السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله اختي الغالية موضوع مهم ومميز كما عودتنا
بارك الله فيك وجزاك كل خير وجعل كل حرف في موازين حسناتك
تحدثت في موضوعك عن مظهر من مظاهر عقوق الوالدين، فكما يوجد ابناء عاقين لاولادهم فيوجد اولياء عاقون لابنائهم
نسال الله ان لا نكون من الصنفين وان كنا او سنكون كدلك عن قصد او عن غير قصد فنسال الله الثبات والهداية لنا ولكل المؤمنين
ربما يكون طرحا جديدا أن نتحدث عن عقوق الآباء والأمهات لأولادهم، وذلك انطلاقا من مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم، والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته”، وليس من الحكمة أن يمرض الإنسان، ويخفي مرضه خشية منه، فذلك يعني أنه سيستمر المرض ويستشري في جسده، حتى يفتك به، ومثله السكوت عن أمراض المجتمع، فتركها يكاد يمزق بنية المجتمع ولحمته.
وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتشر مرض في المجتمع، جمع الصحابة وخطبهم قائلا: “ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا”، حتى يلفت الانتباه إلى الخطر، ويقدم العلاج للناس.
وحتى نقف على الظاهرة من الناحية السلوكية في المجتمع يجب ألا نقف موقف المنظر الذي يقول: هذا واجب، وهذا حرام، وهذا حلال، وهذا خطأ، وهذا عيب، بل نحن في حاجة إلى الغوص في حالات المجتمع حتى تتكون لنا صورة قريبة إلى الصورة الشاملة لهذه الظاهرة.
صور عقوق الآباء للأبناء: من أهم صور عقوق الآباء للأبناء
- التفرقة في المعاملة : فبعض الآباء والأمهات يجد بعض الأبناء أقرب إلى قلوبهم، فيظهرون هذا في معاملتهم؛ وهو ما يولد حقدا وكرها من الولد للأم والأب والإخوة أيضا، ولا يمكن لنا أن نحجر على الحب الزائد، فقد كان يعقوب عليه السلام يحب ولده يوسف -عليه السلام- أكثر من إخوته؛ وهو ما حدا بهم إلى محاولة قتله والتخلص منه، فرموه في البئر، غير أن يعقوب كان يدرك هذا تماما، ولم يكن يظهره.
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتشر مرض في المجتمع، جمع الصحابة وخطبهم قائلا: “ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا”، حتى يلفت الانتباه إلى الخطر
ولما رأى يوسف عليه السلام الرؤيا {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}، قال له أبوه يعقوب عليه السلام {يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، ثم فسر له الرؤيا، فقد أدرك خطر معرفة إخوته للرؤيا، وأن كيدهم سيزيد له، فقدم الأهم على المهم، ونصحه بإخفاء الأمر على إخوته أولا، ثم فسر له الأمر ثانيا.
وإن كنا لا نستطيع مصادرة القلوب، وأن نجعلها تقسم الحب بالتساوي، فيجب أن يظهر هذا في الأعمال المادية، من التسوية بين الأبناء في العطية، والابتسامة والقبلات وغيرها قدر الإمكان، وقد رفض الرسول أن يشهد على هبة والد لأحد أبنائه، وقال له: “إني لا أشهد على جور”. وهذا يعني أنه قد يكون في القلب حب زائد لولد دون آخر، بشرط أن يبقى شيئا قلبيا “اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك”.
- طبيعة التعامل : وبعض الآباء يرون أن تشديدهم على أبنائهم في بعض مظاهر الدين هو الدين كله، مع أنهم يخطئون في حق أبنائهم، فيتهمون أبناءهم في بعض السلوكيات على أنهم “فسقة”، وأنهم “منحلون”، وأنهم يريدون العبث واللهو، وهذا حرام، مع أن هذا الشيء قد لا يكون حراما، فهذا التضييق والتشدد يجعل الأبناء في حالة تشتت؛ لأن التشدد من الآباء يلقي بظلاله عليه.
وعلى الآباء أن يدركوا طبيعة المرحلة التي يعيشها أبناؤهم، وأن يدركوا أيضا أن الأجيال مختلفة، وأن التأثيرات في البيئة المحيطة تحدث نوعا من التغيير. ولهذا ما أحسن ما كان يعالج به النبي صلى الله عليه وسلم خطأ الناس،.
ومثال ذلك الشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى، وكاد الصحابة أن يجنوا من طلبه وأن يبطشوا به، ولكنه قربه منه، وكلمه بحوار العقل والقلب، وطرح عليه أسئلة تهدم، بالحوار البناء، رغبته الهدامة، فقال له:” أترضاه لأمك؟” قال: لا والله يا رسول الله. فقال له صلى الله عليه وسلم: “فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم”، أترضاه لأختك؟ قال: لا والله يا رسول الله؟ قال: فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم… وما زال به يذكر أقاربه من عمته وخالته، ثم وضع يده على قلبه، ودعا له بالهداية.
فخرج الشاب وهو يقول: والله يا رسول الله ما كان أحب إلى قلبي من الزنى، والآن ما أبغض إلى قلبي من الزنى. فإن رأى الآباء شيئا يكرهونه من أبنائهم، فليكن الحوار هو السبيل الأمثل للاقتناع لأجل ترك شيء، أو فعل شيء.
- لا للاستبداد : ومن صور العقوق أيضا إظهار الآباء أنهم يملكون الحق الأوحد، وأن الأبناء دائما على خطأ، فيشعر الأبناء أن آباءهم وأمهاتهم لا يملكون القدرة على خطابهم، وأنهم يسيئون إليهم دائما؛ وهو ما يحدث فجوة كبيرة بين الآباء والأمهات.
رفض الرسول أن يشهد على هبة والد لأحد أبنائه، وقال له: “إني لا أشهد على جور”
إن احترام آراء الأبناء وسماعهم والتحاور معهم وإقناعهم هو السبيل للتربية الصالحة، أما أن يكون الآباء والأمهات ملائكة لا يخطئون، فهذا هو الخطأ بعينه، ولا يظن الآباء أنهم باعترافهم أنهم كانوا خاطئين في هذا الموقف أن صورتهم تهتز أمام أولادهم، إنها إن اهتزت لأول وهلة، ولكنها ما تعود لتثبت كالجبال الرواسي، كما أنه يولد في الأبناء الاعتراف بالخطأ، وما يتبع هذا من فوائد في حياة الأبناء.
- ومن صور العقوق أيضا؛ الاستبداد في الرأي، وخاصة إذا كان هذا الرأي متعلقا بالأولاد، وأخطر هذا الاستبداد أخذ قرار بتزويج فتاة دون رضاها، فهذا من أشد العقوق، وقد جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه أن والدها أراد أن يزوجها قريبا لها ليرفع به خسيسته، فرد الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج، فلما رأت الفتاة أن الأمر لها، قالت: يا رسول الله، قد أجزت ما أجاز أبي، غير أني أحببت أن أعلم من ورائي من النساء أن ليس للآباء في هذا الأمر شيء.
وهو درس للآباء أن من يتقدم قد توافق عليه الفتاة، وتراه مناسبا لها، غير أنها حين تشعر بالإجبار ترفضه، وموافقتها حق شرعي يسبق موافقة الأب نفسه؛ لأن هذه معيشتها وعشرتها لا معيشة أبيها ولا عشرته، ولكن يشترط موافقة أبيها لأنه الحارس الأمين عليها.
- ومن مظاهر العقوق أن يدخل الوالد ولده -أو بنته- كلية لا يرغب فيها، أو أن يفرض عليه عملا معينا لا يحبه، أو مهنة لا يهواها، كل ذلك نوع من الاستبداد المرفوض، والذي يجب أن ينتهي الآباء عنه فورا.
عوامل خارجية
- العلاقات المحرمة: من أهم مظاهر العقوق، فعدد غير قليل من الآباء المتزوجين لهم علاقات حب وعشق مع نساء أخريات، وهذا -فضلا عن حرمته- فإنه يؤثر سلبا على تربية الأولاد، بل يكتشف الأبناء -في بعض الأحايين- هذه العلاقة، فتنهار كل المثل العليا التي يرونها في أبيهم، وتتحطم في عيونهم الصورة الجميلة للأب، وقد يؤثر هذا عليهم سلبا فينشئوا هم علاقات محرمة؛ لأنه عند غياب التربية قد يقع الأبناء في معاصي الآباء.
العقوق من أمراض المجتمع، والتي يجب الانتباه لها، وأن توظف لها الطاقات المتنوعة، من دور العلماء في الدعوة وخطب الجمعة ودروس العلم، ومن الإذاعة والتلفزيون
ومثل تلك العلاقات يجب أن تكون واضحة، إما أن تكون في إطار حلال أو ترفض، وما أبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:” اتق المحارم؛ تكن أعبد الناس”.
- ومن مظاهر العقوق الاهتمام بالمظهر دون المخبر، فكثير من الآباء يعتقدون، بالخطأ، أن دورهم محصور في توفير الطعام والشراب لأبنائهم، فيسعى للسفر حتى يعيش أبناؤه في معيشة أفضل، وهذا أمر لا بأس به لكن لا بد من دراسة الأمر جيدا من كل النواحي؛ فالسفر له موازناته، وقبل اتخاذ قرار بالسفر وترك الأولاد والزوجة يجب أن يقع حوار ومشورة بين الزوجين، كما لا بد من دراسة أثر ذلك على الأولاد، فمن الناس من سافر لجلب المال، فقامت الزوجة بدورها وحافظت على أبنائها، ومن الناس من أضاع أبناءه بسفره، بل ربما ضاعت زوجته مع أولاده أيضا.
ومن أشد الخطر في السفر غربة الروح والجسد، حين يسافر الوالد مع أبنائه إلى بلد غير بلده، فيبيع دينه لأجل دنياه.
ومن قصص الواقع أن والدا من إحدى الدول العربية سافر إلى بلد أوربي ليقضي هو وأسرته الصيف فيه، فإذا بهم يقضون الليل في أماكن لهو وعبث، ذهاب هنا وهناك، الحرية ممنوحة للجميع، مشاهدة كل الأفلام التي لا تتناسب مع مجتمعنا وقيمنا وديننا، وبينا البنت تشاهد إحدى القنوات العربية، فإذا بها تسمع شيئا لم تسمعه منذ زمن، إنه الأذان من الحرم، فهز كيانها، وصرخت في وجه أبيها: لماذا أتيت بنا إلى هنا؟ أردت أن تضيع ديننا؟ وبعد هذا المشهد الذي أخرجت فيه الفتاة كل ما في قلبها، قرر الوالد العودة فورا، بعدما أفاق من غفلته.
وإن كان من الناس من يستثمر في الأموال، ولكن هناك من العقلاء من يستثمر في أولاده، وكم تفوق أبناء الفقراء، بحسن رعايتهم واهتمامهم؛ فالتفوق وحسن التربية لا علاقة لها بفقر أو غنى، ولكن لها علاقة بالتربية والبذل.
أخيرا: العقوق من أمراض المجتمع، والتي يجب الانتباه لها، وأن توظف لها الطاقات المتنوعة، من دور العلماء في الدعوة وخطب الجمعة ودروس العلم، ومن الإذاعة والتلفزيون، ولعله قد يكون من المفيد أن يتبنى بعض الكتاب تأليف بعض الروايات عن هذه القضية، وأن تتحول هذه الروايات إلى مسلسلات وأفلام، حتى نستخدم الفن الهادف في علاج قضايانا، ولا شك أن الطرح الإعلامي من أبرز الوسائل تأثيرا في حياة الناس، خاصة في ظل العولمة التي نعيشها، والتأثيرات المتبادلة بين الحضارات من جراء ثورة الاتصالات.
المصدر: اسلام أون لاين
دور الاباء اتجاه ابنائهم
https://islamqa.info/ar/103526
دور الاباء اتجاه ابنائهم بعد سن البلوغ
http://www.alukah.net/social/0/53655/
لا نبالغ إذا قلنا أنه لا يكاد بيتٌ يخلو من الصراخ والصخب ما دام فيه أطفال صغار، فهم بالتأكيد مصدره، إذ لا يخلو لعبهم من الاختلاف والتشاجر الذي يعلن عن نفسه بين الحين والآخر بأصواتهم تتعالى بالصراخ.
ويتكرر ذلك منهم بشكل يومي، وأثناء الزيارات العائلية، عندما يكون الأبناء مع أترابهم من الأقارب، فينقسمون إلى أحزابٍ.. بعضهم ضد بعض، وقد تعلو أصواتهم فتعكر صفو الجلسة العائلية للكبار! فما هو سبب هذا الصراخ؟ .
إنّ الصغار يتشاجرون..!!
أمي .. أخي أخذ قلمي!
أبي .. تامر يستهزيء بي ويسخر مني!
أمي .. لقد ضربني أحمد وجرح يدي!
أليست هذه هي بعض العبارات التي تتردد يوميا بين الأطفال أثناء مشاجراتهم؟
بلى.. إنّ الشجار بين أبنائنا يعتبر سمة من سمات العلاقة بين الأطفال، ولكنه قد يتحول إلى مشكلة تولِّد الكراهية والحقد بين الأبناء، إذا تعاملنا معها بشكل سطحي أو بطريقة خاطئة.
وللمشاجرات أنواع:
- فهناك مشاجرات تحدث بين البنات والبنين الأشقاء:
حيث نجد الأطفال الذكور يحاولون السيطرة على البنات، وإشعارهن أنهن في الرتبة الأقل دائماً، وأنه يتوجب عليهن خدمة الذكور، والعكس غير صحيح أو غير لائق أو غير مقبول، وهذا التمييز يسبب للبنات شعوراً قوياً بالاستفزاز والإهانة، و يجعلهن متحفزات دائماً ، ومن ثمّ يحمى وطيس المعارك بين الفريقين.
- وهناك المشاكل التي تحدث بين أخ و أخ، وغالباً تكون بسبب:
1ـ محاولة الكبير السيطرة على الأخ الصغير وتحديد ما يجب وما لا يجب.
2ـ الاختلاف على قنوات التليفزيون وأماكن الجلوس.
3ـ الصراع على النفوذ الأسرى أو العائلي.
4ـ المشادات الكلامية المستفزة غير اللائقة أحياناً.
5ـ الخلاف حول الأموال والممتلكات.
- بينما نجد أن أكثر المشكلات بين أخت وأخت تدور حول:
1ـ التنافس على حب واهتمام الوالدين.
2- مقارنة الصغرى نفسها بالكبرى.
3- خلافات مستمرة بسبب تقسيم أعمال المنزل والطبخ والشراء.
4- خلافات ناجمة عن استعمال الأشياء الخاصة (ملابس-أدوات الزينة).
5- الغيرة بسبب تفوق إحداهن على الأخرى في الجمال، وكثرة تعليقات الآخرين على ذلك (عبد الله عبد المعطي:كيف تكون أباً ناجحاً؟،ص:63).
الأسباب:
إذا حاولنا التعرف على أسباب الخلافات والمشاجرات بين الأبناء، فسنجد أنّ:
- بعضها قد يرجع إلى الموروثات الثقافية لدى الوالدين، والأسلوب الذي تربى به كل منهما في صغره، مثل: تفضيل أحد الوالدين أو كليهما لأحد الأبناء دون الآخرين، أو للبنين على البنات، وهو فِكر لا يزال موجودا عند الكثيرين من الآباء في الوسط العربي؛ مما يولّد لدى الفتاة العربية الكراهية والحقد الشديد تجاه (الرجل)، في صورة شقيقها الذكر، مما قد يسبب لها مستقبلاً العديد من المشاكل النفسية أو الاجتماعية.
- كذلك أسلوب الوالدين في التعامل مع الأبناء، فالسلبية واللامبالاة قد توفر بالتأكيد مناخاً خصباً للمشاجرات بين الأبناء، حيث يجدوا في ذلك وسيلة جيدة للفت نظر الوالدين أو جذب انتباههم.
- عدم تربية الأبناء على أدب المزاح وضوابطه، ففي كثير من مواقف الشجار المحتدم بين الأبناء، وبعد الاستفسار منهم عن الأسباب يتبين أن أحدهم ألحق الأذى بأخيه ضرباً، أو شتماً، أو سخرية واستهزاء، بدعوى أنه يمزح معه!!
- حب السيطرة وامتلاك الأشياء من أحد الأخوة ضد إخوته، أو تسلط أحدهم على إخوته إزاء رغباتهم المختلفة، مثل: تغيير قنوات التلفزيون أو أماكن الجلوس.
- الشعور باضطهاد الكبار، ومحاولة الصغار إسقاط مشاعرهم في صورة معارك ضارية، ينفّسون فيها عن مشاعرهم السلبية.
إدارة المشاجرات فن:
إنّ تحكُّمك عزيزي المربي في غضبك وطريقة حديثك، وتعبيرات وجهك، والعبارات الصادرة منك أمام أبنائك، يعتبر عاملاً أساسياً للسيطرة على موقف الشجار بطريقة صحيحة.
ولا نستطيع أن نعدك عزيزي القارئ المربي بحلول تنهي شجار الأبناء، فإنهم بذلك يتحولون إلى أطفال غير طبيعيين، ولكن من خلال تعديل أسلوب التربية، ومعالجة المربي لمواقف الشجار بين الأبناء بطريقة هادئة حكيمة، قد ينجح في ترشيد خلافاتهم المتكررة، وإكسابهم قيماً إيجابية للخلاف، ترافقهم طوال حياتهم.
فلتبدأ من خلال هذه النقاط محاولة جادة وجديدة لإدارة شجار الأبناء بطريقة هادئة وفعّالة:
1- لا تحاول أن تكرر ودون أن تدري، ما كان يفعله أبواك معك كأساليب العقاب أو التهديد، بل اتبع أسلوبا جديدا كنت تتمنى أن يعاملاك به وأنت طفل.
2- انظر لأبنائك وكأنهم مرآة لك، فصوتهم العالي وأسلوبهم في التعامل هو انعكاس لصوتك العالي وصراخك، بل واستخدامك للعنف والضرب أحيانا!
3- درّب نفسك جيداً على التحكم في أعصابك وألا يثيرك شجارهم وصخبهم، جرّب أن تكتم غضبك لدقائق بعيداً عن أبنائك وستجد أنً غضبك يتسرب منك ويبقى التفكير الهادئ في سبب شجار الأبناء لتعالجه بهدوء، كما أنّ الكلمات الطيبة، وعبارات التشجيع على ضبط النفس، واللمسات الحنونة لها أثر كبير في تهدئة غضب الأبناء، فلا تستغن عنها أو تبخل عليهم بها.
4- وإذا حدث وتشاجر الأبناء في مكان عام، فلا تخجل أو تفقد أعصابك وتحاول أن تُنْهِي الموقف بالضرب أو إهانة الأبناء، ولكن كن هادئا، ولا تغضب، و تذكر أنّ كل الناس عندهم أطفال وقد تحدث لهم مثل هذه الأمور.
وأخيراً ...عزيزي المربي :
تأكد أنّ للخلافات أحياناً فوائد، فمن الخلافات يتعرف الأبناء على بعضهم البعض، ويجرّبون المشاعر المختلفة من الانتصار وتقبل الهزيمة.(عبد الله عبد المعطي:كيف تكون أباً ناجحاً؟،ص:64).
كما أنهم سيتعلمون أخلاقاً لا تنبعث من النفس إلا في مثل هذه المواقف، مثل المِرَان على كظم الغيظ، والتحكم في النفس، وضبط اللسان، واحترام خصوصيات الآخرين، والتسامح، والاعتذار، والرجوع عن الظلم.
كذلك من الممكن أن تدرّبهم على أسلوب التفاوض، فإذا اختلفوا على شيء فخذه منهم وأخبرهم أنه يمكنهم استرجاعه بعد أن يصلوا إلى حَلٍّ واتفاق، وأنّ التزامهم بهذا الاتفاق سيضمن لهم الاحتفاظ بهذا الشيء.
وحاول أن تشغلهم دائماً بما ينفعهم، وأن تقلّل أوقات فراغهم الغير مخطط لاستثمارها، ولكن اشغلهم بما يفيد، ولا تجمع البيض في سلة واحدة.
وتذكر أن تربية الأبناء وظيفة ممتعه وثرية، لا يجد لذتها إلا من استعذب صراخها وبكاءها.
المصدر :
منتدى ياله من دين تحت اشراف فضيلة الشيخ سلطان بن عبد الله العمري
نعم، المشروع للأقارب وللأخوة في الله عند وجود ما يسبب الشحناء والنـزاع أن يتقوا الله، وأن يجتهدوا في حل المشكلات بينهم بالطرق الشرعية، وأن يجتهدوا في السماح والعفو عن حق كل واحد منهم على أخيه، حتى تجتمع القلوب وحتى تتم المودة وحتى يحصل التعاون على الخير هكذا ينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة، يقول الله -سبحانه-: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى[البقرة: 237]، ويقول -عز وجل-: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ[الشورى: 40]، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً)، فالتسامح والعفو عن بعض الحق، من صفة الكرام، ومن أخلاق الأفاضل والكرماء والأدباء، الراغبين بما عند الله -سبحانه وتعالى-، ولا يجوز التهاجر، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا ولا تناجشوا ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يكذبه ولا يكذب عليه ... الحديث)، فالتهاجر أمر ممنوع لما يفضي إليه من الشر، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (لا هجرة فوق ثلاث)، وفي الحديث الآخر: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، فالمسائل التي تقع بين الأخوة وبين الأسرة وبين الجيران يجب أن تحل بالطرق التي يرضاها الله -عز وجل-، فإن كانت بأسباب كلمة استسمح صاحبها من قالها فيه، من كذبة أو سبة أو غيبة أو نحو ذلك، وإن كانت الشحناء بسبب مال في ذمة أحدهم للآخر، اجتهد في أداء المال وقضاء الدين، أو سامحه في بعضه أو تحمله فيما بينهم، تقاسموه وعفوا عنه كل هذا من شيم الكرام، وإن كان هناك شيء آخر كذلك سعوا في إزالته أو السماح عنه، أو تسليمه إن كان مالاً، فالحاصل أنه ينبغي للأسر والجيران والأصحاب ألا يطيعوا الشيطان في إثارة الشحناء بينهم، وفي غرس جذورها، وفي استمرارها، بل يحاربوه، بل عليهم أن يحاربوه بكل ما استطاعوا من قوة، حتى تعود المياه إلى مجاريها، وحتى تعود القلوب إلى حالها، وحتى تسود المودة بين الجميع، نسأل الله التوفيق والهداية.
المصدر :
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز