ارجع غدا

الباندي

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 ديسمبر 2014
المشاركات
1,803
نقاط التفاعل
6,137
النقاط
71
سلام عليكم
لست من هواة الكتابة او بالاحرى لا اتقن لغة البوح بالكلمات حتى في صفحة صماء مثل هاته
ولكن لدي جانب احيانا يعطيني فسحة صغيرة جدا لكي ابوح ببعض الكلمات الركيكة
عبد الحق
25-09-2018
00:13

 
ها قد مر طيفها مجددا،، يحوم في تلك الغرفة المظلمة،، بحثا عن ذلك المخلوق الضعيف
يتسائل مراقبون:لماذا هذا الخوف؟
يجيب وقلبه يخفق : لايمكن تفسير ذلك انها نوبات الهيام .تحكم بقبضتها على رقبتي
يهرع الى مضجعه مرتعشا ..يبحث عن مصباحه او كما يسميه مصباح الخلاص
----
يقول احدهم ساخرا : انهم يملكون قوة جبارة ..فتارة يُغرِقونك في عشقهم ..وتارة يقذفونك بالمدافع ..

فقال : ...حتى تلك السيجارة اصبحت تتوجس طيفها ..يا لهم من جبابرة
c7c4cBXQQa7XkgCb4qw1548112945.jpg
 
يتردد كثيرا على هاته الصفحة،،وتخالجه بعض الكلمات،،،فيهرول لكتابتها،،
ولكن يُحس ان هناك قيودا،،لا تدعه يضعها هنا،،شعور ممتزج بين الالم و الاسى و والغضب،، اهي بدايات التشافي حسب dr. John gray !

،،،،; ان ما تريد كتابته هو في الغالب كلمات جوفاء،، تافهة لا تغدوا الا ان تكون نزوة عابرة!
،،،،: كفى عن نشر تفاهتك، ،لا مكان للمرتعشين في هذا العالم!
------------------
يتذكر انه عليه ان يُحضِر كوبـا من الشاي ..فهو رفيقه الدائم مع علبة السجائر ..في حروبه النفسية ..
يتسلل الى مطبخ امه خفيةً.لانه لا يريدها ان تستيقظ فهو يخاف من من امه و مطبخها..


يسمع صوتا من الغرفة : يا بني الشاي يضر بصحتك .."بزاف عليك "
..فوقعت تلك الكلمات في نفسه كالبلسم على الجرح ..احس ان هناك من يتذكره
....: امي نامي ..انه كوب من الشاي ..نامي و ارتاحي..
ترد عليه امه : لا تنسى ان تتطفئ النور "متنساش طفي الضوء يا موصيبة"
-يطفئ النور وهو يردد في نفسه : حتى انتي يا امي!

يعود الى سريره مبتمسا من كلمات امه ،،، يستلقي،،يضع سماعات الاذن،، ككل ليلة يستمع الى احد روائع صباح فخري،،قل للمليحة في الخمار الاسود،،!
,,,,: حتى ذوقك الفني رديئ ..!

يُشعل سيجاراته،،،منتشيا،،،محدقا في سقف غرفته ...هل هذا انا حقا ؟

2015 - 1.jpg
 
ي
كان انسانا بسيطا ..يقتات على ما يحصل عليه من عمله البسيط "قهواجي"

...يتبادل النكت و القصص ...مع رواد المقهى..خصوصا عمي الطاهر الله يرحمه

تكونت بينه و بين القهواجي علاقة قوية "ابن و اب" ..مليئة بالنصح و الارشاد ..و القصص الغريبة

عمي الطاهر ..شيخ طاعن في السن ....يتردد كثيرا على المقهى

مُجاهد بدون وثائق ..او كما يقول دائما "انا جاهدت على عَرضي مانستحقش دراهم..الله يرحم الشوهادا (الشهداء) رافعا يديه للسماء "

نعم..عمي الطاهر جاهد لانه يعتبر الجزائر عِرضه ..جاهد املا في جزائر افضل ’جزائر تسع الجميع ..وليست جزائر "نجمو نظمو زوج كوب دومونند..وليست جزائر جوع كلبك يتبعك!

يقول في احدى دُرره .." فرنسا ماخوفـتـنـيش ..بصح خيرة هدمتني "

كانت اخر كلمة و لقاء بينهما

تساؤل القهواجي في نفسه "ماذا تملك خيرة حتى تهدم انسانا حارب فرنسا"

فرنسا تملك المدافع و السفن و الطائرات ..

فرنسا احدى اكبر المستعمرات قديما ..؟

ماذا تملك خيرة ؟

الله يرحمك عمي الطاهر

يُكمل القهواجي عمله ..يُلبي طلبات الزبائن ..

يطارده شبحها ..حتى في المقهى ..يتذكر خيرة و عمي الطاهر ويبتسم ..و كانه يقول "اذا عمت خفت"

وكأنه يقول "لستُ الوحيد الذي اكتوى بنيران خيرة !
ما ابشع ان تُواسيك نفسك !

يُشعل سيجارة Marlboro ..و يضع سماعات الاذن ..مُستمعا الى اغنيته المفضلة "يا زغيدة ديري لاتاي "

الشاي يوجد ..ولكن خيرة مفقودة !
صور-حزينه-معبرة-بدون-كتابة-1.jpg

 
اليوم الثاني من دون سجائر
فقدت البوصلة تماما،، كالتائه في صحراء قاحلة.
افضل جلساء السوء، فارقتها ليومين!
ياتُرى هل تفتقدني؟
من الواضح انها لا تُحس بِغيابي،، فمن فارقني يومًا لم يُراوده شعور الحنين.
images (3).jpeg
 
الموت البطيئ ،،معارك طاحنة تدور داخلك،،لا تعطيك الفرصة لفسحة من الامل،،تصارع من اجل البقاء،،في عالم اسود،،مليئ بالغربان، كتائه في غابات الموت،،
------------
ستدخل الى عالمي احيانا ،،تتطفل ،،وانت حذر من ان يتمرد حرصك ويعلن وجودك،، لانك مصفد باغلال التكبر و العظمة،،تسترق النظر من بعيد،،تقتل نفسك وانت تردد "",,"ياليت"،،التي حتما سوف تقودك الى عالم الجنون و الخيانة و النذالة ،،عالم يعج بأمثالك من مُتردية و نطيحةٍ وما اكل السبع،،،يومها سوف تتذوق العلقم مثلي ،،، حتما سوف تتجرع السم!
 
مترنحا بين علبة السجائر و و الشاي فقد ادمنه ،،حياته انقلبت راسا على عقب فعاد الى حياته القديمة ،اللامبالاة عششت في منطقه ،،اضحت غرفته ،،هي ملاذه ،،هي منفاه الاختياري،،انهكته حياة الليل.
مقلبا بين دفاتره الكئيبة يتطاير الغبار منها،،فقد كانت محشورة في احد الزوايا ،،وقد احتلتها العناكب ،،،كان يبحث عن احد الاوراق المهمة ،،يقع نظره على احداها ،،كانت مكتوبة بقلم احمر ،،مع مرور الزمن اصبح يميل الى الاسود ،تماما كفعلتها السوداء القاتمة
ينتشل تلك الورقة ،،ويقرا ما كتب فيها ،،"

" اخاف ان يعود ذلك الليل المظلم ،واكون وحيدة،تائهة حائرة،اخاف ان اكون من دونك ،انت من اريد ،اريد العيش في ظلك وفي حظنك وفي جعبتك اريد أن اعيش لك
فقط لا من دونك"

ارتعدت فرائسه ،،من هول المكتوب ،،مستحضرا المه،،محدثا نفسه: يا الهي أين كان عقلك ،،،كيف لم تلتقطها حواسك"
يرد على نفسه:لا أدري ،،انا لم اكن أملك البصيرة ،،فقد كنت اساق مغيبا ،،تائها في صحرائها ،،باحثا عن شربة ماء تروي ضمأ كياني،،كنت دائما ابصر الماء بين كثبان صحرائها ،،ولكن في الحقيقة كان سرابا .
يهرع لمكانه ،،اين يجد بعض الدفئ ،،يستكين الى فراشه. ، مثقلا بخيبته ،،يلف سيجارته القاتلة ،،منتشيا،،غارقا في احلامه اللامنطقية ،،
تغفو عينه ،،ينام منكسرا،،خائبا كطفل تائه في الشوارع ،،بدون مأوى..!
كم انت قاسية يامن كنت عزيزتي!
19/11/2016
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top