۩ سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس 7 ۩( أهمية اتخاذ الأسوة والقدوة في باب التزكية)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر



القاعدة الرابعة في هذا الباب العظيم - باب تزكية النفس - : أهمية اتخاذ الأسوة والقدوة في هذا الباب .

وقد قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) [الأحزاب:21] وسمعنا قول الله سبحانه وتعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [آل عمران:31] ، والنبي(صلى الله عليه و سلم) هو إمام المتزكين، و قدوة الخلق أجمعين، وسيد ولد أدم ، بعثه الله سبحانه وتعالى للعالمين رحمة ، وجعله للناس قدوة ، وأمر جل وعلا بالائتساء به والإقتداء بهديه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) ،( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [الحشر:7] .


ولهذا لا سبيل إلى تزكية النفس بغير إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالتزكية هي الإتباع والإقتداء بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام والسير على منهاجه القويم ، وكيف يرام الوصول إلى التزكية والقبول بغير ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام !! هذا لا يمكن ؛ فالذي يريد لنفسه التزكية فليطلبها بالإتباع " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم" .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " إنا نقتدي ولا نبتدي ، ونتَّبع ولا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر" ؛ وهذا أمر لابد من التنبه له ؛ لأن الناس لا يزالون في كل زمان تُخترع لهم اختراعات ويُحدَث لهم طرائق، وكثيرٌ منها يُدّعى فيها أنها تزكي النفوس ، وتهذب القلوب ، وتقوِّي الصلة بالله ، إلى غير ذلك مما يقال ، والحق أن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، والحقُّ أن ما كان من الأعمال ليس على أمر النبي صلى الله عليه وسلم مردود على صاحبه غير مقبولٍ منه ((مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ )) ، ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )) ، ولهذا وجب على الإنسان الناشد والحريص على تزكية نفسه أن يجاهد نفسه على الإتباع والاقتداء والتأسي بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، وليحذر من المحدثات والمخترعات والطرائق المبتدعات التي يدَّعي أربابها أنها تزكي النفوس ، ولا يزال أئمة الضلال يورّطون العوام والجهال بأعمال منكرة وفِعال لا أصل لها في دين الله يدَّعون أنها تزكي النفوس ؛ حتى إن بعضهم يوصى المبتدئ في الهداية والداخل في أول طريقها بالانقطاع عن الجماعات والخلوة في مكان مظلم ، ويملى عليه ذكراً خاصاً وألفاظاً معينةً يرددها يزعم أنها تزكي وتهذِّب وتربي إلى غير ذلك من الدعاوى .

فتزكية النفس إتباعٌ للنبي عليه الصلاة والسلام ، وسيرٌ على منهاجه القويم ، ولزومٌ لصراط الله المستقيم ، وحذرٌ من الانحراف أو الزيغ عن هذا الصراط بأي مسمىً كان وبأي طريقة ادُّعِيت .
 
آخر تعديل:
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " إنا نقتدي ولا نبتدي ، ونتَّبع ولا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر"
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top