۩ سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس 2 الحلقة المفقودة۩( أهمية الدعاء و أنه جماع الخير كله )

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر


سبق لنا في الحلقة الأولى أن الهداية منة ربانية أصل عظيم في هذا الباب ؛ ذلك أن تزكية النفس وزكاءها بيد الله ، فمن أراد لنفسه أن تزكو وأن تثبُت وأن تستقيم على الزكاة فعليه باللجوء إلى الله ، وطلب ذلك من الله ، وحُسن الإقبال على الله جل وعلا ؛ لأن الأمر بيده عز وجل.


- وهذا ينقلنا إلى الأصل الثاني في هذا الباب العظيم ألا وهو : أهمية الدعاء وعظيم مكانته في هذا الباب العظيم وفي كل باب ، والدعاء - كما قال أهل العلم - مفتاح كل خير ، قال بعض السلف : " تأملتُ الخير فإذا هو أبواب كثيرة ؛ الصلاة خير ، والصيام خير، والصدقة خير، وبر الوالدين خير ، وعلمتُ أن ذلك كله بيد الله " أي لا يمكن أن تصلي إلا إذا أعانك الله ، ولا أن تصوم إلا إذا أعانك الله ، ولا أن تبرّ والديك إلا إذا أعانك الله ، كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون:


وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا صُمْنَا وَلَا صَلَّيْنَا


كل ذلكم بيد الله عز وجل ، يقول " فأيقنت أن الدعاء مفتاح كل خير " فكل خيرٍ ترجوه لنفسك وتريده من خيرات الدنيا والآخرة – من الخيرات الدينية والدنيوية - فاطلبه من الله والجأ إلى الله في نيله وتحصيله ، ولهذا جاء في صحيح مسلم من دعائه عليه الصلاة والسلام : (( اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي ، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي ، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي ، وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ )) . تأمل!! أصلح لي .. أصلح لي .. أصلح لي . فلا يمكن أن تصلح دنياك ، ولا يمكن أن يصلح دينك ، ولا أن تصلح آخرتك إلا إذا أصلحها الله لك ؛ فصلاح ذلك كله بيد الله ؛ ولهذا جاء أيضا في دعاء الكرب: ((اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ )) فهذا أمرٌ بيد الله .


وفي باب التزكية: صح عن النبي عليه الصلاة والسلام الدعاء في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم أنه عليه الصلاة والسلام قال في دعاءه : (( اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ؛ أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا )) فسأل الله سبحانه وتعالى تزكية النفس ((آت نفسي تقواها )) ، فالنفس لا تؤتى التقوى ولا تؤتى الزكاة إلا إذا آتاها الله سبحانه وتعالى ذلك ومنَّ عليها جل وعلا به ، فهو أمرٌ بيده ، ولهذا فقر العبد إلى الله سبحانه وتعالى فقرٌ ذاتي من كل وجه ؛ كما أن غنى الله سبحانه عن عباده غنىً ذاتي من كل وجه ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15 ) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ) [فاطر:15-17] ، وقال جل وعلا في الحديث القدسي : ((يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي )) ؛ فالأمر بيد الله عز وجل ، والعبد بحاجةٍ شديدة إلى دعاء مستمر وإلحاحٍ على الله سبحانه وحُسن إقبالٍ على الله عز وجل ؛ راجياً طامعاً راغباً مقبلاً ، والله عز وجل لا يخيِّب عبداً دعاه ، ولا يردُّ مؤمناً ناجاه .قد قال سبحانه : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) [البقرة:186] . قال عمر رضي الله عنه: " إني لا أحمل همّ الإجابة ولكن أحمل همّ الدعاء " .
 
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد
فعند قيامي بتلخيص سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس لجعل ذلك في موضوع تجتمع عنده جميع الفوائد، لاحظت عند تشغيل محرك البحث غياب أهم حلقة في الموضوع، و نظرا لأهمية الدعاء في باب التزكية كانت هذه الحلقة المفقودة لتتصل السلسلة بما قبلها و بعدها و تتم الفائدة بها، و الله نسأل أن يزكي نفوسنا و ان يلهمها الرشد و الهدى.
 
بارك الله فيكم أخي
حتى أني قلت في نفسي أن التزكية أهم دعاء يجب أن ندعوا به
فإذا وفقنا في التزكية سهل ما بعدها
كحال التوحيد إذا فهمنا التوحيد فما بعده أيسر أو بمعنى أن التوحيد هو الأصل
لابد منه ليصلح العمل و يتقبل
و منه الدعاء بالتوفيق إلى الهداية بتوحيد الله أولا و بعده الدعاء بالتزكية
و الله أعلم

بارك الله فيكم حبيبي أباليث
 
۩ سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس 2 الحلقة المفقودة۩( أهمية الدعاء و أنه جماع الخير كله )
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top