هكـذآ هي الحيـاة تجعلنـآ نفـرد أجنحتنـآ و نتعـود علـى الطيرآن

إلياس

:: أستاذ ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2011
المشاركات
23,443
نقاط التفاعل
26,840
النقاط
976
محل الإقامة
فار إلى الله
الجنس
ذكر
  1. لا يتعلم النسر كيف يطير إلا بعد ما تقوم أمه بحفزه على القفز, ليحصل على الطعام الذي أعدته له
    فـ يضطر إلى أن يفرد ريشه ويحاول أن يطير , وهي في حال استعداد لإسعافه إذا سقط..
    هكذا هي الحياة والتحديات تجعلنا نفرد أجنحتنا ونتعود على التحليق !
    الأزمة مصاحبة للحياة منذ كان الإنسان تمثالا مسجى على الأرض
    منذ كان أجوف تصفر الريح داخله , محتاجا إلى الطعام والشراب والشهوة
    منذ وصلت الروح إلى خياشيمه فعطس
    منذ اقترب من الشجرة وتردد ثم أقدم
    منذ بدت له سوءته ، منذ سمع العتاب الإلهي ، منذ وطئت قدمه الأرض

    السمو والنظر البعيد يجعلك ترى الأشياء بصورة أفضل.. ترى وجهها الجميل!
    هل نظرت إلى السماء وهي ملبدة بالغبار الأسود الكثيف؟
    إن راكب الطائرة لا يراها كذلك , بل يجدها ناصعة الصفاء.
    وربما أراد بك عدوك شرا، وأراد الله لك بهذا الشر خيرا، وإرادة الله غالبة لا معقب لحكمه
    ولا راد لقضائه، ﴿ وهو شديد المحال ﴾.
    حياتنا مقرونة بقدر من القلق الإيجابي المثير؛ الذي كان وراء الكثير من نجاحات الحياة العظيمة.
    كثيرون ألفوا وضعا عاديا لا يحبون الخروج منه، فيريد الله أن يخرجهم إلى ما هو أفضل بواسطة أزمة عابرة
    تنتزعهم من الإذعان لـ ذلك الواقع المنقوص..
    والألم الذي تحدثه الأزمة يظهر أجمل ما في النفس من معاني
    الإيمان، والحب، والمعرفة، والتواضع، والطيبة، والإيثار، والنقاء، والبناء..
    هذا ما حدث لآدم وزوجه بعد الأكل من الشجرة، كانت أزمة، سبقها تردد، وصاحبها جرأة، وأعقبها ندم.
    كيف يمكن لخاطئ متأسف أن يحافظ على نقطة التوازن
    ما بين نسيان مفرط يدعو إلى تكرار الخطأ
    وما بين استحضار مفرط يدعو إلى اليأس ويعوق عن الانطلاق؟
    قبل طلوع الفجر تشتد الظلمة وتعصف الريح ..
    في الأرض والنفس كنوز مخبأة لا يمكن الوصول إليها إلا عبر أقبية الظلام.
    كثير من الزهور الجميلة والنباتات لا تنمو إلا في الظلام.
    في الظلام نتعلم كيف نثق باليد التي تمسكنا دون أن نراها.. يد الله!
    وقبل الولادة مخاوف وبكاء ومخاض ولكن النتيجة رائعة.. وجه كالقمر.. وعينان كغابتي نخيل!
    عيناك غابتا نخيل ساعة السحر *** أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
    في الأرض عاشا معا مخاض الولادات المتنوعة لتجارب جمة
    وكانت صلتهما الوثيقة سببا في النجاح وبناء الأسرة الإنسانية.
    الإيمان بالله يشحن النفس بالثقة والأمل
    ويجعل من الأزمات والضيقات مجالات خصبة للنمو، والبركة، والتجربة، والإبداع.
    الأمل الإيجابي هو سحر الحياة وروحها..
    تستطيع أن تعيش أربعين يوما بلا طعام.
    وثلاثة أيام بلا ماء.
    وثمان دقائق بلا هواء.
    ولا تستطيع أن تعيش ثانية واحدة حين تفقد الأمل.. حين يستبد بك اليأس!
    الآلام تسوقنا إلى الله، وتذكرنا بالطريق، وتلهمنا الذكر والتسبيح.
    بمقدورك أن تصبح أقوى من ألمك ليس بأن تتحمله فحسب , ولا بأن تحوله إلى وسيلة للتفوق والبناء فحسب
    ولكن بأن تفيض من روحك على البائسين والمحرومين والمعذبين.
    كثيرون يظنون أن قربهم من الله يحرمهم اللذة، والمتعة، وجمال الحياة
    والحق أن الإيمان بالله يضاعف المتعة والبهجة، ويصنع سورا منيعا ضد الإحباط والقنوط.
    ما نعمله ندفع ثمنه ولا بد، الخير والبر ندفع ثمنه قبل الفعل، والخطأ والإثم ندفع ثمنه بعد الاقتراف
    والذي جبل آدم على إمكان الخطأ غرس فيه الحنين إلى التوبة.

    الأكل من الشجرة المحرمة قصة بدأت مع آدم وهي تتكرر في حياتنا
    ولكن لا يجب أن نفهم الأزمة على أنها عقاب محض.. هي تطهير ورفعة منزلة، وحماية من خطر قادم.
    لو كنت أكثر قوة مما أنت، أو أكثر جمالا، أو شبابا، أو مالا، أو نفوذا.. لربما صدر منك ما تعيبه على غيرك!
    متى نعود إلى الله؟
    الابن الشارد يعود إلى المنزل حينما يمرض، أو يفقد ثروته، أو يتحطم.. ولله المثل الأعلى.
    الفلاح يذرو الحب في الهواء؛ لتطير النخالة وتبقى الحنطة الصافية, وهكذا هي رياح المحنة تذهب رديئك وتبقي طيبك!
    هل تقول إنك سيئ الحظ؟
    كلا؛ فرب مقعد، أو أعمى، أو ضعيف، أو فقير.. كانوا أكثر سعادة
    وأعظم تأثيرا من الملوك، والأغنياء، والأصحاء.
    ليست الحياة حديقة زهور ولا حقل أشواك
    ولكنها يمكن أن تكون كذلك إذا كنت مصرا على أن تفهمها هكذا.
    أنت تثق بالمعلم، والطبيب، وقائد المركبة، والرسام الماهر، وصانع الفيلم
    فكيف لا تثق بالله الرحيم، الحكيم، اللطيف، الخبير؟!

    وإذا لم تفهم عقدة القصة أو سر اللوحة فأعد التأمل واستعن بخبير!
    وإن بنيت علاقتك مع الله على المصلحة العاجلة فحسب فقد بنيت منزلك على رمال متحركة!
    كيف تعاملت مع الأزمة؟
    * هل كنت ممن يحتفظ بها، ويغلق الباب على نفسه، ويستسلم للعواصف
    ويجتر الآلام ثم يتحول إلى الشرود، والإهمال، والتذبذب، والأمراض النفسية، والروحية؟
    * أم كنت ممن يتمرد على الأزمة
    فيتمرد على قيمه الإيمانية، والروحية، والاجتماعية.. ويتحول إلى العنف، والقسوة، ومحاولة الانتقام من المجتمع؟
    * أم حاولت الهروب من الأزمة وتجنب التفكير فيها وعدم مواجهتها، وربما قتلت وقتك بالترفيه السلبي واللهو والإدمان؟
    * أم أنت من ذلك الصنف الواعي؛ القادر على مواجهة الأزمة بصبر وإيمان وخبرة بالحياة
    وعقل منفتح على الخيارات، وروح هادئة تدري أن الحزن مقدمة السرور، وأن النصر مع الصبر
    وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا؟

    مفتاح الحل بيدك.. أن تنظر إلى الأمام.. إلى الممكن والمقدور، وتتكيف مع المتغير سريعا ودون إبطاء،
    ولا تطل الالتفات إلى الخلف إلا بقدر ما يتطلبه الوفاء والاعتبار ، وإياك أن تكون كالشريف إذ يقول:
    وتلفتت عيني فمذ خفيت *** عنها الطلول تلفت القلب
    ﴿ لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ﴾.
    .


 
شكرا أخي لكن انا كثرة الأزمات
و تعاقبها و تواليها
لم يترك لي الفرصة حتى لمجرد التفكير بالنجاة
فلا أكاد أصحو من واحدة حتى تأتي أخرى
لكن أعتقد جازما أن بعدها خيرا كثيرا
 
بارك الله فيك اخي محمد الامين على الرد المميز سلمت يمناك
 
شكرا أخي على الطرح الجميل ،
فكل واحد فينا إلا و يجد نفسه بين هذه السطور فلو توكلنا على الله حق التوكل لما وصلنا لما نحن فيه
اصبر على حلو الزمان و مره = = = و اعلم بأن الله بالغ أمره
 
كلام جميل جدا ومهما كانت الصعاب فالغد اكيد اجمل
ليست الحياة حديقة زهور ولا حقل أشواك
ولكنها يمكن أن تكون كذلك إذا كنت مصرا على أن تفهمها هكذا.
 
بارك الله فيك على الرد المميز سلمت يمناك
 
شكرا أخي لكن انا كثرة الأزمات
و تعاقبها و تواليها
لم يترك لي الفرصة حتى لمجرد التفكير بالنجاة
فلا أكاد أصحو من واحدة حتى تأتي أخرى
لكن أعتقد جازما أن بعدها خيرا كثيرا
هو.ابتلاء و اذا أحب الله عبدا ابتلاه ،و الخير ات في الدنيا.و الاخرة ان شاء الله
 
في النهاية ستطير روحنا لخالقها و لن تعود و لا ندري الى النعيم ام الى الشقاء
 
بارك الله فيك على الرد المميز سلمت يمناك

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top