قصة الدكتور تيودور ستودارد و المعلمة السيدة تومسون

ALIGSM

:: عضو مُشارك ::
إنضم
16 ماي 2020
المشاركات
268
نقاط التفاعل
915
النقاط
21
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
ذكر

وقفت معلمة الصف الخامس ذات يوم و ألقت على التلاميذ جملة : "إنني أحبكم جميعاً, وهي تستثني في نفسها تلميذ يدعى تيدي" !!.

فملابسه دائماً شديدة الاتساخ مستواه الدراسي متدن جدا ومنطوي على نفسه.

وهذا الحكم الجائر منها كان بناء على ما لاحظته خلال العام فهو لا يلعب مع الأطفال و ملابسه متسخة ودائما يحتاج إلى الحمام و انه كئيب جداً, لدرجة أنها كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر بخط عريض لتضع عليها علامات الخطأ وتكتب عبارة راسب في الأعلى.

ذات يوم طُلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ وبينما كانت تراجع ملف تيدي فوجئت بشيء ما !

لقد كتب عنه معلم الصف الأول : تيدي طفل ذكي موهوب يؤدي عمله بعناية و بطريقة منظمة.

و معلم الصف الثاني : تيدي تلميذ نجيب و محبوب لدى زملائه و لكنه منزعج بسبب إصابة والدته بمرض السرطان.

أما معلم الصف الثالث كتب : لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه لقد بذل أقصى ما يملك من جهود لكن والده لم يكن مهتما به و إن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات.

بينما كتب معلم الصف الرابع : تيدي تلميذ منطوي على نفسه لا يبدي الرغبة في الدراسة وليس لديه أصدقاء و ينام أثناء الدرس.

هنا أدركت المعلمه تومسون المشكلة و شعرت بالخجل من نفسها !

و قد تأزم موقفها عندما أحضر التلاميذ هدايا عيد الميلاد لها ملفوفة بأشرطة جميلة ما عدا الطالب تيدي كانت هديته ملفوفة بكيس مأخوذ من أكياس البقاله.

تألمت السيدة تومسون و هي تفتح هدية تيدي وضحك التلاميذ على هديته وهي عقد مؤلف من ماسات ناقصة الأحجار و قارورة عطر ليس فيها إلا الربع.

ولكن كف التلاميذ عن الضحك عندما عبرت المعلمة عن إعجابها بجمال العقد والعطر وشكرته بحرارة، وارتدت العقد ووضعت شيئا من ذلك العطر على ملابسها.

ويومها لم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله مباشرة بل انتظر ليقابلها وقال : "إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي" !

عندها انفجرت المعلمه بالبكاء لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة !!
منذ ذلك اليوم أولت اهتماما خاصا به وبدأ عقله يستعيد نشاطه و بنهاية السنة أصبح تيدي أكثر التلاميذ تميزا في الفصل ثم وجدت السيده مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي كتب بها أنها أفضل معلمة قابلها في حياته فردت عليه أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة.
بعد عدة سنوات فوجئت هذه المعلمة بتلقيها دعوة من كلية الطب لحضور حفل تخرج الدفعة في ذلك العام موقعة باسم ابنك تيدي .
فحضرت وهي ترتدي ذات العقد و تفوح منها رائحة ذات العطر ....
و في ختام الحفلة احتضن كل منهما الآخر، والدكتور تيدي ستودارد همس في أذن السيدة تومسون قائلا، "شكرا لك السيدة تومسون لأنك أمنت بقدراتي و جعلتني أشعر بأهميته و بأنني أستطيع أن أحدث فرقا".

السيدة تومسون والدموع في عينيها، همست لتدي وقالت: "تيدي، أنت مخطئ في ذلك, فأنت الذي علمتني كيف أنني يمكن أن أحدث فرقا. فإنني لم أكن أعرف كيفية التدريس حتى التقيت بك."

هل تعلم من هو تيدي الآن ؟
تيودور ستودارد هو واحد من أشهر الأطباء في العالم ومالك مركز (ستودارد لعلاج السرطان)، في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس بولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية.
ترى، كم طفلاً بناه معلِّمونا ومعلماتنا بسبب حسن التعامل معهم والرفق بهم!
و كم تلميذاً أرسينا شخصيته عندما تجاوزنا عن زلَّته، وتغافلنا عن هفوته!

..و ترى.. كم طفلاً دمرته مدارسنا و معلِّمونا ومعلماتنا بسبب سوء التعامل ..؟!
..و كم تلميذ هدمنا شخصيته ؟!



10985573_830459100358472_5607575871307895172_n.jpg
إهداء لكل المعلمين والمعلمات.. فأنتم من تبنون الأجيال و أمجاد الامم ...
 
mohameddrakola، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين / إشهار غير مصرح
شكرا يا اخي قصة حلوة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top