هل سرق أحدهم حياتي؟

AMH1398

:: عضو منتسِب ::
إنضم
24 أوت 2021
المشاركات
65
نقاط التفاعل
273
النقاط
9
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
ذكر
ختم-التميز (1).gif
ينتابني شعور غريب، لا أفهمه !
لكنني أشعر بحقيقته، أرى ملامح منطقيته واضحة أمام عيني ...
هو أن أمراً ما، خطأ ما، شيئاً ما، لا أعرفه،

حدث لأبدو بهذا العجز، بهذا الرعب!
بهذا القليل من الحياة، التي ربما قد تكون "بقايا" و الأرجح "عقوبة".
إنني أشعر أحياناً أن ثمة عصابة قامت بسلب ممتلكاتي.
لأن ذلك الكثير لايمكن السيطرة عليه من شخص واحد.
و كأنهم قاموا بالاستيلاء على ذلك "الحظ" الذي من المفترض أن يكون لي، حتى أصل إلى هنا،
رجلٌ مجرّدٌ من كل شيء.
عثر أحدهم على محفظته كامله قبل ولادته، حتى يستمرّ فقيراً طيلة حياته.
رجلٌ سُلبت منه براءته، و ابتسامته، و ضحكته، سُلب فمه !
لتنخره الأفكار و الأحاديث، و تنغزه الكلمات من داخله دون أن يتفوّه بها، يتركها تعبث به، لتصيبه بانفجار يحدث أيضاً داخله،
إنفجار لايشعر به أحدٌ عداه.
رجلٌ سُلبت منه كل مشاعره الجميلة،
حين يزوره الحب في فترات، يجعل منه شخصاً مُؤذياً و مزاجياً لذاته.
إنني لا أفهم أي نوع من الرجال أنا،
أودّ أحياناً بأن أجمع تلك العصابة -الغير معروفة- في غرفة ضيّقة، من أجل معاقبتهم، و استرداد حياتي من أيديهم.
لم أرِد أن أكون عاجزاً، لم تكن تلك رغبتي،
لقد حاولت مواجهة كل سوء فيّ، بل حاولت التغلّب عليهم،
حاولت أن أكون أنيقاً دائماً، أن أوهم من حولي بالرضاء،
أن أتحدّث عن الحب كثيراً،
حين تنفجر بي الكلمات، أحاول كتابتها، و تخليدها، كمحاولة اعتذار منها، أو شيء من هذا القبيل، حتى أبدو عكس ما أنا عليه.
مراراً أتقن ذلك، لكنني لم أنجح بالصمود،
هُزمت أمام تلك النسخة المزيفة منّي،
لم أستطع التعرّف على تلك العصابة،
فقط ما تأكدت من معرفته هو أنني منكوب.
بعد أن تجرّدت من كل شعور منّي،
أخذت أدعو الله رغم أني لا أملك أسباباً !
دعوته بأن تحدث معجزة، رغم أني لستُ نبياً،
لا أشبه موسى بشيء،
لكنني أردتهُ أن يُكلّمني !
حين سألته في ليلة باكياً:

يا الله، هل سرق أحدهم حياتي ؟
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
دمت مبدعا في سماء المنتدى بمواضعيك القيمة جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
 
نص رائع يحمل بين طياته الكثير من البلاغة وجمال الأسلوب

بارك الله فيك اخي
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top