التفاعل
32.2K
الجوائز
5.1K
- تاريخ التسجيل
- 25 سبتمبر 2007
- المشاركات
- 15,506
- آخر نشاط
- الوظيفة
- الحمد لله
- الجنس
- ذكر
1
- الأوسمة
- 39

حكـــــــــم تقديم صيام النفل على القضاء
هـــــــــل يشرع تقديم صيام النفل على القضاء ؟ كأن يصوم ستًّا من شوال ثم يقضي
وهـــــــــل ما يؤثَر عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في تأخيرها صيام القضاء إلى شعبان صحيح أم لا ؟ .
أفتونا مأجورين ، جزاكم الله خيرًا
❞ هـــــــــذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ، والأرجح أنه يبدأ بالقضاء ، لقوله ﷺ :
« من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر »
فـــــــــإذا كان ما صام بعض رمضان ، كيف يتبعه ستًّا من شوال ، عليه أن يكمل أولاً ، يكمل رمضان، وعلى المرأة أن تكمل ما أفطرته من رمضان ، ثم تصوم إذا أمكنها ذلك ، وإلا فلا حرج والحمد لله .
وقـــــــــال بعض أهل العلم : إنه يُبدأ بالسنن ، لأن وقتها ضيق قد تفوت ، والقضاء وقته واسع ، فلا مانع أن يبدأ بالست ، أو صيام الاثنين والخميس ، أو صيام يوم عرفة ، أو يوم عاشوراء ، والقضاء له وقت واسع ،
وهـــــــــذا القول له وجاهة وله حظ من النظر، ولكن القول الأول أظهر وأَبْين ، لأن الفرض أهم ، ولأن الإنسان قد يعرض له الموت ، والأمراض ، فينبغي له أن يبدأ بالأهم وهو القضاء ،
ثم إذا تيسر له بعد هذا التطوع ، تطوع بعد ذلك بما يسر الله .
وأمـــــــــا خبر عائشة فهو حديث ثابت عنها رضي الله عنها في الصحيحين أنها قالت :
" كـــــــــان يكون علي صوم من رمضان ، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان لمكان رسول الله ﷺ "
فـــــــــلا يُظن بها أن تصوم النوافل وتؤخر الفرائض ، ما دامت تفطر لأجل حاجة الرسول ﷺ إلى أهله ، فكونها تفطر في النوافل من باب أولى ، الحاصل أنه ليس في عملها دليل على أنها كانت تصوم النوافل ، لم تقل إني كنت أصوم النوافل ، بل قالت إنها تؤخر صوم رمضان ، من أجل مكان الرسول ﷺ فلا يدل على أنه أذن لها في ذلك أو رخص لها في ذلك ، لا ، بل الأمر واضح في أنها أخرته ، من أجل مراعاة حاجة الرسول إليها ، عليه الصلاة والسلام ،
ويظهر في هذا أن عائشة رضي الله عنها ، ما كانت تصوم الست من شوال في حياة الرسول ﷺ ولا غيرها من النوافل ، وعليها القضاء ،
والظاهر أنها تؤخر القضاء وغير القضاء . ❝
فتاوى نور على الدرب
للإمام / عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
ج ١٦ / ص / ٤٤٤ - ٤٤٥ ]