جزء ثاني 2 لأكمل ما بدأته عن قراءة الأفكار
منذ اكتشافي لهذا الامر و اني باستطاع قراءة الأفكار ..فقلت كيف لي أن اسيطر على هذا الأمر و في داخلي ...ركبت الحافلة و جلست كان الجميع ساكتين لكن بعد وهلة سمعت كومه همسات ..ها قد عندنا من جديد بدات الافكار تتهاطل من هنا و هناك تداهلت افكاري مع افكار الركاب و كاني أقرأ كتابا مفتوح ليس له عنوان معين..نزلت من الحافلة و مررت بجانب المقهى ..في احد الطاولات كان هناك رجل عجوز يبدو شارد الذهن و يتتم بشفاهه و مرات يسكت ..فاخترقت همسات افكاره دماغي و كانه يتكلم في أذني ( لماذا لم افعل هكذا و هكذا انا نادم قراراتي في الماضي لقد ضاعت عليا أمور كثير و خربت حياتي) حزنت لأجله كثيرا و قلت في نفسي لا يجود شخص في هذا العالم لا يعاني ، يجب أن أخفف عن هذا العجوز لا ادري كيف لكن سافعل شيئا ما..اقربت منه و جلست في الكرسي المقابل له و لا زال يردد في راسه قرارته الخاطئة في ماضي فقلت له ليس عليك ان تقلق على شيء فات لكن المستقبل انت من تتحكم به الأن..نظرة إلي مستغربا و رمقني بابتسامه حذرة ثم قال من أنت فقلت له فقط أحسست بما تشعر به اعتبره حدسا فتغيرت ملامح وجهه و همست افكاره في اذني من جديد قائلة سبحان الله من سخر الناس للناس...يتبع
الجزء الأخير من قراءة الافكار
ابتسم العجوز لي وقال لي: (شوف يا ولدي؟ بلاك هذا الامر لي كان ناقصني و كنت حاب نسمعو ربي يفرحك يا ولدي راك خففت عليا) حسيت بالراحة لأنني خففت عليه ولو قليلا، بصح ما كنتش مستعد نقولو على سري و قدرتي الجديدة. فقلت له : (مرات كلمات بسيطة قادر تغير حاجات بزاف).
نهضت من مكاني، لكن قبل الابتعاد تسربت ألى أذني همسات أخرى من أفكار العجوز: "كون كنت شاب كيفو ، بلاك كنت نسير الأمور بشكل خلاف." شعرت بثقل كلماته، وكأنها درس لي قبل أن أندم أنا أيضا على قراراتي في المستقبل.
غادرت المقهى وأنا أفكر في الخطوة التالية. كان الشارع مكتضا بالناس، وأفكارهم تتطاير نحوي مثل وابل من الأصوات المتداخلة:
"هل سأصل في الوقت المحدد؟"
"أتمنى أن تعجبها الهدية."
"لا أدري كيف سأدفع الإيجار هذا الشهر."
"انا متشوق لحلقة اليوم حتما ستكون مثيرة"
"شكرت يا رب اخيرا حملت زوجتي يا رب بلغني لحظات رؤيته"
و افكاار أخرى سوداوية تدل على شر النفس البشرية فالناس ليست سواء
اكبر تحد واجهني هو اكيف اسيطر على الافكار و ككيف اختار ما أسمعه و ما اتجنبه لاني كنت اسمع في مثير من المرات افكار لا اود يسمعها الناس عندي فهي خصوصية.
حاولت تصفية ذهني، لكن الأمر كان أصعب مما توقعت فراسي أصبح كمحطة راديو يلتقط اي همسة و اي اشارة
قررت الذهاب إلى أصدقائي، فقد كنت متشوقا و يخالحني قليل من الخوف لمعرفة أفكارهم الحقيقية عني . هل يعتبرونني حقًا صديقًا؟ هل يثقون بي؟ هل كنت مجرد شخص عابر في حياتهم؟ ايهم يحبني اكثر و يردني في حياته ..كنت متحمسًا، لكن في الوقت ذاته، كنت متخوفًا مما سأكتشفه.
عند وصولي إلى المكان الذي اعتدنا الاجتماع فيه، وجدتهم يجلسون كعادتهم، يضحكون ويتبادلون الأحاديث. جلست بينهم بصمت، ثم بدأت أستمع:
"ها قد أتى يوسف، أتمنى أن يكون في مزاج جيد اليوم."
"إنه طيب القلب، لكن أحيانًا يبدو غارقًا في أفكاره."
"أتمنى لو أخبرته أنني ممتن لما فعله من أجلي، لكنه قد يشعر بالإحراج."
ابتسمت لا إراديا، شعرت بالدفء يغمرني. أصدقائي يحبونني أكثر مما كنت أظن، وهذا جعلني أدرك أنني لست عبئًا كما كنت أتصور. لكن، لم يكن الجميع بنفس النقاء...
التفت إلى أحدهم، الذي كان يضحك معي منذ لحظات، لكن أفكاره كانت تقول شيئًا مختلفًا تمامًا:
"يوسف؟ مجرد شخص ساذج حاب يكون حاجة كبيرة بصح ما يدير فيها والو"
تجمدت مكاني. لم أكن أتوقع هذا أبدًا. كيف يمكن لشخص يجلس معي كل يوم أن يحمل مثل هذه الأفكار عني؟ شعرت ببرودة تجتاح صدري، لكنني تماسكت. لا يمكنني المواجهة الآن ، هل كانت هذه هدية أم لعنة؟
كان علي أن أتعلم كيف أستخدم هذه القدرة لصالح نفسي، وكيف أميز بين الصديق الحقيقي والمنافق. والأهم، كيف أساعد من يحتاج إلى المساعدة... دون أن أفقد نفسي في أفكار الآخرين و دون ان اتعدى خصوصيتهم ...في هذه اللحظة تذكرت كلام السنجاب انه علي ادراك هذه القدرة فهي نعمة اذا احسنت استعمالها في الخير في الصلح في التخفيف عن الناس و لعنة و نقمة اذا تجسست بها على الناس و خوصصياتهم و افسدت بينهم ...
خلاصة القول
لو كانت هذه القدرة موحودة لدى انسان فعلا لجُن مالكها و ذهب عقله من هول ما يسمعه و لعاش وحيدا يثق في امه و ابيه فقط و لربما ما استطاع ..لان صاحب الافكار الطيبة يمكن ان ينقلب لشخص سيء فالقلب متقلب...و لا ندري ما سيحدث
سبحان الله من خص نفسه بهذا ..يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ...يعلم ما نبدي و ما نكتم ..عليم بذات الصدور..