التفاعل
21.4K
الجوائز
3.8K
- تاريخ التسجيل
- 28 أوت 2011
- المشاركات
- 7,546
- الحلول المقدمة
- 1
- آخر نشاط
- الوظيفة
- /
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 63
بين يدي السورة :
- سورة البقرة من أطول سور القرآن على الإطلاق ، وهي من السور المدنية التي تُعنى بجانب التشريع ، شأنها كشأن سائر السور المدنية ، التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الإجتماعية .
- اشتملت هذه السورة الكريمة على معظم الأحكام التشريعية : في العقائد ، والعبادات ،و الأخلاق ، و في أمور الزواج والطلاق ، والعدة ، وغيرها من الأحكام الشرعية .
- وقد تناولت الآيات في البدء الحديث عن صفات المؤمنين ، والكافرين، والمنافقين ، فوضَّحت حقيقة الإيمان ، وحقيقة الكفر والنفاق ، للمقارنة بين أهل السعادة وأهل الشقاء .
- ثم تحدثت عن بدء الخليقة فذكرت قصة أبي البشر ''آدم'' عليه السلام ، وما جرى عند تكوينه عن الأحداث والمفاجآت العجيبة التي تدل على تكريم الله جلَّ وعلا للنوع البشري .
- ثم تناولت السورة الحديث بالإسهاب عن أهل الكتاب ، وبوجه خاص بني إسرائيل ''اليهود'' لأنهم كانوا مجاورين للمسلمين في المدينة المنورة ، فنبهت المؤمنين إلى خبثهم ومكرهم ، وما تنطوي عليه نفوسهم الشريرة من اللؤم والغدر والخيانة، ونقض العهود والمواثيق ، إلى غير ما هنالك من القبائح والجرائم التي ارتكبها هاؤلاء المفسدون ، مما يوضح عظيم خطرهم ، وكبير ضررهم ، وقد تناولت الحديث عنهم ما يزيد على الثلث من السورة الكريمة ، بدءاً من قوله تعالى :
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40))) إلى قوله تعالى :
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ
.
- وأما بقية السورة الكريمة فقد تناولت جانب التشريع، لأن المسلمين كانوا في بداية تكوين '' الدولة الإسلامية '' وهم في أمسّ الحاجة إلى المنهاج الربَّاني ، والتشريع السماوي ، الذي يسيرون عليه في حياتهم سواء في العبادات أو المعاملات ، ولذا فإن جَماعٌ السورة يتناول الجانب التشريعي ، وهو بإختصار كما يلي : ( أحكام الصوم مفصلة بعض التفصيل ، أحكام الحج والعمرة ، أحكام الجهاد في سبيل الله ، شؤون الأسرة وما يتعلق بها من الزواج ، والطلاق ، والرضاع ، والعدة ، تحريم نكاح المشركات ، والتحذير من معاشرة النساء في حالة الحيض إلى غير ما هنالك من أحكام تتعلق بالأسرة ،لأنها النواة الأولى للمجتمع الأكبر ) .
- ثم تحدثت السورة الكريمة عن '' جريمة الربا '' التي تهدد كيان المجتمع وتقوّض بنيانه ، وحملت حملة عنيفة شديدة على المرابين ، بإعلان الحرب السافرة من الله ورسوله على كل من يتعامل بالربا أو يقدم عليه قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ(279)
.
- و أعقبت آيات الربا بالتحذير من ذلك اليوم الرهيب ، الذي يجازى فيه الإنسان على عمله إن خيراً فخير ، وإن شرا فشر واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ، ثم توفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
، و هو آخر ما نزل من القرآن الكريم ، وآخر وحي تنزل من السماء إلى الأرض ، وبنزول هذه الآية انقطع الوحي ، وانتقل الرسول صل الله عليه وسلم إلى جوار ربه ، بعد أن أدي الرسالة وبلّغ الأمانة .
- وختمت السورة الكريمة بتوجيه المؤمنين إى التوبة والإنابة ، والتضرع إلى الله دل وعلا برفع الأغلال والأصار ، وطلب النصرة على الكفار ، والدعاء لما فيه سعادة الدارين رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
وهكذا بدأت السورة بأوصاف المؤمنين وختمت بدعاء المؤمنين ليتناسق البدء مع الختام ويلتئم شمل السورة أفضل التئام .
المرجع : كتاب صفوة التفاسير لمحمد على الصابوني الجزء الأول
آخر تعديل:




