التفاعل
18.7K
الجوائز
2.2K
للحزن مناثر في النفوس يتشكل وفقا لمدى إستيعابها ويتكيّف بنمط تكوينها فهو يتخذ شكل بوتقة الإستيعاب ؛ فتجد نفوس ٍ حزينة لكنك لاتشعر بحزنها ولاتحس بآلامها بل يتكون لديك فكرة من ان تلك النفوس في قمة السعادة لأن تلك النفوس تجيد تطريز الوجع بإبرة جدا رفيعه لأنها جبلت على قمة حسن الخلق فتتلاعب بالحزن بشكل فني غاية في الأناقه ؛ فحزنها ممكن ان يكون مصدر سعادة للآخرين من منطلق ملكة الروح السوية وإن كان الحزن لها ملازما ؛ أردت الترفيه عنها ذات مره فقلت إنني منزعج من كثرة الرسائل التي تصلني في اواخر شهر شعبان وكلها تطلب مني العفو والسماح بعبارات شبه مكرره " اليوم آخر جمعة في شعبان وقد اقبل رمضان فأرجو مسامحتي على كل ما بدر مني " بعضهم لااعرفه وبعضهم صديق ليس بيني وبينه ما يوجب التسامح .. رددت عليهم قائلا مالذي فعلتموه في غيبتي حتى تطلبوا مني التسامح ؟!! أخبروني اولا كي اقرر المسامحة من عدمها .. ضحكت ضحكة مجلجله كما لو كانت في قمة السعاده وانا على علم بأن كل سبل السعادة إليها مبتورة .. كم كان قلبها كبيرا رغم حزنها الدائم الذي لم يفارقها برهة حتى انه خيّل لي انها للحزن عاشقه وبنهم مفرط .. لله درها من نفس رضيّه كان للحزن معها طعم آخر وتجعل منه سبيلا لإسعاد الآخرين ..!