نباهة أبي نواس

MOHAMED LAMINE7

:: عضو متألق ::
أوفياء اللمة
نباهة أبي نواس
قيل : بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد في مجلسه ، وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأي عنده ، دخل عليه حاجبه معلناً قدوم أبي نواس ، فقال الخليفة : دعه ينتظر قليلاً ، ثم نظر الى جلسائه ، وقال هذه فرصة سانحة نضحك فيها على أبي نواس ، ويجب أن أستحضر لكلّ منكم بيضة تخبئونها في طيّات ثيابكم ، حتّى إذا دخل أبو نواس ، يتكلّم كلّ واحد منكم بكلام ، فيتكلّم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها ، وأقول : يا لكم من ضعافٍ مثل الفراخ ، تالله إذا لم تفعلوا مثل الدّجاج ويبيض كلُّ منكم بيضة لأقطعنَّ رقابكم ..
فقالوا : سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين ، وعندئذ طلب الخليفة الحاجب وقال له : إذهب فاستحضر ستَّ بيضات ، ولا تدعْ أحداً يراك ، خصوصاً أبا نواس ، فخرج الحاجب وعاد مُنفِّذاً أمر الخليفة وأعطى لكلٍ من الجالسين بيضة خبَّأها بين طيّات ثيابه ، وجلسوا ينتظرون …
ودخل أبو نواس فسلَّم على أمير المؤمنين سلام الخلافة ، وأظهر الرشيد انتباهه إلى حديث جلسائه ، ونطق أحدهم بكلمة غضب منها الرَّشيد غضباً شديداً فصاح بهم : ويحكم أيُّها الجبناء ، إنَّكم مثل الدجاج ، ولا أجد فرقاً بينكم وبينها ... والله ... إن لم يبض كلٌّ منكم بيضة لأقطعنَّ رقابكُم ، فأظهروا الاضطراب والخوف ، وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ ، وبعد قليل مدَّ الأول منهم يده إلى إسته ، فأخرَْجَ بيضته وقال : ها هي بيضتي يا أمير المؤمنين وأعقبه الثاني والثالث والرابع الى السادس ، وكان الخليفة يقول لكلِ من يقدِّم بيضته : قد نجوت ولمّا جاء الدور الى أبي نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسَّط الجميع وصار أمام الخليفة وجهاً لوجه ثم صار يقول : كاك .. كاك .. كاك كما يفعل الديك بين زوجاته الفراخ ثُم ضرب إبطيه على بعضهما ، وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تماما ، وقال : كوكو ... كو ..
فقال له الخليفة : ما هذا يا أبا نواس ؟
فقال: عجباً يا أمير المؤمنين ... هل رأيتَ فراخاً تبيض من غير ديك ؟ هؤلاء فراخك ، وأنا ديكهم ...
فضحك الخليفة حتى كاد يسقط عن كرسيّه ، وقال له : يا لكَ من خبيث ماكر ، تالله لو لم تكن فعلتَ ذلك لَعَاقَبْتُكَ .. ثم أمر له بهديِّة ومال ، وهو معجب بذكائه وسرعة خاطره ونباهته ...
 
رد: نباهة أبي نواس

قيل : جاء رجل إلى أبي نواس يمازحه ، فقال له يا أبا نواس ، إنَّني مريض بجملة أمراض وأَريد أن أُخبرك بها لعلَّك تصفُ لي الدواء الشافي ، فقال : قلْ عساني أجِد لك خير دواء يشفيك ... فقال الرجل : إنّني أشعر أنَّ بشعر ذقني مغص ، وأشعر أنَّ ما آكله من الطيِّبات ينزل خبيثاً من أَسفل ، وبباطني ظلمة .. فهل لذلك دواءُ ؟ فقال أبو نواس : أمَّا ما بشعرِ لحيتكَ من المغص فعليك بالموسى ، وأمَّا
ما تأكله من الطيِّبات فينزل خبيثاً من أسفل ، فكُلْ خبيثاً ينزل طيباً ، وأما ما تراه من الظلمة في جوفك ، فعليك بفانوس تعلِّقه على باب بدنِك حتَّى يضئَ لك جوفك ؟ فضحك الناس عليه وانصرف الرَّجل خجولاً .
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom