قصر لالة فاطمة

Oktavio_hinda

:: عضو فعّال ::
صُنّآع آلمُحْتَوَى
السلام عليكم

اليوم رجعت بقصة جديدة وهي قصة لالة فاطمة
cef8f38d5e5526298236bf7f12ceddd0.webp

في زمن بعيد عندما كانت الجبال تغفو على كتف البحر والسهول تهمس بأغاني الريح عاشت في منطقة واد جنان بباتنة سيدة تُدعى لالة فاطمة كانت امرأة ذات جمال أخّاذ لكن ما ميزها أكثر هو عقلها الراجح وقلبها الكبير.
372539823ce534d03ab5212805ce961f.webp


لالة فاطمة لم تكن من عامة النساء بل كانت سليلة أسرة عريقة عُرفت بالحكمة والكرم. وحين بلغت سن الزواج تقدم لها العديد من وجهاء القبائل وأبناء الباشاوات وحتى قادة جيوش لكن لالة فاطمة لم ترَ فيهم من يستحق قلبها.

6ecba9e59273ac9730315f3c15f58e18.webp


ذات سنة ضربت المنطقة موجة جفاف قاسية فذبل الزرع ونضبت الينابيع وذبلت الوجوه كما الذرى. فخاطبها أحد كبار القوم، راجيًا يدها للزواج لكنها قالت له:

"لن أكون زوجة لأحد، حتى يُردّ الماء إلى هذه الأرض العطشى ويُروى الزرع وتُسقى الدواب والناس."

2786acfe1b4e6fd3196e472b4913b8bd.webp



تحوّل هذا القول إلى شرط: إن أراد أحدهم يدها فعليه أن يأتي بالماء إلى واد جنان.

ce9e80256fc920c3435b2a3d97f54734.webp


فهبّ الناس وتناقلوا الخبر. كثيرون انسحبوا لكن شابًا بسيطًا من أبناء الجبال، لم يكن غنيًا ولا صاحب جاه أحب لالة فاطمة حبًا صادقًا. فقرر أن يتحدى القدر. ذهب إلى قبائل مجاورة، وعمل في بناء السدود، وتعلم كيف يُشقّ الماء، ثم عاد بعد عامين، وجمع الرجال، وشقّ ساقية من منبع بعيد، حتى وصلت المياه أخيرًا إلى أراضي واد جنان.

انبثقت الحياة من جديد، واكتست الأرض خضرةً، فعمّ الفرح، وبكت لالة فاطمة من التأثر.



32ea7bab606ce1c17dc98fe1c2a3f1d1.webp


وبوفائها بوعدها، وافقت على الزواج به، وشيّدت لهما القبيلة قصرًا كبيرًا وسط الغابة، أُطلق عليه اسم قصر لالة فاطمة.

لكن الأسطورة لا تنتهي هنا...

تقول الجدات:

إن لالة فاطمة اختفت ذات صباح، دون أثر، وتقول الأسطورة إنها لم تمت، بل عادت إلى نبعها الأول، حيث الماء والهواء والنور، وستعود يومًا حين تحتاجها الأرض من جديد

صور لقصر لالة فاطمة
هو معلم أثري يقع في منطقة واد جنان ببلدية العيون في ولاية الطارف، شرق الجزائر، وليس في ولاية باتنة كما قد يُعتقد. يُعتبر هذا القصر من أبرز المواقع التاريخية في المنطقة، ويعود تاريخه إلى الفترة الرومانية في القرن الثالث الميلادي، وقد استُخدم لاحقًا خلال الفترات البيزنطية والإسلامية.

معلومات عن قصر لالة فاطمة:

الموقع: يقع القصر في منطقة واد جنان ببلدية العيون، على بعد حوالي 25 كيلومترًا من مدينة القالة، في ولاية الطارف.

الهيكل المعماري: يتكون القصر من طابقين، حيث كان الطابق الأرضي مخصصًا لورشات معالجة وتحضير المنتجات الزراعية، بينما كان الطابق العلوي مخصصًا للأغراض السكنية. يحيط بالقصر سور بارتفاع 8 أمتار، ويضم فيلا، مجموعة من المزارع، ومعاصر زيتون، مما يجعله موقعًا مثيرًا للإعجاب.

التاريخ والاستخدام: استُخدم القصر من قبل البيزنطيين كبرج دفاعي، وأُجريت عليه تغييرات معمارية خلال تلك الفترة. في العهد الإسلامي، استُخدم لأغراض مختلفة دون تغييرات كبيرة على هيكله.

التصنيف والترميم: في يناير 2024، صُنّف القصر كموقع أثري وطني محمي من قبل وزارة الثقافة الجزائرية. تجري حاليًا دراسات لترميمه وتحويله إلى قطب سياحي واستثماري، مما يعكس أهميته الثقافية والتاريخي

Screenshot_20250530-190633_Facebook.webp
Screenshot_20250530-190640_Facebook.webp
Screenshot_20250530-190757_Facebook.webp
Screenshot_20250530-190834_Facebook.webp
Screenshot_20250530-190735_Facebook.webp
Screenshot_20250530-190926_Facebook.webp
 
توقيع Oktavio_hinda
معلومات قيمة و ممتازة اول مرة اسمع عنها بورك فيك على موضوعك القيم
 
مكان سياحي و جميل بإمتياز
و طريقة سردك للقصة رائعة
شكرا لكِ
 
توقيع ام أمينة
قصة جميلة، لكن عندي بعض التأملات حول قصة لالة فاطمة.


من العجيب أن تكون همة المرأة في القصة أعلى من همم رجال القبيلة!
اشترطت الماء للحياة، لا للزواج، وكأنها تستنهض في الرجال شيئا أكبر من الرغبة: الاستحقاق.


أما ذلك الشاب البسيط، فقد درس "هندسة السدود" لا حبا في وادي جنان، بل حبا في نيل قلب لالة فاطمة.
ومن الحبّ ما أحيا… وهذا أضعف الإيمان. وبعض هِمم الرجال تصقلها النساء.


قرأت في أحد كتب التراث: "لولا العاطفة، ما شيّدت القصور، ولا رُفعت القلاع"
قصر تاج محل في الهند مثلا، لم يُشيد إلا حبّا في زوجة راحلة.


أما الصور، فصراحةً الحالة التي آل إليها القصر مُحزنة.
الجدران تأكلها السنون، والأثر يوشك أن يُمحى.
ياليت تُدركه يد الترميم قبل أن يتحول إلى ذكرى تُحكى، بدل أن تُزار.
 
قصة جميلة
طريقة سرد رائعة
كي قريت العنوان حسبت على لالة فاطمة نسومر
فعلا تاريخنا عريق
بارك الله فيك
 
توقيع la lune rose
و الله نورتينا بهته المواضيع صراحة مفرطين في تاريخنا
و ماناش عارفين كيف نعمل ليه اشهار
الجزائر امة بتاريخ عظيم تخيلي اختي هند بعض الدويلات بلا تاريخ
عندهم زوج حجرات فوق بعض عاملينها قصة و دراسة و اشهار و سياحة
الجزائر تستحق كل ما هو جميل بلد عظيم بتاريخ عظيم
تحت كل حبة رمل قصة و اعجاز و فن و جمال

شكرا هندو الغالية
 
توقيع الامين محمد
معالم أثرية جميلة جدا .. شكرا على السرد الجميل
 
قصة تاريخية جميلة تروي ما كان عليه تاريخ الآباء و الاجداد .. وكيف كانو يعتقدون و يؤمنون بهته القصص الاسطورية التي تحوي في بعض اجزاىها شيئا من الخيال و الخرافة
تذكرت جدتي حين كنت صغيرا و كانت تروي لنا هذا النوع من القصص


معلم تاريخي سياحي ثقافي يحتاج لترميم و لاهتمام اكبر كغيره من الاماكن و المعالم التارخية المهملة و المهمشة

شكرا هند
 
توقيع dahman kz
العودة
Top Bottom