متمنياتي اليوم!.. للعلامة المصلح الأديب الطيب العقبي البسكري -رحمه الله-

الطيب الجزائري84

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2011
المشاركات
4,033
نقاط التفاعل
4,408
النقاط
191
العمر
39
الجنس
ذكر
متمنياتي اليوم!.. للعلامة المصلح الأديب الطيب العقبي البسكري -رحمه الله-


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:



فحري بالإنسان أن يرجع في بعض الأحيان إلى تاريخه وماضيه، ويرى كيف كان أهل العلم والفضل في بلاده وبلدته يعيشون، وما تفكيرهم آنذاك رغم الحروب والفتن بشتى الأنواع والفنون، وكيف حاربوا أهل الشرك والبدع ودكوا ما لهم من حصون، لعلها توقظه من غفلة وقع فيها، أو ترفع همته لعاليها.
ومما يُذكر في تاريخ علماء بلادنا ما سطَّروه وكتبُوه في «جريدة المنتقد»، وهي جريدة سياسية تهذيبية انتقادية يشرف عليها الشيخ العلامة المصلح عبد الحميد بن باديس -رحمه الله-، فنصروا فيها الحق بكل سبيل موصلة لذلك، وحاولوا جمع الأمة على دينها وتحت سقف وطنها، وأوضحوا أن الإسلام عقيدة يجب على كل جزائري أن يعتقدها، ومن أبرز كُتَّاب هذه الجريدة الأسبوعية الشيخ العلامة الأديب الطيب العقبي البسكري -رحمه الله- وقد كانت له مقالات ماتعة يُحِسُّ من يقرؤها ما كان يعانيه علماؤنا آنذاك من صعوبات وكيف كانوا شجعان أقوياء، لم تُثنهم -هذه الصعوبات- عن مواجهة الأعداء من مشركين ومبتدعة، فعَرَّوا الصوفية من لباس الزور الذي كانت تكتسيه، وأظهروا حقيقتها بأسلوب علمي وأدب رفيع، وقد أوضح فيها الشيخ الطيب العقبي -رحمه الله- عقيدته السلفية، دون مداهنة ولا مداراة قائلا في نظمه «الدين الخالص»[1]:

مذهبي شرع النبي المصطفى == واعتقادي سلفي ذو سداد



ومما ذكره العلامة العقبي - رحمه الله - في الجريدة خواطر تظهر مدى اعتنائه رحمه الله بالدعوة السلفية، وبهذه الجريدة على وجه الخصوص، فعنونها بـ: «متمنياتي اليوم!..»[2]، وهي أمنية كل رجل مخلص صادق محب لنشر العلم، وهي عشر متمنيات سأنقلها لكم من جريدة المنتقد، علها تكون رافعة لهمتي وهمة إخواني في تحقيق جزء منها.

متمنياتي اليوم!..
  1. أتمنى أن لو يبلغ صدى صوتي إلى سائر أنحاء العالم كي يعلم الناس كلهم فكري ومذهبي لأني لا أخشى من وراء ذلك إلا الله وحده.
  2. وأتمنى أن لو يحصل التفاهم بيني وبين كل من ينتقد علي فيما أقول وأكتبه معلقا به بين الناس بمثل الطريقة التي أسلكها وأنا بمرأى ومسمع من العموم.ويسرني انتقاد أهل العلم الصحيح وردهم على بضاعتي المزجاة بأدلة الشرع الشريف وحجج المنطق المقبولة عقلا. ولكن يسوؤني جدا أن يكون في الأمة من يحاول رد الدين الخالص والحسن من القول بمجرد التهتر والتهور، ويحزنني كثيرا إذا كان ذلك المحاول سفيها غير رشيد.
  3. أتمنى أن لو يوحد ذوو العلم الصحيح صفوفهم ويجمعوا شتاتهم حتى يكونوا من مجموعهم جبهة دفاع قوية تقف في وجه ذوي العقائد الزائفة لترد إفك الأفاكين وتدحض حجج الدجالين المضلين، ولأنهم من كانوا كذلك لا تكاد تسطو عليهم أفاعي المراوغين ولا تلدغهم عقارب المنافقين.
  4. أتمنى أن لو يكتب كل عالم مصلح على صفحات الجرائد مبديا للأمة رأيه وفكره مصرحا لنا باسمه واسم البلاد التي هو بها، حتى يمكن للمطلع الاعتماد على أقواله والتعويل على فتواه، ولا يتطرق لخصومه أي احتمال أو ريب في مقصده من اختفائه وتكلمه معنا من وراء حجاب كما ينزه بذلك جنابه عن رميه بوصف الجبن ووصمة الضعف في العقيدة[3].
  5. أتمنى أن لو يرفض بعض المنتسبين للعلم صفة المداهنة والمداجاة[4] ويصرحوا بالحق معلنين عملا بقوله عز وجل لنبيه الأكرم وحبيبه الأعظم ﷺ: {اصدع بما تؤمر}.
  6. أتمنى أن لو ينادي في بلاد الله طولها والعرض: ألا لعنة الله على المبتدعين والضالين المضلين.
  7. أتمنى أن تكون بين الأدباء مراسلات طيبة ومكاتبات ودادية يعرف بها بعضهم بعضا، وتقوى بها روابط العلم بينهم لكي يتسنى لهم بعد اليوم أن يعيشوا إخوانا على سرر متقابلين، ويتمكن لهم أن يرموا بالأغراض الفاسدة جانبا ويقضوا على وشايات المفسدين ونمائم المغرضين.
  8. أتمنى أن لو ذهبت إلى حيث أعيش حرا طليقا غير مكتوف اليدين أعمل بين أفراد شعب يشعرون بواجبات الحياة ويقدرون قدر الرجال العاملين.
  9. أتمنى جريدة المنتقد يومية -ولن يتسنى لها ذلك إلا بمعاضدة أفراد الشعب وأنصار الحق- حتى يتيسر لي ولكل كاتب نشر أفكاره فيها تباعا ويتسع حجمها لمقالات الأدباء والعلماء([5]).
  10. أتمنى أن لو تنشر جريدة المنتقد المقالات التي تفوت بفوات وقتها في حينها، إذ واجب صناعة الصحافة وترقية المشروع يقضي عليها بذلك.
[1] جريدة المنتقد العدد 8 الصحيفة 1، وأنصح إخواني بقراءتها وحفظها وتدارسها وتحفيظها للأولاد، فهي وجيزة في 68 بيت، تضمنت العقيدة الصحيحة والسليمة والرد على أهل الشرك والبدع. وتجدونها في منتدياتنا تحت هذا الرابط: اضغط هنا.
[2] جريدة المنتقد الأعداد: 15 - 16 - 17.
[3] وقد عَلَّق على هذه الفقرة الشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- في نفس العدد في فقرة: «ملاحظاتي» بقوله -رحمه الله-: «يتمنى العلامة الشيخ الطيب أن يصرح الكتاب بأسمائهم، فهل يظن حضرته أن الناس كلهم أوتوا ما أوتي من الشجاعة الأدبية والإقدام العلمي؟».
[4] المداجاة هي مصدر داجى أي ساتر بالعداوة [القاموس المحيط].
[5] ولكل واحد منا التأمل في قدر علم الشيخ -رحمه الله- وهمته التي تعلو به للكتابة يوميا في الجريدة.

نقلها لكم : وسيم بن أحمد قاسيمي

المصدر منتديات الابانة السلفية
 
رسالتك وصلت يااخ الطيب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
 
بورك فيك على الموضوع القيم والمميز اخي جعله الله في ميزان حسناتك يارب العالمين اجمعين
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top