في حكم بعض الألفاظ المستعملة مثل: "بصحتك" و"ربي يتقبل"

om leith

:: عضو مُتميز ::
إنضم
7 أوت 2009
المشاركات
612
نقاط التفاعل
181
النقاط
24
محل الإقامة
الجزائر
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في حكم بعض الألفاظ المستعملة مثل: "بصحتك" و"ربي تقبل"
السؤال: ما قولكم في بعض الألفاظ المستعملة من بعض الناس بعد الانتهاء من الأكل بقولهم:"بصحتك"، وكذلك بعد الصلاة قولهم: "اللهم تقبل"، أو"تقبل الله صلاتك، أو "ربي يقبل". وجزاكم الله خيرا.
الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما، أمّا بعد:
فإنَّ قول بعضهم للآكل أو الشارب عند انتهاء منه: "بالصحة والعافية" وغيرها من العبارات الدالة على اهتمام الأخ بأخيه، وهي تحمل معنى الدعاء فلا أرى مانعًا من ذكرها إذا لم يقصد بالتعبُّد بذات العبارة ولا التزام بكلماتها، وذلك لدخولها في عموم القول بالمعروف والكلمة الطيبة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ، فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ"(?) فتكون الكلمة الطيبة مطلقًا وبين الناس صدقة فهي شاملة لكلمة التوحيد، والذكر، والبدء بالسلام ورده، وتشميت العاطس، والكلام الطيب في ردِّ السائل قال تعالى: ?قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى?[البقرة: 263]، كما يدخل كل كلام حسن يثلجُ به صدر المؤمن، ويفرح به قلبه، ويدخل فيه السرور قال تعالى: ?وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً?[البقرة: 83]، ففي الحديث: "اتَّقُوا النار وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِالكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ"(?).
غير أنَّ الذي اعتاده بعض الناس قولهم عقب الصلاة الجماعية مباشرة وعند المصافحة: "تقبَّل الله" ونحوها من الكلمات ويقول الآخر: "منَّا ومنكم" [/فإنَّ مثل هذا لصيق بالعبادة، ولا أصل له في الشرع ومخالف للسنة، لأنَّ هديه صلى الله عليه وآله وسلم عقب السلام البدء بالاستغفار، ثمَّ الأذكار الواردة، ثم التسبيح، والتحميد، والتكبير، وغيرها مما هو معلوم في السنة.
والفرق بين الحكمين السابقين، أنَّ الأول يتعلَّق بالعادات فالأصل فيها الجواز مالم يرد دليل مانع أو يحمل في ذاته عبارات لا يرضاها الشرع، بينما الحكم الثاني فمتعلق بالعبادات لإضافته لحكم الصلاة، وكلُّ ما أضيف إلى حكم شرعي، فإنَّه يحتاج إلى دليل من الشرع يسنده ويؤيده.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

المصدر:

http://www.ferkous.com/rep/Bq50.php
 
بارك الله فيك
 
بُورِك فيِك اختي أم ليث
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top