سلسلة الحج وتهذيب النفوس 1 (المقدمة، الحجُّ والإصلاح)

ابو ليث

:: عضو مَلكِي ::
أوفياء اللمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أما بعد:
فالحج ركن من اركان الاسلام العظام، شرعه الله لمن إستطع إليه سبيلا، باذلا فيه جهد النفس و غالي المال، ليلقى خيري العاجلة و المأل، و ليكون حج المرء كفيلا أن يُغفر له به ذَنبه، إنبغى أن يكون على التوحيد و السنة، مما يخول الحج أن يصير مدرسة يتخرج منها المثابرون في تحصيل عدة من الأخلاق السَنِية، مما دعت إليه الملة السُنِية، و لذلك جائت هذه السلسلة البَهية، منقولة كعادة سابقتيها من السلاسل (سلسلة فوائد مختصرة، و سلسلة أثر و تعليق)، من موقع الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله، ساردة دروسا في تهذيب النفوس، أحسبها من خير الدروس، لمن أراد العلم النافع و العمل الصالح، و أن يتزود من زاد الدنيا للأخرة، و هذه أول حلقاتها على بركة الله.
 
آخر تعديل:
توقيع ابو ليث

1- الحجُّ والإصلاح


إنَّ الحجَّ مدرسةٌ مباركةٌ لتهذيب النفوس وتزكية القلوب وتقوية الإيمان، فمن خلال هذا المنسَك العظيم والشعيرة المباركة يتلقَّى المسلمون الدروسَ العظيمة والعِبَر المؤثِّرة والفوائد الجليلة في العقيدة والعبادة والأخلاق، فهو بحقٍّ مدرسة تربويَّة إيمانيَّة يتخرَّج فيها المؤمنون المتَّقون، وينهل من معينها المبارك عبادُ الله الموفَّقون، يقول الله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ(27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} (1).

ومنافع الحجِّ وفوائده لا يُمكن حصرُها، وعِبَرُه ودروسُه لا يُمكن عدُّها واستقصاؤها، فإنَّ قوله تعالى في الآية: ( مَنَافِعَ ) هو جمع منفعة، ونكَّرَ المنافعَ إشارةً إلى تعدُّدها وتنوُّعها وكثرتِها، وشهودُ هذه المنافع أمرٌ مقصودٌ في الحجِّ؛ إذ اللاَّم في قوله: ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) لام التعليل، وهي متعلِّقةٌ بقوله: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ) أي: إن تؤذن فيهم بالحج يأتوك مشاةً وركباناً لأجل أن يشهدوا منافع الحجِّ، أي: يحضروها، والمراد بحضورهم المنافع حصولها لهم وانتفاعهم بها.

ولهذا فإنَّ من الحريِّ بكلِّ مَن وفَّقه اللهُ لهذه الطاعة ويَسَّر له أداء هذه العبادة أن يكون حريصاً غاية الحرص على تحصيل منافع الحجِّ والإفادةِ من عِبَره وعظاته، إضافة إلى ما يحصله في حجِّه من أجور عظيمة وثواب جزيل ومغفرة للذنوب وتكفير للسيِّئات، فقد ثبت عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَن حجَّ هذا البيتَ فلَم يرفُث ولم يفسُق رجع كيوم ولدته أمُّه )) رواه البخاري ومسلم(2) ، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنَّه قال: (( تابعوا بين الحجِّ والعمرة، فإنَّهما ينفيان الفقرَ والذنوبَ كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد )) رواه النسائي(3).

وجديرٌ بمَن نال هذا الرِّبحَ وفاز بهذا المَغنم أن يعودَ إلى بلده بحال زاكية ونفس طيِّبة وحياة جديدة مليئة بالإيمان والتقوى، عامرة بالخير والصلاح والاستقامة والمحافظة على طاعة الله عزَّ وجلَّ.

وقد ذكر العلماءُ أنَّ هذا الصلاح والزكاءَ إن وُجدَا في العبد فهو من أمارات الرِّضا وعلامات القبول، فإنَّ مَن حَسُنت حالُه بعد الحجِّ بالتحوُّل من السيِّء إلى الحسن أو من الحَسن إلى الأحسن فإنَّ ذلك دليلٌ على حسن انتفاعه بحجِّه؛ إذ إنَّ من ثواب الحسنة الحسنةَ بعدها، كما قال الله عزَّ وجلَّ: { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }(4)، فمَن أحسن في حجِّه واجتهد في تَتميمه وتكميله، وابتعد عن نواقصه ومفسداته خرج منه بأحسن حال، وانقلب إلى أطيبِ مآل.

وقد ثبت عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلاَّ الجنَّة ))(5)، وما من ريب أنَّ كلَّ حاجٍّ يطمع ويؤمِّل أن يكون حجُّه مبروراً وسعيُه مشكوراً وعملُه صالحاً مقبولاً، والعلامةُ الواضحةُ لبرِّ الحجِّ وقبوله أن يكون المرءُ قد أدَّاه خالصاً لوجه الله، موافقاً لسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنَّ هذين شرطان لا قبول لأيِّ عمل من الأعمال إلاَّ بهما، وأن تكون حالُه بعد الحجِّ خيراً منها قبله.

فهاتان علامتان على القبول: علامةٌ تكون في أثناء الحجِّ وهي أن يأتي به صاحبُه خالصاً لوجه الله موافقاً لسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلامةٌ تكون بعد الحجِّ وهي صلاحُ حال الإنسان بعد الحجِّ بأن يزيد إقبالُه على الطاعات واجتنابُه للمعاصي والذنوب، وأن يبدأ حياةً طيبةً معمورةً بالخير والصلاح والاستقامة.

وينبغي التنبُّه هنا إلى أنَّ المسلمَ لا سبيل له إلى أن يجزم بقبول عمله مهما أجاد فيه وأحسن، قال الله تعالى في بيان حال المؤمنين الكُمَّل وشأنِهم فيما يتقرَّبون به إلى الله من طاعات: { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }(6) أي: يعطون من أنفسهم ما أمروا به من عبادات من صلاة وزكاة وحج وصيام وغير ذلك، وهم خائفون عند عرض أعمالهم على الله وعند وقوفهم بين يدي الله من أن تكون أعمالُهم غيرَ منجيةٍ وطاعاتُهم غيرَ مقبولة.

روى الإمام أحمد في مسنده عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: (( قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }أهو الرَّجل يزني ويشرب الخمر؟ قال: لا يا بنت أبي بكر، أولا يا بنت الصديق، ولكنَّه الرََّّجل يصوم ويصلِّي ويتصدَّق وهو يخاف أن لا يُقبل منه )) (7).

قال الحسن البصري رحمه الله: (( إنَّ المؤمنَ جمع إحساناً وشفقةً، وإنَّ المنافقَ جمع إساءةً وأمناً )) (8).

وقد مضت السنَّة بين المؤمنين في قديم الزمان وحديثه أن يقول بعضُهم لبعض عقب هذه الطاعة: تقبَّل الله منَّا ومنكم، فالكلُّ يرجو القبول(9) ، وقد ذكر الله في القرآن الكريم أنَّ نبيَّه إبراهيم وابنَه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام كانا يدعوان بهذا الدعاء عند بنائهما للكعبة، قال الله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }(10)، فهما في عمل صالح جليل وهما يسألان الله أن يتقبَّل منهما، روى ابن أبي حاتم عن وُهيب بن الورد أنَّه قرأ هذه الآية ثم بكى، وقال: (( يا خليل الرحمن، ترفع قوائمَ بيت الرحمن وأنت مشفقٌ أن لا يقبل منك )) (11).

فإذا كان هذا شأنَ إمامِ الحنفاء وقدوةِ الموحِّدين فكيف الشأن بمَن دونه.

نسأل الله للجميع القبول والتوفيق والسداد، وأن يكتب لحُجَّاج بيت الله الحرام السلامةَ والعافيةَ، وأن يتقبَّل منَّا ومنهم صالح الأعمال، وأن يهدينا جميعاً سواء السبيل، إنَّه جوادٌ كريم.

* * *

----------
(1) سورة الحج، الآية: 27.
(2) صحيح البخاري (1820)، وصحيح مسلم (1350).
(3) سنن النسائي (5/115)، وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (2901).
(4) سورة الرحمن، الآية: 60.
(5) صحيح مسلم (1349).
(6) سورة المؤمنون، الآية: 60.
(7) المسند (25705).
(8) رواه ابن المبارك في الزهد (985).
(9) قال ابن بطة في كتاب الإبانة (2/873): (( ... وكذلك يقول من قدم من حجِّه بعد فراغه من حجِّه وعمرته وقضاء جميع مناسكه إذا سئل عن حجِّه إنَّما يقول: قد حججنا ما بقي غير القبول، وكذلك دعاء الناس لأنفسهم ودعاء بعضهم لبعض: اللَّهمَّ تقبَّل صومَنا وزكاتَنا، وبذلك يلقى الحاجُّ فيُقال له: قبل اللهُ حجَّك وزكى عملَك، وكذا يتلاقى الناس عند انقضاء شهر رمضان، فيقول بعضُهم لبعض: قبل الله منَّا ومنكم، بهذا مضت سنَّة المسلمين، وعليه جرت عادتهم، وأخذه خلفُهم عن سلفهم )).
(10) سورة البقرة، الآية: 127.
(11) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره، كما في تفسير ابن كثير (1/254) طبعة الشعب.
 
توقيع ابو ليث
أهلا أخي أباليث
مبارك علينا السلسلة الثالثة نسأل الله التوفيق في المتابعة و البركة في الفهم
و اليقين مع العمل

أخي الموضوع جاء بكثير من الفوائد و ليس الحج وحده
فمثلا هته
روى الإمام أحمد في مسنده عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: (( قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }أهو الرَّجل يزني ويشرب الخمر؟ قال: لا يا بنت أبي بكر، أولا يا بنت الصديق، ولكنَّه الرََّّجل يصوم ويصلِّي ويتصدَّق وهو يخاف أن لا يُقبل منه ))

هته لوحدها تكفي لو فهمناها حق الفهم الله المستعان


و سبحان الله هي مواسم الرحمات المتتاليات من رب رحيم بالحج و بين الصلوات و في رمضان و في شوال
و في العيدين و في كل أسحار هي فرص متعاقبات لطلب المغفرة و رجاء الرحمة و العودة و التوبة

نسأل الله لنا و لكم و للجميع بالهداية

بارك الله فيكم و جزاكم الله عنا كل خير أخي أباليث
 
توقيع الامين محمد
أحسن الله إليك أخي محمد.
نريد منك إطلالة طيبة كهذه في السلسلة الرابعة التي ستكون بعد حين بإذن الله في منتدى العقيدة و الفقه، لننشطه هو الأخر.
 
توقيع ابو ليث
أحسن الله إليك أخي محمد.
نريد منك إطلالة طيبة كهذه في السلسلة الرابعة التي ستكون بعد حين بإذن الله في منتدى العقيدة و الفقه، لننشطه هو الأخر.
عندي ألم فضيع على ساقايا لازم نروح نرتاح و في الغد
بحول الله تعالى نقوم بالواجب بحول الله
تصبح على خير
سلام عليكم
 
توقيع الامين محمد
توقيع ابو ليث
جزاك الله خيرا اخي الحبيب @ابو ليث

في الاونة الاخيرة ذهب الحجيج من جيراننا ..

وفقهم الله .. والله حرقة في القلب و لذة اتطلع اليها كلما قرب الحج .. اللهم وفقنا لحجة مبرورة ..

@الامين محمد اخي شفاك الله شفتءا لا يغادر سقما
 
جزاك الله خيرا اخي الحبيب @ابو ليث

في الاونة الاخيرة ذهب الحجيج من جيراننا ..

وفقهم الله .. والله حرقة في القلب و لذة اتطلع اليها كلما قرب الحج .. اللهم وفقنا لحجة مبرورة ..

@الامين محمد اخي شفاك الله شفتءا لا يغادر سقما
آآآميين بارك الله فيكم أخي الغالي
 
توقيع الامين محمد
كثير من الناس يتغيرون عند عودتهم من الحج و يصبح اقبالهم على الدنيا أكثر و يشتد بخلهم ما تفسير ذلك
جزاك الله خيرا
 
توقيع زاد الرحيل
هذا صار يحدث مع الناس في الأونة الأخيرة، و لعل هذا لفساد فهمهم و سوء قصدهم، و ليس هذه علامة الموفق المقبول، و كأنه بعد أن غفر الله وفقا لما يظن له صار لا يخشى ذنبا و لا عقابا.
 
توقيع ابو ليث
كثير من الناس يتغيرون عند عودتهم من الحج و يصبح اقبالهم على الدنيا أكثر و يشتد بخلهم ما تفسير ذلك
جزاك الله خيرا
الحج المبرور يورث في القلب إخبات و خوفا و خشية، و في النفس همة الطاعة، و يولد الإقبال على الأخرة و الإعراض عن الدنيا و زخرفها، في حين من كان حجه على غير وجه البر و الإخلاص، و كانت الأعمال فيه على وجه العجب و الغرور أو على وجه الرياء و حب الظهور، أو على وجه الملل و الكلل فهذا يولد مثل ما ذكرت من سيئ الصفات و ممجوج الأخلاق و أكثر.
 
توقيع ابو ليث
بورك فيك على الموضوع القيم والمميز اخي الكريم جعلها الله في ميزان حسناتك يارب العالمين اجمعين
 
بورك فيك على الموضوع القيم والمميز اخي الكريم جعلها الله في ميزان حسناتك يارب العالمين اجمعين
حفظك ربي من كل سوء ووفقك إلى كل خير أخي إلياس، عسى أن يجتمع الشمل بعد الشتات، و يصلح سبحانه حالنا معه فيصلح حال دنينا و يستقيم، و تحسن عاقبتنا و خاتمتنا بإذنه سبحانه.
 
توقيع ابو ليث
حفظك ربي من كل سوء ووفقك إلى كل خير أخي إلياس، عسى أن يجتمع الشمل بعد الشتات، و يصلح سبحانه حالنا معه فيصلح حال دنينا و يستقيم، و تحسن عاقبتنا و خاتمتنا بإذنه سبحانه.
اللهم امين يارب العالمين اجمعين اخي ابو ليث
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم
جعله في ميزان حسناتك
 
توقيع @R@ZIK
بارك الله فيك على الموضوع القيم
جعله في ميزان حسناتك
و فيك بارك الله، أنتظر متابعتكم في السلسلة القادمة إن شاء الله.
 
توقيع ابو ليث
بارك الله فيك واحسنت اخي الغالي
مشكور
 
توقيع البشير البشير
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom