- إنضم
- 14 جوان 2011
- المشاركات
- 4,033
- نقاط التفاعل
- 4,408
- النقاط
- 191
- العمر
- 39
- الجنس
- ذكر
قصة طريفة فيها بعض العبر
إن شاء الله جل وعز
زعموا أن زيدا سأل عَمْرًا ذات يوم فقال:
يا عمرو هل يجوز لي أن أستعمل الشبكة العنكبوتية والمواقع المختلفة خاصة مواقع التواصل الحديثة؟
فأجاب عمرو بعد قليل من التفكير:
يا زيد؛ إذا كان البحر هائجا فلا يجوز لك أن تسبح،
وإذا كان هادئا فلك أن تسبح إن شئت، على أنني أنصحك بأن تحرس ملابسك وأغراضك أثناء سباحتك أو تكلف من يحرسها لك من إخوانك.
فتح زيدٌ فاه من جواب عمرٍو وحملق فيه قليلا ثم قال: كلامك جميل، أحسن الله إليك.
قال عمرو: هو كلام عادي؛ ويحيرني أنه أعجبك إلى هذه الدرجة!
زيد: قلت لي أن لا أسبح إذا كان البحر هائجا...
عمرو: بل لا يجوز لك أن تسبح.
زيد: نعم، وقلت: إذا كان هادئا فيجوز أن أسبح...
عمرو: ويجوز أن لا تسبح.
زيد: ونصحتني بحراسة ملابسي خلال ذلك أو تكليف من يحرسها، فجزاك الله خيرا،
ولكن كيف عرفت أنني ذاهب إلى البحر؟
ضرب عمرو جبهته بكفه ثم قال: ما الذي سيُدريني إلى أي مكان أنت ذاهب؟ إنما قصدتُ ضرب المثال ليكون أوضح جابة على ما طرحتَه من سؤال،
وأزيدك؛ ما دمتَ ذاهبا إلى البحر حقا فاختر من الشواطئ ما يكون خاليا من المحظورات الشرعية التي بينها أهل العلم.
والآن أسألك يا زيد: هل فهمت وجه ارتباط المثال مع السؤال؟
زيد: آه؛ لا تؤاخذني فبالي مع البحر منشغل، وقد ذهلتُ عن كونك إنما تجيب عن سؤالي منذ البداية؛ طيب، ولكن ليتك توضح أنت ما رميتَ إليه حتى لا أغفل أنا عن ذكر بعض المعاني التي قصدتَ بالتمثيل تقريبها.
تبسم عمرو ثم قال: لك ذلك يا أخي؛ واستمع لما يَسُرّك:
المواقع فيها الخبيث وفيها الطيب فهي سلاح ذو حدين كما يقال؛ فإياك إياك أن تدخل المواقع الضارة مهما كانت ممتعة أو مسلية أو حتى مثقفة ربما. فالموقع الضار مثل البحر الهائج.
زيد: هذه واحدة،
ولكنْ، فيما أتثقف منه من هذا النوع من المواقع؛ ألا يمكنني أن أُميّز بين النافع وبين الضار؟
عمرو: البحر يأخذ العوام كما يقولون، ويمكن أن يصلك النفع الذي تحتويه بعض المواقع الضارة دون حتى أن تضطر للدخول إليها إن شاء الله؛ المهم دعني فقط أكمل لك...
ثم زاد عمرو:
ولتقتصر في انتفاعك وتثقفك وتعلمك وتمتعك أيضا على المواقع المأمونة، فإنها تكفيك عن غيرها إن شاء الله وهذه مَثَلها كمثل البحر الهادئ المعتدل.
قال زيد: وهذه الثانية؛ زدني لا فُضّ فوك.
عمرو: وأثناء إبحارك في الشبكة العنكبوتية وتصفحك للمواقع النافعة فاحذر أن يشغلك هذا عن واجباتك الدينية والدنيوية فتندم بعد ذلك، وهذا الذي مثَّلْتُ له بحراستك لأغراضك، ولك أن تتخذ مذكرة صغيرة تُدوّن فيها مختلف أشغالك، أو توصي من يذكرك بحلول ساعة لك فيها موعد أو صلاة أو شغل والله الموفق.
زيد: وهذه ثالثة؛ يا حسرتي على أيام كنتُ أُشبعك فيها ضربا في أمثلة النحو، وها قد صرتَ أنت تضرب لي الأمثال وتوضحها لي، جزاك الله خيرا وكَثَّر الله من أمثالك.
...
قال كاتبه: جزى الله خيرا من قرأ مقالي ونوى الانتفاع بما قد يجده فيه من أعضاء المنتدى المبارك أو زواره المحبين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه:
أبو عبد الله محمد جنايحي عفا الله عنه وعن والديه وعن المسلمين.
يوم الأحد 29 من ذي الحجة عام 1439 هجري الموافق للتاسع من سبتمبر عام 2018 ميلادي.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
المصدر'''التصفية'والتربية'السلفية'تحت'اشراف'الشيخ'أزهر'سنيقرة'حفظه'الله
إن شاء الله جل وعز
زعموا أن زيدا سأل عَمْرًا ذات يوم فقال:
يا عمرو هل يجوز لي أن أستعمل الشبكة العنكبوتية والمواقع المختلفة خاصة مواقع التواصل الحديثة؟
فأجاب عمرو بعد قليل من التفكير:
يا زيد؛ إذا كان البحر هائجا فلا يجوز لك أن تسبح،
وإذا كان هادئا فلك أن تسبح إن شئت، على أنني أنصحك بأن تحرس ملابسك وأغراضك أثناء سباحتك أو تكلف من يحرسها لك من إخوانك.
فتح زيدٌ فاه من جواب عمرٍو وحملق فيه قليلا ثم قال: كلامك جميل، أحسن الله إليك.
قال عمرو: هو كلام عادي؛ ويحيرني أنه أعجبك إلى هذه الدرجة!
زيد: قلت لي أن لا أسبح إذا كان البحر هائجا...
عمرو: بل لا يجوز لك أن تسبح.
زيد: نعم، وقلت: إذا كان هادئا فيجوز أن أسبح...
عمرو: ويجوز أن لا تسبح.
زيد: ونصحتني بحراسة ملابسي خلال ذلك أو تكليف من يحرسها، فجزاك الله خيرا،
ولكن كيف عرفت أنني ذاهب إلى البحر؟
ضرب عمرو جبهته بكفه ثم قال: ما الذي سيُدريني إلى أي مكان أنت ذاهب؟ إنما قصدتُ ضرب المثال ليكون أوضح جابة على ما طرحتَه من سؤال،
وأزيدك؛ ما دمتَ ذاهبا إلى البحر حقا فاختر من الشواطئ ما يكون خاليا من المحظورات الشرعية التي بينها أهل العلم.
والآن أسألك يا زيد: هل فهمت وجه ارتباط المثال مع السؤال؟
زيد: آه؛ لا تؤاخذني فبالي مع البحر منشغل، وقد ذهلتُ عن كونك إنما تجيب عن سؤالي منذ البداية؛ طيب، ولكن ليتك توضح أنت ما رميتَ إليه حتى لا أغفل أنا عن ذكر بعض المعاني التي قصدتَ بالتمثيل تقريبها.
تبسم عمرو ثم قال: لك ذلك يا أخي؛ واستمع لما يَسُرّك:
المواقع فيها الخبيث وفيها الطيب فهي سلاح ذو حدين كما يقال؛ فإياك إياك أن تدخل المواقع الضارة مهما كانت ممتعة أو مسلية أو حتى مثقفة ربما. فالموقع الضار مثل البحر الهائج.
زيد: هذه واحدة،
ولكنْ، فيما أتثقف منه من هذا النوع من المواقع؛ ألا يمكنني أن أُميّز بين النافع وبين الضار؟
عمرو: البحر يأخذ العوام كما يقولون، ويمكن أن يصلك النفع الذي تحتويه بعض المواقع الضارة دون حتى أن تضطر للدخول إليها إن شاء الله؛ المهم دعني فقط أكمل لك...
ثم زاد عمرو:
ولتقتصر في انتفاعك وتثقفك وتعلمك وتمتعك أيضا على المواقع المأمونة، فإنها تكفيك عن غيرها إن شاء الله وهذه مَثَلها كمثل البحر الهادئ المعتدل.
قال زيد: وهذه الثانية؛ زدني لا فُضّ فوك.
عمرو: وأثناء إبحارك في الشبكة العنكبوتية وتصفحك للمواقع النافعة فاحذر أن يشغلك هذا عن واجباتك الدينية والدنيوية فتندم بعد ذلك، وهذا الذي مثَّلْتُ له بحراستك لأغراضك، ولك أن تتخذ مذكرة صغيرة تُدوّن فيها مختلف أشغالك، أو توصي من يذكرك بحلول ساعة لك فيها موعد أو صلاة أو شغل والله الموفق.
زيد: وهذه ثالثة؛ يا حسرتي على أيام كنتُ أُشبعك فيها ضربا في أمثلة النحو، وها قد صرتَ أنت تضرب لي الأمثال وتوضحها لي، جزاك الله خيرا وكَثَّر الله من أمثالك.
...
قال كاتبه: جزى الله خيرا من قرأ مقالي ونوى الانتفاع بما قد يجده فيه من أعضاء المنتدى المبارك أو زواره المحبين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه:
أبو عبد الله محمد جنايحي عفا الله عنه وعن والديه وعن المسلمين.
يوم الأحد 29 من ذي الحجة عام 1439 هجري الموافق للتاسع من سبتمبر عام 2018 ميلادي.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
المصدر'''التصفية'والتربية'السلفية'تحت'اشراف'الشيخ'أزهر'سنيقرة'حفظه'الله
