التفاعل
4.5K
الجوائز
480
- الوظيفة
- إطار تسيير إداري
- الحالة الإجتماعية
- متزوجة
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 12

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، صادفني منشور لإحدى الأخوات تروي فيه قصتها بصراحة لافتة.
قالت إنها تمر بعلاقة زوجية فاشلة "خيانة زوجية"، وصلت فيها الأمور إلى أبواب الطلاق. وبين جلسات العلاج النفسي و البحث عن ذاتها، تعرفت على رجلٍ متزوج أعجبت به، و وجدت فيه ما افتقدته في حياتها السابقة من اهتمام واحتواء.
ثم ختمت بعبارة أثارت في الكثير من التساؤلات:
"ناوية أستخدم كيد النساء حتى أجعله يتزوجني، فهو قال بنفسه إنه يفكر في التعدد."
وقفتُ طويلًا عند كلمتها تلك… كيد النساء.
كم من مرة سمعناها تُستخدم وكأنها وسيلة ذكية للظفر برجلٍ أو الانتصار في معركة عاطفية!
لكن هل فعلا هو كيدٌ محمود؟ أم أنه سلاحٌ يرتد في النهاية على صاحبته؟
المرأة حين تمر بظلم أو خذلان، تكون في أضعف حالاتها، تبحث عن دفء يُنقذها من برد الوحدة.
وحين يظهر في طريقها رجل يصغي، يبتسم، ويقول الكلمات التي تود سماعها، قد تشعر بأنها وجدت خلاصها.
لكنّها تنسى أن الخلاص لا يكون بالوقوع في خطأ جديد، ولا بانتزاع قلبٍ من حضنٍ آخر.
الرجل الذي يفتح باب التعدد، عليه أن يدرك أن العدل ليس شعارًا يُقال، بل مسؤولية ثقيلة تُحمل.
وأنّ الزواج الثاني ليس هروبا من فتورٍ مؤقت، ولا مكافأة عاطفية، بل بناء جديد يحتاج إلى نية صافية وقلب يخاف الله في نفسه وفي غيره.
أما المرأة التي تفكر أن تكون "الثانية"، فلتسأل نفسها بصدق:
هل أريده لأنني أُعجبت بشخصه، أم لأنني وجدت فيه تعويضًا عن جرحٍ قديم؟
هل أبحث عن زواج يرضي الله، أم عن انتصار عاطفيّ مؤقت؟
الحقيقة أن كيد النساء قد يمنح انتصارا لحظة، لكنه يسلب راحة العمر.
فالعلاقات التي تبنى على الغواية والمكر، تفقد بركتها سريعا، لأن ما جاء بالحيلة، يذهب بالحيلة.
والزواج الذي يبدأ على أنقاض بيت آخر، يصعب أن يمنح سكينة حقيقية، لأنّ الظلم لا يصنع استقرارًا، والخذلان لا يُثمر حبًّا نقيًّا.
المرأة الذكية ليست من تقتنص الرجل بدهائها،
بل من تملك كبرياءها وتعرف متى تُغلق الباب وتقول: "أنا أستحق علاقة نقيّة لا تشوبها الخفايا."
فيا أيتها الأنثى، قبل أن تفكّري في استخدام "كيدك"،
تذكّري أن أقوى كيد هو كيد الصدق، والعفاف، والاتزان.
ويا أيها الرجل، قبل أن تنطق بكلمة "تعدد"،
تذكّر أن الله قال: "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة."
الكيد قد يمنحك رجلاً، لكن الصدق وحده يمنحك راحة.
~~~~