قصة الشيخ الحكيم والصبي

البحر الهادي

:: أستاذ ::
أوفياء اللمة
رأى أحد الحكماء صبيآ يصلي الفجر فأراد أن يعرف
ما إذا كان يصلي الفجر عادة أم عبادة
فقال الحكيم : يابني أيهما أفضل عندك المال أم العقل ؟
فقال الصبي : العقل
فقال الحكيم : لم ؟
الصبي : لأن العقل يأتي بالمال ، والمال يذهب العقل
الحكيم : المال أم العدل ؟
الصبي : العدل
الحكيم : لم ؟
الصبي : لأن المال يحمي صاحبه من الظلم في غياب العدل فيكون غاية ، فإذا وجد العدل كان المال وسيلة لا غاية
الحكيم : المال أم الملك ؟
الصبي : المال
الحكيم : ولم ؟
الصبي : لأن المال سيكون وسيلتي لملك القلوب إذا صرفته في الخير وملك القلوب أعظم ، أما الملك الدنيوي فإنه يطغيني
فأظلم فأفقد ملك القلوب ، فيتمنى الناس زوالي
الحكيم : المال والملك أم العلم :
الصبي : العلم
الحكيم : لم ؟
الصبي : لأني بالعلم أبلغ مرتين مرتبة المال والملك ، ألم تسمع عن قصة عبد الله بن المبارك وزوجة الرشيد عندما رأت الناس يلتفون حوله ، ويقبلون يديه وقد خرجوا لاستقباله دون مناد يخبرهم بحضوره ، وقارنت بين هذا الإستقبال لعالم وبين جمع
الناس بالعسكر باستقبال الرشيد فصاحت : والله هذا هو الملك ، لا ملك الرشيد
الحكيم : يابني المال أم الإخوة؟
الصبي : الإخوة
الحكيم : ولم ؟
الصبي : بالمال وحده لا أستطيع البلوغ إلى كل ما أريد
لكن بالإخوان أبلغ ما أريد
الحكيم : المال أم العافية
الصبي : العافية
الحكيم : ولم ؟
الصبي : العافية تأتي بالمال ، ولا يستطيع المال وحده
أن يأتي بالعافية
الحكيم : أنا أم أنت ؟
الصبي : أنت وأنا .. أنت النهر الذي يفيض بالحكمة والعلم
ونحن الزرع الذي نسقى منه
الحكيم : لقد أثلجت صدري يابني ، بارك الله فيك قم في حفظ الله.
 
توقيع البحر الهادي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا أخي على هذه القصة الجميلة
التي تزخر بالحكم ماشاء الله
سررت حقا بقراءتها وسررت بكميّة المواعظ التي تعلّمتها منها
جزاك الله خيرا أخي
تحياتي​
 
توقيع لؤلؤة قسنطينة
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom