهام في حالة يكون الجواب بتعيين المسؤول عنه لأنها ‏كلها تفيد التّصوّر.‏
مثال:من زاركم؟(الجواب:عمي).ماذا اشتريت؟ (الجواب:الخضر).متى عدت؟(الجواب:البارحة). ‏أين كنت؟ (الجواب:في السوق).كم دينار معك؟ (الجواب:خمسة دنانير).كيف وجدت المريض؟ ‏‏(الجواب:بخير).‏
معاني أسماء الاستفهام:‏
‏1ـ من يسأل بها عن العاقل.مثال: من القادم؟ من أنت؟من سافر؟من يكون الرجل؟
‏2ـ ما يسأل بها عن غير العاقل. مثال: ما عملتَ البارحة؟ ماذا في الحقيبة؟ ماذا اشتريت؟ما ‏الهدف من سؤالك؟
‏3ـ أين يسأل بها عن المكان. مثال:أين كنت؟ أين الكرة؟ أين محمد؟
‏4ـ متى يسأل بها عن الزمان الماضي والمستقبل وأيان يسأل بها عن الزمان المستقبل فقط. ‏
مثال:متى الرحيل؟ أيان الرحيل؟متى عدت؟ متى تعود؟ أيان تعود؟ أيان يوم السفر؟
‏5ـ كم يسأل بها عن لعدد. مثال:كم أنتم؟ كم عدد الضيوف؟
‏6ـ كيف يسأل بها عن الحال.مثال:كيف حال المريض؟ كيف كانت الرحلة؟ كيف تقضي عطلتك؟
‏7ـ أي بحسب ما تضاف إليه فهي تصلح للمعاني السابقة وبمكن تعويضها بإحدى أسماء الاستفهام ‏الأخرى حسب سياق الكلام.‏
أمثلة:‏
ـ أيُّ رجل قابلته؟ (ما بعد أي يدل على العاقل). يمكن القول:من قابلته؟
ـ أيُّ كتاب قرأته؟ (ما بعد أي يدل على غير العاقل). يمكن القول:ما الكتاب الذي قرأته؟
ـ أيَّ مكان زرتَني فيه؟ (ما بعد أي يدل على مكان). يمكن القول:أين زرتني؟
ـ أيَّ ساعةٍ تزورني؟ (ما بعد أي يدل على زمان). يمكن القول:متى تزورني؟
ـ أيَّ حال وجدت عليها المريض؟ (ما بعد أي يدل على حال). يمكن القول:كيف وجدت المريض؟
تنبيهات:‏
‏1ـ أسماء الاستفهام مبنية ما عدا (أي) فهي معربة.‏
‏2- جميع أسماء الاستفهام يُطلب بها التّصوّر فقط.‏
‏3ـ الفعل يأتي بعد (متى ) ماض أو مضارع وبعد (أيان) مضارع فقط.‏
مثال: متى رجعت؟ متى ترجع؟ أيان ترجع؟
‏4ـ لإعراب أسماء الاستفهام يكفي أن نعرف إعراب جوابها.‏
مثال:مَن بالباب؟ ‏
ـ إعراب (مَن) كإعراب الكلمة التي تعوضها في الجواب.‏
ـ نجيب عن السؤال:محمد بالباب.‏
محمد:مبتدأ مرفوع وبالتالي تعرب (مَن) اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)


اغراض الاستفهام

الاستفهام نوعان:
1- استفهام حقيقي يدل على طلب معرفة شيء مجهول لدى السائل.
2- واستفهام غير حقيقي يدل على غرض بلاغي أدبي يفهم من سياق الكلام والحالة النفسية لصاحبه.
أغراض الاستفهام غير الحقيقي:
1- النفي:ضابطه أنه يمكن لك تعويض أداة الاستفهام بأداة نفي.
قال تعالى: فمن يهدي من أضل الله؟ أي لا أحد يهدي من أضل الله.
2- التعجب:
- قال تعالى: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟
- قالت إحدى نساء العرب تشكو زوجها:
أنشا يمزق أثوابي يؤدبني... أبعد شيب يبغي عنديَ الأدبا
- قال أبو الطيب وقد أصابته الحمَّى :
أبِنْتَ الدّهْرِ عِندي كُلُّ بِنْتٍ...فكَيفَ وَصَلْتِ أنتِ منَ الزّحامِ
-3الإنكار:
- قال أبو الطيب المتنبي:
أتَلْتَمِسُ الأعداءُ بَعدَ الذي رَأتْ...قِيَامَ دَليلٍ أوْ وُضُوحَ بَيَانِ
- قال تعالى: أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً ؟
4-التمني:ضابطه أن نعوض أداة الاستفهام بليت.
- قال تعالى:فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا. الأعراف:53 ،أي ليت لنا شفعاء...

5-التقرير:ضابطه أن المخاطب يقر ويعترف بما يسأل عنه إثباتا أو نفيا.
- قال البحتري:
ألَسْتَ أعَمّهُمْ جُوداً،وأزْكَا...هُمُ عُوداً،وأمضَاهُمْ حُسَامَا

- قال تعالى:ألم نشرح لك صدرك؟ ألم نربك فينا وليداً؟

-6التحقير:
- قال تعالى:أهذا الذي بعث الله رسولاً؟

- قال أبو الطيب يهجو كافورًا:
من أيّةِ الطُّرْقِ يأتي مثلَكَ الكَرَمُ...أينَ المَحاجِمُ يا كافُورُ وَالجَلَمُ

7- الاستبطاء:
- قال تعالى:متى نصر الله؟

- قال أبو الطيب :
حَتّامَ نحنُ نُساري النّجمَ في الظُّلَمِ...ومَا سُرَاهُ على خُفٍّ وَلا قَدَمِ
8- الاستبعاد:
- قال تعالى:أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه؟
9- التهكم والاستهزاء:
- قال تعالى:قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء؟
10-الوعيد والتهديد:
- قال تعالى:ألم تر كيف فعل ربك بعاد ؟
11-العرض:

- قال تعالى:قال ألا تأكلون؟
12- التعظيم:
- قال عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان:

أضاعوني وأي فتى أضاعـوا... ليـوم كريهـة وسـداد ثغـر
- قال أبو الطيب في الرثاء:
مَن للمَحافلِ وَالجَحافلِ وَالسُّرَى...فَقَدَتْ بفَقْدِكَ نَيِّراً لا يَطْلُعُ
وَمَنِ اتخذتَ على الضّيوفِ خَليفَةً...ضَاعُوا وَمِثْلُكَ لا يكادُ يُضَيِّعُ
13- التّسْوية:
- قال تعالى: قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ. الشعراء:136
14- التشويق:
قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. سورة الصف:10
15- التقريع والتوبيخ:
- قال أحمد شوقي:إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما... وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

الأنماط وأشكال التعبير

أشكال التعبير وتقنيات الكتابة
1ـ التلخيص
2ـ التقليص
3ـ الاقتباس
4ـ القصة
5ـ الخاطرة
6ـ أحداث متفرقة
7ـ تسجبل رؤوس أقلام
تقنيات التعبير الكتابي
1ـ تحرير نص إخباري
2ـ تحرير نص وصفي
3ـ تحرير نص سردي
4ـ تحرير نص حجاجي
5ـ تحرير مقال
6ـ تحرير نص إشهاري
7ـ تحرير خاطرة

نوع النّص:
1- نص نثري:
- هو كلام غير موزون وغير منظم من فنونه القصة القصيرة (الأقصوصة) والقصة الطويلة (الرواية) والمقالة والخطبة والرسالة والمسرحية والحكاية والأسطورة وأدب السيرة والسّيرة الذاتية .
- الرسالة نوعان:إخوانية وإدارية (ديوانية)
- المقالة قد تكون أدبية أو علمية أو نقدية أو تاريخية أو سياسة ....

2- نص شعري:
- شعر عمودي وهو كلام موزون ومنظم.
- أو شعر حر (شعر التفعيلة).
طبيعة النص:
قد يكون النّص ذات طبيعة أدبية أو علمية أو علمية في شكل أدبي.

انماط النصوص:
1- نمط سرديّ: سرْد وقائع و حكاية قصّة. (أحداث متتالية مرتبة)
2- نمط وصفي:وصف أشياء و أماكن و شخصيات.
3- نمط حجاجي: الاستدلال و الاحتجاج والنّقد لإقناع القارىء بصحة فكرة أو قضية.
4- نمط إخباري:ذكر تفاصيل موضوع معين وتقديم معلومات للقارىء.
5- نمط حواري:بين الشخصيات في الرواية والمسرحية....وقد يكون الحوار داخليا أو خارجيا.
تعريف النمط :
- هو طريقة إعداد النص ومعالجته وإخراجه من أجل تحقيق الغاية منه.

- النمط يختلف من فن أدبي إلى آخر فلكل فن نمطه المناسب له.
غاية النمط :
- يساعد على تبليغ الفكرة إذا وفق الكاتب في توظيفها وكانت له مهارة في الصياغة الفنية للنص والتحكم في أدوات الربط.
هل لكل نص نمطه :

- نجد في النص أنماطا مختلفة متكاملة وقليلا ما نجد نصا له نمط واحد.
- عندما ننسب نصا إلى نمط معين فإننا نعتمد على النمط المسيطر عليه.

النمط الوصفي:
تعريف الوصف:هو تصوير بالكتابة أو الكلام لمشهد واقعي أو خيالي لإنسان أو حيوان أو مكان أو أي شيء آخر.
وهو يستعمل لرسم صورة نفسية داخلية،أو مادية خارجية لشخصية حقيقية أو خيالية أو لوحة أو مشهد طبيعي حقيقي أو خيالي.
أنواع الوصف:
- وصف خارجي ووصف داخلي وكلاهما يكون موضوعيا أو ذاتيا .
- وصف مادي وصف نفسي

أسس الوصف:
- يعتمد الوصف على النظر العيني والملاحظة الدقيقة والمهارة الفنية في التعبير.
- الواصف يصف المشهد كما هو في الواقع (الموضوعية) أو يصفه كما يراه هو (الذاتية).
- الواصف يصف من القريب إلى البعيد (من الخاص إلى العام) أو من البعيد إلى القريب (من العام إلى الخاص).
مؤشراته: كيف نعرف أن النمط وصفي؟
- الواصف يذكر عناصر الزمان والمكان اللذين يكتنفان المشهد.

- الواصف يذكر عناصر الحركة في المشهد .
ـ الإكثار من الجمل الاسمية واستعمال المشتقات كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة وتوظيف النعوت والأحوال

كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة
- استعمال المماثلة و المشابهة.
ـ استعمال الأفعال الماضية والمضارعة الدالة على الحال للدلالة على الحيوية و الحركة والاستمرار.
- توظيف الانفعال والتأثر ( التعجب،التمني،التأوه،المبالغة،التفضيل،المدح،الذم ..)
-استعمال صيغة الغائب غالبا وصيغة المتكلم أحيانا

ـ المبالغة في ذكر التفاصيل
-استعمال أدوات الربط الخاصة بالوصف والتي تتصل بالمكان والزمان
- استعمال الصور البيانية والمحسنات البديعية كالتشبيهات والاستعارات والكنايات والطباق والمقابلة...
-استعمال أسلوب التعجب.
- دفع القارىء إلى تنمية التفاعل مع الموصوف شخصا كان أو شيئا أو مكانا بإحساسه وخياله
النمط السردي:
تعريف السّرد:السرد اصطلاحاً هو أخبار من صميم الواقع أو نسج الخيال أو من كليهما معاً في إطار زماني و مكاني، بحبكة فنية متقنة.
تعريف النمط السردي:هو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد وإخراج النص القصصي وغيره (صحف،مجلات..)
بغية تحقيق غاية المرسل منه.
أو لنقل: السّرد هو نقل أحداث واقعية أو خيالية مرتبة متتابعة متصلة بمصير شخصية أوأكثرفي إطار زمني ومكاني معين كما يحدث في الأقصوصة والرواية.
والسّرد هو من أكثر أنواع الفنون الأدبية جذباً للقارئ وتشويقاً له.
مؤشراته: كيف نعرف أن النمط سردي؟
- يغلب عليه الزمن الماضي لأنّ الأفعال الماضية فيها حركة فهي تنمو وتتطورحتى نهاية الأحدا.
- ويحدد فيه المكان و الزمان باستعمال ظروف الزمان والمكان.

- سيطرة الأسلوب الخبري إثباتا و نفيا.
- استعمال أفعال الحركة.
- استعمال أدوات الربط.

- استعمال ضمير المتكلم في السيرة الذاتية أو ضمير الغائب في الحديث عن سيرة الغير.
- السرد يستعمل في الأقصوصة والرواية والحكاية.
تصميم نص سري:
أ- الحالة البدائية:شخص أوجماعة يعيش في مكان ما وزمان ما،بطريقة ما،لكن هذا ينطوي على نقطة ضعف أوأكثر .
ب-عنصر التحويل:ذات يوم وبشكل مفاجئ وقع... .
ج- نتائج عنصر التحويل:تكوين عقدة،وضع خطر يتوقف عليه مصير البطل.
د- عنصر التعديل:عمل أو حدث يطرأ على الموقف فينهي حالة الخلل أو القلق.
هـ- الحالة النهائية:عودة الأوضاع مع بعض التعديل في الحالة البدائية.
أنواع السرد:
أ - السرد الشخصي
ب- السرد الخارجي
ج - السرد البسيط
د - السرد المركب
غايات السّرد وهدفه:
- سرد الأحداث و نقلها
- غرس الأفكار والمفاهيم لدى المرسل إليه بطريقة غير مباشرة
- يعطي للمرسل إليه خبرة اجتماعية معرفية
- ينمي الخيال عند المرسل إليه
- يرتقي بالذوق الجمالي أوالأدبي عند المرسل إليه
- وظيفة الكلام فيه إخبارية ومرجعية

النمط الحواري:
تعريف الحوار:الحوار لغة هو التواصل الكلامي أوالتحادث المباشر (المسرح) أوغير المباشر(التراسل ) بين اثنين أو أكثر.
تعريف النمط الحواري:هو اصطلاحا الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد وإخراج النص المسرحي،بغية تحقيق غاية للمتلقّي.
وهو يستعمل لنقل الحوار بين شخصين أو أكثر،وهو أساسي في الفنون القصصية،خاصة المسرحيات
نوعاه:
أ‌- حوار مباشر .
ب‌- حوار غير مباشر .
مؤشراته: كيف نعرف أن النمط سردي؟
- الحوار المباشر،وغير المباشر.
- استعمال ضمائرالخطاب والمتكلم

- استعمال الجمل القصيرة.
- - بدء الحديث بمطة (-)
- استعمال المزدوجين لحصر جملة القول (" ...").
- حيوية الخطاب.
- عدم انقطاع خيوط الحكاية في غمرة السّجال بين المتحاورين.
- يختلف النمط الحواري باختلاف الأنواع والفنون الأدبية فبنية الرسالة مثلا تختلف عن بنية الخطبة أو المسرحية.
- المزج بين الأفعال والأقول.
- يغلب استعمال الفعل المضارع في الحديث عن الحاضر والفعل الماضي للاستفسارعن أحداث ماضية.
ـ نسبة الحديث إلى قائله
- العودة باستمرار إلي بداية السطر...

- استعمال أسلوب الخطاب
هدفه:
- التواصل بين طرفين أو أكثر وتبادل الكلام و الآراء حول موضوع معين.
- التعليم والتثقيف
- التوجيه الفكري للمتلقّي
- الإمتاع والتسلية .
- التواصل الوجداني العاطفي
- التأثير الفعلي الوجداني (الخطابة)
- خدمة النمط السردي

النمط الحجاجي:(البرهاني الإقناعي)
تعريفه: النمط الحجاجي اصطلاحا هو أسلوب تواصلي يرمي إلى إثبات قضية أو الإقناع بفكرة أو إيصال رأي،أوالسعي لتعديل وجهة نظر ما من خلال الحجج والأدلة والبراهين والشواهد والوقائع.
طريقته:
أ- يبرهن الكاتب على قضيته بالحجج،ثم يطرح الطرح المعاكس ويفنده و يبطل حججه معتمدا على الأمثلة و الشواهد ليخلص إلى بيان صحة رأيه.
ب‌- يمكن أن يحصل العكس.
ج‌- أويطرح الكاتب الحجج و البراهين دون عرض الآراء المخالفة ليترك للقارئ استنتاج عدم صحة الآراء الأخرى.
مؤشراته: كيف نعرف أن النمط حجاجي؟
- استخدام الضمير الأول (المتكلم،والمخاطب).
استخدام ضمير المتكلم لإبداء الرأي الشخصي،أوضمير جماعة المتكلمين لتأييد الرأي بشمولية وحجم أكبر، بالإكثار من أساليب النفي و الإثبات .
- استعمال الروابط الزمنية
- استخدام النعوت المعبرة
- استخدام الخطاب المباشر
- استخدام الجمل القصيرة
- اعتماد الأدلة والأمثلة
- الاستنتاج و البرهنة و التعليل بأدات الربط (لا،بل،إنما،لذلك،هكذا،مثلا،أولا،أخيرا)

ـ استغلال الاستدلال المنطقي
ـ ذكر السبب ونتيجته
- استعمال الاستشهاد
ـ استعمال أدوات الربط المنطقية المتصلة بالأسباب والهادفة إلي الإقناعـ البناء الفكري القائم علي عرض الفكرة وحشد الحجج لتبيان صحته ،وسوق الأمثلة الواقعي ،ثم عرض الفكرة المعاكسة وبيان فسادها مع تقديم الحجج والدلائل- استعمال الجمل الخبرية بكثرة– التزام الموضوعية
أنواع النصوص في النمط الحجاجي:
- النص الإقناعي
- النص الدحضي
- النص المقارن
هدفه:
- الإقناع برأي و برهنة صحتة أورفضه
- توجيه المرسل إليه (القارئ) إلى قضية هامة من خلال تتبع الأسباب والمظاهرللوصول إلى النتائج
- حمل المخالفين على تغيير آرائهم
- تعويد القارئ على الأسلوب المنهجي
- تشجيع القارئ على النقاش واحترام الرأي الآخر

النمط الإخباري:
تعريفه:هو النمط الذي يعرض فيه الكاتب المعلومات والأخبار التي ترمي إلى إعلام المتلقي بالمستجدات بأمانة ودقة وتفصيل إلى القارىء كما يحدث في مقالات الأخبار وأدب السيرة.
- يتطلب هذا النمط الظهور بمظهر الحياد المجرد من كل مؤثر أسلوبي والتحدث بصيغة المتكلم (أنا - نحن) و التوجه إلى القارئ بصيغة المخاطب:أنت – أنت – أنتما – أنتم....
مؤشراته: كيف نعرف أن النمط إخباري؟
- تكثر فيه الشروحات و التفسيرات.
- استخدام أساليب الإجابة عن أسئلة (ماذا؟ كيف؟ متى؟ أين؟ لماذا؟....)
- استعمال أدوات الشرح والتفسير(أي،أقصد، أعني،بمعنى،ذلك،فاء التفسير)
- يهدف إلى إيصال معلومات عن حادثة أو مسألة ما وشرحها و توضيحها دون إبداء الرأي الشخصي فيها.

- استعمال ضمير الغائب بكثرة
ـ استعمال الجمل خبرية مثبة أو منفية أفعالها ماضية
- استعمال حروف العطف الدالة على التعاقب والترتيب
.....

أنواع النصوص في النمط الإخباري:
أ‌- النص اجتماعي
ب‌- النص سياسي
ج‌- النص علمي
د‌- النثرالفني
هدفه:
- إعلام المتلقي بالمستجدات أو المعلومات حول موضوع معين.

نمط الخطبة ( الإيعازي):
تعريف الخطبة:هي أسلوب تواصلي يهدف إلى توجيه التعليمات إلى فئة من الناس،ودعوتهم للقيام بعمل معين وتنفيذ أمر
مؤشراته: كيف نعرف أن النمط إيعازي؟
أ‌- استعمال الجمل الإنشائية الطلبية (نهي– نداء – أمر– استفهام)
ب‌- استخدام ضمير المتكلم و المخاطب.
هدفه:
- توجيه إشارات ونصائح وتعليمات محددة إلى فئة من الناس.
- تنظيم سير العمل وحث المرسل إليه على الفعالية.
- إبراز سلبيات وإيجابيات موضوع ما.
النصوص في النمط الإيعازي:
- الخطب السياسية.
- الخطب الدينية ....
وظيفته:
توجيهية تأثيرية

النمط التفسيري :
وظيفته:يهدف النمط التفسيري إلى تقديم معرفة معززة بالشروح والشواهد ومدعمة بالأدلة.
مؤشراته:
ـ غلبة الضمير الغائب والمتكلم الذي يوحي بالموضوعية و الحيادية
ـ غلبة الفعل المضارع الذي يقدم المعلومات وكأنها حقائق عامة وشاملة لا تخضع لزمن محدد
- أدوات الربط المنطقية المتصلة بالأسباب و النتائج و التعارض وتفصيل الأفكار وتقصي جوانبها.(لأن ، لذلك ،لأسباب عديدة، بسببها،أولا،ثانيا...،ما...أما،أو...أم...إذن ،بالنتيجة، لكن إلا أن غير أن...في حين من ناحية ومن ناحية أخرى...)
- غلبة الأسلوب الخبري نفيا و إثبات أو أسلوب الشرط
ـ كثرة الجمل الاسمية - استخدام الأمثال و التشابيه
- بروز الجمل الاعتراضية والتفسيرية
- التسلسل المنطقي للمعلومات بحيث لا يكون هناك تناقض علمي
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

صيغ الإنشاء الطّلبي

1- النهي:
له صيغة واحدة هي لا الناهية والفعل المضارع المجزوم،مثال:لا تكذبْ.

2- الأمر:
له أربع صيغ:

أ- فعل الأمر: مثال:ارفق بالحيوان.
ب- لام الأمر والمضارع المجزوم بها:مثال:لترفق بالحيوان.
ج- المصدر الذي حذف فعله:مثال:رفقا بالحيوان.
د- اسم فعل الأمر:مثال:عليك بالرفق بالحيوان.
3- التمني:
يكون ب :ليت،لو،هل،لعل،النداء.

أ- ليت:مثال: ليتني أسافر معك.
ب- لو: ولَّى الشباب حميدةً أيامُه....لو كان ذلك يُشترى أو يرجعُ
ج- هل:قال تعالى:" فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ".الأعراف:53
د- لعل: قال تعالى:" وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ " غافر:36

ه- نداء غير العاقل:مثال: يا شمس أشرقي.
تنبيه:تفيد لعل الترجي وهو طلب حصول شيء سهل التحقق ومرغوب فيه وقد تستعمل للدلالة على معنى ليت وهو طلب حصول شيء صعب التحقق أو مستحيل مثل ما طلبه فرعون في الآية.

4- الاستفهام:
له ثلاث صيغ:

أ- استفهام تصديقي (إدراك النسبة) وتكون الإجابة عنه بنعم أو لا وصيغته الهمزة وهل،مثال:هل أنت مسافر؟ أمسافرأنت؟
ب- استفهام تصوري (إدراك المفرد) وتكون الإجابة عنه بالتعيين وصيغته الهمزة المتبوعة ب(أم) وبعدها المعادل،
مثال: أمسافر أنت أم باق في المنزل؟

ج- استفهام تصوري ويكون الجواب عنه بتعيين المسؤول عنه وصيغته أسماء الاستفهام،مثال:من ضيفك؟ ما العمل؟ كيف نمت؟ متى الذهاب؟ أين القطة؟
5- النداء:
صيغته هي أداة النداء والمنادى.
الهمزة وأي لنداء القريب: أمحمد, فكر في مستقبلك . أيْ بنيَّ،تأدبْ.
أيا وهيا لنداء البعيد: أيا أبناء فلسطين، اتحدوا . هيا سابحا ، احذر.
يا لنداء القريب والبعيد:يا مسلمي العالم،عليكم بالتضامن .
تنبيهات:
- قد تحذف أداة النداء: محمد,فكر في مستقبلك.
- قد يُنزَّل البعيد منزلة القريب للدلالة على القرب القلبي أو تعظيما له كأن يخاطب أب ابنه في دار الغربة قائلا:أي بنيَّ...أو كأن ينادي المسلم ربه:أي ربِّي ....وقد يُنزَّل القريب منزلة البعيد تعظيما له أو تحقيرا.
- إذا كان المنادى معرفا ب (ال) لابد من الفصل بين أداة النداء والمنادى ب (أيها الرجل،أيتها المرأة) أو باسم إشارة مناسب (ياهذا الرجل،ياهاته المرأة).
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

صيغ الإنشاء غير الطلبي:
1- القسم:

- الواو والمقسم به:والله،ورب الكعبة،والذي خلقني
- التاء والمقسم به:تالله
- أقسم بالله،أحلف بالله،قسما بالله
- أيمن الله
- في ذمتي لأفعلنَّ كذا
- لعمرك
2- التعجب :- ما أفعله...- أفعِلْ به...- يا لجمال...- يا له من فارس...- يا له بطلا...- كم هو جميل
3- أفعال المدح والذم:- نعمَ الرجل...- بئس الرجل...- حبَّذا الرجل...- لاحبَّذا الرجل...
4- أفعال الرجاء:- عسى...- حرى...- اخلولق
5- صيغ العقود:بعت...اشتريت...وهبت...استأجرت...أعتقت....
6- ربّ
7- كم الخبرية
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

الخبر وأغراضه

الأمثلة:‏
‏1- ولد رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يتيما وكفله جدّه عبد المطّلب ثم عمّه أبو طالب.‏
‏2- أنت تقوم كلّ يوم باكرا.‏
‏3- قال الله تعالى على لسان زكَريَّا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} مريم:4
‏4- قال إِبراهيم بن المهدي يخاطب المأمون:‏
أتَيْتُ جُرْماً شنيعاً …وأنْتَ لِلْعَفْوِ أهْلُ ‏
فإنْ عفَوْتَ فَمَنْ … وإنْ قَتَلتَ فَعدْلُ
‏5- قال أبو العتاهية يرثيِ ولده علياّ:‏
بكيتُكَ يا عليٌ بدَمْع عيني… فَمَا أغنى البُكاء ُعليك شياً
وكانَتْ في حَيَاتك لي عِظاتٌ… وأنْتَ اليَومَ أوعَظُ مِنْكَ حَيا
‏6- قال عمرو بن كلثوم:‏
إِذَا بَلَغَ الفِطَامَ لَنَا صَبِيٌّ تَخِرُّ لَهُ الجَبَابِرُ سَاجِديْنَا
‏7- كتب طاهر بن الحسين إِلى العباس بن موسى الهادي وقد استبطأه في خراج ناحيته:‏
وَلَيْسَ أخُو الحاجاتِ مَنْ بات نائماً …ولَكنْ أَخُوها مَنْ يَبيتُ على وَجَلْ
‏8- قال النابغةِ في المديح:‏
فإِنَّكَ شَمْسٌ والمُلُوكُ كَواكِبٌ ... إِذا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنْهنَّ كَوْكَبُ
‏9- قال تعالى: "وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا." [الإسراء:81‏
إيضاح‎:‎‏
‏- تأمّل المثال الأَول تجد أنّه خبر، فما هو الخبر؟ لا شكّ أنّك تعرف أنّ كل خبر هو كلام يحتمل أن يكون صاحبه صادقا أو كاذبا، ‏ولتعلمْ أنّ كلّ إنسان قد يكذب ما عدا من عصمه اللّه من الأنبياء والرّسل.
‏- قد يسألك سائل: كيف نحكم على خبر بالصّدق أو الكذب؟ والجواب بسيط: إن كان الخبر موافقا للواقع فصاحبه صادق وإن كان مخالفا ‏للواقع فصاحبه كاذب.
‏- وقد يسألنا سائل آخر: هل للخبر فائدة؟ أقول له:نعم، إذا عدت إلى المثال1 تجد أنّ المتكلم يريد أن يفيد المخاطب بالحكم الذي تضمنه ‏هذا الخبر (وهو معلومة جدية بالنسبة له)، ويسمىَّ هذا الحكم فائدة الخبر،لأنه يُفيده بما كان يجهله من هذه المعلومات عن الرسول صلى ‏الله عليه وسلم.‏
أمّا في المثال2 فلا يستفيد المخاطب من معلومة جديدة لأنّه يعرف أنّه يقوم باكرا،وقد تتساءل:ماذا أفاد هذا الخبر؟ أجيبك:إنّ المخاطب هنا ‏استفاد شيئا جديدا هو أنّه ليس وحده من يعرف الخبر بل من كلّمه أيضا يعرفه، فالسامع في هذه الحال لم يستفد علماً بالخبر نفسِه، وإنما ‏استفاد أنَّ المتكلم عالمٌ به، ويسمَّى ذلك لازمَ الفائدة.‏
تأمّل بقية الأمثلة تلاحظ أنّ الخبر فيها لا يهدف إلى فائدة الخبر ولا إلى لازم الفائدة، وإنما يدل على أغراض أدبية بلاغية يفهمها المتأمّل ‏من سياق الكلام والحالة النفسية للمتكلّم.
‏- في المثال3 يصف زكريا عليه السلام حالَه ويُظهر ضعفه ونفاذ قوته
‏- في المثال4 يستعطف الشاعر المأمون ويطلب منه الرّحمة.
‏- في المثال5 يتحسر الشاعر ويُظهر الآسى والحزن على فقد ولده و فلذة كبده.
‏- في المثال6 يَفخَر الشّاعر بقومه، ويباهي بما لهم من البأس والقوة ومهابة النّاس لقبيلته.
‏- في المثال7 لا يقصد ابن الحسين الإِخبار. ولكنه يَحُثُّ عاملَه على النشاط و الجدِّ في جباية الخراج.
‏- في المثال8 يمدح النّابغة النّعمان بن المنذر بعد أن أعطاه الأمان.‏
تذكّر‎:‎
تعريف الخبر‎:‎‏
الخبر هو كل كلام يحتمل الصّدق أو الكذب ونحكم على صدق الخبر بموافقته للواقع وعلى كذبه بمخالفته لهذا الواقع بغض النّظر عن ‏شخصية قائله.
توضيح: إن قلت:الرياضة مفيدة،فقد أثبتّ الفائدة للرّياضة وهذه الفائدة ثابتة سواء جهرت بها أو لم أجهر بها لأنّها محلّ اتّفاق بين النّاس ‏ونصّ عليها رسول الله والعلماء والأطبّاء.
الغرض الأصلي لإلقاء الخبر‎:‎
الأصل في الخبر أن يُلقى لأحد غرضين:
‏1- إفادة المخاطب بالحكم الذي يتضمّنه الخبر (أي:تقديم معلومة جديدة له) ويسمّى هذا الحكم فائدة الخبر.
‏2- إفادة المخاطب بأنّه ليس وحده عالم بالخبر وإنّما المتكلّم هو أيضا عالم به ويسمّى هذا لازم الفائدة.‏
أغراض الخبر الأدبية البلاغيّة‎:‎‏
قد يخرج الخبر عن غرضه الأصليّ ليدلّ على أغراض أخرى أدبيّة بلاغية تفهم من سياق الكلام والحالة النّفسية لقائل الخبر.‏
من هذه الأغراض:الاسترحام، إِظهار الضعف والعجز،إظهار الفرح أوالحزن، التحسر،الفخر،الحثّ على السعي والجدّ،المدح، إظهار الشماتة، ‏التّوبيخ، التّهديد، النّصح والإرشاد...‏
تدريبات على أغراض الخبر:‎
‏1- كان مُعاوِيةُ رضي الله عنه حَسَنَ السياسةِ و التَّدْبيرِ، يحْلَمُ في موضع الْحِلْم، وَيَشتَد في موضِعِ الشِّدَّة. (فائدة الخبر:إِفادة المخاطب ‏الحكم الذي تضمنه الكلام)‏
‏2- لَقدْ أدَّبتَ بَنِيكَ باللين والرفقِ لا بالقَسْوَةِ والعِقاب.
‏(لازم الفائدة: إفادةُ المخاطب أنَّ المتكلم عالم بحاله في تهذيب بنيه)‏
‏3- تُوفيَ عُمَرُ بنُ الخطاب رَضي الله عنه سَنَةَ ثلاثٍ وعشرين من الهجرة.
‏(فائدة الخبر:إِفادة المخاطب الحكم الذي تضمنه الكلام)‏
‏4- قال أبو فِراس الحَمدَاني: ومكارمي عددُ النجومِ ومنزلي... مأوَى الكِرَامِ، وَمَنزِلُ الأضْيَافِ (الفخر)‏
‏5- قال أبو الطيب:وَمَا كُلّ هَاوٍ للجَميلِ بفاعِلٍ ... وَلا كُلّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّم
‏(فائدة الخبر:إفادةُ المخاطب الحكم الذي تضمنه الكلام،فإنَّ أبا الطيب يريد أَن يبين لسامعيه ما يراه في بعض الناس من التقصير في أَعمال ‏الخير)‏
‏6- وقال أيضا يَرثيِ أخت سيف الدّوْلة:‏
غدَرْتَ يا مَوْتُ كم أفنَيتَ من عدَدٍ... بمَنْ أصَبْتَ وكم أسكَتَّ من لجَبِ (إظهار الأَسى والحزن)‏
‏7- قال عوف بن محلم لعبد الله بن طاهر:‏
إِنَّ الثَّمانِينَ، وبُلِّغْتَها ... قد أَحْوَجَتْ سَمْعِي إِلى تُرْجُمانْ (إظهار الضعف والعجز)‏
‏8- قال أبو العلاء المعرِّي:
وَلِى منطِق لَم يرْضَ لي كُنْه منزلي ... عَلَى أنني بيْنَ السماكَينِ نازلُ (الفخر بالعقل واللسان)‏
9- قال تعالى: " لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ." الحشر:21،20 (ظهار الفرق)

أمثلة عن جمل خبرية ‏‎:‎
‏1- مَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِهِ أَصْلَحَ اللهُ لَهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ ‏كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ حَافِظٌ.‏
‏2- إنكَ لتَكْظِمُ الغَيْط وتَحْلُمُ عندَ الغضبِ،و تَتَجاوزُ عند القُدْرة، وتَصْفحُ عن الزلة.‏
‏3- قال أبو فِراس الْحَمْدَاني:‏
إنّا إذَا اشْتَدّ الزّمَا ... نُ وَنَابَ خَطْبٌ وَادْلَهَم ‏
ألفيتَ حولَ بيوتنا ... عُدَدَ الشّجَاعَة ِوَالكَرَمْ
لِلِقَا العِدَى بِيضُ السّيُو... فِ وَلِلنّدَى حُمْرُ النَّعَمْ
هَذَا وَهَذَا دَأبُنَا ... يودى دمٌ ويراقُ دمْ
‏4- قال الشاعر:‏
مَضَت الليالي البيضُ في زَمَن الصِّبا …وَأَتَى الْمَشِيبُ بِكَل يوْم أَسْودِ ‏
‏5- قال مروانُ بْنُ أبي حَفْصَة من قصيدة طويلة يَرثي بها معْن بن زائدةَ:‏
مَضَى لِسَبِيلِهِ مَعْنٌ وأبْقَى ... مَحامِدَ لَنْ تَبِيدَ ولَنْ تُنالا
كَأَنَّ الشَّمْسَ يومَ أُصِيبَ مَعْنٌ ... مِن الإظْلامِ مُلْبَسَةٌ جلالا ‏
هَوَى الجَبَلُ الذي كانَتْ نِزارٌ ... تَهُدُّ مِن العَدُوِّ به جِبالا ‏
فإن يَعْلُ البِلادَ به خُشُوعٌ ... فقَدْ كانَتْ تَطُولُ به اخْتِيالا
أصَابَ الموْتُ يَوْمَ أصاب مَعْناً مِنَ الأحياء أكْرَمَهُمْ فَعالاَ ‏
وكانَ النّاسُ كلُّهُمُ، لمَعْنٍ ... إلى أنْ زارَ حُفْرَتَهُ، عِيالا
‏6- قال أبو العتاهية قبل موته:‏
إلهي لا تعذبني فإني ... مقرٌّ بالذي قد كانَ مني
فما ليَ حيلةٌ إلا رجائي ... لعفوكَ إن عفوت وحُسْنَ ظني
وكمن مِنْ زَلْةٍٍ لي في الخطايا... وأنت عليَّ ذو فضل ومَنِّ
إذا فكرتُ في نَدَمي عليها ... عضضت أناملي وقَرَعْتُ سني
أجنُّ بزهرة الدنيا جنوناً ... وأقطعُ طولَ عمري بالتمني
ولو أنِّي صدقتُ الزهدَ عنها ... قلبتُ لأهلها ظهرَ المجنِّ
يظنُّ الناسُ بي خيراً وإني ... لَشَرُّ الناس إن لم تعف عني
‏7- قال أبو النواس أثناء مرض الموت:‏
دَبّ فيَّ الفَناءُ سُفْلاً وعُلْوَا ... وأراني أموتُ عُضْواً، فعُضْوَا
ليسَ مِنْ ساعَة ٍ مضَتْ ليَ إلاّ... نَقَصَتْني بِمرّها بيَ جُزْوَا
ذَهَبَتْ جدّتي بطاعة ِ نَفسِي ... وتذَكّرْتُ طاعَة َ للهِ نِضْوَا
لَهْفَ نَفْسي على لَيالٍ وأيّا... مٍ تَمَلّيتُهنّ لِعْباً ولَهْوَا
قد أسأنَا كلَّ الإساءَة ِ فاللّـ ... ـهُمّ صَفحاً عنّا وغفراً وعفْوَا ‏
‏8- إنك إذا رأَيتَ في أَخيك عَيْباً لم تكتمْهُ ‏
‏9- قال ابْن نُباتَةَ السعدي:‏
يفُوتُ ضَجِيعَ الت‍ُّرَّهاتِ طِلابُه ويدْنُو … إِلى الحاجَاتِ منْ بَات ساعيَا ‏
‏10- قال الأمير أَبو الفَضْلِ عُبَيْدُ الله في وصف يوم ماطرٍ
دَهتنا السَّماءُ غَداة َ النّجابِ ... بغيمٍ على أُفقِه مُسبَلِ
فجاءَ برعدٍ له رَنّة ٌ... كَرنّة ِ ثَكلى ولمْ تُثكلِ
وثنّى بوبلٍ عَدَا طَورَهُ ... فعادَ وبالاً على المُمحلِ
وأشرفَ أصْحَابُنا من أذاهُ ... على خَطَرٍ هائلٍ مُعضلِ
فمنْ لابدٍ بفنَاءِ الجِدارِ ... وآوٍ إلى نَفَقٍ مُهمَلِ
ومن مُستجيرٍ يُنادي الغريقَ ... هناكَ ومن صائحٍ مُعولِ
وجادتْ علينا سَمَاءُ السُّقوفِ ... بدمعٍ من الوَجدِ لم يُهملِ
‏11- قال الجاحظ:‏
اَلمَشورةُ لِقَاح العقول، ورائِدُ الصواب. والمْسْتَشِيرُ عَلَى النجاح، واستنارة المرءِ برأي أَخيه من عَزم الأمور وحزْمِ التدبير.‏
‏12- قال المتنبي وهو مريض بالحمَّى:‏
أقَمْتُ بأرْضِ مِصرَ فَلا وَرَائي ... تَخُبُّ بيَ الرّكابُ وَلا أمَامي ‏
‏ وَمَلّنيَ الفِرَاشُ وَكانَ جَنبي... يَمَلُّ لِقَاءَهُ في كُلّ عامِ
‏13- إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ ... وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ ‏
وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ ... وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ ‏
‏14- قال يَحيَى البَرْمَكيُّ يُخَاطِبُ الخليفةَ هاَرُونَ الرَّشيد:‏
إن البرامكة الذِيـــ .... نَ رُمُوا لَدَيْك بداهيه ‏
‏ صُفْرُ الوُجوهِ عَلَيْهمُ ... خِلَع المَذَلَّةِ بَادِيَهْ
‏15- قال أَحد الأعراب يرْثي وَلدَهُ:‏
إذا ما دَعَوْتُ الصَّبْرَ بَعْدَكَ والبُكا ... أجابَ البُكا طَوْعاً ولَمْ يُجِبِ الصَّبْرُ
فإِنّ يَنْقطِعْ منكَ الرَّجاءُ فإِنَّه ... سَيْبقَى عليكَ الحُزْنَ ما بَقِيَ الدَّهْرُ
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

علم المعاني:
يتناول هذا العلم أمرين:
1- فهو يبيّن لنا وجوب مطابقة الكلام لحال السامع أو القارىء والمواضع التي يقال أو يُكتب فيها،ويُفيد أنَّ القول لا يكون بليغاً مهما كانت صورته حتى يناسب المقام الذي قيل فيه، ويناسب حال السامع الذي أٌلقي عليه، وقد قيل:لكلِّ مقامٍ مقالُ.
2- وهو يدرس ما يستفاد من الكلام بمساعدة القرائن فهو يبيّن أن الكلام يفيد بأصل وضعه معنًى، وقد يفيد معنى آخر جديدًا يفهم من السياق وتدلّ عليه الحال التي قيل فيها.
مواضيع علم المعاني:
1- الخبر
2- الإنشاء
الإنشاء الطلبيِّ:الأمر،النّهي،الاستفهام، النداء،التمنّي
الإنشاء غير الطلبيِّ:التعجّب،الرّجاء،المدح والذّم، القسم،ألفاظ العقود
3- المسند والمسند إليه
4- القصر
5- الإيجاز والإطناب والمساواة
6- الوصل والفصل
 
رد: دروس في البناء الفني ( البلاغة)

أضرب الخبر

الأمثلة:
1- قال أبو الطيب:
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ ... وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها ... وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
2- قال السَريّ الرَّفاء:
إنَّ البِناءَ إذا ما انهدَّ جانبُه... لم يأمَنِ الناسُ أنْ يَنهدَّ باقِيه
3- قال الشريفُ الرضيّ:
قَدْ يَبْلُغُ الرّجُلُ الجَبَانُ بِمَالِهِ ... مَا لَيسَ يَبلُغُهُ الشّجَاعُ المُعدِمُ
4- قال النابِغَةُ الذبَيانِيُّ:
ولَسْتَ بمُسْتَبْقٍ أَخاً لا تَلُمُّهُ ... على شَعَثٍ أَيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ
5- قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
وإني لحلوٌ تعتريني مرارة ٌ... وإني لتراكٌ لما لمْ أعوَّدِ
6- قال تعالى على لسان زوليخا: " قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ." يوسف:32
7- قال لبيد:
وَلَقَدْ عَلِمْتُ: لَتأْتِيَنَّ مَنِيَّتي .... إنَّ الْمَنَايَا لا تَطِيشُ سِهَامُها
8- قال شاعر:
واللهِ إني لأَخو هِمَّةٍ … تسمو إلى المجد ولا تَفْتُر
توضيح:
تأمّل الأمثلة المسجّلة أعلاه تجد أخبارا مختلفة فالمثال1 لم يشتمل على أداة من أدوات التوكيد، وفي المثالين2 و3 و4 تجد الخبر مؤكّدا بأداة توكيد واحدة (إنّ) و (قد) و (الباء الزائدة) وفي المثالين5 و6 تجد مؤكّدين هما (إنّ واللّام) و (اللّام والنّون) أمّا في المثالين7و8 فتجد ثلاث مؤكّدات (قد واللّام والنّون) و (القسم وإنّ واللّام).
بعد هذا، قد تتساءل: ما السرُ في هذا الاختلاف؟ والجواب:الاختلاف هذا سببه اختلاف حال من خوطب بهذه الأخبار لأنّه كما هو معلوم يكون المخاطب خالي الذّهن من مضمون الخبر أو له دراية بالخبر لكنّها ممزوجة بالشّكّ أو منكرا للخبر.
تذكّر:
للخبر ثلاثة أضرب:
1- إذا كان المخاطب خالي الذّهن من الحكم الذي يتضمّنه الخبر غير متردّد فيه ولا منكر له يُلقى إليه الخبر من غير توكيد لعدم حاجة المخاطب إلى ذلك ويسمّى هذا النّوع (الضّرب) من الخبر ابتدائيّا.
2- إذا كان المخاطب شاكّا، متردّدا في الحكم الذي يتضمّنه الخبر طالبا الوصول إلى حقيقته يحسن إلقاء الخبر إليه مؤكّدا بأداة توكيد واحدة وذلك لإزالة هذا الشّكّ والتردّد ويسمّى هذا الضّرب من الخبر طلبيّا.
3- إذا كان المخاطب منكرا للحكم الذي يتضمّنه الخبر يجب توكيد الخبر له بمؤكّدين أو أكثر حسب درجة الإنكار قوّة وضعفا وذلك لدفع هذا الإنكار وإقناعه بالتّسليم بالحكم ويسمّى هذا الضّرب من الخبر إنكاريّا.
أدوات التّوكيد كثيرة أشهرها:
إنَّ، وأنَّ، ولام الابتداءِ، وأحرفَ التنبيه، والقسم، ونونا التوكيد، والحروف الزائدة مثل الباء ومن والتكرار وقدْ وأمَّا الشرطية وإنما وضميرَ الفصل.
أمثلة عن أضرب الخبر:
1- كتبَ معاويةُ رضي الله عنه إلى أحد عماله فقال:
لا ينبغي لَنَا أن نَسُوس الناسَ سياسةً واحدةً، لا نَلِينُ جميعاً فَيَمْرَح الناسُ في المَعْصِيَة، ولا نَشْتَدُّ جميعاَ فَنحْمِلَ الناسَ على المهالك، ولكنْ تكونُ أَنت للشِّدةِ والغِلْظَة، وأَكون أَنا لِلرأْفةِ والرحمةِ.
2- قال أَبو تمام:
ينالُ الفتى من عيشهِ وهو جاهلٌ ويُكْدِي الفَتَى في دَهْرِهِ وَهْوَ عَالِمٌ
ولَوْ كانَتِ الأرزَاقُ تَجْري على الحِجَا هلكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهنَّ البَهَائِمُ
3- قال الله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} الأحزاب:18
4- قال السَريّ الرَّفاء:
إنَّ البِناءَ إذا ما انهدَّ جانبُه ...لالم يأمَنِ الناسُ أنْ يَنهدَّ باقِيه
5- قال أَبو العباس السفاح:
لأعْمِلَنَّ اللِّينَ حتَّى لا يَنْفَعِ إلا الشِّدةُ،، و لأكْرِمَنَّ الخاصة ما أَمِنْتُهم على العامة، لأغْمِدَنَّ سيفي حتى يَسُلَّه الحق، ولأعْطِينَّ حتى لا أرى للعطية موْضِعاً.
6- قال الله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ..} آل عمران:186
7- قال الشاعر:
واللهِ إني لأَخو هِمَّةٍ …تسمو إلى المجد و لا تَفْتُر
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top