التفاعل
4.4K
الجوائز
480
- الوظيفة
- إطار تسيير إداري
- الحالة الإجتماعية
- متزوجة
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 12

أم البنات.. أجمل نعمة و أعظم عوض
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
منذ صغري كان في قلبي حلم يرافقني كظلي: أن أكبر يومًا ما، وأرزق بنتين تملآن حياتي بالحب والونس.. كنت أغبط زميلاتي اللواتي لهن بنات، وأتخيل نفسي بين ضحكات صغيرتين تحيطان بي بالحنان.
تزوجت، ورزقني الله أول حمل.. وحين علمت أنها أنثى، لم تسعني الأرض من فرحتي. لكن ميلاد ابنتي الأولى "إسراء" تزامن مع أيام صعبة، إذ مرضت أمي ثم فارقتني إلى رحمة الله.. عندها أدركت أن الله عوضني بها حقًا.. صارت ابنتي الصغيرة مؤنسي ورفيقتي.
أصدقكم القول، كنت أراها "أمّا صغيرة" أكثر من كونها طفلة.. فما إن ترى دموعي حتى تزحف نحوي ببراءتها، تمسح وجهي بكفّيها الصغيرتين، وتطبع قبلة حانية على خدي، وكأنها تقول لي: "أنا هنا لأجلك يا ماما."
كبرت قليلا وبدأت تنطق كلماتها، وأدهشني أنها لم تتجاوز العامين حين كانت تقول: "أنا ماماك.. يا ماما ما تبكيش." كم كانت هذه العبارة تزرع بسمة في قلبي المكسور وتضيء داخلي.. أدركت حينها أنني حقا أنجبت رفيقتي وحبيبتي.. بل أمي التي عوضني الله بها بعد فقدِ أمي رحمها الله.
مضت الأيام، وحملت مرة أخرى.. كان الخبر في البداية بفرحة مضاعفة حين قيل لي إنني أنتظر توأمًا. لكن لم يشأ الله لأحدهما أن يكمل المشوار، ففارقني صغيري قبل أن أراه. حزنت، ثم سلّمت أمري لربي، واحتضنت الأمل في قلبي أن يكمل الآخر حياته بين أحشائي.
وجاءت لحظة معرفة جنس الجنين، فرفعت يدي بالدعاء من أعماقي: "يارب، اجعلها أنثى."
وعندما ابتسمت الطبيبة وأخبرتني أنها بنت، هللتُ فرحًا حتى استغربت قائلة: "أول مرة أرى أمًّا تفرح هكذا بأنثى بعد أن أنجبت أنثى من قبل!" فابتسمتُ وقلت لها: "لأن عشقي منذ صغري أن أكون أمًا للمؤنسات."
وجاءت مرام.. لتنضم إلى حكاية عمري.
اليوم أنظر إليهما فأرى في إسراء بسمة الأمل التي جبرت كسري، وفي مرام حلاوة العوض الذي ملأ فراغي. كبرت أمنيتي، فصارت واقعا يمشي على الأرض بين يدي.. بناتي هن هديتي من الله، المؤنسات اللواتي جعل الله منهن بردًا وسلامًا على قلبي.
وهكذا تحققت أجمل أمنياتي.. أن أكون "أم البنات"، أمًّا للرفيقتين والحبيبتين، زهرتيّ العمر
، إسراء ومرام.
"البنون زينة الحياة، لكن البنات نعمة تصنع للحياة معنى."
اللهم اجعل بناتي قرة عيني، واحفظهن بعينك التي لا تنام، وارزقني و والدهن برّهن.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
منذ صغري كان في قلبي حلم يرافقني كظلي: أن أكبر يومًا ما، وأرزق بنتين تملآن حياتي بالحب والونس.. كنت أغبط زميلاتي اللواتي لهن بنات، وأتخيل نفسي بين ضحكات صغيرتين تحيطان بي بالحنان.
تزوجت، ورزقني الله أول حمل.. وحين علمت أنها أنثى، لم تسعني الأرض من فرحتي. لكن ميلاد ابنتي الأولى "إسراء" تزامن مع أيام صعبة، إذ مرضت أمي ثم فارقتني إلى رحمة الله.. عندها أدركت أن الله عوضني بها حقًا.. صارت ابنتي الصغيرة مؤنسي ورفيقتي.
أصدقكم القول، كنت أراها "أمّا صغيرة" أكثر من كونها طفلة.. فما إن ترى دموعي حتى تزحف نحوي ببراءتها، تمسح وجهي بكفّيها الصغيرتين، وتطبع قبلة حانية على خدي، وكأنها تقول لي: "أنا هنا لأجلك يا ماما."
كبرت قليلا وبدأت تنطق كلماتها، وأدهشني أنها لم تتجاوز العامين حين كانت تقول: "أنا ماماك.. يا ماما ما تبكيش." كم كانت هذه العبارة تزرع بسمة في قلبي المكسور وتضيء داخلي.. أدركت حينها أنني حقا أنجبت رفيقتي وحبيبتي.. بل أمي التي عوضني الله بها بعد فقدِ أمي رحمها الله.
مضت الأيام، وحملت مرة أخرى.. كان الخبر في البداية بفرحة مضاعفة حين قيل لي إنني أنتظر توأمًا. لكن لم يشأ الله لأحدهما أن يكمل المشوار، ففارقني صغيري قبل أن أراه. حزنت، ثم سلّمت أمري لربي، واحتضنت الأمل في قلبي أن يكمل الآخر حياته بين أحشائي.
وجاءت لحظة معرفة جنس الجنين، فرفعت يدي بالدعاء من أعماقي: "يارب، اجعلها أنثى."
وعندما ابتسمت الطبيبة وأخبرتني أنها بنت، هللتُ فرحًا حتى استغربت قائلة: "أول مرة أرى أمًّا تفرح هكذا بأنثى بعد أن أنجبت أنثى من قبل!" فابتسمتُ وقلت لها: "لأن عشقي منذ صغري أن أكون أمًا للمؤنسات."
وجاءت مرام.. لتنضم إلى حكاية عمري.
اليوم أنظر إليهما فأرى في إسراء بسمة الأمل التي جبرت كسري، وفي مرام حلاوة العوض الذي ملأ فراغي. كبرت أمنيتي، فصارت واقعا يمشي على الأرض بين يدي.. بناتي هن هديتي من الله، المؤنسات اللواتي جعل الله منهن بردًا وسلامًا على قلبي.
وهكذا تحققت أجمل أمنياتي.. أن أكون "أم البنات"، أمًّا للرفيقتين والحبيبتين، زهرتيّ العمر
، إسراء ومرام.

"البنون زينة الحياة، لكن البنات نعمة تصنع للحياة معنى."
اللهم اجعل بناتي قرة عيني، واحفظهن بعينك التي لا تنام، وارزقني و والدهن برّهن.