المواهب في الجزائر يجب أن تقتل قبل أن تنضج... قبل أن تختمر... لأنها في الحقيقة ليست مواهب أصلاً، بل هي مجرد أوهام تشكل خطراً حقيقيا على صاحبها... أتذكر أن تلميذة أحضرت لي محاولة شعرية من خمس سنوات خلت، وقالت لي بدارجة: ( أستاذ لدي موهبة في نظم الشعر وأريدك أن تكتشفني وتدفعني للأمام)... وعدتها أني سأقرأ عملها في المساء وسأكتشفها في المساء، وسأدفعها للأمام في المساء أيضا... وحل المساء والحزن- كما يقول صلاح عبد الصبور- ( يولد في المساء لأنه حزن ضرير) .... لم تكن هنالك لا موهبة ولا (شيئ ) ،ولو قرأ سيدي @السحاب العابر ما قرأت لفكر فيما فكرت ( دفع التلميذة الشاعرة ولكن ليس للأمام، بل دفعها كجلمود صخر حطه السيل من عل) لتريح وتستريح.... التقيت بالمبدعة صباح الثلاثاء ،ولأن الثلاثاء من أحب أيام الأسبوع إلى قلبي لم أفضحها ولم أنصحها.... فقط قلت لها عبارة بيني وبينها
صدقيني لا توجد موهبة ولا هم يفرحون) اهتمي بدراستك وبتخصصك العلمي بما أنك مفلحة فيك لحد النجاح الأكيد.... بعض المواهب كالحمل الكاذب لا بد من قتلها آجلا غير عاجل..... كانت تلك أول وآخر موهبة أقتلها لأني قررت بعدها مباشرة أن أتوقف عن قتل المواهب، والتفرغ للكذب على القلوب.... الفضل كل الفضل يعود للشاعر ( جرير) ....
تصبحون على خير اللمة الجزائرية
تصبحون على خير اللمة الجزائرية
