السلام عليكم
أحببت تعبيرك (بعضهم انسحب لأنه نجا)
صدقيني كل المعاني التي ذكرتها قلتها في الأمس القريب بطريقة اخرى بنبرة اخرى بترتيب آخر لأحدهم جاء يستفسر ماسبب القطيعة مع فلان كان لي معه عشرة ليست بالهينة و لست من تهون عليه العشرة ..استفسر عن غيابي عن قطيعتي عن السبب الحقيقي لكن اعتقد ان بعد كل هذة المدة و ما حدث كان لسبب تافه طفولي ان يكون اكثر من كافٍ لأضع نهاية لكل شيء و كأن النهر فاض من قطرة لا تروي عطشانا لكنها اأحدثت فيضانا لأضع نهاية لارهاق نفسي مارسته على نفسي قبل ان يمارسه علي غيري اني تحملت
نعم غادرت بصمت انسحبت بهدوء لكن كان هدوءا غير عادي لم يكن كسابقة الذي ما انفت اعود بعده بمدة قصيرة لاني الوفي الذي اغفر الزلات و ذو قلب يستع للبحار السبعة لن اذكر هنا تفاصيل علاقاتي
لكن ماذا حدث فجأت كان غير عادي ..عندما تُعدم مواقفك أمامك و تستهان بكرامتك و يُكسر خاطرك و تُلعب بمشاعرك ليس مرة بل مرات ..
كان لعقلي أن يتدخل و يجبرني على محاكمة قلبي في جلسة كانت نهائية لا استئناف بعدها جلسة أصدرت فيها الحكم على قلبي و على غيري ..جلسة أعلنت فيها أني قد اكتفيت بالقدر الذي لا يمكنني الرجوع لما سبق و إن عادت الحياة الف مرة كان ادراكا يكفي لما تبقى من حياتي ادركا جعلني ارى اشخاصا من زاوية ضيقة صنعتها لهم ليس لاني لا ارى جيدا لكن هذا ما يستحقون فحجمهم صغُر بافعالهم بتماديهم بإهمالهم بسوء استغلال العلاقات ..فالعلاقات اخذ و عطاء.
و الادهى و الامر لا يحملون نفسهم عناء السؤال و لا عناء الاعتذار
يستفزونك و يستصغرونك و يستنزفونك و يستغلونك و يجعلونك هامشا ولا يوفونك حقك و قدرك ثم يريدونك كما اعتادوك كريما ، حليما،مهتما، متنازلا، متغافلا،، حينها تصل لقناعة أن بعضهم لا يناسبنك فيسهل عليك كثيرا أمر الترك و الاعتزال ، فتبتعد بارتياح ليس لأنك وجدت البديل بل لأنك اقتنعت أن عزلتك عنهم أفضل من ألف بديل. و لن تغريك العلاقات السطحية لأنك ستكتسب خبرة لتمييز الصادق منها .و تقتني ما يناسبك
كبلتي الكثير من العاقلات سابقا لاني ألفتها و فككت قيدها بسوء تصرفهم..فلإساءة كفيلة أن تعاقب صاحبها و الحمد الله احسست بالانتصار عندما انعدمت رغبتي في اشياء ألفتها كثيرا .
و عندما انتصر على نفسي ظهرت انتصارتي خارجا
فاضحى القريب غريبا و عادت الأحجام لأصلها لكن لم تعد معها الثقة 
عذرا على الإطالة و الخروج قليلا عن الموضوع و على التعبير الركيك لاني احسست بشيء هنا لامس خيباتي
شكرا دكتورة
وعليكم السلام ورحمة الله
ما كتبتَه لم يكن مجرّد كلمات، بل كان بوحًا صادقًا خرج من عمق قلب أثقله الصبر، ونفسٍ أرهقتها محاولات البقاء في علاقات لا تُبادلك إلا الفتور والتجاهل
قرأت سطورك كمن يصغي لهدوء العاصفة
ظاهرها سكينة، وباطنها غضب دفين، خذلان متراكم، وعبرات محتبسة لا يُجيد البوح بها سوى من ذاق مرّ التقدير المهدور
أعلم كم هو موجع أن تُحسن مرارًا ثم تُقابل بالإساءة، أن تُمنح الفرص مرّة تلو الأخرى وأنت على يقين أنّ من أمامك لا يقدّرها، لكنك تفعل، لأن طيبتك تسبق حكمتك، ولأن قلبك يعطي دون حساب
لكن، حتى الأنهر العذبة تجف إن لم تُغذَّ
رحيلك لم يكن انسحابًا، بل نجاة
أدرك جيدًا أن أقسى ما في الخذلان ليس الموقف ذاته، بل أنه أتى ممن ظننتهم الأمان
تأملت وصفك لتلك "الجلسة" التي انعقد فيها العقل لمحاكمة القلب، كأنك سطّرت لحظة نضج فارقة، لحظة قرر فيها الإنسان أن يُنصف ذاته بعد أن استنزفها في عطاء لا يُقابل إلا بالجفاء
هي لحظة يُسدل فيها الستار على فصل من الحياة لا يصلح للاستمرار، فيُختار الانسحاب لا هروبًا، بل حفاظًا على ما تبقّى من الروح
وما أجمل ما قلته عن العزلة، عن هدوء القلب حين لا ينتظر، حين لا يتنازل، حين لا يُبرر
نعم، تأتي لحظة نضج نعرف فيها أنّ الصفاء لا يكون بكثرة العلاقات، بل بنُدرة الصادقين
وعندها لا نعود نُغرى بالضحكات العابرة، بل نشتاق للسكينة، ونكتفي بها
ثق أن ما مررت به، رغم قسوته، كان نعمة في ثوب محنة
فقد كشفت الأيام لك معادن النفوس، وعرّفتك من يستحقك، ومن لا يليق بك حتى في الذكرى
أن تنجو بنفسك، أن تحبّها، أن تصونها، أن تُبقيها في أماكن لا يُستهان بها
ما كتبته ليس "ركيكًا" كما وصفت في ختام ردك، بل هو نبض صادق، صدى قلب أنهكته المحاولات
صدقك كان جليًّا، وإحساسك لا يُكذب
وربما الإطالة التي اعتذرت عنها كانت ضرورة،
لأن بعض الأوجاع لا تختصر، وبعض الرسائل لا يمكن قولها في سطور معدودة
نضوج الروح لا يقاس بعدد السنوات، بل بعدد المرات التي خرجنا فيها من دائرة الإيذاء ونحن نبتسم،
لا شماتة، بل امتنانًا للدرس
دمت قويًا، ثابتًا، نقيًا من شوائب العلاقات الملوثة
وإن قلّ من يستحق قلبك، فذاك لأن قلبك نادر، لا يُمنح إلا لمن يعرف كيف يحفظه