((حقوق الأخوة))

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
((حقوق الأخوة))

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فهذه وقفات يسيرة في بيان حقوق الأخوة في الله، أحببت جمعها من النصوص وكلام السلف؛ لما يرى من تفريط كبير في العناية بهذا الحق العظيم، وسهولة المفارقة بين الإخوان لغير داع شرعي ولا موجب ديني؛ وإنما لمجرد عدم التوافق في الطباع، أو الاختلاف في الرغبات والأطماع.
فأقول مختصرًا مقللاً تشاعيب الكلام؛ ليتحقق بذلك بلوغ ما أردته من مرام.

الوقفة الأولى:
[الحرص على صاحب الدين]:

- يقول -عليه الصلاة والسلام-: "المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل".
- قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك ونافخِ الكِيْرِ؛ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحًا خبيثَة". (أخرجاه).
- وروي أن بلالاً بن سعد -رحمه الله- كان يقول: "أخ لك كلما لقيك ذكّرك بحظك من الله، خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك ديناراً".
- وقال مالك بن دينار للمغيرة بن حبيب: "يا مغيرة، كل أخ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرًا فانبذ عنك صحبته".

الوقفة الثانية:
[التسامح بين الإخوة]:

- قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: "وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّه". (أخرجه مسلم).
- وقد روي أنه جرى بين ابن السماك وصديق له كلام، فقال له صديقه: "الميعاد غدًا نتعاتب". فقال: "بل الميعاد غدًا أن نتغافر".

الوقفة الثالثة:
[إظهار الحب بالإخبار عنه، والعمل بمقتضى ذلك]:

- قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ". (رواه البخاري في الأدب المفرد).
- وعن سفيان بن عيينة -رحمه الله-، قال: "سمعت مساور الورَّاق يحلف بالله -عزَّ وجلَّ-: ما كنت أقول لرجل إني أحبك في الله -عزَّ وجلَّ- فأمنعه شيئًا من الدنيا".
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "المحبُّ لله إذا أحبَّ شخصًا لله، فإن الله هو محبوبه؛ فهو يحبُّ أن يجذبه إلى الله تعالى، وكلٌّ من المحبِّ لله والمحبوب لله يجذب إلى الله".

الوقفة الرابعة:
[التناصح بين الإخوة]:

- قال -صلى الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة". ثلاثًا، قلنا: "لمن يا رسول الله؟" قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم". (رواه مسلم).
- وقال الحسن البصري -رحمه الله-: "إخواننا أحب إلينا من أهلينا؛ إخواننا يذكروننا بالآخرة، وأهلونا يذكروننا بالدنيا".

الوقفة الخامسة:
[الإيثار بين الأصحاب]:

- امتدح الله أصحاب نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
- قال عبَّاس بن دهقان: "ما خرج أحدٌ مِن الدُّنْيا كما دخلها إلَّا بشر بن الحارث؛ فإنَّه أتاه رجل في مرضه، فشكا إليه الحاجة، فنزع قميصه وأعطاه إيَّاه، واستعار ثوبًا فمات فيه".

الوقفه السادسة:
[التغاضي والتغافل]:

- قال تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}.
- قال القرطبي: "وأعرض عن بعض تكرمًا، قاله السدي. وقال الحسن: ما استقصى كريم قط".
- ويقول الحسن -رحمه الله- أيضًا: "ما زال التغافل من فعل الكرام".

الوقفة السابعة:
[الفرح بهذه الأخوة]:

- قال -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان" -وذكر منها-: "وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله".
- قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إذا رزقكم الله -عز وجل- مودة امرئ مسلم فتشبثوا بها".

الوقفة الثامنة :
[التزاور والمفاقدة]:

- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن رجلاً زار أخاً له في قريةٍ؛ فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: "أين تريد؟". قال: "أريد أخاً لي في هذه القرية". قال: "هل لك من نعمة تَرُبُّها؟". قال: "لا، غير أني أحببته في الله". قال: "فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه". (رواه مسلم).
- وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يذكر الرجل من إخوانه في بعض الليل، فيقول: "يا طولها من ليلة"، فإذا صلى المكتوبة غدا إليه، فإذا التقيا عانقه.

الوقفة التاسعة:
[مساعدته في الخير]:

- قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}.
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه".
- وسئل سفيان بن عيينة عن قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}، فقال: "هو أن تعمل به، وتدعو إليه، وتعين فيه، وتدل عليه".

الوقفة العاشرة:
[الصبر على النقص عند الآخرين في غير أمر الدين]:

فالصبر مطلوب على كل حال بأنواعه الثلاثة.
- قال تعالى واصفًا حال المؤمنين: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
- وقال يحيى بن معاذ -رحمه الله-: "حقيقة المحبَّة: لا يزيدها البرُّ، ولا ينقصها الجفاء".
- وقال الجنيد: "إذا صحَّت المحبَّة سقطت شروط الأدب".
فهذه عشر وقفات مختصرة، تبين شيئًا مما ينبغي تجاه الإخوة والأصحاب؛ لنسلك بذلك حسن الأسباب.
فأرجو أن تكون نافعة، وللعمل بها داعية.
وفقنا الله لصالح القول والعمل.

كتبه :
محمد بن غالب العمري
3 جمادى الآخرة 1437هـ.


 
نقلا عن منتديات التصفية و التربية.
 
كيف يكون التغافل
التغافل هو التغاضي وعدم التركيز على الأخطاء والزلات

والهفوات الصغيرةتكرماً وحلماً وترفعاً,

عن سفاسف لأمور وصغائرها, وترفقاً بالآخرين

وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً

وترفعاً عن سفاسف الأمور

و التغافل عن الأخطاء ليس تأكيدا للخطأ أو عدم اهتمام

بل ليس سذاجة ولا غباء ولا ضعف بل هو الحكمة بعينها

و خلق التغافل من أخلاق العقلاء فهم يتجاهلون أمورا لإنقاذ

الآخرين من الإحراج لأنه لايمكن السيطرة علي كل شيء

و من صفات المتغافل أنه عند وقوع خطأ بدون قصد يمر مرور الكرام

ولا يلفت الانتباه إليه وقد تري في أخيك عيبا ما ولم يتفطن له

الآخرون وأنت تري

أن التنبيه إلي الخطأ سيلفت انتباه الآخرين فينبغي تعمد التغافل

و التغافل كان خلق النبى صلى الله عليه و سلم

: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ

عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا

قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ } [ التحريم]

أي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ببعض ما أخبرت به

عائشة معاتباً لها

ولم يخبرها بجميع ما حصل منها حياءً منه وكرماً

وبعض الرجال – هداهم الله – يدقق في كل شيء وينقب في كل

شيء فيفتح الثلاجة يومياً ويصرخ لماذا لم ترتبي الخضار أو تضعي

الفاكهة هنا أو هناك ؟! لماذا الطاولة علاها الغبار ؟! كم

مرة قلت لك الطعام حار جداً ؟! الخ وينكد عيشها وعيشه !!

وكما قيل : ما استقصى كريم قط ، كما أن بعض النساء كذلك تدقق في

أمور زوجها ماذا يقصد بكذا؟ ولماذا لم يشتر لي

هدية بهذه المناسبة؟ ولماذا لم يهاتف والدي ليسأل عن صحته؟

وتجعلها مصيبة المصائب وأعظم الكبائر.. فكأنهم يبحثون

عن المشاكل بأنفسهم !!


كما أن بعض الأزواج يكون عنده عادة لا تعجب الطرف الآخر

أو خصلة تعود عليها ولا يستطيع تركها – مع أنها لا تؤثر في

حياتهم الزوجية بشيء يذكر – إلا أن الطرف الآخر يدع كل صفاته

الرائعة ويوجه عدسته على تلك الصفة محاولاً اقتلاعها

بالقوة.. وكلما رآه علق عليها أو كرر نصحه عنها فيتضايق صاحبها

وتستمر المشاكل.. بينما يجدر التغاضي عنها تماما ، أو

يحاول لكن في فترات متباعدة، وليستمتعا بباقي طباعهما الجميلة..

فلنتغاضى قليلاً حتى تسير الحياة سعيدة هانئة لا

تكدرها صغائر، ولتلتئم القلوب على الحب والسعادة،

فكثرة العتاب تفرق الأحباب .

قالوا في خلق التغافل ..

ليس الغبي بسيد في قومه *** لكن سيد قومه المتغابي

قال الإمام أحمد بن حنبل "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"

وقال الحسن البصري: "ما زال التغافل من فعل الكرام"

عن أبي بكر بن أبي الدنيا أن محمد بن عبد الله الخزاعي قال :

سمعت عثمان بن زائدة يقول :
العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل .

قال : فحدثت به أحمد بن حنبل فقال :
العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل .

قال الإمام الشافعي: "الكيس العاقل؛ هو الفطن المتغافل"

قال الحسن رضي الله عنه:

" ما استقصى كريم قط قال الله تعالى عرف بعضه وأعرض عن بعض"

و قال عمرو المكي رحمه الله :" من المروءة التغافل عن زلل الإخوان "

وقال الأعمش رحمه الله : " التغافل يطفئ شراً كثيراً "

و قال جعفر رحمه الله : ‏"‏ عظموا أقدراكم بالتغافل‏ "‏

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

start.gif
من لم يتغافل تنغصت عيشته
end.gif


منقوول ..
 
جزاك الله خيرا
رغم طيبة زوجي الا أنه لا يتغافل أبدا و هذا يجعلني عصبية و مع ذلك يلصق الخطأ بي و يصر انه على حق
 
جزاك الله كل خير
وجعلنا الله وياكم ممن يتصف بها


والاسلام جاء للاخاء بين الناس
ونشر الموده والمحبه بينهم


وللاسف اصبحت المصالح في هذا الزمن تطغى
على العلاقات الانسانية
ولم نعد نرى العلاقات الساميه الا فيما ندر

بارك الله فيك على الموضوع
 
أحسن الله إليك إلياس.
أحسبك من الإخوة الصادقين.
وفقك المولى سبحانه إلى كل خير و جنبك كل شر.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top