التفاعل
35K
الجوائز
5.2K
- تاريخ التسجيل
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 27,845
- الحلول المقدمة
- 1
- آخر نشاط
- الجنس
- ذكر
1
- الأوسمة
- 53

حادثة تقشعر لها الابدان واقعت لتلميذة جائت متأخرة إلى ثانوية في إمتحانات البكالوريا في إحدى ثانويات بولاية تيارت ❤
حدث البارح الاثنين 16 جوان 2025 بأحد مراكز إجراء امتحان شهادة البكالوريا بمدينة تيارت
كانت الساعة تشير إلى الثالثة بعد الظهر، الصمت يخيم على أروقة المركز، كل المترشحين داخل قاعات الامتحان، جالسون في أماكنهم، يتهامسون بصوت خافت، والأساتذة الحراس يطوفون بين الصفوف، يتفقدون بطاقات الهوية بعناية. الأجواء مشحونة، والأنفاس محبوسة... الكل مستعد لانطلاق اللحظة الحاسمة.
وفجأة، يقطع هذا الصمت صوت أحد الإداريين، يبلغ رئيس المركز بأن مترشحة واحدة لم تلتحق بعد بقاعتها. ترتسم علامات القلق على وجه الرئيس، يتجه صوب ساعته يراقب عقاربها بتوتر، الثالثة تماما... يقرر تأجيل توزيع المواضيع، ويطلب من حارس البوابة أن يبقى في حالة ترقب، يحدق في الشارع... لعلها تظهر.
الثالثة وعشر دقائق. الضغط يتزايد في الأمانة، الوجوه متجهمة، يتقدم أحد الملاحظين وهو متسائلا: ما سبب هذا التأخر؟ هل هناك خطب ما؟ رئيس المركز يلتزم الصمت، لكنه لا يخفي قلقه المتزايد.
الثالثة وثلاث عشرة دقيقة. الوقت ينفد. يصدر رئيس المركز أمرا لحارس البوابة: "أغلق الباب". ينفذ الحارس الأمر ببطء، نظراته معلقة على الطريق الخالي. يخطو رئيس المركز نحو جرس المؤسسة، وفي عينيه ظل حزن واضح. يمد يده ليعلن بدء توزيع المواضيع، وفي اللحظة ذاتها...
دوي مفاجئ يهز المكان طرق قوي على البوابة الرئيسية، الجميع يتجمد في مكانه. يصرخ رئيس المركز بأعلى صوته: "توقفوا! لا توزعوا شيئا!" ويركض بكل ما أوتي من سرعة نحو الباب.
يفتحه بنفسه، فيظهر له وجه مرهق، مترشحة تلهث من شدة التعب، تتنفس بصعوبة، آثار الركض والدموع تعلو ملامحها. لم تنبس ببنت شفة . نظر إليها برفق، لم يسألها شيئا، فقط أشار لها بالدخول، رافقها مسرعا إلى قاعة الامتحان، وهو يهمس لها بكلمات طمأنينة. جلست، وما زالت دموعها تنهمر، أعطاها قنينة ماء، فارتعشت يداها وهي تمسكها، ولسانها لم يسعفها بكلمات الشكر.
ذلك المربي، الذي وقف بين الواجب والرحمة، اختار أن يمنح الأمل، لا أن يغلق الباب فتضيع جهود هذه التلميذة التي انتظرت سنوات من أجل هذه اللحظة ... من هذا المنبر، نرفع له القبعة ، ونقول: شكرا أيها المربي الفاضل..

حدث البارح الاثنين 16 جوان 2025 بأحد مراكز إجراء امتحان شهادة البكالوريا بمدينة تيارت
كانت الساعة تشير إلى الثالثة بعد الظهر، الصمت يخيم على أروقة المركز، كل المترشحين داخل قاعات الامتحان، جالسون في أماكنهم، يتهامسون بصوت خافت، والأساتذة الحراس يطوفون بين الصفوف، يتفقدون بطاقات الهوية بعناية. الأجواء مشحونة، والأنفاس محبوسة... الكل مستعد لانطلاق اللحظة الحاسمة.
وفجأة، يقطع هذا الصمت صوت أحد الإداريين، يبلغ رئيس المركز بأن مترشحة واحدة لم تلتحق بعد بقاعتها. ترتسم علامات القلق على وجه الرئيس، يتجه صوب ساعته يراقب عقاربها بتوتر، الثالثة تماما... يقرر تأجيل توزيع المواضيع، ويطلب من حارس البوابة أن يبقى في حالة ترقب، يحدق في الشارع... لعلها تظهر.
الثالثة وعشر دقائق. الضغط يتزايد في الأمانة، الوجوه متجهمة، يتقدم أحد الملاحظين وهو متسائلا: ما سبب هذا التأخر؟ هل هناك خطب ما؟ رئيس المركز يلتزم الصمت، لكنه لا يخفي قلقه المتزايد.
الثالثة وثلاث عشرة دقيقة. الوقت ينفد. يصدر رئيس المركز أمرا لحارس البوابة: "أغلق الباب". ينفذ الحارس الأمر ببطء، نظراته معلقة على الطريق الخالي. يخطو رئيس المركز نحو جرس المؤسسة، وفي عينيه ظل حزن واضح. يمد يده ليعلن بدء توزيع المواضيع، وفي اللحظة ذاتها...
دوي مفاجئ يهز المكان طرق قوي على البوابة الرئيسية، الجميع يتجمد في مكانه. يصرخ رئيس المركز بأعلى صوته: "توقفوا! لا توزعوا شيئا!" ويركض بكل ما أوتي من سرعة نحو الباب.
يفتحه بنفسه، فيظهر له وجه مرهق، مترشحة تلهث من شدة التعب، تتنفس بصعوبة، آثار الركض والدموع تعلو ملامحها. لم تنبس ببنت شفة . نظر إليها برفق، لم يسألها شيئا، فقط أشار لها بالدخول، رافقها مسرعا إلى قاعة الامتحان، وهو يهمس لها بكلمات طمأنينة. جلست، وما زالت دموعها تنهمر، أعطاها قنينة ماء، فارتعشت يداها وهي تمسكها، ولسانها لم يسعفها بكلمات الشكر.
ذلك المربي، الذي وقف بين الواجب والرحمة، اختار أن يمنح الأمل، لا أن يغلق الباب فتضيع جهود هذه التلميذة التي انتظرت سنوات من أجل هذه اللحظة ... من هذا المنبر، نرفع له القبعة ، ونقول: شكرا أيها المربي الفاضل..