التفاعل
10.3K
الجوائز
2.5K
- تاريخ التسجيل
- 8 جانفي 2010
- المشاركات
- 10,646
- آخر نشاط
- الوظيفة
- تاجر
- الأوسمة
- 2

بسم الله الرحمن الرحيم
الهجرة المعكوسة والخطوات المنكوسة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعد:
فإن الشباب ذُخر الأمة للأمور المدلهمة، وحامل رايتها في الحوادث الـمُلِمَّةِ، وحَجَرُ الزاوية في بناء صرحها العالي، وقَلَمُهَا الـمَشَّاقُ(1) وحِبْرُها البرّاق في رقم تاريخها الغالي.
تُعاني هذه الثُّلَّةُ الخَيِّرَةُ مِن نَكْبَةٍ عَقَدية، ونَكْسَةٍ أخلاقية، تداعياتها خطيرة على جميع الأصعدة، وآثارها وخيمة في مختلف الميادين، واتّسَعَ الخرق على الراقع من المصلحين، فلا يدري من أين يبدأُ رَتْقَ الفَتْقِ(2) ولا من حيث ينتهي، ولا بما يقدمه من الأولويات، وكلها أولويات.
أيها الشاب المسلم - ذكرا كنت أو أنثى - إنك تُقاسي مِن أعراض داء عُضال مميت، وتُعاني آلام وَرَمٍ فكريٍ خبيث، إنه: (الهجرة المعكوسة، والخُطوات المنكوسة)، فإليك همسات تبين لك الصراط المستقيم، من سُبُل الجحيم، من أخٍ حريصٍ على صلاحك، ومهتمٍ بفلاحك:
الهمسة الأولى:
هُجران العقيدة الصحيحة، واستبدالها بالعقائد المنحرفة
فاعلم - رحمك الله - أنه يجب عليك تعلُّم العقيدة الصحيحة المرتكزة على معرفة الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم، ودين الإسلام بالأدلة، فتعتقد أن الله واحد لا شريك له في ذاته، وأسمائه وصفاته وأفعاله، وأنه المتفرِّدُ بالعبادة، فلا معبود معه، ولا إله غيره، وأن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى الثَقَلَيْنِ كافّةً جاءنا بالخبر الصادق، والحكم العادل، وأنه تجب طاعته بفعل ما أمر، وترك ما عنه نهى وزجر، وأن دين الإسلام العظيم هو الحق الذي لا يقبل الله دينا سواه، وأنّهُ الشّرعُ الناسِخُ لما عداه.
فاحذر أيها الشاب أن تهجُر هذا المعتَقَدَ الصحيح إلى معتقدات تنقُضُ دينك، وتُخرِجُك عن دائرة الإسلام، كاعتقاد النصرانية المحرّفة التي يسعى أهلها لإيقاعك في شباكهم، بدُريهمات تفنى، أو تأشيرة تبلى، أو أن تتّبِع فِرقة من فِرَقِ الضّلال فتسقُط في شَرَكِ اللئام، كأن تعتقد دين الشيعة الروافض المحرفين للقرآن، السَّابِّين لصحابة المصطفى العدنان، أو عقيدة الخوارج المارِقين الـمُكَفِّرِينَ لأهل القِبلة من المسلمين.
فكـــــــن أيـــــــها الشاب من الموحدين لرب العالمين، المُتَّبِعين لهدي سيِّدِ المرسلين، سائرا على خُطى السلف الصالحين من الصحابة والتّابعين.
الهمسة الثانية:
هجران العبادة والاستقامة، واستبدالها بالبدع وسُبُلِ النَّدامةِ
اِعلم - وفّقك الله لطاعته - أنّ الله خلقنا لعبادته، فقال سبحانه:"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ"، وهذا التّقرُّب الذي خُلِقنا لتحقيقه لا يكون إلا بما شرعه الله في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فَصَلِّ كما صلَّى، وصُم كما صام، واذكر الله على نحو ما ذَكَر، ولا تُبدِّل ولا تُغيِّر، واعلم أن الخيرَ كُلَّه في الاتِّباع، والشّرَ كلَه في الابتداع، لا تَقُلْ هذه بدعة حسنة؛ فإن البدع قبيحة كلُّها، منهيٌ عنها جميعُها.
واحذر أن تهجُر هذا النَّهْجَ القويم، فتكونَ متَّبِعا لهواك، أو مقلِّداً شيخَك أو أباك، فتعبُدَ اللهَ على خلاف الهَدْيِ،
وتتقرَّبَ بما ليس في الوَحْيِ، فتخسر الدنيا والآخرة:" قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا". [الكهف: 103، 104].
الهمسة الثالثة:
هُجران الأخلاق الحسنة، والآداب المستحسنة، واستبدالها بالصفات القبيحة، والخِلالِ المستهجنة
فاعلم - غفر الله ذنبك - أن الله امتدح نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، بل أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أنه بُعِثَ ليتمِّمَ مكارم الأخلاق،[السلسلة الصحيحة: 45]، من صِدق وأمانة، وحِلم ورزانة، وعفوٍ وتسامح، وتعاون وتناصح، وطِيبِ مَنطِقٍ وحُسن كلام، وهشاشةِ وجهٍ ودوام ابتسامٍ، وبذل وإيثار، وحسن ظن بالأخيار،..الخ، فاحرص على هذه الخصال الحميدة إن كنُتَ من الأكابر؛ لتدرك بحسن خلقك درجــة السَّاهِرِ باللَّيل الظَّامِئِ بالهواجِر.(3)
واحذر أن تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فتكون كذوبا خوّانا، حقودا جبانا، بذيء اللسان، عِربيدَ الجنان، على كل شَيْنٍ مِقداما، وعن كل زَيْنٍ مِحجاما:{ وَإِذَا تَوَلَّى سَـعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْـــسِدَ فِيـــــهَا وَيُهْلِكَ الْحَـــرْثَ وَالنَّــسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِـــبُّ الْفَسَادَ }،[البقرة: 205].
الهجرة المعكوسة والخطوات المنكوسة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعد:
فإن الشباب ذُخر الأمة للأمور المدلهمة، وحامل رايتها في الحوادث الـمُلِمَّةِ، وحَجَرُ الزاوية في بناء صرحها العالي، وقَلَمُهَا الـمَشَّاقُ(1) وحِبْرُها البرّاق في رقم تاريخها الغالي.
تُعاني هذه الثُّلَّةُ الخَيِّرَةُ مِن نَكْبَةٍ عَقَدية، ونَكْسَةٍ أخلاقية، تداعياتها خطيرة على جميع الأصعدة، وآثارها وخيمة في مختلف الميادين، واتّسَعَ الخرق على الراقع من المصلحين، فلا يدري من أين يبدأُ رَتْقَ الفَتْقِ(2) ولا من حيث ينتهي، ولا بما يقدمه من الأولويات، وكلها أولويات.
أيها الشاب المسلم - ذكرا كنت أو أنثى - إنك تُقاسي مِن أعراض داء عُضال مميت، وتُعاني آلام وَرَمٍ فكريٍ خبيث، إنه: (الهجرة المعكوسة، والخُطوات المنكوسة)، فإليك همسات تبين لك الصراط المستقيم، من سُبُل الجحيم، من أخٍ حريصٍ على صلاحك، ومهتمٍ بفلاحك:
الهمسة الأولى:
هُجران العقيدة الصحيحة، واستبدالها بالعقائد المنحرفة
فاعلم - رحمك الله - أنه يجب عليك تعلُّم العقيدة الصحيحة المرتكزة على معرفة الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم، ودين الإسلام بالأدلة، فتعتقد أن الله واحد لا شريك له في ذاته، وأسمائه وصفاته وأفعاله، وأنه المتفرِّدُ بالعبادة، فلا معبود معه، ولا إله غيره، وأن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى الثَقَلَيْنِ كافّةً جاءنا بالخبر الصادق، والحكم العادل، وأنه تجب طاعته بفعل ما أمر، وترك ما عنه نهى وزجر، وأن دين الإسلام العظيم هو الحق الذي لا يقبل الله دينا سواه، وأنّهُ الشّرعُ الناسِخُ لما عداه.
فاحذر أيها الشاب أن تهجُر هذا المعتَقَدَ الصحيح إلى معتقدات تنقُضُ دينك، وتُخرِجُك عن دائرة الإسلام، كاعتقاد النصرانية المحرّفة التي يسعى أهلها لإيقاعك في شباكهم، بدُريهمات تفنى، أو تأشيرة تبلى، أو أن تتّبِع فِرقة من فِرَقِ الضّلال فتسقُط في شَرَكِ اللئام، كأن تعتقد دين الشيعة الروافض المحرفين للقرآن، السَّابِّين لصحابة المصطفى العدنان، أو عقيدة الخوارج المارِقين الـمُكَفِّرِينَ لأهل القِبلة من المسلمين.
فكـــــــن أيـــــــها الشاب من الموحدين لرب العالمين، المُتَّبِعين لهدي سيِّدِ المرسلين، سائرا على خُطى السلف الصالحين من الصحابة والتّابعين.
الهمسة الثانية:
هجران العبادة والاستقامة، واستبدالها بالبدع وسُبُلِ النَّدامةِ
اِعلم - وفّقك الله لطاعته - أنّ الله خلقنا لعبادته، فقال سبحانه:"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ"، وهذا التّقرُّب الذي خُلِقنا لتحقيقه لا يكون إلا بما شرعه الله في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فَصَلِّ كما صلَّى، وصُم كما صام، واذكر الله على نحو ما ذَكَر، ولا تُبدِّل ولا تُغيِّر، واعلم أن الخيرَ كُلَّه في الاتِّباع، والشّرَ كلَه في الابتداع، لا تَقُلْ هذه بدعة حسنة؛ فإن البدع قبيحة كلُّها، منهيٌ عنها جميعُها.
واحذر أن تهجُر هذا النَّهْجَ القويم، فتكونَ متَّبِعا لهواك، أو مقلِّداً شيخَك أو أباك، فتعبُدَ اللهَ على خلاف الهَدْيِ،
وتتقرَّبَ بما ليس في الوَحْيِ، فتخسر الدنيا والآخرة:" قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا". [الكهف: 103، 104].
الهمسة الثالثة:
هُجران الأخلاق الحسنة، والآداب المستحسنة، واستبدالها بالصفات القبيحة، والخِلالِ المستهجنة
فاعلم - غفر الله ذنبك - أن الله امتدح نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، بل أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أنه بُعِثَ ليتمِّمَ مكارم الأخلاق،[السلسلة الصحيحة: 45]، من صِدق وأمانة، وحِلم ورزانة، وعفوٍ وتسامح، وتعاون وتناصح، وطِيبِ مَنطِقٍ وحُسن كلام، وهشاشةِ وجهٍ ودوام ابتسامٍ، وبذل وإيثار، وحسن ظن بالأخيار،..الخ، فاحرص على هذه الخصال الحميدة إن كنُتَ من الأكابر؛ لتدرك بحسن خلقك درجــة السَّاهِرِ باللَّيل الظَّامِئِ بالهواجِر.(3)
واحذر أن تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فتكون كذوبا خوّانا، حقودا جبانا، بذيء اللسان، عِربيدَ الجنان، على كل شَيْنٍ مِقداما، وعن كل زَيْنٍ مِحجاما:{ وَإِذَا تَوَلَّى سَـعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْـــسِدَ فِيـــــهَا وَيُهْلِكَ الْحَـــرْثَ وَالنَّــسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِـــبُّ الْفَسَادَ }،[البقرة: 205].
آخر تعديل: