التفاعل
2.4K
الجوائز
133
- تاريخ التسجيل
- 19 سبتمبر 2021
- المشاركات
- 690
- آخر نشاط
- الوظيفة
- طبيبة
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 6

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أهل اللمة الكرام أتمنى أن تكونوا بصحة وعافية
هذه مشاركتي في مسابقة قصة نجاح الباكالوريا أتمنى أن تعجبكم وان تكون دافعا حقيقيا لكم ولأولادكم...
أتذكر جيداً يوم خروج النتائج وكأن ذلك حدث بالأمس ..
سأشارك تجربةً ، ربما هي الفرصة التي سمحت لي بذلك ..
في آخر شهر كان يفصِلنا عن شهادة البكالوريا واجهَتنِي بعض الظّروف ولولا توفِيق من الله وحده لما وصلتُ إلى ما انا فيهِ الآن ولما استطعتُ الدراسة وسطها ، أذكُر منها مرض عائلتي بفايروس كورونا ، أصبتُ بالفيروس وارتفعت درجة حرارتي حد الهذيان واضطررت رغم ذلك إلى محاربة المرض وعدم التغيب عن حصص الدعم مع ارتداء الكمامة الواقية و لكن كانتِ الإصابةُ خطيرة على أمي ، تعلمُون جيدا من دون شرح كيفَ سيكون حال البيتِ بغيابِ الأم ، خصوصا لما دخلت المستشفى وانخفض تركيز الاسكيجين عندها بشكل مُلاحظ وكِدتُ أن افقدها في تلك الجائحة لولا رحمة الله ولطفه لي .. واضطررت إلى تكمّل مسؤولية اخوتي الصّغار من أكل وتنظيف للبيت..
و أثناء الامتحانات أصبت بصداع نصفي أو ما نسميه، " الشقيقة " وفي أول يوم أضعتُ بطاقة التعريف الوطنية ..
ولأنني لم أزد وتيرة دراستي خلال فترة مرض أمي لم أكن جاهزة بالشكل الذي أريده
ورُغم ذلك ولله الحمد والمنة واصلتُ المجاهدة إلى آخر امتحانٍ لي ..
كُنت كبقية الطلبة خائفة مِن التصحيح ومن النتيجة ، وبعد أن نشرت وزارة التربية خبر المعدل الموزون ازددتُ ذعرا وأنا التِي كنت خائفة من مادة العلوم منذُ البداية ولم يسعنِي الوقت في الامتحانِ لإنهاء السؤال الاخير ولم أكن متأكدة من بقية الاجوبةِ أهي صحيحة أم لا ..
كُنت أسمع أخبارا في مواقع التواصل عما يحدث في مراكز التصحيح فسمعت أن نقاط العلوم كانت كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وعِند ذلك فقدتُ الأمل قليلاً في الوصول فمصيرِي تحدده نقطة واحدة ، بكيت قليلاً ودعوت الله كثيراً وكنت أردد " اللهم أرني عجائب قدرتك في تحقيق ما أتمنى " ..
الى أن أتى يوم ظهورِ النتائج ، العائلةُ كلها تنتظر وكلها تضعُ عليّ آمالاً كالجبال أما أنا فكان موقفي موقف الخائف القلِق ، كان الوقت يمر ببطئٍ شديد؛ الثانية كأنها ساعة ، لم أستطع فعل شيء ذلك اليوم سوى الإنتظار وعدّ الدقائق والساعات وهي تمرّ كسلحفاةٍ عجوز ، وعِندما اقترب الموعد اجتمعت العائلة كلّها لرؤية النتيجة ، أبي في غرفتِه ، وانا وأمي وإخوتي في غرفة أخرى ،
كانت الساعة تشير إلى الرابعة الا عشر دقائق ، الصمت يعمّ البيت وكل واحد منّا يحمل جهازاً في يده ينتظر فتح الموقع وما هي إلا دقائق معدودة حتى أتى أبي بسرعةِ البرقِ يُبشّرني :
"ماشاء الله ديتي 18.05 "
شعرتُ بصدمةٍ حقيقية حينها " يا الله كيف حدث ذلك" ، نظرتُ إلى الساعة وجدتها الرابعة إلى خمس دقائق :
" مزالو خمس دقايق بصح ؟"
فرد ابي :
"راني شفتها في فضاء الأولياء بعثوهم بخمس دقايق قبل راني من قبيل نشوف ثم "
"أواه زيدو تأكدوا مليح شوفو الموقع بلاك يكونو غلطو
" ،
" لالا كيفاه يغلطو مكانش منها " ،
وأصررت إصراراً شديدا على رؤية الموقع فرأيت نفس النتيجة وكانت أمي بجوارِي ، كانت ردة فعلي الوحيدة أنني شكرت ربي أولا ثم قمت من مكاني وعانقتُ والديّ عناقا شديداً فإذا بعيناي تذرفان من شدّة الفرح , "يا الله لم تحرِمنِي من تحقِيقِ ما أتمنّاه ولم تخيّب ظنّي فيك رغم أن ظني في كثير من المرات كان أشبه بالمستحيل"
مشاعر كثيرةٌ اختلجتني آنذاك : مشاعِر افتقار ، ومشاعر فرح ، ومشاعر فخر واعتزاز ، ما أخرجني من ذلك الجو قليلا الاتصالات التي كانت تتهافتُ علينا الواحدة تلو الأخرى ، وكما رأيت جدي يبكي لأول مرّة وكذلك جدّتي وسمعتُ صوت أخوالِي من وراء الهاتف " الله أكبر ، الله اكبر "
وددت لتلك اللحظات عدم الانتِهاء والإستمرار ، فقد كان هذا الحدث اكبر فرح بعد سلسلة من الظروف المُحزنة فهو مُكافأة من الله وهدية منه فله الحمد والشكر ..
واخترتُ الطبّ في أول اختيار لي ، فقد كانَ حلمي وحلم عائلتي قديما وحديثا ..
وسبحان الله انا على مشارف إنهاء الطبّ العام ومازلت أذكر هذه القصة وكأن ذلك حدث بالأمس ..
حياكم الله أهل اللمة الكرام أتمنى أن تكونوا بصحة وعافية
هذه مشاركتي في مسابقة قصة نجاح الباكالوريا أتمنى أن تعجبكم وان تكون دافعا حقيقيا لكم ولأولادكم...
أتذكر جيداً يوم خروج النتائج وكأن ذلك حدث بالأمس ..
سأشارك تجربةً ، ربما هي الفرصة التي سمحت لي بذلك ..
في آخر شهر كان يفصِلنا عن شهادة البكالوريا واجهَتنِي بعض الظّروف ولولا توفِيق من الله وحده لما وصلتُ إلى ما انا فيهِ الآن ولما استطعتُ الدراسة وسطها ، أذكُر منها مرض عائلتي بفايروس كورونا ، أصبتُ بالفيروس وارتفعت درجة حرارتي حد الهذيان واضطررت رغم ذلك إلى محاربة المرض وعدم التغيب عن حصص الدعم مع ارتداء الكمامة الواقية و لكن كانتِ الإصابةُ خطيرة على أمي ، تعلمُون جيدا من دون شرح كيفَ سيكون حال البيتِ بغيابِ الأم ، خصوصا لما دخلت المستشفى وانخفض تركيز الاسكيجين عندها بشكل مُلاحظ وكِدتُ أن افقدها في تلك الجائحة لولا رحمة الله ولطفه لي .. واضطررت إلى تكمّل مسؤولية اخوتي الصّغار من أكل وتنظيف للبيت..
و أثناء الامتحانات أصبت بصداع نصفي أو ما نسميه، " الشقيقة " وفي أول يوم أضعتُ بطاقة التعريف الوطنية ..
ولأنني لم أزد وتيرة دراستي خلال فترة مرض أمي لم أكن جاهزة بالشكل الذي أريده
ورُغم ذلك ولله الحمد والمنة واصلتُ المجاهدة إلى آخر امتحانٍ لي ..
كُنت كبقية الطلبة خائفة مِن التصحيح ومن النتيجة ، وبعد أن نشرت وزارة التربية خبر المعدل الموزون ازددتُ ذعرا وأنا التِي كنت خائفة من مادة العلوم منذُ البداية ولم يسعنِي الوقت في الامتحانِ لإنهاء السؤال الاخير ولم أكن متأكدة من بقية الاجوبةِ أهي صحيحة أم لا ..
كُنت أسمع أخبارا في مواقع التواصل عما يحدث في مراكز التصحيح فسمعت أن نقاط العلوم كانت كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وعِند ذلك فقدتُ الأمل قليلاً في الوصول فمصيرِي تحدده نقطة واحدة ، بكيت قليلاً ودعوت الله كثيراً وكنت أردد " اللهم أرني عجائب قدرتك في تحقيق ما أتمنى " ..
الى أن أتى يوم ظهورِ النتائج ، العائلةُ كلها تنتظر وكلها تضعُ عليّ آمالاً كالجبال أما أنا فكان موقفي موقف الخائف القلِق ، كان الوقت يمر ببطئٍ شديد؛ الثانية كأنها ساعة ، لم أستطع فعل شيء ذلك اليوم سوى الإنتظار وعدّ الدقائق والساعات وهي تمرّ كسلحفاةٍ عجوز ، وعِندما اقترب الموعد اجتمعت العائلة كلّها لرؤية النتيجة ، أبي في غرفتِه ، وانا وأمي وإخوتي في غرفة أخرى ،
كانت الساعة تشير إلى الرابعة الا عشر دقائق ، الصمت يعمّ البيت وكل واحد منّا يحمل جهازاً في يده ينتظر فتح الموقع وما هي إلا دقائق معدودة حتى أتى أبي بسرعةِ البرقِ يُبشّرني :
"ماشاء الله ديتي 18.05 "
شعرتُ بصدمةٍ حقيقية حينها " يا الله كيف حدث ذلك" ، نظرتُ إلى الساعة وجدتها الرابعة إلى خمس دقائق :
" مزالو خمس دقايق بصح ؟"
فرد ابي :
"راني شفتها في فضاء الأولياء بعثوهم بخمس دقايق قبل راني من قبيل نشوف ثم "
"أواه زيدو تأكدوا مليح شوفو الموقع بلاك يكونو غلطو

" لالا كيفاه يغلطو مكانش منها " ،
وأصررت إصراراً شديدا على رؤية الموقع فرأيت نفس النتيجة وكانت أمي بجوارِي ، كانت ردة فعلي الوحيدة أنني شكرت ربي أولا ثم قمت من مكاني وعانقتُ والديّ عناقا شديداً فإذا بعيناي تذرفان من شدّة الفرح , "يا الله لم تحرِمنِي من تحقِيقِ ما أتمنّاه ولم تخيّب ظنّي فيك رغم أن ظني في كثير من المرات كان أشبه بالمستحيل"
مشاعر كثيرةٌ اختلجتني آنذاك : مشاعِر افتقار ، ومشاعر فرح ، ومشاعر فخر واعتزاز ، ما أخرجني من ذلك الجو قليلا الاتصالات التي كانت تتهافتُ علينا الواحدة تلو الأخرى ، وكما رأيت جدي يبكي لأول مرّة وكذلك جدّتي وسمعتُ صوت أخوالِي من وراء الهاتف " الله أكبر ، الله اكبر "
وددت لتلك اللحظات عدم الانتِهاء والإستمرار ، فقد كان هذا الحدث اكبر فرح بعد سلسلة من الظروف المُحزنة فهو مُكافأة من الله وهدية منه فله الحمد والشكر ..
واخترتُ الطبّ في أول اختيار لي ، فقد كانَ حلمي وحلم عائلتي قديما وحديثا ..
وسبحان الله انا على مشارف إنهاء الطبّ العام ومازلت أذكر هذه القصة وكأن ذلك حدث بالأمس ..