التفاعل
2K
الجوائز
123
- تاريخ التسجيل
- 17 سبتمبر 2020
- المشاركات
- 464
- آخر نشاط
- تاريخ الميلاد
- 11 فيفري 1983
- الجنس
- ذكر
- الأوسمة
- 17

أول أيام رمضان؟
المائدة تشبه مهرجانًا دوليًا.
حريرة دسمة تعجّ بالمكونات، أنواع متعددة من البريك، شباكية لامعة، تمر "بريميوم" (premium quality)، عصائر بألوان الطيف وبفواكه نسيتَ وجودها، سموثي، رايب، شاي، قهوة...
كل شيء حاضر، وكأنك في معرض دولي للأطباق متعدّدة الجنسيات.
تجلس إلى المائدة، فلا تجد موضعًا لملعقتك… كأنك تبحث عن شقة للإيجار في مانهاتن.
الجميع في حالة "وَحم"، والتذوّق من كل طبق يصبح تحديًا عسيرًا، تحاول تجاوزه دون أن ينتهي بك المطاف ببطن يشبه بطن امرأة حامل في شهرها الثامن.
اليوم الخامس عشر؟
تبدأ الأمور بالانحدار قليلاً... شوربة الأمس تصبح نجمة اليوم.
الحريرة تتحوّل إلى مشروع لإعادة التدوير والتأهيل، الشباكية تعاني من انكسار ونزيف سكّري حاد، والعصائر تتراجع إلى مجرد ماء بنكهة الذكريات.
تتحوّل المائدة إلى مستنقع غذائي... شكلها غريب، مريب... البطن في حالة شكّ وجودي، والتنهيدات تقول: "أين أنا وأينَكِ؟ أيننا من اليوم الأوّلِ؟!"
ثم تأتي الأيام الأخيرة… وتبدأ رحلة التيه.
اليوم الخامس والعشرون من رمضان، لحظة عبور صحراء منغوليا.
كوب شاي أو قهوة (وليس كلاهما، لأن التقشّف أصبح واجبًا أخلاقيًا)، تمرات شاحبة تنظر إليك بحزن، وتهمس لك: "Please… kill me."
بيضتان مسلوقتان، وحيدتان، لا أحد يجرؤ على لمسهما، لأنهما تبدوان كمَن قضتا الليلة في الثلاجة يفكران في قرارات حياتهما.
شباكية في حالة انهيار تام… لو رميتها على الحائط، لالتصقت مثل الإسمنت، بل ويمكنك بها ترميم الشقوق.
أما الحريرة؟ فقد أعلنت الأم تعليقها إلى أجل غير مسمّى، لأن الوقت الآن مخصّص لتحضيرات حلويات العيد، وممنوع إزعاج القيادة العليا بمطالب "طفولية".
في هذه المرحلة، الأم لم تعد أمًّا... بل صارت وحدة طوارئ خاصة، تتنقّل بين الصحون والصواني كقائد ميداني.
لا يُسمح لك بالاقتراب من المطبخ، ولا حتى مجرّد التفكير في السؤال: "أين الحريرة؟" لأن ذلك قد يُعرّضك للطرد من البيت، لا من المائدة فقط.
النصيحة الذهبية في هذه المرحلة؟
اخفض صوتك، اختفِ بعد الإفطار، وإن اضطررت، فاطلب ساندويتشًا من مطعمك المفضل في خلسة تامة، أو برفقة صديقك (لطرد الشبهات)، حتى لا يُقال إنك طُردت من البيت، أو أن زوجتك رفعت ضدك "الخُلع الغذائي".
المائدة تشبه مهرجانًا دوليًا.
حريرة دسمة تعجّ بالمكونات، أنواع متعددة من البريك، شباكية لامعة، تمر "بريميوم" (premium quality)، عصائر بألوان الطيف وبفواكه نسيتَ وجودها، سموثي، رايب، شاي، قهوة...
كل شيء حاضر، وكأنك في معرض دولي للأطباق متعدّدة الجنسيات.
تجلس إلى المائدة، فلا تجد موضعًا لملعقتك… كأنك تبحث عن شقة للإيجار في مانهاتن.
الجميع في حالة "وَحم"، والتذوّق من كل طبق يصبح تحديًا عسيرًا، تحاول تجاوزه دون أن ينتهي بك المطاف ببطن يشبه بطن امرأة حامل في شهرها الثامن.
اليوم الخامس عشر؟
تبدأ الأمور بالانحدار قليلاً... شوربة الأمس تصبح نجمة اليوم.
الحريرة تتحوّل إلى مشروع لإعادة التدوير والتأهيل، الشباكية تعاني من انكسار ونزيف سكّري حاد، والعصائر تتراجع إلى مجرد ماء بنكهة الذكريات.
تتحوّل المائدة إلى مستنقع غذائي... شكلها غريب، مريب... البطن في حالة شكّ وجودي، والتنهيدات تقول: "أين أنا وأينَكِ؟ أيننا من اليوم الأوّلِ؟!"
ثم تأتي الأيام الأخيرة… وتبدأ رحلة التيه.
اليوم الخامس والعشرون من رمضان، لحظة عبور صحراء منغوليا.
كوب شاي أو قهوة (وليس كلاهما، لأن التقشّف أصبح واجبًا أخلاقيًا)، تمرات شاحبة تنظر إليك بحزن، وتهمس لك: "Please… kill me."
بيضتان مسلوقتان، وحيدتان، لا أحد يجرؤ على لمسهما، لأنهما تبدوان كمَن قضتا الليلة في الثلاجة يفكران في قرارات حياتهما.
شباكية في حالة انهيار تام… لو رميتها على الحائط، لالتصقت مثل الإسمنت، بل ويمكنك بها ترميم الشقوق.
أما الحريرة؟ فقد أعلنت الأم تعليقها إلى أجل غير مسمّى، لأن الوقت الآن مخصّص لتحضيرات حلويات العيد، وممنوع إزعاج القيادة العليا بمطالب "طفولية".
في هذه المرحلة، الأم لم تعد أمًّا... بل صارت وحدة طوارئ خاصة، تتنقّل بين الصحون والصواني كقائد ميداني.
لا يُسمح لك بالاقتراب من المطبخ، ولا حتى مجرّد التفكير في السؤال: "أين الحريرة؟" لأن ذلك قد يُعرّضك للطرد من البيت، لا من المائدة فقط.
النصيحة الذهبية في هذه المرحلة؟
اخفض صوتك، اختفِ بعد الإفطار، وإن اضطررت، فاطلب ساندويتشًا من مطعمك المفضل في خلسة تامة، أو برفقة صديقك (لطرد الشبهات)، حتى لا يُقال إنك طُردت من البيت، أو أن زوجتك رفعت ضدك "الخُلع الغذائي".