التفاعل
20.4K
الجوائز
3.4K
- تاريخ التسجيل
- 19 ماي 2011
- المشاركات
- 10,538
- آخر نشاط
- الحالة الإجتماعية
- متزوجة
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 47

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بين الحلم و الواقع ... الزواج في مواجهة الأزمات الإقتصادية

في السنوات الأخيرة شهد العالم تحولات إقتصادية و إجتماعية عميقة
كان من أبرز نتائجها تفاقم أزمة السكن و إرتفاع تكاليف المعيشة
هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على الدول النامية فحسب بل إمتدت لتشمل حتى الدول المتقدمة
مما جعلها قضية عالمية تمس إستقرار الأفراد و المجتمعات على حد سواء
في هذا السياق أصبحت قرارات الزواج و تكوين الأسرة مرتبطة إرتباطًا وثيقًا بالقدرة على توفير سكن لائق و تأمين متطلبات الحياة الأساسية
بين الحلم و الواقع ... الزواج في مواجهة الأزمات الإقتصادية

في السنوات الأخيرة شهد العالم تحولات إقتصادية و إجتماعية عميقة
كان من أبرز نتائجها تفاقم أزمة السكن و إرتفاع تكاليف المعيشة
هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على الدول النامية فحسب بل إمتدت لتشمل حتى الدول المتقدمة
مما جعلها قضية عالمية تمس إستقرار الأفراد و المجتمعات على حد سواء
في هذا السياق أصبحت قرارات الزواج و تكوين الأسرة مرتبطة إرتباطًا وثيقًا بالقدرة على توفير سكن لائق و تأمين متطلبات الحياة الأساسية
أولا : مظاهر أزمة السكن و غلاء المعيشة |
إرتفاع أسعار العقارات و الإيجارات في بعض الدول تجاوزت أسعار الإيجارات 50% من دخل الفرد مما جعل السكن اللائق بعيد المنال |
تدهور القدرة الشرائية بإرتفاع أسعار المواد الأساسية ( الغذاء و النقل و التعليم والصحة ) دون زيادات موازية في الأجور و كذلك التضخم العالمي بعد جائحة كوفيد-19 و الحروب الجيوسياسية ساهم في تفاقم الأزمة |
ضعف السياسات السكنية مثل نقص في مشاريع السكن الإجتماعي أو تأخر في تسليمها و كذلك غياب آليات فعالة لدعم الشباب المقبلين على الزواج في ما يخص السكن أو التمويل |
ثانيًا: تأثير الأزمة على قرارات الزواج |
تأجيل الزواج أصبح الكثير من الشباب يفضلون تأجيل الزواج بسبب عدم القدرة على توفير سكن مستقل أو تغطية تكاليف المعيشة |
إرتفاع معدلات العزوبية العزوف عن الزواج لم يعد خيارًا حرًا بل أصبح نتيجة حتمية للظروف الإقتصادية الصعبة و هذا الوضع قد يؤدي إلى تغيرات في البنية الإجتماعية التقليدية و يؤثر على معدلات الإنجاب و النمو الديمغرافي |
تراجع مفهوم الإستقلالية الأسرية اضطرار الأزواج الجدد للعيش مع الأهل بسبب غياب السكن المستقل مما يخلق توترًا في العلاقات الأسرية و يؤثر على خصوصية الحياة الزوجية |
ثالثًا: أثر الأزمة على تكوين الأسرة |
تأجيل الإنجاب أو الإكتفاء بعدد محدود من الأطفال و أيضا إرتفاع تكاليف التعليم و الرعاية الصحية يدفع الأزواج إلى تأجيل الإنجاب أو تقليص عدد الأطفال |
الضغط النفسي داخل الأسرة الضغوط المالية تؤدي إلى توتر العلاقة بين الزوجين و قد تكون سببًا في تفكك الأسرة أو الطلاق |
تراجع جودة الحياة الأسرية غياب الإستقرار السكني و المعيشي يؤثر على شعور الأمان و الانتماء داخل الأسرة و يضعف من قدرتها على أداء دورها التربوي و الإجتماعي |
رابعًا: أمثلة من الواقع |
في الجزائر : رغم الجهود الحكومية في توفير السكن الإجتماعي إلا أن الطلب يفوق العرض بكثير مما يخلق حالة من الإحباط لدى الشباب |
في العالم : تراجعت القدرة على تحمل تكلفة السكن في أكثر من 40 دولة خلال السنوات الأخيرة و أصبحت أزمة السكن تتصدر أولويات الأسر قبل التعليم و الصحة |
خامسًا: حلول مقترحة |
تعزيز مشاريع السكن الإجتماعي و تسريع وتيرة إنجاز المشاريع السكنية و توجيهها للفئات الأكثر حاجة خاصة الشباب المقبلين على الزواج |
دعم مالي مباشر تقديم إعانات مالية أو قروض ميسرة للمتزوجين الجدد لتأمين سكن أو تغطية تكاليف المعيشة الأساسية |
إصلاح السياسات العقارية كفرض ضرائب على العقارات غير المستغلة و المضاربة العقارية تسهيل إجراءات البناء و تخفيض تكاليف الرخص و الضرائب المرتبطة بها |
التوعية و التخطيط المالي بنشر ثقافة التخطيط المالي بين الشباب و تقديم برامج تدريبية حول إدارة الموارد الشخصية و الإستعداد للزواج |
إن أزمة السكن و إرتفاع تكاليف المعيشة ليست مجرد مشكلة إقتصادية بل هي أزمة إجتماعية تمس جوهر الإستقرار الأسري و المجتمعي
فحين يُحرم الشباب من حقهم في بناء حياة مستقلة تتأثر بنية المجتمع بأكمله لذلك فإن معالجة هذه الأزمة تتطلب تضافر الجهود بين الدولة و المجتمع المدني و القطاع الخاص من أجل توفير بيئة معيشية كريمة تُمكن الأفراد من إتخاذ قراراتهم المصيرية بثقة و أمان
.......
في انتظار ردودكم و تعليقاتكم
دمتم بخير
......