وطنٌ ضبابي ~ رباعيات ~

[{هِشام}]

~

~

​

تذليل:

الرّباعيات فنّ شعرِيٌّ يتفرّق ويتفرّع ويُختلف في تحديده أو تعريفه، وأنا هنا أستخدم التّالي:
تكتب القصيدة أربعة أشطر فأربعة أشطر وفي الأربعة الأولى تتفق 3 أشطر في القافية ويخالفها الشطر الرابع.
وفي الأربعة الثانية تتفق 3 الأولى في قافية أخرى، ثمّ يخالفها الرّابع ليوافق قافية الشّطر الرّابع من الأربعة الأولى. وهكذا ...​

وطنٌ ضبابي

لأنّا نُصــــــابِـــــرُ رغمَ الـفســـــادِ = و أنّ الدّعـــاء ســلاح الـعــــبـــادِ

وأنّ الـرّحــيـم مــلــيــكُ الــبــلادِ = فلــســنــا نـضــيـــــعُ وإن ذا بـَـدَا
~
لأنّ العـــــبـــــادَ عـــبـــادُ الإلــــهِ = وأنّ ابــن آدمَ فــــي الـذّنــب لاهِ

وأنّ الــدّواهـيَ تحتَ السّـواهِـي = فـــإنّــا نُــذلُّ بــــــــذَا سَـــرْمَـــدَا
~
لأنّ الــبـــلادُ بـــلادُ الـــعـــلِــــيْ = وقـــــال انـــصـــرونـي ولم نفعلِ

فأنّــى ســيُــنـــصرُ شـعـبٌ بلِي = وأنّـــى ســنــهــزِمُ جُـنـدَ العِدا ؟
~
بـــلادي رأيـتُـــكِ فــي كـلّ عينٍ = وفــي كـلّ قُـربٍ وفـي كلّ بَـيْـنٍ

وفـي كـلّ طُهرٍ وفـي كــلّ رَيـْـنٍ = وفــي كــلّ غـيـثٍ هـَمَى أو جَدا
~
رأيـتُ بلاديَ فــي كـلّ خـصـبٍ = وفي كلّ صَلْفٍ وفي كلّ جدبٍ

وفــي كــلّ نـبضٍ سمعتُ وقلبٍ = وفــــي كــلّ لـحـــنٍ بـــهِ غُـــرِّدَا
~
وفــي كــلّ شــيءٍ بدوتِ بلادي = وهــا قــد أتـيـتُـــكِ شَـوْقًـا أنادي

ستفديكِ روحي بوجـهِ الأعــادي = فــلا الشّـوقُ راح ولا مِــن فِــــدَا
~
أفــي كُــــلِّ كُـــلٍّ بــدوتِ ولــمَّــا = أتــيـتُــكِ غــبــتِ فـكـنتُ كأعمَى

يــــراكِ ولـــيــسَ يـــراكِ فـــمِّـــمَ = بَــصــيـــرُ الــسُّـها* قـد غـدَا أرمَدا
~
ومِـمََّ اعْــتَــــلَاكِ بِــلادِي الـسََّفلْ = ومــاذا اعـتــراكِ فـمــــاتَ الأمــلْ

وكــيـــفَ أراكِ ودمــــعُ الــمــقــلْ = غــشــاوة عــيـنـي يـهُــدُّ الكُدَى*

​

السٌّها: كويكب خافت كان العرب يتنافسون في رؤيته لإثبات حدّة البصر.
الكُدى: جمع كُدية وهي الأرض الصّلبة أو الحجارة. (ومعنى البيت: كيف أراكِ ودمعي الّذي يغشو عيني يكسّر الحجر؟)​