نصيحة قدمها العالم الجليل إبراهيم بن أدهم لرجل

MOHAMED LAMINE7

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
4 فيفري 2016
المشاركات
4,030
نقاط التفاعل
4,414
النقاط
191
نصيحة قدمها العالم الجليل إبراهيم بن أدهم لرجل
نصيحة قدمها العالم الجليل إبراهيم بن أدهم لرجل سأله أن يقدم له نصيحة يتذكرها إذا أراد أن يقترف خطيئة ، فقال له عليك بخمس كلمات ، فقال الرجل ائتني بالأولى
قال له : أما الأولى فإذا أردت أن تعصي الله فاعصه في ملك غير ملك الله ! قال الرجل : ما الذي تقوله يا إبراهيم والأرض كلها ملك الله تعالى ، قال تعالى : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ } (البقرة:107)
وقال أيضاً : { وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (الزخرف:85) . فردَّ عليه إبراهيم بن أدهم أيجدر بك أن تعصي الله وأنت في ملك الله

قال ائتني بالثانية ، قال أما الثانية فإذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزق الله !! قال الرجل كيف يكون ذلك وكل ما في الكون من نِعَم فهو من رزق الله ؟!! والله تعالى يقول : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } (هود:6)
وقال أيضاً : { وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (العنكبوت:60) وقال أيضاً : { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } (الذريات:58)
وقال أيضاً : { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً } (الاسراء:30)
فرد عليه إبراهيم بن أدهم بقوله : أيجدر بك أن تعصي الله وأنت تأكل من رزق الله !

فقال الرجل ائتني بالثالثة : قال له : أما الثالثة فإذا أردت أن تعصي الله فاذهب إلى مكان لايراك الله فيه !! فرد عليه الرجل كيف ذلك والله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ } (آل عمران:5)
{عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }(سـبأ: من الآية3)
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (المجادلة:7)
- يُروى أنَّ أعرابياً التقى بأعرابية في باديتهم بعد أن أسدل الليل ظلامه فراودها عن نفسها ، فقالت له اذهب وانظر القوم هل هجعوا جميعا " وأرادت بذلك أن تعلمه درساً " فذهب الأعرابي مسرعا يتحسس الناس فوجدهم قد ناموا جميعا فعاد إلى تلك المرأة مسرعاً فرحاً أنه بعد قليل سيقضي وطره ويتمتع بشهوته والتي لا يبالي إن كانت في حرام ، فلماَّ رجع إليها قال لها : أبشري إن القوم ناموا جميعا ولا يرانا إلا هذه الكواكب ، فعند ذلك وجَّهت له السؤال الذي قصم ظهره ، قالت له : وأين مكوكبها .
إذا ما دعتك النفس لريبة في ظلمة الليل والنفس داعيةٌ للطغيان
فاحفظها من نظر الإلـه وقل لها يا نفس إنَّ الذي خلق الظلام يراني .
فسبحان من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء تحت الصخرة الصَمَّاء .
فقال إبراهيم بن أدهم للرجل أيجدر بك أن تعصي الله وأنت في ملك الله وتأكل من رزق الله وفي مكان يراك الله فيه .

- تخيَّل معي أخي في الله ، في رجل هو نزل ضيفاً عند أحدهم يبيت عنده ويأكل من طعامه ثمَّ يتجَّرأ عليه وعلى معصيته أمامه ، فما يكون من نظرة المجتمع لذلك الضيف الذي يقابل النعم بالنقم ، فما ظنَّكم إذا كان الذي يُعصى هو الله جلَّ وعلا في علاه !!! أعاذنا الله وإياكم من معصيته وجحد نعمه-
قال الرجل ائتني بالرابعة ، فقال : أما الرابعة إذا كنت مصر على المعصية وما زلت عليها ، فإذا جاءك ملك الموت لقبض الروح أطلب منه أن يمهلك قليلا حتى تتوب ! فرد عليه الرجل بقوله : كيف ذلك والله سبحانه وتعالى يقول : { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ } (لأعراف:34) وقال أيضاً : { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) (المؤمنون:99)
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } (المؤمنون:100) - فلا يأتي ملك الموت إلا بأمر الحي الذي لا يموت ولا يأتي إلا بعد أن فنيت الساعات والدقائق وما بقي إلا ذلك النفس الذي تخرج معه الروح -. فرد عليه إبراهيم بن أدهم بقوله أيجدر بك أن تعصي الله وأنت لا تدري متى يأتيك رسول الله ليسترجع أمانة الله !!! .

فقال الرجل ائتني بالخامسة ، فقال له : أما الخامسة فإذا كان يوم القيامة وأمر الجليل بقوله سبحانه وتعالى : { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } (الحاقة:29- 32) .
- ونادى الجليل خذوه يا ملائكتي مرُّوا بعبدٍ عصاني النَّار عطشانا
المشركون غداً في النار يلتهب والموحدون في جنَّات الخلد سكَّنا
فلا تذهب معهم – أي مع زبانية جهنَّم –

فصرخ الرجل باكياً ورجع منكسراً تائباً منيباً إلى بارئه سبحانه وتعالى .
 
رد: نصيحة قدمها العالم الجليل إبراهيم بن أدهم لرجل

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
 
آخر تعديل:
رد: نصيحة قدمها العالم الجليل إبراهيم بن أدهم لرجل

بارك الله فيك أخي الكريم
نصائح قيمة ورائعة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top