قصة توبة مالك بن دينار، هيا لنعتبر منها 😊

Ēya Ēljana

:: عضو مُشارك ::
كان مالك بن دينار في بداية حياته رجلاً عاصيًا، غارقًا في اللهو وشرب الخمر، لا يعرف لله طريقًا، يعيش بلا هدف ولا معنى.

مرت الأيام، فتزوّج ورُزق ببنت صغيرة جميلة، فملأت عليه حياته حبًا ورحمة، وكانت تتعلق به تعلقًا شديدًا.
وكانت كلما رأته سكرانًا، تقول له ببراءة:

> "يا أبتِ، إلى متى تشرب هذا الشراب؟ والله ما يحب الله هذا!"



وكانت كلماتها البريئة تقع في قلبه كالسهم، لكنه لا يقوى على التوبة.

حتى جاء يومٌ ماتت فيه تلك الطفلة الصغيرة... 💔
فانكسر قلبه عليها كسرًا شديدًا، وازداد بعد موتها في غفلته وشربه للخمر، كأنه يريد أن ينسى وجعه.

وفي ليلة من الليالي، نام سكرانًا فرأى رؤيا هزّت كيانه:

رأى كأنه في يوم القيامة، والناس حوله في ذعر عظيم، وهو يُساق إلى النار، وإذا بثعبانٍ ضخمٍ مخيفٍ يطارده، يريد أن يلتهمه!
فهرب منه مسرعًا، فوجد شيخًا كبيرًا ضعيفًا، فقال له:

> "أنقذني من هذا الثعبان!"



فقال الشيخ:

> "أنا ضعيف لا أستطيع، ولكن أسرع إلى ذلك الجبل، ففيه أمانك."



فانطلق يجري نحو الجبل، فإذا عليه أطفال صغار، وإذا بينهم ابنته التي ماتت، فلما رأته، نزلت من الجبل وضمّته، ثم أشارت إلى الثعبان فهرب.

ثم قالت له:

> "يا أبتِ، أما آن لك أن تتوب؟
أما آن لقلبك أن يلين لذكر الله؟"



فسألها: "ما ذلك الثعبان؟"
قالت: "هو عملك السيّئ يا أبي، كاد أن يهلكك."
قال: "ومن الشيخ؟"
قالت: "ذاك عملك الصالح، ضعّفته حتى لم يقدر على نفعك."

ثم قرأت عليه قول الله تعالى:

> ﴿ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق﴾



فاستيقظ مالك بن دينار من نومه، وقلبه يرتجف، وقال:

> "بلى يا رب، قد آن… قد آن!"



ومنذ تلك اللحظة تاب توبة نصوحًا، وترك الدنيا وأقبل على الله، حتى صار من أعظم الزهّاد والعبّاد، ومن كبار الواعظين الذين أحيا الله بهم القلوب بعد موتها.




💧 العبرة:
أحيانًا الله يوقظ القلب بعد موت عزيز، أو بعد حلمٍ، أو بعد وجعٍ عميق، ليعيدك إليه.
فمن صدق مع الله في توبته، صدق الله معه ورفعه بعد ذله.
 
من أجمل القصص التي سمعتها أيام المراهقة، قصة مالك بن دينار..
جازاكِ الله خيرا على حسن النشر صديقتي..
 
توقيع أم إسراء
اللهم ارزقنا توبة قبل الموت يا رب العالمين
سلمت يمناك على الطرح المميز
 
قصة مالك بن دينار تبين كيف أن الله يفتح باب التوبة مهما عظمت الذنوب
و أن الألم قد يكون طريقًا للرجوع
من صدق في العودة إلى الله رفعه و أبدله خيرًا
شكرا لكِ على القصة و على الموضوع
 
توقيع ام أمينة
العودة
Top Bottom