إكرام الضيف

زاد الرحيل

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2016
المشاركات
4,624
نقاط التفاعل
8,126
النقاط
996
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
المسلم كريم مضياف :
إن إكرام الضيف فى الإسلام عمل كريم محبب للمسلم الصادق ، ودليل واضح على قوة إيمانه ، وهذه المعاني قد أشر بها من تعاليم النبى صلى الله عليه وسلم الذى حثنا على إكرام الضيف فقال : \" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه \"متفق عليه .
ولقد أكد القرآن الكريم على هذا المعنى من خلال عرضه لقصة إبراهيم الخليل عليه السلام قال تعالى (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ) (1) .
وفى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة دليل على ذلك ، فلقد روى أن رجلا أتى النبى صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه ، فقلن : ما عندنا إلا الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يضم ( أو يضيف ) هذا ؟ فقال رجل من الأنصار : أنا ، فانطلق به إلى إمرأته فقال : أكرمى ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبيان ، فقال : هيئ طعامك ، فأصلحت سراجها ، ونومت صبيانها ، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته ، وجعلا يريانه أنهما يأكلان ، وباتا طاويين فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : \"لقد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة ، وأنزل الله تعالى (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (2 ).
ولقد قيل : الضيف دليل الجنة ، وقال شقيق البلخى : ليس شئ أحب إلى من الضيف لأن مؤنته على الله تعالى ومحمدته لي \" وقال يحيى بن معاذ : لو كانت الجنة لقمة فى يدى لوضعتها فى فم ضيفى .
وقال النبى صلى الله عليه وسلم ( لا تزال الملائكة تصلى على أحدكم ما دامت مائدته موضوعة بين يديه حتى يرفع). ( 3) .
وعن علي قال : لأن أجمع إخوان على صالح طعام أحب إلىّ من أن أعتق رقبة ، وكان الصحابة يقولون : الاجتماع على الطعام من مكارم الأخلاق\" (4).
وليس الغرض من الطعام هو الأكل فى حد ذاته ، بل الغرض هو \" الإجتماع فى المأدب ليحصل الأُنس ، كما أوجبت الشريعة على الناس أن يجتمعوا فى مساجدهم كل يوم خمس مرات ، وفضلت صلاة الجماعة على صلاة الآحاد وليحصل لهم هذا الأنس الطبيعى.
لذا كان الاجتماع على الضيافة فرصة لتعلم أدب الاسلام الخاصة بالضيف والخاصة بالمضيف .

آداب الضيف:
من الآداب التى ينبغى على الضيف أن يراعيها حتى يكون ضيفا خفيف الظل : -
1- ألا يلتمس وقت الطعام ليدخل على الناس فيه قال تعالى :
( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا ... \" (5).
2- إذا دخل ووجد طعاما فلابد أن يكون ذكيا ، صاحب إحساس مرهف \" فإذا قيل له كُل فلينظر إذا كان ذلك رغبة أكل , وإذا كان حياء فلا ينبغى أن يأكل بل ينبغى أن يتعلل.
3- ألا يقترح طعاما بعينه وإن خير بين طعامين اختار الأيسر ، ولا يقصد بالدعوة نفس الأكل ؛ بل ينوى الاقتداء بسنة النبى صلى الله عليه وسلم\" (6) .
4- ألا يحتقر ما يقدم إليه من طعام وليأكل ولا يسأل عنه ولا يكثر من الأكل .
5- أن لا يسأل صاحب المنزل عن شئ من داره سوى القبلة وموضع قضاء الحاجة .
6- ألا يقصد أحسن الأماكن للجلوس ؛ بل يلزم الموضع الذى يشير إليه صاحب البيت ، ولا يخالفه فى ذلك
7- عليه بالتواضع ولا يشوش على المضيف ولا يحرجه فلقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : \" لا يحل لمسلم ، أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه ( أى يحرجه ) قالوا : يا رسول الله ! وكيف يؤثمه ؟ قال : \" يقيم عنده ولا شئ له يقربه به \" (7) .
8- لا يكثر النظر إلى الموضع الذى يخرج منه الطعام فذلك دليل على الشره ، كما عليه ألا ينظر إلى حريمه .
9- إن رأى منكرا يغيره إن قدر وبلطف وإلا أنكر بلسانه وانصرف .
10- ينبغى إذا أكل أن يدعو للمضيف ، ولقد كان السلف الصالح يدعون للمضيف فيقولون \" اللهم إن كان هذا الطعام حلالا فوسع على صاحبه وأجزه خيرا ، وإن كان حراما أو شبهة فاغفر لى وله , وارض عن أصحاب التبعات يوم القيامة برحمتك يا أرحم الراحمين \".
11- ويدعو بالدعاء الكريم \" أكل طعامك الأبرار وأفطر عندكم الصائمون وصلت عليم الملائكة الاخيار ، وذكركم الله فيمن عنده \" .
12- وبعد هذا كله وقبله أن يزور غبا ، فإن الزيارة الغب تزيد المحبة ففى الحديث الذى رواه ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : \" زر غبا تزدد حُبا \" ( 8 ) .


آداب المضيف :
المسلم الحق لا يتمململ ولا يضجر إذا جاءه ضيف ؛ بل يهش ويبش له ويكرمه غاية الإكرام ؛ لأنه يعرف أن \" الضيف يأخذ حقه وجوبا \" ، فإكرام الضيف واجب ، وهو علامة المروءة وهو لا يأنف من خدمة ضيفة ، ومن حكم لقمان : أربع لا ينبغى لاحد أن يأنف منهن وإن كان شريفا أو أميرا : قيامه من محله لأبيه ، وخدمته لضيفه ، وقيامه على فرسه ، وخدمته للعالم.

ومن الأداب التى يجب أن يراعيها المضيف مع ضيفة :
1- تعجيل الطعام ، لأن ذلك من إكرام الضيف ، قال حاتم الأصم :
العجلة من الشيطان إلا خمسة فإنها من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم \" اطعام الضيف ، وتجهيز الميت ، وتزويج البكر ، وقضاء الدين ، والتوبة من الذنب \" ( 9 .
2- إذ ا عزم على ضيفه بالطعام فاعتذر فأمسك عنه بمجرد الاعتذار وكأنه تخلص من ورطه ، كان ذلك علامة على بخله وسوء تصرفه , بل لا يقول لضيفه : هل أقدم لك طعاما ؟ فإن ذلك علامة البخل أيضا ، بل عليه أن يقدم الطعام ، وكما قال الثورى :
إذا زارك أخوك فلا تقل له أتأكل ؟ أو أأقدم إليك ؟ ولكن قدم فإن أكل وإلا فارفع.
ألا يبخل بمائدة ، أو يوارى بعض الطعام . حكى عن بعض البخلاء أنه استأذن عليه ضيف وبين يديه خبز وزبدية فيها عسل نحل ، فرفع الخبز ، وأراد أن يرفع العسل ، فدخل الضيف قبل أن يرفعه ، فظن الرجل أن ضيفه لا يأكل العسل بلا خبز ، فقال له : ترى أن تأكل عسلا بلا خبز قال : نعم ، وجعل يلعق العسل لعقة بعد لعقه ، فقالا له هذ1 البخيل ، مهلاً يا أخى والله أنه يحرق القلب ، قال : نعم صدقت ولكن قلبك \" .
ولقد تحدث الامام الغزالى قى آداب المائدة وحسن تنظيمها فقال : إن من الأوفق تقديم الفاكهة لأنها أسرع اشتمالة وهى أوفق فى الطب إذا واقعت فى أسفل المعدة ، ثم بعدها اللحم ، لأن الله قال : \" وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون \" ( 10 ) فقدم الفاكهة ثم بعدها اللحم.
4- ومن الآداب التى يراعيها المضيف كذلك ألا يرفع المائدة قبل أن يأخذ الضيف كفايته من الطعام.
5- وكذلك لا يشبع قبله ثم ينصرف ويتركه لأن ذلك يحرج الضيف ، بل حتى لو كان شبعانا أن يشاركه أو حتى يوهمه بالمشاركه .
محادثة الضيف بما يميل إليه نفسه ، ولا ينام قبله ، ولا يشكو الزمان بحضوره ، كما لا يكلف نفسه فوق ما يطيق .
سُئل الأوزاعي : ما إكرام الضيف ؟ قال : طلاقة الوجه ، وطيب الكلام .
 
ماشاء الله كلام جميل ولعلمك إكرام الضيف كان في الجاهلية قبل الإسلام وهو من صفات العرب قديما لكن الإسلام جعله واجب ومن مكارم الأخلاق .بوركتي.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top