التفاعل
7K
الجوائز
858
- تاريخ الميلاد
- 19 ماي
- الوظيفة
- نستقي عِلم العَجم
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 4

السلام عليكم ورحمة الله
عساكم بخير
في ساعة تفكير عميق
راودتني أفكار - غريبة - إن صحَّ التعبير
عن اللحظة المهدورة بين الحياة والتأجيل
هناك صباحات لا تأتي بجديد،
لكنك تستيقظ فيها بشيءٍ يشبه السؤال
تنهض، ترتّب سريرك، تغسل وجهك، ترتدي ملامحك المعتادة،
ثم تنظر إلى نفسك في المرآة ..
لا لتُصلح شعرك أو تعدّل طيّة القميص،
بل لتحدّق في ذلك الذي يسكن خلف عينيك ..
وتسأله بصوت لا يسمعه أحد :
" هل نحن نعيش .. أم فقط نُجيد تأجيل الحياة ؟ "
===
نؤجل البهجة لحين انتهاء العمل
نؤجل اللقاءات حتى " نفرغ "
نؤجل رسائل المحبة حتى نجد الكلمات المناسبة
نؤجل الراحة إلى ما بعد الانتهاء من كل شيء .. [ ولا شيء ينتهي ]
نؤجل المصافحة، كأن اليد ستظلّ ممدودة للأبد
نؤجل الحنين .. ونقنع القلب أنه سيتحمل بعد قليل
نؤجل الفرح، البكاء، الكتابة، والقراءة، والزيارة، والضحكة الصافية،
كأننا نراكم الحياة في ركنٍ من ذاكرتنا،
نؤجل أنفسنا .. كأننا نكتب على ورقة الحياة : " سأعود لاحقًا "
ولا نرجع
والحياة ؟
لا تنتظر
تمضي .. على أطراف أصابعها، دون ضجيج،
كأنها لا تريد أن توقظنا من وهم التأجيل
===
نُقنع أنفسنا أن القادم أجمل، وهذا جميل،
لكننا لا ننتبه أننا لا نعيشه حين يأتي،
لأننا مشغولون بالتفكير فيما بعده
دائمًا هناك " بعد قليل "، " غدًا " ، " عندما يتغير الظرف " ،
لكن الغد لا يمنحنا وعدًا، والظرف لا يعتذر حين يتأخر
السؤال العميق ليس : كيف نعيش ؟
بل : لماذا لا نعيش الآن ؟
لماذا نُخفي ضحكتنا ونؤجل دمعتنا ؟
===
نحنُ أبناءُ التأجيل، أحفادُ الـ " ليس الآن "،
نؤمن بالخسائر أكثر من الإمكانيات،
ونحنُ - بوعيٍ أو دون وعي - نمرّ بالحياة مرور من لا يريد أن يوقظها،
من لا يريد أن يوقظ نفسه أيضًا
نستيقظ كل صباح، نرتّب تفاصيلنا، نرتدي أقنعتنا،
نذهب إلى العمل، نأكل، نبتسم، نردّ على الرسائل، نؤدي المهام،
ثم نعود، لنخلع كل شيء ..
ونعود فراغًا
هل هذه هي الحياة ؟
أن نعيش على نمط التكرار،
أن نضع السعادة على " قائمة الانتظار " ،
أن نؤجل لقاء الأحبة حتى " تهدأ الظروف " ؟
لكن الظروف لا تهدأ، والعمر لا ينتظر،
والقلوب حين تعتاد التأجيل .. تصدأ
نحن نخاف أن نحيا بالكامل،
لأن الحياة الكاملة تتطلب شجاعة،
نؤجل لأننا نُلقّن منذ الصغر أن الحياة ليست لعبًا،
فنكبر ونحن نمارسها كواجب، لا كفرصة
دعني أسألك أخي اللمَّاوي :
هل تذكر آخر مرة بكيت فيها لأنك تأثرت ؟
أو ضحكت من قلبك دون أن تلتفت حولك ؟
هل تذكر متى كتبت شيئًا لنفسك، لا للعالم ؟
أو متى نظرت للسماء دون أن تُفكر في الغد ؟
===
أحيانًا .. لا نعيش لأننا نريد أن نكون " جاهزين للحياة "
فنقضيها في تجهيز أنفسنا، وننسى أن الحياة ليست حفلة نرتدي لها ما يناسبها ..
بل هي الرقصة المرتجلة، القفزة المجنونة، اللحظة التي لا تُعاد
الآن، ونحن في منتصف المسافة بين ما فات وما سيأتي،
لنعد السؤال بصوتٍ واضح :
" هل نحن نعيش الحياة .. أم نؤجلها حتى إشعارٍ آخر؟ "
" ماذا لو لم يأتِ ذلك الإشعار ؟ "
ألن نندم على كل صباح لم نبتسم فيه،
وعلى كل كلمة جميلة حبستها حنجرتنا،
وعلى كل قلب ترددنا أن نطرقه خوفًا من اللاعودة ؟
الحياة لا تُؤجَّل،
إنها لا تصبر، ولا تنتظر،
هي لحظة واحدة .. نعيشها كاملة، أو نفقدها
قل ما تُخفيه، افعل ما تُحب، سامح، عِش، اخرج، اقرأ، ارسم، ابكِ، غني، اكتب،
ولا تجعل نفسك مخلوقًا عالقًا في دهاليز التأجيل
فالحياة الحقيقية ليست في التخطيط لها،
بل في الجرأة على عيشها .. مهما كانت النتيجة
تحيّة طيبة
[ لمعانُ الأحداق ]
عساكم بخير
في ساعة تفكير عميق
راودتني أفكار - غريبة - إن صحَّ التعبير
عن اللحظة المهدورة بين الحياة والتأجيل
هناك صباحات لا تأتي بجديد،
لكنك تستيقظ فيها بشيءٍ يشبه السؤال
تنهض، ترتّب سريرك، تغسل وجهك، ترتدي ملامحك المعتادة،
ثم تنظر إلى نفسك في المرآة ..
لا لتُصلح شعرك أو تعدّل طيّة القميص،
بل لتحدّق في ذلك الذي يسكن خلف عينيك ..
وتسأله بصوت لا يسمعه أحد :
" هل نحن نعيش .. أم فقط نُجيد تأجيل الحياة ؟ "
===
نؤجل البهجة لحين انتهاء العمل
نؤجل اللقاءات حتى " نفرغ "
نؤجل رسائل المحبة حتى نجد الكلمات المناسبة
نؤجل الراحة إلى ما بعد الانتهاء من كل شيء .. [ ولا شيء ينتهي ]
نؤجل المصافحة، كأن اليد ستظلّ ممدودة للأبد
نؤجل الحنين .. ونقنع القلب أنه سيتحمل بعد قليل
نؤجل الفرح، البكاء، الكتابة، والقراءة، والزيارة، والضحكة الصافية،
كأننا نراكم الحياة في ركنٍ من ذاكرتنا،
نؤجل أنفسنا .. كأننا نكتب على ورقة الحياة : " سأعود لاحقًا "
ولا نرجع
والحياة ؟
لا تنتظر
تمضي .. على أطراف أصابعها، دون ضجيج،
كأنها لا تريد أن توقظنا من وهم التأجيل
===
نُقنع أنفسنا أن القادم أجمل، وهذا جميل،
لكننا لا ننتبه أننا لا نعيشه حين يأتي،
لأننا مشغولون بالتفكير فيما بعده
دائمًا هناك " بعد قليل "، " غدًا " ، " عندما يتغير الظرف " ،
لكن الغد لا يمنحنا وعدًا، والظرف لا يعتذر حين يتأخر
السؤال العميق ليس : كيف نعيش ؟
بل : لماذا لا نعيش الآن ؟
لماذا نُخفي ضحكتنا ونؤجل دمعتنا ؟
===
نحنُ أبناءُ التأجيل، أحفادُ الـ " ليس الآن "،
نؤمن بالخسائر أكثر من الإمكانيات،
ونحنُ - بوعيٍ أو دون وعي - نمرّ بالحياة مرور من لا يريد أن يوقظها،
من لا يريد أن يوقظ نفسه أيضًا
نستيقظ كل صباح، نرتّب تفاصيلنا، نرتدي أقنعتنا،
نذهب إلى العمل، نأكل، نبتسم، نردّ على الرسائل، نؤدي المهام،
ثم نعود، لنخلع كل شيء ..
ونعود فراغًا
هل هذه هي الحياة ؟
أن نعيش على نمط التكرار،
أن نضع السعادة على " قائمة الانتظار " ،
أن نؤجل لقاء الأحبة حتى " تهدأ الظروف " ؟
لكن الظروف لا تهدأ، والعمر لا ينتظر،
والقلوب حين تعتاد التأجيل .. تصدأ
نحن نخاف أن نحيا بالكامل،
لأن الحياة الكاملة تتطلب شجاعة،
نؤجل لأننا نُلقّن منذ الصغر أن الحياة ليست لعبًا،
فنكبر ونحن نمارسها كواجب، لا كفرصة
دعني أسألك أخي اللمَّاوي :
هل تذكر آخر مرة بكيت فيها لأنك تأثرت ؟
أو ضحكت من قلبك دون أن تلتفت حولك ؟
هل تذكر متى كتبت شيئًا لنفسك، لا للعالم ؟
أو متى نظرت للسماء دون أن تُفكر في الغد ؟
===
أحيانًا .. لا نعيش لأننا نريد أن نكون " جاهزين للحياة "
فنقضيها في تجهيز أنفسنا، وننسى أن الحياة ليست حفلة نرتدي لها ما يناسبها ..
بل هي الرقصة المرتجلة، القفزة المجنونة، اللحظة التي لا تُعاد
الآن، ونحن في منتصف المسافة بين ما فات وما سيأتي،
لنعد السؤال بصوتٍ واضح :
" هل نحن نعيش الحياة .. أم نؤجلها حتى إشعارٍ آخر؟ "
" ماذا لو لم يأتِ ذلك الإشعار ؟ "
ألن نندم على كل صباح لم نبتسم فيه،
وعلى كل كلمة جميلة حبستها حنجرتنا،
وعلى كل قلب ترددنا أن نطرقه خوفًا من اللاعودة ؟
الحياة لا تُؤجَّل،
إنها لا تصبر، ولا تنتظر،
هي لحظة واحدة .. نعيشها كاملة، أو نفقدها
قل ما تُخفيه، افعل ما تُحب، سامح، عِش، اخرج، اقرأ، ارسم، ابكِ، غني، اكتب،
ولا تجعل نفسك مخلوقًا عالقًا في دهاليز التأجيل
فالحياة الحقيقية ليست في التخطيط لها،
بل في الجرأة على عيشها .. مهما كانت النتيجة
تحيّة طيبة
[ لمعانُ الأحداق ]
آخر تعديل بواسطة المشرف: