- الأوسمة
- 13
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
في السنوات الأخيرة، لاحظنا تنامي عدد المدارس الخاصة في الجزائر، حيث أصبحت تنتشر بشكل لافت في مختلف الولايات. الغريب في الأمر أن هذه المدارس تعتمد على نفس البرامج والمناهج المقررة في المدارس الحكومية، ومع ذلك يفضّلها الكثير من الأولياء لأبنائهم.
يُعزى هذا التفضيل غالبًا إلى عاملين رئيسيين:
1. الاكتظاظ في المدارس الحكومية، مما يجعل من الصعب على التلميذ التركيز والاستفادة الكاملة.
2. الخدمات الإضافية التي توفرها المدارس الخاصة، مثل النقل والمكوث إلى نهاية اليوم، وهو أمر مهم جدًا خاصة للأولياء العاملين بدوام كامل.
لكن في الجهة المقابلة، هناك أصوات لا تخفي قلقها من مستوى هذه المدارس، وتنتقد ما يُعتبر "تضخيما غير واقعي" لنقاط التلاميذ، حيث يُقال أن المعدلات المرتفعة لا تعكس حقيقة المستوى التعليمي، بل مجرد وسيلة للترويج لتلك المؤسسات.
الكثير من الأولياء يجدون أنفسهم في حيرة: هل يختارون "الخاص" رغم الشكوك، أم يكتفون بـ"العمومي" رغم كل النقائص، خاصة في ظل انشغال الوالدين بالعمل والحاجة لمكان آمن ومحترم لأبنائهم طوال اليوم؟
وفي هذا السياق، حتى حين يختار بعض الأولياء التعليم العمومي لأبنائهم، فإنهم غالبًا ما يضطرون للبحث عن مكان آمن يترك فيه الأبناء خلال الفترة الفارغة بين الدوامين (مثلاً بين الصباح والمساء)، سواء عند الأقارب أو الجيران أو حتى بدفع مبلغ مالي لـ"حاضنة"، وهذا ما يشكل عبئًا إضافيًا.
شخصيًا، كأم عاملة بدوام كامل بعيدًا عن البيت، راودتني فكرة تسجيل ابنتي في مدرسة خاصة يرتادها أبناء بعض الزملاء، لكن فوجئت بردود فعل عائلية محبطة؛ حيث حذّرني البعض من "تدمير" مستقبل ابنتي إن سلكت هذا الطريق، بحجة السمعة السيئة للمدارس الخاصة، وأن بعض الأولياء يُدخلون أبناءهم إليها فقط للفصل الأخير من السنة للحصول على معدل يضمن النجاح، وكأن "المستوى" يمكن شراؤه.
لذلك، أود فتح باب النقاش هنا بين الأمهات والآباء والأساتذة:
ما هو تقييمكم الشخصي لمستوى المدارس الخاصة في الجزائر؟
هل فعلاً تضخّم النقاط؟
هل ترون أنها خيار جيد لأولادكم؟
أم أن المدرسة العمومية، رغم مشاكلها، تظل الأكثر مصداقية؟
شاركوني تجاربكم وآرائكم... لعلنا نساعد بعضنا على اتخاذ القرار الصائب.
بارك الله فيكم.
