التنبيه بإحسان لمن لا يفرق بين النصيحة والرد بالبيان

[أبو إبراهيم .]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلنا نعلم أن النصيحة من أهم ما في ديننا الحنيف فلا خير في قوم لا ينصحون ولا خير في قوم لا يقبلون النصيحة .

السؤال هنا : متى تكون النصيحة ؟

الجواب : النصيحة تكون عندما ترى من أخيك المسلم مخالفة شرعية ، فتنبهه عليها برفق و الواجب أن تكون مخلصا في نصحك متمنيا الخير للذي نصحته

أما الرد فهو رد على المعتدين وهو نصيحة للغير حتى لا يغتروا بهم ؛ ومعلوم أن الرد على المخالف بعد إقامة الحجة عليه وتبيين الحق يكون بشدة كما فعل سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ، فقد ألفوا كتبا في الرد على المبتدعة وعلى الوضاعين والكذابين وهذه الشدة محمودة لأنهم كانوا يغارون على دين الله وكانوا لا يرون أي أحد مهما كان فوق دين الله ، فالذي يتعصب لباطله وينشر باطله وينشر فساده بين المسلمين يجب أن يزجر ويعامل بشدة .

و أما معاملة من يخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم متعمدا كانت شديدة جدا جدا وسنضرب مثالا على ذلك

عن بلال بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذا أستأذنكم. فقال بلال: والله لنمنعهن. فقال له عبد الله: أقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وتقول أنت: لنمنعهن. وفي رواية سالم عن أبيه، قال: فأقبل عليه عبد الله فسبه سبّاً ما سمعت سبه مثله قط، وقال: أخبرك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقول: والله لنمنعهن)) رواه مسلم.

فأنظروا يا عباد الله كيف تعامل هذا الصحابي الجليل عبد الله إبن عمر رضي الله عنه عن من خالف حديثا واحدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول له أقول لك قال رسول الله وأنت تقول لنمنعهن .فسبه سبا ما سمع الراوي مثله قط

فما بالك بمن يهدم الدين كله ويدعو إلى ما يخالفه ، ويأتي من يزعم أنه بدافع الدين يقول لا تحكموا عليه ، إنا لله وإنا إليه راجعون .

المشكلة فينا أننا لم نتعلم ، ولم نجعل الدين هو المرجعية الأولى لأخلاقنا !!! من الذي يتجرأ ويقول أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه بلا أخلاق !! من ؟ وإلى الله المشتكى ونسأل الله أن يعيننا ويهدينا أجمعين