قصة فتح مكة زادها الله تشريفاً وتعظيماً

MOHAMED LAMINE7

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
4 فيفري 2016
المشاركات
4,030
نقاط التفاعل
4,414
النقاط
191
قصة فتح مكة زادها الله تشريفاً وتعظيماً
في مثل هذا اليوم 20 رمضان عام 8 هجري
فتح مكة ( ويُسمَّى أيضاً الفتح الأعظم )
وغزوة الفتح وقعت في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة (الموافق 10 يناير 630م) حيث استطاع المسلمون من خلالها فتحَ مدينة مكة وضمَّها إلى دولتهم الإسلامية.
وكان سببُ الغزوة أن قبيلةَ قريشٍ انتهكت الهدنةَ التي كانت بينها وبين المسلمين، وذلك بإعانتها لحلفائها من بني الدئل بن بكرٍ بن عبد مناةٍ بن كنانة (تحديداً بطنٌ منهم يُقال لهم "بنو نفاثة") في الإغارة على قبيلة خزاعة، الذين هم حلفاءُ المسلمين، فنقضت بذلك عهدَها مع المسلمين المتفق عليه بينهم في صلح الحديبية.
وردّاً على ذلك، جَهَّزَ الرسولُ محمدٌ صل الله عليه وسلم جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة، وتحرَّك الجيشُ حتى وصل مكة، فدخلها سلماً بدون قتال، إلا ما كان من جهة القائد المسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه ، إذ حاول بعضُ رجال قريش بقيادة عكرمة بن أبي جهل التصديَ للمسلمين، فقاتلهم خالدٌ وقَتَلَ منهم اثني عشر رجلاً، وفرَّ الباقون منهم، وقُتل من المسلمين رجلان اثنان.
ولمَّا نزل الرسولُ محمدٌ صل الله عليه وسلم بمكة واطمأنَّ الناسُ، جاءَ الكعبة فطاف بها، وجعل يطعنُ الأصنامَ التي كانت حولها بقوس كان معه، ويقول: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» و«جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ»،
ورأى في الكعبة الصورَ والتماثيلَ فأمر بها فكسرت وأبى أن يدخل جوف الكعبة حتى أخُرجت الصور، وكان فيها صورة يزعمون أنها صورة إبراهيم وإسماعيل وفي يديهما من الأزلام، فقال الرسولُ محمدٌ صل الله عليه وسلم : «قاتلهم الله؛ لقد علموا ما استقسما بها قط ».[ المصادر صحيح البخاري، و كتاب المغازي، ج5 ص110، رقم: 4288 ]
ثم دخل رسول الله صل الله عليه وسلم البيت وكبَّر في نواحيه ثم صلى، فقد روى ابنُ عمر: أن رسول الله دخل الكعبة هو وأسامة وبلال وعثمان بن طلحة، فأغلقها عليه ثم مكث فيها، قال ابن عمر: «فسألت بلالاً حين خرج: «ما صنع رسول الله؟»، قال: «جعل عمودين عن يساره وعمودًا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه -وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة- ثم صلى».[ المصدر السيرة النبوية، لابن هشام، ج4 ص61-62 ]

وبعد أن صلى الرسول محمد هناك، ودار في البيت، وكبّر في نواحيه، ووحّد الله، ثم فتح الباب، وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرون ماذا يصنع، فأخذ بعضادتي الباب، وهم تحته، فقال:
لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو مال أو دم فهو تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد -السوطا والعصا- ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها. يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "

وكان مفتاح الكعبة مع عثمان بن طلحة قبل أن يسلم، فأراد عليّ أن يكون المفتاح له مع السقاية، لكن الرسولَ دفعه إلى عثمان بعد أن خرج من الكعبة ورده إليه قائلاً: «اليوم يوم بر ووفاء»،[ المصدر السيرة النبوية، لابن هشام، ج4 ص61 ]
وكان الرسولُ قد طلب من عثمان بن طلحة المفتاحَ قبل أن يهاجر إلى المدينة، فأغلظ له القول ونال منه، فحلم عنه وقال: «يا عثمان، لعلك ترى هذا المفتاح يومًا بيدي، أضعه حيث شئت»، فقال: «لقد هلكت قريش يومئذ وذلت»، فقال: «بل عمرت وعزت يومئذ»، ووقعت كلمته من عثمان بن طلحة موقعًا، وظن أن الأمر سيصير إلى ما قال،[ المصدر : المغازي، الواقدي، ج2 ص838 ]
إلا أن الرسول محمداً قد أعطاه مفاتيح الكعبة قائلاً له: «هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء،[ السيرة النبوية، ابن هشام، ج4 ص62 ]
وقال رسول الله خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم»،[ المغازي، الواقدي، ج2 ص838 ] فلم يُعْطِ الرسولُ المفتاحَ أحداً من بني هاشم، وقد تهافت لأخذه رجالٌ منهم، لما في ذلك من الإثارة، ولما به من مظاهر السيطرة وبسط النفوذ.[ المصدر السيرة النبوية - عرض وقائع وتحليل أحداث، علي محمد الصلابي ].

ولما حانت الصلاة، أمر الرسولُ محمد صل الله عليه وسلم بلال بن رباح أن يصعد فيؤذن من على الكعبة، فصعد بلالٌ وأذّن وأبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، فقال عتاب: «لقد أكرم الله أسيداً ألايكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه»، فقال الحارث: «أما والله لو أعلم أنه حق لاتبعته»، فقال أبو سفيان: «أما والله لا أقول شيئاً، لو تكلمات لأخبرت عني هذه الحصباء»، فخرج عليهم الرسولُ محمد فقال لهم: «قد علمت الذي قلتم»، ثم ذكر ذلك لهم، فقال الحارث وعتاب: «نشهد أنك رسولُ الله، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك».
ولما تم فتح مكة على الرسول محمد صل الله عليه وسلم قال الأنصار فيما بينهم: «أترون رسول الله إذا فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها»، وهو يدعو على الصفا رافعاً يديه، فلما فرغ من دعائه قال: «ماذا قلتم؟»، قالوا: «لا شيء يا رسول الله»، فلم يزل بهم حتى أخبروه، فقال: «معاذ الله المحيا محياكم، والممات مماتكم»
إعلان العفو العــــــــام عن كفار قريش
============================
وبعد الفتح نال أهلُ مكة عفوًا عامًّا رغم أنواع الأذى التي ألحقوها بالرسول محمدٍ ودعوته، ومع قدرة الجيش الإسلامي على إبادتهم، وقد جاء إعلان العفو عنهم وهم مجتمعون قرب الكعبة ينتظرون حكم الرسول محمد فيهم، فقال: «ما تظنون أني فاعل بكم؟»، فقالوا: «خيرًا أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ»، فقال: «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ».[ المصدر : المجتمع المدني للعمري، ص179]
وقد ترتب على هذا العفو العام حفظ الأنفس من القتل أو السبي، وإبقاء الأموال المنقولة والأراضي بيد أصحابها، وعدم فرض الخراج عليها، فلم تُعامل مكة كما عوملت المناطق الأخرى المفتوحة عنوة؛ لقدسيتها وحرمتها عند المسلمين، فهم يؤمنون أنها دار النسك، ومتعبد الخلق، وحرم الرب تعالى. { المصادر : السيرة النبوية، لابن هشام، ج4 ص59-60 وصحيح السيرة، ص527 }

خطبة فتح مكة:
============
وفي اليوم الثاني قام رسول الله وألقى خطبته المشهورة، وفيها: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهْيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحْلِلْ لِي إِلاَّ سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ، لاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ"
[ المصدر : البخاري: كتاب المغازي، باب من شهد الفتح (4059) ].

وأقام الرسولُ محمد بمكة تسعة عشر يوماً، يجدد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى والتقى، وخلال هذه الأيام أمر أبا أسيد الخزاعي، فجدد أنصاب الحرم، وبث سراياه للدعوة إلى الإسلام، ولكسر الأوثان التي كانت حول مكة، فكسرت كلها، ونادى مناديه بمكة: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنماً إلا كسره».[ المصدر الرحيق المختوم، صفي الرحمن المباركفوري ]
نتائج فتح مكة زادها الله تشريفاً وتكريماً
============================
وكان من نتائج فتح مكة اعتناقُ كثيرٍ من أهلها دينَ الإسلام، ومنهم سيد قريش وكنانة أبو سفيان بن حرب، وزوجتُه هند بنت عتبة، وكذلك عكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق، وغيرُهم.
كان لفتح مكة زادها الله تشريفاً وتكريماً نتائج كثيرة منها: أن دخلت مكةُ تحت نفوذ المسلمين، وزالت دولة قريش منها، وأصبح المسلمون قوة عظمى في جزيرة العرب. وتحققت أمنية الرسولِ محمد بدخول قريش في الإسلام، وبرزت الدولة الإسلامية قوةً كبرى في الجزيرة العربية لا يستطيع أي تجمع قبلي الوقوف في وجهها.[ السيرة النبوية - عرض وقائع وتحليل أحداث، علي محمد الصلابي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، الطبعة السابعة، 1429هـ-2008م ]


13529172_624196621065830_8767147765088231869_n.jpg
 
رد: قصة فتح مكة زادها الله تشريفاً وتعظيماً

تذكرة جميلة

جزاك الله بالحسنى وبارك فيك

شكرا لك
 
رد: قصة فتح مكة زادها الله تشريفاً وتعظيماً

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top