أبو سهيل السلفي
:: عضو منتسِب ::
			التفاعل
			0
		
	
		
			الجوائز
			1
		
	- تاريخ التسجيل
 - 20 ماي 2008
 
- المشاركات
 - 9
 
- آخر نشاط
 
- تاريخ الميلاد
 - 29 جوان 1977
 
			السلفية منهج رباني وليست هروبا إلى الماضي 
هذه مقال كتبتها منذ سنوات ونشرت في جريدة الأطلس الأسبوعية ردا على أحد المخاصمين بالباطل وهاأنا انشرها لكم هنا لعلكم تستفيدوا منها
أبو سهيل ابن محمدالسلفي. المسيلة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
انطلاقا من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: ]الدين النصيحة[ قالها ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، وإن من النصيحة بيان الحق ولا نكتمه على الناس، وإن من الحق الذي يجب أن يعرف براءة السلفية مما قيل فيها من إفك وبهتان من أبو عبد الباسط محمد بن عمر إذا أتى فيه بما لا دليل عليه إلا مجرد التهمة ولو طولب بالدليل ما استطاع وقد أردت من هذا المقال أن أبين بعض ما جاء في مقاله- وفقه الله للهدى– من كلام لا نبغي أن يقال في الدعوة السلفية النقية من كل كدر، وسأرد عليه ببيان السلفية ومميزاتها وكذا بعض التعقيبات على كلام صاحب المقال.
أولا- السلفية: قال السمعاني في كتاب الأنساب (7/104): << السلفي بفتح السين واللام وفي آخرها الفاء هذه النسبة إلى السلف وانتحال مذهبهم >>، وقال ابن الأثير الجزري بعد نقله كلام السمعاني السابق:<< وعرف به جماعة >> أي هذا الإسم، وقال الإمام السفاريني في لوامع الأنوار (1/20) << المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمة الدين ممن شُهدَ له بالإمامة وعرف عظَمُ شأنه في الدين وتلقى الناس كلامهم خلفا عن سلف دون من رُميَ ببدعة أو شُهدَ بلقب غير مرضي مثل الخوارج و الروافض والقدرية والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة والكرامية ونحو هؤلاء >>أ.هـ
وهي باختصار: سلوك طريق الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:<< خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..>> الحديث رواه الشيخان، فأهل هذه القرون هم أفضل الأمة بلا ريب فكيف يكون من يسلك سبل هؤلاء فارا إلى الماضي اللهم هذا بهتان عظيم.
والصحابة رضوان الله عليهم أفقه بالكتاب والسنة بلا شك إذ هم من عاصروا التنزيل وبلغتهم نزل القرآن ولا يمكن أن يكون من جاء بعدهم أعرف بمعاني الكتاب والسنة منهم، فعلى فهمهم يفهم الكتاب والسنة وبه يفسر، كما قال ابن القيم رحمه الله:<<إن إحداث القول في تفسير كتاب الله الذي كان السلف والأئمة على خلافه يستلزم أحد أمرين، إما أن يكون خطأ في نفسه أو تكون أقوال السلف المخالفة له خطأ ولا يشك عاقل أنّه أولى بالغلط والخطأ من قول السلف >> الصواعق المرسلة.
وقال ابن عبد الهادي :<<ولا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة لم يكن على عهد السلف ولا عرفوه ولا بينوه للأمة فإن هذا يتضمن أنهم جهلوا الحق في هذا وضلوا عنه واهتدى إليه هذا المعترض المستأخر>>.
وقال الحافظ ابن رجب في كتاب فضل علم السلف:<< فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها والتقيد بالمأثور عن الصحابة والتابعين، وتابعيهم في معاني القرآن والحديث وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام والزهد والرقائق والمعارف وغير ذلك، والاجتهاد في تمييز صحيحه من سقيمه أولا، ثم الاجتهاد في الوقوف على معانيه وتفهمه ثانيا، وفي ذلك كفاية لمن عقل وشُغْلٌ لمن بالعلم النافع عَني واشتغل، ومن وقف على هذا وأخلص القصد فيه لوجه الله عز وجل- واستعان عليه أعانه وهداه، وفهَّمه وألهمه وحينئذ يثمر له هذا العلم ثمرته الخاصة به وهي خشية الله، كما قال عز وجلإِنًّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العلُمَاءُ [.
قال أحد المعاصرين......:<< الرجوع إلى فهم السلف الصالح لنصوص الكتاب والسنة، لأنهم أحق الناس بمعرفة مراد الله ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام، فقد عاصروا التنزيل وتربوا على يد الرسول ولازموه وخبروا أقواله وأفعاله، وكانوا أفصح الناس لسانا، فبلغتهم نزل القرآن، وقد أثنى الله عليهم في كتابه الكريم بالخيرية والأفضلية، فواجب على من جاء بعدهم إلى يوم القيامة الإقتداء بهم والإهتداء بهديهم والسير على نهجهم >> ولو لم يضبط فهم الكتاب والسنة على هذا الفهم لتشعبت بالأمة السبل بتعدد الأفهام وهو ما حدث عند أهل البدع كالخوارج والروافض والشيعة، الذين كان لكل فرقة منهم فهم خاص لنصوص الكتاب والسنة فوقعوا في حمأة الضلال والبدعة- أعاذنا الله منها-ومن أدلة وجوب الرجوع إلى فهم السلف الصالح ما يلي وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيتًّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهْ مَا تَوَلَّى وَنَصْلِهْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرا(، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسيرها:<< إن كلا من الوصفين يقتضي الوعيد لأنه مستلزم للآخر.. فهكذا مشاقة الرسول واتباع غير سبيل المؤمنين، ومن شاقه فقد اتبع غير سبيلهم وهذا ظاهر، ومن اتبع غير سبيلهم فقد شاقه أيضا، فإنه قد جعل له مدخلا في الوعيد، تدل على أنه وصفاً مؤثر في الذم، فمن خرج على إجماعهم فقد اتبع غير سبيلهم قطعا، والآية توجب ذم ذلك >> مجموع الفتاوى(19/193/194).
وقال تعالى)والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنْصَارْ وَالذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بإِحْسَانْ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمْ(.
قال الشوكاني رحمه الله ومعنى << وَالذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بإِحْسَانْ >> الذين اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وهم المتأخرون عنهم من الصحابة فمن بعدهم إلى يوم القيامة) فتح القدير(2/39.
وقال تعالىفَإِنّ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلّوا فَإِنّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكهُمْ اللهُ َإِنَّهُ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرْ(، قال ابن كثير رحمه الله يقول تعالى:<<فَإِنّآمَنُوا >> يعني الكفار من أهل الكتاب وغيرهم << بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ>> يا أيها المؤمنون والإيمان بجميع كتب الله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم، << فَقَدْ اهْتَدَوا >> أي أصابوا الحق وأرشدوا إليهأ.ه التفسير(1/193)، والآية تتناول متأخري الأمة لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو معلوم عند علماء الأصول والتفسير فإنّه يجب عليهم من بعدهم أن يتبعوا ما كان عليه الأوائل من الصحابة في تمسكهم بالكتاب والسنة حديث العرباض بن سارية عن الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: ]فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء والمهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور.. [الحديث، ففيه الحث على اتباع سنة الخلفاء حيث قرنها بسنته وأمر باتباعها كما أمر باتباع سنته وبالغ في الأمر بها حتى أمر أن يُعض عليها بالنواجذ.
وحديث عوف بن مالك عند ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ]والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة واثنتان و سبعون في النار، قيل من هم يا رسول الله؟ قال:الجماعة[ وورد عن الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بأن المقصود من الجماعة وهي قوله عليه الصلاة والسلام قال: ]وما أنا عليه وأصحابي[ فوجب اتباع الصحابة فيما فهموه من الإسلام ولا تعدل عن فهمهم قيد أنملة وحديث ثوبان عن مسلم قوله عليه الصلاة والسلام، قال: ]لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك[ قال يزيد بن هارون وأحمد بن حنبل في تفسير الطائفة << إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم >>.
وقال ابن المبارك:هم عندي أصحاب الحديث قال علي بن المدني<< هم أصحاب الحديث >> وقال البخاري << يعني أصحاب الحديث >>، وقال أحمد بن سنان( هم أهل العلم وأصحاب الآثار ) فهذا تعريف السلف للطائفة المنصورة، ومن حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم وفيه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ]والنجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي إذا ذَهَبْتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون[ وهنا جعل نسبة أصحابه إلى من بعده كنسبته إلى أصحابه، وكنسبة النجوم إلى السماء ومن المعلوم أن هذا التشبيه يعطي من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيهم ونظير اهتداء أهل الأرض بالنجوم وأيضا فإنه جعل بقاء الصحابة بين الأمة أمنة لهم من الشر وأسبابه فلو جاز أن يخطئوا بشيء من الدين ويظفر به من بعدهم، لكان الظافرون بالحق أمنة للصحابة وحرزا لهم وهذا محال وقد وردت آثار تحث على التمسك بسنتهم منها.
قال عبد الله بن مسعود:<< من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة وأبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا >> إلى قوله<< فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم >> رواه أحمد وغيره
 هذه مقال كتبتها منذ سنوات ونشرت في جريدة الأطلس الأسبوعية ردا على أحد المخاصمين بالباطل وهاأنا انشرها لكم هنا لعلكم تستفيدوا منها
أبو سهيل ابن محمدالسلفي. المسيلة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
انطلاقا من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: ]الدين النصيحة[ قالها ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، وإن من النصيحة بيان الحق ولا نكتمه على الناس، وإن من الحق الذي يجب أن يعرف براءة السلفية مما قيل فيها من إفك وبهتان من أبو عبد الباسط محمد بن عمر إذا أتى فيه بما لا دليل عليه إلا مجرد التهمة ولو طولب بالدليل ما استطاع وقد أردت من هذا المقال أن أبين بعض ما جاء في مقاله- وفقه الله للهدى– من كلام لا نبغي أن يقال في الدعوة السلفية النقية من كل كدر، وسأرد عليه ببيان السلفية ومميزاتها وكذا بعض التعقيبات على كلام صاحب المقال.
أولا- السلفية: قال السمعاني في كتاب الأنساب (7/104): << السلفي بفتح السين واللام وفي آخرها الفاء هذه النسبة إلى السلف وانتحال مذهبهم >>، وقال ابن الأثير الجزري بعد نقله كلام السمعاني السابق:<< وعرف به جماعة >> أي هذا الإسم، وقال الإمام السفاريني في لوامع الأنوار (1/20) << المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمة الدين ممن شُهدَ له بالإمامة وعرف عظَمُ شأنه في الدين وتلقى الناس كلامهم خلفا عن سلف دون من رُميَ ببدعة أو شُهدَ بلقب غير مرضي مثل الخوارج و الروافض والقدرية والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة والكرامية ونحو هؤلاء >>أ.هـ
وهي باختصار: سلوك طريق الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:<< خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..>> الحديث رواه الشيخان، فأهل هذه القرون هم أفضل الأمة بلا ريب فكيف يكون من يسلك سبل هؤلاء فارا إلى الماضي اللهم هذا بهتان عظيم.
والصحابة رضوان الله عليهم أفقه بالكتاب والسنة بلا شك إذ هم من عاصروا التنزيل وبلغتهم نزل القرآن ولا يمكن أن يكون من جاء بعدهم أعرف بمعاني الكتاب والسنة منهم، فعلى فهمهم يفهم الكتاب والسنة وبه يفسر، كما قال ابن القيم رحمه الله:<<إن إحداث القول في تفسير كتاب الله الذي كان السلف والأئمة على خلافه يستلزم أحد أمرين، إما أن يكون خطأ في نفسه أو تكون أقوال السلف المخالفة له خطأ ولا يشك عاقل أنّه أولى بالغلط والخطأ من قول السلف >> الصواعق المرسلة.
وقال ابن عبد الهادي :<<ولا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة لم يكن على عهد السلف ولا عرفوه ولا بينوه للأمة فإن هذا يتضمن أنهم جهلوا الحق في هذا وضلوا عنه واهتدى إليه هذا المعترض المستأخر>>.
وقال الحافظ ابن رجب في كتاب فضل علم السلف:<< فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها والتقيد بالمأثور عن الصحابة والتابعين، وتابعيهم في معاني القرآن والحديث وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام والزهد والرقائق والمعارف وغير ذلك، والاجتهاد في تمييز صحيحه من سقيمه أولا، ثم الاجتهاد في الوقوف على معانيه وتفهمه ثانيا، وفي ذلك كفاية لمن عقل وشُغْلٌ لمن بالعلم النافع عَني واشتغل، ومن وقف على هذا وأخلص القصد فيه لوجه الله عز وجل- واستعان عليه أعانه وهداه، وفهَّمه وألهمه وحينئذ يثمر له هذا العلم ثمرته الخاصة به وهي خشية الله، كما قال عز وجلإِنًّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العلُمَاءُ [.
قال أحد المعاصرين......:<< الرجوع إلى فهم السلف الصالح لنصوص الكتاب والسنة، لأنهم أحق الناس بمعرفة مراد الله ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام، فقد عاصروا التنزيل وتربوا على يد الرسول ولازموه وخبروا أقواله وأفعاله، وكانوا أفصح الناس لسانا، فبلغتهم نزل القرآن، وقد أثنى الله عليهم في كتابه الكريم بالخيرية والأفضلية، فواجب على من جاء بعدهم إلى يوم القيامة الإقتداء بهم والإهتداء بهديهم والسير على نهجهم >> ولو لم يضبط فهم الكتاب والسنة على هذا الفهم لتشعبت بالأمة السبل بتعدد الأفهام وهو ما حدث عند أهل البدع كالخوارج والروافض والشيعة، الذين كان لكل فرقة منهم فهم خاص لنصوص الكتاب والسنة فوقعوا في حمأة الضلال والبدعة- أعاذنا الله منها-ومن أدلة وجوب الرجوع إلى فهم السلف الصالح ما يلي وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيتًّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهْ مَا تَوَلَّى وَنَصْلِهْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرا(، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسيرها:<< إن كلا من الوصفين يقتضي الوعيد لأنه مستلزم للآخر.. فهكذا مشاقة الرسول واتباع غير سبيل المؤمنين، ومن شاقه فقد اتبع غير سبيلهم وهذا ظاهر، ومن اتبع غير سبيلهم فقد شاقه أيضا، فإنه قد جعل له مدخلا في الوعيد، تدل على أنه وصفاً مؤثر في الذم، فمن خرج على إجماعهم فقد اتبع غير سبيلهم قطعا، والآية توجب ذم ذلك >> مجموع الفتاوى(19/193/194).
وقال تعالى)والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنْصَارْ وَالذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بإِحْسَانْ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمْ(.
قال الشوكاني رحمه الله ومعنى << وَالذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بإِحْسَانْ >> الذين اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وهم المتأخرون عنهم من الصحابة فمن بعدهم إلى يوم القيامة) فتح القدير(2/39.
وقال تعالىفَإِنّ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلّوا فَإِنّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكهُمْ اللهُ َإِنَّهُ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرْ(، قال ابن كثير رحمه الله يقول تعالى:<<فَإِنّآمَنُوا >> يعني الكفار من أهل الكتاب وغيرهم << بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ>> يا أيها المؤمنون والإيمان بجميع كتب الله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم، << فَقَدْ اهْتَدَوا >> أي أصابوا الحق وأرشدوا إليهأ.ه التفسير(1/193)، والآية تتناول متأخري الأمة لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو معلوم عند علماء الأصول والتفسير فإنّه يجب عليهم من بعدهم أن يتبعوا ما كان عليه الأوائل من الصحابة في تمسكهم بالكتاب والسنة حديث العرباض بن سارية عن الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: ]فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء والمهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور.. [الحديث، ففيه الحث على اتباع سنة الخلفاء حيث قرنها بسنته وأمر باتباعها كما أمر باتباع سنته وبالغ في الأمر بها حتى أمر أن يُعض عليها بالنواجذ.
وحديث عوف بن مالك عند ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ]والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة واثنتان و سبعون في النار، قيل من هم يا رسول الله؟ قال:الجماعة[ وورد عن الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بأن المقصود من الجماعة وهي قوله عليه الصلاة والسلام قال: ]وما أنا عليه وأصحابي[ فوجب اتباع الصحابة فيما فهموه من الإسلام ولا تعدل عن فهمهم قيد أنملة وحديث ثوبان عن مسلم قوله عليه الصلاة والسلام، قال: ]لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك[ قال يزيد بن هارون وأحمد بن حنبل في تفسير الطائفة << إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم >>.
وقال ابن المبارك:هم عندي أصحاب الحديث قال علي بن المدني<< هم أصحاب الحديث >> وقال البخاري << يعني أصحاب الحديث >>، وقال أحمد بن سنان( هم أهل العلم وأصحاب الآثار ) فهذا تعريف السلف للطائفة المنصورة، ومن حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم وفيه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ]والنجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي إذا ذَهَبْتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون[ وهنا جعل نسبة أصحابه إلى من بعده كنسبته إلى أصحابه، وكنسبة النجوم إلى السماء ومن المعلوم أن هذا التشبيه يعطي من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيهم ونظير اهتداء أهل الأرض بالنجوم وأيضا فإنه جعل بقاء الصحابة بين الأمة أمنة لهم من الشر وأسبابه فلو جاز أن يخطئوا بشيء من الدين ويظفر به من بعدهم، لكان الظافرون بالحق أمنة للصحابة وحرزا لهم وهذا محال وقد وردت آثار تحث على التمسك بسنتهم منها.
قال عبد الله بن مسعود:<< من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة وأبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا >> إلى قوله<< فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم >> رواه أحمد وغيره
وقال رحمه الله اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم .
وقال عمر بن الخطاب ليزيد بن أبي سفيان والذي نفس عمر بيده لئن خالفتم عن سنتهم ليخالفن بكم عن طريقهم، وقال عمر بن عبد العزيز.قف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا واسكت عما سكتوا فانهم عن علم وقفوا، وببصر قد كفوا و هم على كشفها كانوا أقوى وبالفضل لو كان فيها أحرى، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه فلقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم حدث بعدهم فما أحدثه إلا من سلك غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، وإنهم لهم السابقون.
وقال الأوزاعي اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما أصول الاعتقاداللالكائي.
وقال أيضاعليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول أصول الإعتقاد وقال الإمام البربهاري في كتابه شرح السنة: والأساس الذي تبنى عليه الجماعة هم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام وهم أهل السنة والجماعة فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل و ابتدع ].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ولا عيب على من أضهر مذهب السلف و انتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا مجموع الفتاوى (4/194).
ولقد استعمل العلماء السابقون هذا اللفظ دون نكير ومنهم الذهبي وغيره، وقال الذهبي: << فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا نحويا لغويا زكيا حييا سلفيا >> السير(13/310). وكان كثيرا ما يثني على الرجل في ترجمته بأنه سلفي ومنها (3/210، 396).
بعد كل هذا هل يبقى لأحد أن يقول بأن السلفية هروب إلى الماضي أو أنها ضرب من الهوس كما قاله الكاتب – هداه الله – أنها منهج مبتدع وسبب لتمزيق الأمة وتوهينها، ولكن يجب أن يقال أنها منهج رباني قويم لا نجاة لأحد من عذاب الله إلا بسلوكه وما أظن أحدا يمكنه مخالفة كل النصوص الماضية وفقه السلف لها، إلا إذا كان ممن أعمى الهوى قلبه عن الحق نسأل الله العافية، وإليك كلام ماتع للإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة حيث يقول:<< أن الصحابة سمعوا من النبي عليه الصلاة والسلام من الأحاديث الكثيرة ورأوا منه من الأحوال المشاهدة، وعلموا بقلوبهم من مقاصده ودعوته ما يوجب فهم ما أراد بكلامه ما يتعذر على من بعدهم مساواتهم فيه، فليس من سمع و علم ورأى حال المتكلم كمن كان غائبا لم ير ولم يسمع، أو سمع وعلم بواسطة أو وسائط كثيرة، وإذا كان للصحابة من ذلك ما ليس عن بعدهم كان الرجوع إليهم في ذلك متيقنا قطعا.
ولهذا قال الإمام أحمد:<< أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان اعتقاد الفرقة الناجية، هو ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه، كما شهد لهم رسول الله بذلك في قوله:]من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي[ فثبت بهذه الوجوه القاطعة عند أهل البصائر، وإن كانت دون الظنية عند عمي القلوب، أن الرجوع إليهم في تفسير القرآن الذي هو تأويله الصحيح المبين لمراد الله هو الطريق المستقيم >> وهذا جزء من كلامه الجميل جدا ولولا طوله لنقلته كاملا، وفيه عصارة لمنهج السلف وإثباته بالوجوه العقلية فكيف يليق بمسلم أن يقول على هذا المنهج هروب إلى الماضي فمن سلفُك في ذلك يا كاتب المقال فهاهم سلفنا في طريق السلفية فمن سلفك يا ترى؟
فكيف تكون السلفية وهي الإسلام المصفى من كل كدر غير صالح لزماننا والإمام مالك يقول: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، وقال: فما لم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دينا، ولو قرأتم كل كتب السلف لما وجدتم عبارة فيها أن السلفية لا ينبغي السير في ركابها ونحن نتحدى كل من يأتي بكلام إمام من أئمة السلف في نبذ السلفية، والتحذير منها كما يفعله الكاتب أصلحه الله. وبعد هذا الشرح الموجز للسلفية وأدلة أحقيتها بالإتباع، أشرع بعون الله في بيان بعض مميزات الدعوة السلفية ليسكت كل حاقد ويتعلم من لم يكن يعلم ويعرف الجاهل والملبس عليه حقيقة دعوتنا السلفية وأنها ليست مدخليه تجريحية كما وسمها حسين ابن شهرة في مقاله، ولسنا متسلقة كما يدعيه أصلح الله حاله وسيظهر من إبراز أهم مميزات الدعوة السلفية خطأه وخطأ صاحبه أبي عبد الباسط محمد بن عمر:
تحكيم الكتاب والسنة الصحيحة في كل قضية من قضايا الحياة سواء عقيدة أو عبادة أو سلوكا أو معاملة خاصة عند التنازع لقوله تعالى
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله َوالرَّسُولِ إِنَّ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونْ بِاللهِ وَ اليَوْمِ الآَخِرْ وَذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْويِلاً(النساء (59).لأخذ بما ورد عن الصحابة في بيان القضايا الدينية وفي العقيدة خاصة لما سبق من الأدلة. 
3) عدم الخوض في المسائل الإعتقادية مما لا مجال للعقل فيه: كما قال شيخ الإسلام:<< إن العقل البشري عاجز عن معرفة الأمور الغيبية بنفسه استقلالا وأن دور العقل هو الفهم، والإتباع والإعتقاد لما جاء به الوحي وليس الرد والإعتراض >> درء تعارض العقل والنقل.
4) الإهتمام بالدعوة ونبذ الشرك بالله وهو دعوة الأنبياء والرسل جميعا كما قال تعالىوَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً آَيَةً اُعْبُدُوا اللهَ واجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ(ولو تتبعنا دعوة الأنبياء كما وردت في القرآن وجدناها كلها تدعوا إليه وتنهى عن الشرك بجميع صوره وأشكاله من ذبح لغير الله واستغاثة لغير الله ودعاء غير الله والنذر لغيره سبحانه وزيارة القبور والأضرحة للتبرك بها وطلب الشفاعة من غير الله وما إلى ذلك من صور والتي تجد جميع الجماعات الإسلامية القائمة لا تولي له أي اهتمام بل بالعكس تزهد فيه وتنكر على من اهتم به ويدعون زورا وبهتانا أن الدعوة إلى التوحيد انتهى زمنها ونحن الآن في مجتمع مسلم يعرف التوحيد وكذبوا في ذلك إذ لو عُرفَ التوحيد ما بقيت أضرحة البدوي وزينب وسيدي عقبة وضريح الإمام علي المنتشرة في العالم الإسلامي ولا تجد منكرا لهذا الشرك الفضيع إلا دعاة السلفية، ومن ظن أن هذا الأمر ليس مهما كما يدعيه أتباع الجماعات السياسية المعاصرة وأن الأولى الإهتمام بإرجاع الحكم بما أنزل الله كما يزعمون وهم لم يحكموا شرع الله في منهاجهم وأنفسهم فعليه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله ودون ذلك خرط القتاد.
 وقال الأوزاعي اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما أصول الاعتقاداللالكائي.
وقال أيضاعليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول أصول الإعتقاد وقال الإمام البربهاري في كتابه شرح السنة: والأساس الذي تبنى عليه الجماعة هم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام وهم أهل السنة والجماعة فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل و ابتدع ].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ولا عيب على من أضهر مذهب السلف و انتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا مجموع الفتاوى (4/194).
ولقد استعمل العلماء السابقون هذا اللفظ دون نكير ومنهم الذهبي وغيره، وقال الذهبي: << فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا نحويا لغويا زكيا حييا سلفيا >> السير(13/310). وكان كثيرا ما يثني على الرجل في ترجمته بأنه سلفي ومنها (3/210، 396).
بعد كل هذا هل يبقى لأحد أن يقول بأن السلفية هروب إلى الماضي أو أنها ضرب من الهوس كما قاله الكاتب – هداه الله – أنها منهج مبتدع وسبب لتمزيق الأمة وتوهينها، ولكن يجب أن يقال أنها منهج رباني قويم لا نجاة لأحد من عذاب الله إلا بسلوكه وما أظن أحدا يمكنه مخالفة كل النصوص الماضية وفقه السلف لها، إلا إذا كان ممن أعمى الهوى قلبه عن الحق نسأل الله العافية، وإليك كلام ماتع للإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة حيث يقول:<< أن الصحابة سمعوا من النبي عليه الصلاة والسلام من الأحاديث الكثيرة ورأوا منه من الأحوال المشاهدة، وعلموا بقلوبهم من مقاصده ودعوته ما يوجب فهم ما أراد بكلامه ما يتعذر على من بعدهم مساواتهم فيه، فليس من سمع و علم ورأى حال المتكلم كمن كان غائبا لم ير ولم يسمع، أو سمع وعلم بواسطة أو وسائط كثيرة، وإذا كان للصحابة من ذلك ما ليس عن بعدهم كان الرجوع إليهم في ذلك متيقنا قطعا.
ولهذا قال الإمام أحمد:<< أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان اعتقاد الفرقة الناجية، هو ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه، كما شهد لهم رسول الله بذلك في قوله:]من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي[ فثبت بهذه الوجوه القاطعة عند أهل البصائر، وإن كانت دون الظنية عند عمي القلوب، أن الرجوع إليهم في تفسير القرآن الذي هو تأويله الصحيح المبين لمراد الله هو الطريق المستقيم >> وهذا جزء من كلامه الجميل جدا ولولا طوله لنقلته كاملا، وفيه عصارة لمنهج السلف وإثباته بالوجوه العقلية فكيف يليق بمسلم أن يقول على هذا المنهج هروب إلى الماضي فمن سلفُك في ذلك يا كاتب المقال فهاهم سلفنا في طريق السلفية فمن سلفك يا ترى؟
فكيف تكون السلفية وهي الإسلام المصفى من كل كدر غير صالح لزماننا والإمام مالك يقول: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، وقال: فما لم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دينا، ولو قرأتم كل كتب السلف لما وجدتم عبارة فيها أن السلفية لا ينبغي السير في ركابها ونحن نتحدى كل من يأتي بكلام إمام من أئمة السلف في نبذ السلفية، والتحذير منها كما يفعله الكاتب أصلحه الله. وبعد هذا الشرح الموجز للسلفية وأدلة أحقيتها بالإتباع، أشرع بعون الله في بيان بعض مميزات الدعوة السلفية ليسكت كل حاقد ويتعلم من لم يكن يعلم ويعرف الجاهل والملبس عليه حقيقة دعوتنا السلفية وأنها ليست مدخليه تجريحية كما وسمها حسين ابن شهرة في مقاله، ولسنا متسلقة كما يدعيه أصلح الله حاله وسيظهر من إبراز أهم مميزات الدعوة السلفية خطأه وخطأ صاحبه أبي عبد الباسط محمد بن عمر:
تحكيم الكتاب والسنة الصحيحة في كل قضية من قضايا الحياة سواء عقيدة أو عبادة أو سلوكا أو معاملة خاصة عند التنازع لقوله تعالى
3) عدم الخوض في المسائل الإعتقادية مما لا مجال للعقل فيه: كما قال شيخ الإسلام:<< إن العقل البشري عاجز عن معرفة الأمور الغيبية بنفسه استقلالا وأن دور العقل هو الفهم، والإتباع والإعتقاد لما جاء به الوحي وليس الرد والإعتراض >> درء تعارض العقل والنقل.
4) الإهتمام بالدعوة ونبذ الشرك بالله وهو دعوة الأنبياء والرسل جميعا كما قال تعالىوَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً آَيَةً اُعْبُدُوا اللهَ واجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ(ولو تتبعنا دعوة الأنبياء كما وردت في القرآن وجدناها كلها تدعوا إليه وتنهى عن الشرك بجميع صوره وأشكاله من ذبح لغير الله واستغاثة لغير الله ودعاء غير الله والنذر لغيره سبحانه وزيارة القبور والأضرحة للتبرك بها وطلب الشفاعة من غير الله وما إلى ذلك من صور والتي تجد جميع الجماعات الإسلامية القائمة لا تولي له أي اهتمام بل بالعكس تزهد فيه وتنكر على من اهتم به ويدعون زورا وبهتانا أن الدعوة إلى التوحيد انتهى زمنها ونحن الآن في مجتمع مسلم يعرف التوحيد وكذبوا في ذلك إذ لو عُرفَ التوحيد ما بقيت أضرحة البدوي وزينب وسيدي عقبة وضريح الإمام علي المنتشرة في العالم الإسلامي ولا تجد منكرا لهذا الشرك الفضيع إلا دعاة السلفية، ومن ظن أن هذا الأمر ليس مهما كما يدعيه أتباع الجماعات السياسية المعاصرة وأن الأولى الإهتمام بإرجاع الحكم بما أنزل الله كما يزعمون وهم لم يحكموا شرع الله في منهاجهم وأنفسهم فعليه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله ودون ذلك خرط القتاد.
5) الحرص على جماعة المسلمين ووحدة كلمتهم على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح: وهذا مطلب شرعي حثت عليه النصوص من الكتاب والسنة الصحيحة وآثار السلف ومنها قوله تعالىوَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا...(الآية.
ومنها قول رسول الله عليه الصلاة والسلام لحذيفة:]تلزم جماعة المسلمين وإمامهم[ الحديث، ومنها قول ابن مسعود:<<يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنها حبل الله عز وجل الذي أمر به وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة >> وقال الطحاوي في عقيدته: << وترى الجماعة حقا وصوابا والفرقة زيغا وعذابا >> وقال ابن جرير: << والصواب أن المراد من الخبر لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره، فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة >>.
6) إحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادات والسلوك وجميع مرافق الحياة.
7) ذم التعصب لغير كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام عملا بقوله تعالى يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا َ تقدمُوا بَيْنَ يَدَيْ الله وَ رَسُولِهِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله سّمِيعٌ عَلِيمْ( ولهذا أطبق السلف على قولهم: إذا صح الحديث فهو مذهبي.
8) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا لقوله تعالى)كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسْ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفْ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرْ، وَتُؤْمِنُونَ بِاللهْ( ومن المنكر الذي ينهى عنه الطرق المبتدعة بشتى أشكالها.
9) الرد على كل مخالف مهما كانت رتبته ويعتبرون هذا من النصيحة للمسلمين وليس تشفيا من المخطئ حتى عد السلف الرد على أهل البدع جهادا كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وقال الإمام أحمد:<< إذا قام وصلى واعتكف فإنَّما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل >> ومن شاء الإستزادة فليقرأ كتب السلف في الردود ومنها كتاب السنة للإمام أحمد وشرح السنة للبريهاري وأصول الإعتقاد للالكائي وغيرهم ومن ذلك الفرق بين النصيحة والتعبير للحافظ بن رجب ورياض الصالحين للنووي حيث قرر فيه أن الكلام في أهل البدع وأصحاب الأخطاء وليس غيبة محرمة، فليراجعه من شاء.
10) استخدام الحكمة في الدعوة إلى الله والمراد بها وضع كل شيء موضعه فتارة ينفع الرفق واللين وتارة تنفع الشدة والداعية إلى الله كالطبيب ينظر إلى الأصلح للمريض فيفعله.
11) الحرص على التصفية الشاملة للإسلام مما علق به من بدع وخرافات ثم التربية على هذا الصفاء.
12) طاعة ولاة الأمور وإن جاروا وعدم الخروج عليهم والدعاء لهم بالصلاح والمعافاة مع المناصحة الصادقة لهم لقوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم( وقوله عليه الصلاة والسلام: ]من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني[ أخرجه البخاري ومسلم.
وقال عليه السلام:]على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أنه يأمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة[ وقال عليه السلام:]من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا ميتة جاهلية[، وقال لحذيفة:] تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطعرواه مسلم.
وقال سهل: لا يزل الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، وقال الفضيل بن عياض: لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان، قال الإمام أحمد:<< ومن خرج على إمام المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه وأقروا بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو بالغلبة فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية >> رواه اللالكائي، قال الحافظ بن حجر في الفتح (13/7)، قال ابن بطال:<< في الحديث حجة في ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء.. >>.
وقال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم:<< وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا، وبها تنتظم مصالح العباد في معايشهم، وبها يستعينون على إظهار ربهم >>. وقال البربهاري: << ولا يحل قتال السلطان والخروج عليهم وإن جاروا >>.
وقال الطحاوي: << ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة >>.
ومن طاعة ولاة الأمور بذل النصيحة لهم فيما قصروا فيه وفي ذلك يقول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم(2/38): <<وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم، وتألف الناس لطاعتهم >>.
وقال الحافظ ابن حجر: << و النصيحة لأئمة المسلمين وإعانتهم على ما حملوا القيام به، وتنبيههم عند الغفلة، وسد خلتهم عند الهفوة وجمع الكلمة عليهم، ورد القلوب النافرة إليهم، ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن >>.
ثم إن النصيحة لولاة أمور السلمين تكون سرا برفق ولين كما قال عليه الصلاة والسلام:] من أراد أن ينصح السلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه له[ أخرجه الحاكم وابن أبي عاصم في السنة.
ولقد أطلت في هذا الموضوع بالذات ردا على كاتب المقال الذي يريد من السلفيين أن يتكلموا على أخطاء النظام أمام الناس وفي الجرائد حتى تشتعل الفتنة ويحدث ما كنا فيه منذ 10 سنوات فهل تريد هنا التكلم على الحاكم في المنابر كما يفعله الجهلة وأذناب الخوارج لا وألف لا فما هكذا سار سلفنا حتى نسير نحن بل مثل هذه القلائل التي تحدث والقتل سببه كلمات في صفحات الجرائد وعلى المنابر تذكر أخطاء الحاكم الذي لا ندعي له العصمة بل هو بشر يخطئ كغيره ولكن ينصح سرا ولا يشهر به لما في ذلك من المفاسد التي جاء الإسلام يردعها وأما قولك طاعة عمياء من شروط الإيمان فما الذي تريد يا ترى؟ فطاعة ولاة الأمر ليست بعد الشهادة لكنها أصل من أصول دعوتنا وليست طاعة في كل شيء حتى في معصية الله بل طاعته بالمعروف كما وردت به الأحاديث ولسنا كما تقول لا نرى إلا ما يرى فهذا إفك مبين ستلقى جزاءه بين يدي الله فمنهجنا برئ من كل ما ترميه به ولقد مر ذكر ذلك مفصل.
فهذا الحق لا خفاء فيه
فدعني من ينيات الطريق
وهل تريد من السلفيين إذا نصحوا من ولاه الله أمرهم أن يخبروا بذلك فاقرأ ما قاله أسامة بن زيد لما طلب منه نصح عثمان رضي الله عنه، فقال أسامة:<< أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟ و الله لقد كلمته فيما بيني و بينه ما دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه>> فهذا هو الصراط المستقيم و إن كان عندك غيره من الأدلة فآت به أنا على يقين تام أنك لن تجد و لو بحثت ألف سنة اللهم إلا إتباع المتشابه .
أما الدعاء لهم بالصلاح فهو منهج من سبقنا من أئمة وعلى رأسهم الفضيل بن عياض والإمام البريهاري وغيرهم أو أنك ترى أنهم مخطئون فيما قالوا فالخطأ ولا شك أولى بك أنت وإن قلت أن ذلك يصح لو كان الإمام عادلا مستقيما قلنا اقرأ قصة محنة الإمام أحمد مع بني العباس في مسألة خلق القرآن فماذا فعل الإمام أحمد لقد جاءه بعض الفقهاء وطلبوا منه الخروج على السلطان فقال لهم الدماء الدماء وناظرهم رحمه الله ثم قال لهم اصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر، فهذه محنة الإمام أحمد مع هؤلاء لم تحمله على الخروج عليهم ولا نشر عيوبهم عند العامة فهل من معتبر.
والآن أردت التنبيه على كلام خطير قاله الكاتب أصلحه الله وهو:<< كيف نصل إلى بناء حضارة عربية إسلامية ونحن نفكر بفكر الآخر..إلى..كما هو الحال اليوم>>.
إن طرح مثل هذا السؤال ونسبته إلى السلف الصالح لمن أبين الباطل إذ أن السلف رضي الله عنهم لم يبحثوا عن جواب لمثل هذا السؤال لأنهم كانوا على يقين بأن الإسلام الذي جاء من عند الله لم يترك جانبا من جوانب الحياة إلا تناوله، فلم يترك الكتاب والسنة شيئا بينه الله ورسوله ولم يحوجنا إلى شيء غيره أبدا، وكما قال عبد الله بن مسعود :<< اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم >> وقال الإمام البريهاري:<< وذلك أن السنة والجماعة أحكما أمر الدين كله>>، وقال:<< من زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب محمد فقد كذبهم وكفى به فرقة وطعنا عليهم وهو مبتدع ضال مضل محدث في الإسلام ما ليس فيه >>.
فانظر كلام السلف رحمك الله لترى أنك نسبت إليهم زورا وبهتانا البحث عن جواب لسؤال وضعته أنت لعدم فقهك في دينك- وإما أن السلف ترجموا كتب اليونان بحثا عن جواب.فهومن.. أفضع ما قلت واقرأ كلام شيخ الإسلام في الحموية لترى الفرق بينك وبين ما كان عليه جهابذة الأمة حيث قال:<< ثم لما عربت الكتب الرومية واليونانية في حدود المئة الثانية زاد البلاء مع ما ألقى الشيطان في قلوب الضلال ابتداءا من جنس ما ألقاه في قلوب أشباههم>> وقال ابن القيم في نونيته:
وفتحتم بابين يفتحهما
تفتح عليه مواهب الشيطان
وباب الكلام وقد نهيتم عنه والـ
باب الحريق فمنطق اليونان
فأين الخير الذي جاءت به كتب اليونان والرومان التي فرحت بها وتريد من الأمة أن تفعل مثلها الآن فيا ليتك قرأت قبل أن تكتب وسترت جهلك بالسكوت لكن أردت ردم الحق والحق أبلج.
واعلم أننا لسنا ضد العلوم الحديثة التي لا تصادم الشرع لكننا ضد فلسفة اليونان التي تشكك في وجود الخالق، وإما عدَّك الفارابي من علماء المسلمين فأقول لك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في << وكذلك أبو نصر الفارابي دخل حران، وأخذ فلاسفة الصابئين تماما فلسفته>> ثم اسمع ما قاله في الصابئة:<< فأولئك الصابئون الذين كانوا إذ ذاك كانوا كفارا أو مشركون وكانوا يعبدون الكواكب ويبنون لها الهياكل >> فهل الفارابي من علماء المسلمين حتى تعده مع ابن القيم وابن تيمية إذ هذين الإمامين العلمين كانوا من ألد أعداء الفلاسفة وأهل الكلام.
ثم قال الكاتب أن الفكر العربي ارتقى بسبب اختلاف هؤلاء فهل الخلاف بين شيخ الإسلام وابن القيم وبين الفارابي ومن سلك مسلكه خلاف مشروع هل الخلاف في وجود الله واثبات صفاته وإفراده بالعبادة سبب للإرتقاء، أيعقل أيها العقلاء أن يكون الخلاف في القرآن والصحابة والنبوات خلافا مشروعا؟ اللهم غفرا غفرا.
ثم تجرأ الكاتب وقال أن الخلاف مشروع جدا، وما عرفنا أحدا من علماء المسلمين قال بهذا القول إلا القرضاوي ومن دار في فلكه وإليك كلام بعض العلماء في الخلاف حتى تعرف خطأ ما قلت:
قال الله تعالىوَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفينَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللهْ ..(فدلت الآية على أن المرحومين هم من لم يختلفوا كما قاله ابن أبي العز (51 قال الطحاوي: << ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة >> ثم اقرأ ما قاله له ابن أبي العز رحمه الله في شرح قول الطحاوي << وترى الجماعة حقا وصوبا والفرقة زيغا وعذابا، حيث تكلم بكلام طويل وجميل لولا طوله لسقته ليعلم الكاتب ومن وافقه أي خطأ ارتكبوا وأي قول قالوا فالله المستعان.
وفي الأخير آمل أن يجد هذا الكلام آذانا صاغية وقلوبا واعية تفقه وتعمل به وإنني إذ كتبت ما كتبت وددت التنبيه إلى شيء وهو أن أهل السنة السلفيين بشر ليسوا بمعصومين من الخطأ بل قد تقع منهم حتى الكبائر لكنهم يتراجعون إذا ما تبين لهم ولا يجعل خطئهم خطأ في المنهج الذي ساروا عليه بل المنهج معصوم لكن أتباعه ليسوا معصومين فليست العصمة لأحد من هذه الأمة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنا أطلب من كل من يرى الحق في خلاف ما قلت أن يأتي بالدليل الواضح من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة ولن أتوانى في قبول الحق ممن صدر والحمد لله أولا وآخرا.
 ومنها قول رسول الله عليه الصلاة والسلام لحذيفة:]تلزم جماعة المسلمين وإمامهم[ الحديث، ومنها قول ابن مسعود:<<يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنها حبل الله عز وجل الذي أمر به وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة >> وقال الطحاوي في عقيدته: << وترى الجماعة حقا وصوابا والفرقة زيغا وعذابا >> وقال ابن جرير: << والصواب أن المراد من الخبر لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره، فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة >>.
6) إحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادات والسلوك وجميع مرافق الحياة.
7) ذم التعصب لغير كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام عملا بقوله تعالى يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا َ تقدمُوا بَيْنَ يَدَيْ الله وَ رَسُولِهِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله سّمِيعٌ عَلِيمْ( ولهذا أطبق السلف على قولهم: إذا صح الحديث فهو مذهبي.
8) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا لقوله تعالى)كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسْ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفْ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرْ، وَتُؤْمِنُونَ بِاللهْ( ومن المنكر الذي ينهى عنه الطرق المبتدعة بشتى أشكالها.
9) الرد على كل مخالف مهما كانت رتبته ويعتبرون هذا من النصيحة للمسلمين وليس تشفيا من المخطئ حتى عد السلف الرد على أهل البدع جهادا كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وقال الإمام أحمد:<< إذا قام وصلى واعتكف فإنَّما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل >> ومن شاء الإستزادة فليقرأ كتب السلف في الردود ومنها كتاب السنة للإمام أحمد وشرح السنة للبريهاري وأصول الإعتقاد للالكائي وغيرهم ومن ذلك الفرق بين النصيحة والتعبير للحافظ بن رجب ورياض الصالحين للنووي حيث قرر فيه أن الكلام في أهل البدع وأصحاب الأخطاء وليس غيبة محرمة، فليراجعه من شاء.
10) استخدام الحكمة في الدعوة إلى الله والمراد بها وضع كل شيء موضعه فتارة ينفع الرفق واللين وتارة تنفع الشدة والداعية إلى الله كالطبيب ينظر إلى الأصلح للمريض فيفعله.
11) الحرص على التصفية الشاملة للإسلام مما علق به من بدع وخرافات ثم التربية على هذا الصفاء.
12) طاعة ولاة الأمور وإن جاروا وعدم الخروج عليهم والدعاء لهم بالصلاح والمعافاة مع المناصحة الصادقة لهم لقوله تعالى
وقال عليه السلام:]على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أنه يأمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة[ وقال عليه السلام:]من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا ميتة جاهلية[، وقال لحذيفة:] تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطعرواه مسلم.
وقال سهل: لا يزل الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، وقال الفضيل بن عياض: لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان، قال الإمام أحمد:<< ومن خرج على إمام المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه وأقروا بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو بالغلبة فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية >> رواه اللالكائي، قال الحافظ بن حجر في الفتح (13/7)، قال ابن بطال:<< في الحديث حجة في ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء.. >>.
وقال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم:<< وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا، وبها تنتظم مصالح العباد في معايشهم، وبها يستعينون على إظهار ربهم >>. وقال البربهاري: << ولا يحل قتال السلطان والخروج عليهم وإن جاروا >>.
وقال الطحاوي: << ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة >>.
ومن طاعة ولاة الأمور بذل النصيحة لهم فيما قصروا فيه وفي ذلك يقول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم(2/38): <<وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم، وتألف الناس لطاعتهم >>.
وقال الحافظ ابن حجر: << و النصيحة لأئمة المسلمين وإعانتهم على ما حملوا القيام به، وتنبيههم عند الغفلة، وسد خلتهم عند الهفوة وجمع الكلمة عليهم، ورد القلوب النافرة إليهم، ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن >>.
ثم إن النصيحة لولاة أمور السلمين تكون سرا برفق ولين كما قال عليه الصلاة والسلام:] من أراد أن ينصح السلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه له[ أخرجه الحاكم وابن أبي عاصم في السنة.
ولقد أطلت في هذا الموضوع بالذات ردا على كاتب المقال الذي يريد من السلفيين أن يتكلموا على أخطاء النظام أمام الناس وفي الجرائد حتى تشتعل الفتنة ويحدث ما كنا فيه منذ 10 سنوات فهل تريد هنا التكلم على الحاكم في المنابر كما يفعله الجهلة وأذناب الخوارج لا وألف لا فما هكذا سار سلفنا حتى نسير نحن بل مثل هذه القلائل التي تحدث والقتل سببه كلمات في صفحات الجرائد وعلى المنابر تذكر أخطاء الحاكم الذي لا ندعي له العصمة بل هو بشر يخطئ كغيره ولكن ينصح سرا ولا يشهر به لما في ذلك من المفاسد التي جاء الإسلام يردعها وأما قولك طاعة عمياء من شروط الإيمان فما الذي تريد يا ترى؟ فطاعة ولاة الأمر ليست بعد الشهادة لكنها أصل من أصول دعوتنا وليست طاعة في كل شيء حتى في معصية الله بل طاعته بالمعروف كما وردت به الأحاديث ولسنا كما تقول لا نرى إلا ما يرى فهذا إفك مبين ستلقى جزاءه بين يدي الله فمنهجنا برئ من كل ما ترميه به ولقد مر ذكر ذلك مفصل.
فهذا الحق لا خفاء فيه
فدعني من ينيات الطريق
وهل تريد من السلفيين إذا نصحوا من ولاه الله أمرهم أن يخبروا بذلك فاقرأ ما قاله أسامة بن زيد لما طلب منه نصح عثمان رضي الله عنه، فقال أسامة:<< أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟ و الله لقد كلمته فيما بيني و بينه ما دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه>> فهذا هو الصراط المستقيم و إن كان عندك غيره من الأدلة فآت به أنا على يقين تام أنك لن تجد و لو بحثت ألف سنة اللهم إلا إتباع المتشابه .
أما الدعاء لهم بالصلاح فهو منهج من سبقنا من أئمة وعلى رأسهم الفضيل بن عياض والإمام البريهاري وغيرهم أو أنك ترى أنهم مخطئون فيما قالوا فالخطأ ولا شك أولى بك أنت وإن قلت أن ذلك يصح لو كان الإمام عادلا مستقيما قلنا اقرأ قصة محنة الإمام أحمد مع بني العباس في مسألة خلق القرآن فماذا فعل الإمام أحمد لقد جاءه بعض الفقهاء وطلبوا منه الخروج على السلطان فقال لهم الدماء الدماء وناظرهم رحمه الله ثم قال لهم اصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر، فهذه محنة الإمام أحمد مع هؤلاء لم تحمله على الخروج عليهم ولا نشر عيوبهم عند العامة فهل من معتبر.
والآن أردت التنبيه على كلام خطير قاله الكاتب أصلحه الله وهو:<< كيف نصل إلى بناء حضارة عربية إسلامية ونحن نفكر بفكر الآخر..إلى..كما هو الحال اليوم>>.
إن طرح مثل هذا السؤال ونسبته إلى السلف الصالح لمن أبين الباطل إذ أن السلف رضي الله عنهم لم يبحثوا عن جواب لمثل هذا السؤال لأنهم كانوا على يقين بأن الإسلام الذي جاء من عند الله لم يترك جانبا من جوانب الحياة إلا تناوله، فلم يترك الكتاب والسنة شيئا بينه الله ورسوله ولم يحوجنا إلى شيء غيره أبدا، وكما قال عبد الله بن مسعود :<< اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم >> وقال الإمام البريهاري:<< وذلك أن السنة والجماعة أحكما أمر الدين كله>>، وقال:<< من زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب محمد فقد كذبهم وكفى به فرقة وطعنا عليهم وهو مبتدع ضال مضل محدث في الإسلام ما ليس فيه >>.
فانظر كلام السلف رحمك الله لترى أنك نسبت إليهم زورا وبهتانا البحث عن جواب لسؤال وضعته أنت لعدم فقهك في دينك- وإما أن السلف ترجموا كتب اليونان بحثا عن جواب.فهومن.. أفضع ما قلت واقرأ كلام شيخ الإسلام في الحموية لترى الفرق بينك وبين ما كان عليه جهابذة الأمة حيث قال:<< ثم لما عربت الكتب الرومية واليونانية في حدود المئة الثانية زاد البلاء مع ما ألقى الشيطان في قلوب الضلال ابتداءا من جنس ما ألقاه في قلوب أشباههم>> وقال ابن القيم في نونيته:
وفتحتم بابين يفتحهما
تفتح عليه مواهب الشيطان
وباب الكلام وقد نهيتم عنه والـ
باب الحريق فمنطق اليونان
فأين الخير الذي جاءت به كتب اليونان والرومان التي فرحت بها وتريد من الأمة أن تفعل مثلها الآن فيا ليتك قرأت قبل أن تكتب وسترت جهلك بالسكوت لكن أردت ردم الحق والحق أبلج.
واعلم أننا لسنا ضد العلوم الحديثة التي لا تصادم الشرع لكننا ضد فلسفة اليونان التي تشكك في وجود الخالق، وإما عدَّك الفارابي من علماء المسلمين فأقول لك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في << وكذلك أبو نصر الفارابي دخل حران، وأخذ فلاسفة الصابئين تماما فلسفته>> ثم اسمع ما قاله في الصابئة:<< فأولئك الصابئون الذين كانوا إذ ذاك كانوا كفارا أو مشركون وكانوا يعبدون الكواكب ويبنون لها الهياكل >> فهل الفارابي من علماء المسلمين حتى تعده مع ابن القيم وابن تيمية إذ هذين الإمامين العلمين كانوا من ألد أعداء الفلاسفة وأهل الكلام.
ثم قال الكاتب أن الفكر العربي ارتقى بسبب اختلاف هؤلاء فهل الخلاف بين شيخ الإسلام وابن القيم وبين الفارابي ومن سلك مسلكه خلاف مشروع هل الخلاف في وجود الله واثبات صفاته وإفراده بالعبادة سبب للإرتقاء، أيعقل أيها العقلاء أن يكون الخلاف في القرآن والصحابة والنبوات خلافا مشروعا؟ اللهم غفرا غفرا.
ثم تجرأ الكاتب وقال أن الخلاف مشروع جدا، وما عرفنا أحدا من علماء المسلمين قال بهذا القول إلا القرضاوي ومن دار في فلكه وإليك كلام بعض العلماء في الخلاف حتى تعرف خطأ ما قلت:
قال الله تعالىوَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفينَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللهْ ..(فدلت الآية على أن المرحومين هم من لم يختلفوا كما قاله ابن أبي العز (51 قال الطحاوي: << ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة >> ثم اقرأ ما قاله له ابن أبي العز رحمه الله في شرح قول الطحاوي << وترى الجماعة حقا وصوبا والفرقة زيغا وعذابا، حيث تكلم بكلام طويل وجميل لولا طوله لسقته ليعلم الكاتب ومن وافقه أي خطأ ارتكبوا وأي قول قالوا فالله المستعان.
وفي الأخير آمل أن يجد هذا الكلام آذانا صاغية وقلوبا واعية تفقه وتعمل به وإنني إذ كتبت ما كتبت وددت التنبيه إلى شيء وهو أن أهل السنة السلفيين بشر ليسوا بمعصومين من الخطأ بل قد تقع منهم حتى الكبائر لكنهم يتراجعون إذا ما تبين لهم ولا يجعل خطئهم خطأ في المنهج الذي ساروا عليه بل المنهج معصوم لكن أتباعه ليسوا معصومين فليست العصمة لأحد من هذه الأمة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنا أطلب من كل من يرى الحق في خلاف ما قلت أن يأتي بالدليل الواضح من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة ولن أتوانى في قبول الحق ممن صدر والحمد لله أولا وآخرا.
إنتهـى