التسامح

زاد الرحيل

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2016
المشاركات
4,624
نقاط التفاعل
8,126
النقاط
996
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
do.php





قال تعالى: {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ}. (سورة الاعراف/199)
إن المصطلح القرآني العفو والتسامح والمسامحة كلها مفردات ذات دلالات كبيرة، يصل مداها ليلامس قلوب الآدميين، فيزرع فيها المحبة والاحترام، والودّ والوئام.
التسامح في اللغة أصلها: سَمَحَ، فالسين والميم والحاء أصل يدل على سلامة وسهولة.
والسماحة والسماح: الجود، سمح به؛ أي: جاد به، وسمح لي: أعطاني، فالمسامحة: المساهلة. (1)
والتسامح في الاصطلاح: هو ما تميَّز به الإسلام في تعامله من بذل ما لا يجب تفضلاً. (2)
إن مفهوم التسامح أو العفو- بغض النظر عن الفارق بين مدلول الكلمتين - من المفاهيم التي تدعو إلى بناء المجتمع الفاضل، و زرع روح المحبة والتعاون في نفوس الأفراد، وهو - أي مصطلح التسامح- يدعو الى طيّ صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، لكن لا على حساب الثوابت الدينية والمتبنيات العقدية، فلا مسامحة في عبادة الأصنام والإشراك بالله الواحد القهار، بل على أساس ما تسمح به دائرة التسامح من مرونة وحيوية في أن نغض الطرف عما فعله الآخرون بنا، وإشعارهم بالأمن والسلام في داخل نفوسهم، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فأول شيء فعله رسول الله، صلى الله عليه وآله، يوم فتح مكة، مع كفار قريش أن قال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء». وقد كان له أن يعاقبهم بما يراه، لشدة ما فعلوا به وبأصحابه من ألوان العذاب، وتحمَّل البلاء الشديد في سبيل دينه ودعوته، ولكنه رسول الله، رسول الرحمة.
ولم يكن هذا العفو والتسامح كما قلنا على أساس التنازل عن ثوابت الرسالة الإلهية والمبادئ الإسلامية، بل كان على أساس تأمين الحياة للعيش المشترك. وعلى أساس أن الدين الإسلامي دين سمح يسعى لإقامة الحياة الطيبة لا دين القتل والتنكيل بالآخرين. والدليل على ذلك شعار الأمن والسلم الاجتماعي الذي نادى به رسول الله، صلى الله عليه وآله، يوم فتح مكة وطبقه طيلة حياته الشريفة. وإليك نصّ الرواية: لما دخل الرسول، صلى الله عليه وآله، وأصحابه مكة كانت إحدى الرايات في يد سعد بن عبادة وهو ينادي برفيع صوته: اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحلّ الحرمة، يا معشر الأوس والخزرج، ثأركم يوم الجمل. فأتى العبّاس النبي، صلى الله عليه وآله، وأخبره بمقالة سعد. فقال، صلى الله عليه وآله،: ليس بما قال سعد شيء، ثمّ قال للإمام علي، عليه السلام: «أدرك سعداً فخذ الراية منه وأدخلها إدخالاً رفيقاً. فأخذ أمير المؤمنين، عليه السلام، الراية منه وأخذ ينادي برفيع صوته: اليوم يوم المرحمة، اليوم تُصان الحرمة».(3)
وفي مقابل ذلك ماذا فعلوا برسول الله وابنائه، سلام الله عليهم أجمعين، في يوم عاشوراء حيث نادى المنادي: «أحرقوا بيوت الظالمين». (4)

* درجات التسامح

القرآن الكريم وضح لنا هذه الدرجات بقوله: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، (سورة التغابن/14) بمعنى أننا أمام ثلاث درجات للتسامح:
1- العفو
2- الصفح
3- الغفران
«وهذه درجات لصفة واحدة هي التنازل عن الحقوق الشخصية بالسماحة وسعة الصدر لصالح الأسرة.
وينبغي للمؤمن أن يسمو بنفسه إلى آفاق الحلم والسماحة تخلقاً بأخلاق الله، ويتحمل بعض الإساءات... ويغفر للمتسامحين ويرحمهم، وهي أعلى درجات التسامح.
وتحسس المؤمن بحاجة إلى غفران الله ورحمته لا شك يدعوه للتلطف بمن هو تحت يده وقدرته». (9)

* آثار التسامح

لهذه الصفة والملكة الاخلاقية والانسانية، آثار وضعية في حياة المجتمع، كما لها آثار معنوية في النفوس، نذكر منها:
1- من عفا عفا الله عنه.
2- التسامح يقوي الأواصر الاجتماعية.
3- التسامح يوحد المجتمع ويجعله مجتمعاً تعاونياً متماسكاً.
4- التسامح يفتح الآفاق لحياة جديدة مبنية على الحب والسعادة واحترام الآخر.
5- التسامح دليل التحضر والإنسانية.
6- التسامح يزرع البهجة في النفوس ويعمر القلوب بحب العمل للغير ومساعدته.
7- التسامح يولد الأمن والاستقرار.
8- التسامح يسمو بصاحبه لأن يجعله ناكراً للذات ورافضاً للآنا.
9- التسامح يزيل الكراهية والأحقاد الدفينة.
10- التسامح أداة لبناء الدولة.
11- التسامح والعفو يؤصلان المحبة والمودة والتواصل الدائم بين أبناء المجتمع، بعكس القسوة والغلظة، فإنها تزيد من بث الشحناء والنفرة في المجتمع وتقتل التواصل والألفة والمحبة.
12- المسامح أجره على الله، وليس على شخص آخر: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}،(سورة الشورى/20)
قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}،(سورة المائدة/2).










do.php

 
آخر تعديل:
رد: التسامح

اللهم آميـــــــن يارب
ربي يثبتنا
 
رد: التسامح

اللهم آميـــــــن يارب
ربي يثبتنا




اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبَاً سَلِيمَاً، وَلِسَانَاً صَادِقَاً، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ)
اسأل الله ان ينير دربك بنور الايمان
 
رد: التسامح

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top