التمس العذر ؛ قبل أن يدور الزَّمان

بنت سطيف

:: عضو مُشارك ::
إنضم
4 ماي 2016
المشاركات
136
نقاط التفاعل
361
النقاط
13
التمس العذر ؛ قبل أن يدور الزَّمان
________________________________________
منذ خمس سنوات خلت , وفي احدى حفلات الزفاف - أين كانت أمي متواجدة- كان النسوة يثرثرن في مختلف القضايا التي تهمهن وتهم المجتمع, وحدث أن تطرقن لموضوع الأساتذة والمطالبة بالأجورفي تلك الفترة, وسط استنكار شديد لمطالب هؤلاء –المشروعة-, فطوال سنوات خلت كان مرتب المعلم والأستاذ لا يكفل له الحياة الكريمة, في مقابل التعب والجهد المضني المبذول...
قالت احداهن بأنهم لايستحقون حتى المبالغ الزهيدة التي يتقاضونها, ناهيك عن مطالبتهم بالزيادة, وأضافت أخرى قائلة:"على القراية لي راهم يقروا فيها"
واستطردت أخرى:"مستوى التعليم متدن بسببهم, وأولادنا ضحايا استهتارهم ولا مبالاتهم"...لتضيف أخرى:"أولادنا رسبوا بسبب انعدام الكفاءة لدى أساتذة اليوم"...
كانت والدتي تطيل الصمت وتصيخ السمع لتلتك الثرثرات -السخيفة- الغير مبنية على الموضوعية, فأمي وان كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب غير أنها كانت زوجة رجل في قطاع التعليم فوالدي كان أستاذا يعاني الويلات في سبيل لقمة العيش, وقد قاسمته والدتي نفس المعاناة وشظف العيش, التي لم تذق احداهن شيئا منها في حياتها, ولاتعرف أي منهن كواليس حياة الأستاذ, فلم نكن نملك منزلا دافئا مريحا, ولاسيارة تقل والدي إلى مقر عمله الذي يذهب إليه بالمواصلات العامة الشحيحة آنذاك, والخطيرة أيام العشرية السوداء, حيث كان يستيقظ على الساعة الرابعة صباحا ليعود أدراجه منهكا حوالي الساعة السادسة مساء, ليس هذا فحسب بل تتبعه أعماله المضنية وتحضيره لمذكرة الدرس وتصحيح الأوراق والدفاتر والتعابير ليستغرق معها إلى ما يقارب منتصف الليل...
حينها نطقت والدتي لجمع النساء بعبارة قطعت سيل الإتهامات الباطلة, بالحجة الدامغة والبرهان المنطقي قائلة :"ابني وابنك في مدرسة واحدة, وقسم واحد, ويدرسهم نفس الأستاذ, فلماذا يتفوق ابني بينما يرسب ابنك؟هل هذا خطأ المعلم, أم التلميذ,أم وزارة التربية, أم الأسرة التي لاتهتم بأبنائها؟
مضى زمن على تلك المناقشة, وأصبح لدى أولئك النسوة, بنات في سلك التعليم, تغير الحال كثيرا عن الحقبة التي عايشها أبي, وزيدت الأجور, ومنحت الامتيازات للأساتذة, وأصبح كل من هب ودب أستاذا يربي الأجيال, علما أن من بين أولئك الأساتذة من حصل على شهادته الجامعية عن طريق الغش, أو الواسطة أو الحظ الذي كان نتاج سياسة "ارخفوا يدكم في التصحيح هذا العام" لتغطية فشل عمليات الإصلاح التربوي ...والتي كفلت لهؤلاء وظيفة ضمن الأسرة التربوية...
دار الزمن دورته اذن, والتقى جمع النسوة ثانية, وأخذن يتجاذبن أطراف الحديث, وكيف أن أجيال اليوم شبيهة بالمسخ, وأن المعلم والأستاذ يعاني الويلات معه, فقالت احداهن "أولاد أمهاتهم", وقالت أخرى:"جيل مائع", وأضافت ثالثة:"هذا جيل لا يعرف احترام الأستاذ؟"
واستطردت أخرى:"ابنتي تعاني الويلات,ضغطها ارتفع, وأصبحت عصبية جدا,أنا خائفة عليها من المستقبل والأيام القادمة, كيف ستمضيها مع أولئك الوحوش!؟"
نحن لا ننكر أن هنالك تقصيرا من الأساتذة أو غيرهم, لكن لا يجب أن ننتقد هذا النقد "المبني على **المجهول**" !!
في زمن صار فيه الكل ينتقد الكل, والكل يتهم الكل, والكل يسب الكل, ولا أحد يحاسب نفسه أولا, مصداقا لقول الشاعر:
كلُّنا مظلوم بريء ..
سحقا لـ (هم) من ظالمين !
كلُّنا للإصلاح نسعى ..
ويل لـ(كم) يا مفسدين !
نحن عنوان الوفاء ..
و(هم) مثال الخائنين !
كلُّنا يوسفُ ، و (هم) الذئبُ ...
خسئ في الخاسئين !
كلُّنا جبريلُ ...
فأين إبليس اللعين ؟!
هنا تذكرت عبارات جميلة تنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي تناسب المقام ,تقول:
* كُنت موظَّفاً , فانتقدتُ مديري؛ فصِرتُ مديراً
فتبيَّنِ لي أنّه كان على حق
* كُنت طالباً , فانتقدتُ معلِّمي؛ فصِرتُ مُعلِّماً
فعرفتُ أنّه كان على حق
* كُنت صغيراً , فغضبتُ من حرص أبي؛ فصِرتُ أباً
فظهر لي أنّه كان على حق
التمس العذر ؛ قبل أن يدور الزَّمان فتعرف أنَّ غيرك كان على حق.
لذا ... قدِّر , واحترِم ,وأكرم من يعمل معك بكلماتٍ جميلة , وأفعالٍ أجمل


منقووول بقلم شمس...المصدر:منتدى جلسات جزائرية
 
128798d1346314959-a-.jpg
 
مصيبة هذه الأمة هي كثرة الكلام وقلة العمل
كلنا نعرف المشاكل ونعرف حلها ونكثر الكلام في فيها
لكن لا يسعى للحل الا من رحم ربي
نجتمع على موضوع معين نتكلم فيه الاسباب والحلول ونفترق وغدا ايضا نفس المهمة موضوع اخر لمجرد الكلام فقط
حتى اصبح هذا الكلام نفسه مشكل فينا بالاضافه الى المشاكل التي نعاني منها
والاحكام في وقتنا يغلب عليها سوء الظن والاحكام المسبقه المبنية على الهوى والرغبات والانطباعات السيئة
أما الأعذار فهي تُعطى لمن يستحقها
 
السلام عليكم

فيما يخص موضوع التعليم .. حسب رأي المتواضع و بصريح العبارة " التعليم راح بكري " الحمد الله كان لي الشرف اني درست عند بعض من الأساتذة القدماء وهناك فرق كبير بينهم وبين الجيل الجديد .. انا لا أطعن في أي أحد لكن الحقيقة ان أساتذة الوقت الحالي يركزون على الراتب والإمتيازات اكثر من تركيزهم على تكوين و تربية الأجيال التي ضاعت .
في الدول المتقدمة .. يكون كل التركيز على التعليم و المنظومة التربوية .. وللأسف عندنا سياسة البريكولاج يحبو يرضيو الأطراف كامل سيرتو نسبة النجاح في الباكالوريا التي تكون مسطرة من قبل و هادي هيا تلاميذ اليوم لي يطلعو بالغش ومساعدتهم هم أساتذة الغد و هذا ما سيعصف بما تبقى من التعليم في الجزائر ان لم يجدو ويسطرو الحلول اللازمة
 
مصيبة هذه الأمة هي كثرة الكلام وقلة العمل
كلنا نعرف المشاكل ونعرف حلها ونكثر الكلام في فيها
لكن لا يسعى للحل الا من رحم ربي
نجتمع على موضوع معين نتكلم فيه الاسباب والحلول ونفترق وغدا ايضا نفس المهمة موضوع اخر لمجرد الكلام فقط
حتى اصبح هذا الكلام نفسه مشكل فينا بالاضافه الى المشاكل التي نعاني منها
والاحكام في وقتنا يغلب عليها سوء الظن والاحكام المسبقه المبنية على الهوى والرغبات والانطباعات السيئة
أما الأعذار فهي تُعطى لمن يستحقها
بارك الله فيكم
لو كانت الحضارة انسانا لكنا فيها اللسان
العرب مجرد ظاهرة صوتية
 
السلام عليكم

فيما يخص موضوع التعليم .. حسب رأي المتواضع و بصريح العبارة " التعليم راح بكري " الحمد الله كان لي الشرف اني درست عند بعض من الأساتذة القدماء وهناك فرق كبير بينهم وبين الجيل الجديد .. انا لا أطعن في أي أحد لكن الحقيقة ان أساتذة الوقت الحالي يركزون على الراتب والإمتيازات اكثر من تركيزهم على تكوين و تربية الأجيال التي ضاعت .
في الدول المتقدمة .. يكون كل التركيز على التعليم و المنظومة التربوية .. وللأسف عندنا سياسة البريكولاج يحبو يرضيو الأطراف كامل سيرتو نسبة النجاح في الباكالوريا التي تكون مسطرة من قبل و هادي هيا تلاميذ اليوم لي يطلعو بالغش ومساعدتهم هم أساتذة الغد و هذا ما سيعصف بما تبقى من التعليم في الجزائر ان لم يجدو ويسطرو الحلول اللازمة
بارك الله فيكم على الاضافة المميزة والطرح القيم
 
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
 
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
 
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
 
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سبحان الله الله لم أراد أن يصف من يدخل الجنة
قال :{ثلة من الأولين .وقليل من الآخريين }
رغم أن من الآخريين قليل الا أنه لم يظلمهم في غيرهم فذكرهم ولو قليل
من نحن لنعمم ؟!!!
نجد الأعذار لأنفسنا ولا نجدها لغيرنا لنرضي تقصيرنا ونرميه على غيرنا
عندما قرأت فكرت في الموضوع
أردت أن أعرف كم نسبة الأساتذة الذين درست عندهم من يصلح
فوجدت أنه من بين أربعة أساتذة في الابتدائي استفدت وتعلمت بمعنى الكلمة من3
ومن بين 23 من المتوسطة تعلمت من 17
ومن بين 23 أستاذ من الثانوي تعلمت من14
ومن بين 32من الجامعة تعلمت من20
رغم أنني لست من الجيل القديم عمري 18 يعني عايشت أساتذة من الجيل الجديد
و رغم ذلك نفس ممن ندرس معهم عند نفس الأساتذة من الصباح الى المساء تذمر
أظن لأنه برمجنا سلبيا وأصبح عقلنا الباطن تركيزه على السلبيات فقط
لذلك مثلا عندما نذكر أساتذة الجامعة نتذكر من بين 32 الا 12 السلبيين وعندها نقول أوووف من أساتذة الجامعة
شكرا على موضوعك القيم جزاك الله خيرا
في أمان الله



 
آخر تعديل:
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top