التفاعل
35.5K
الجوائز
5.2K
- تاريخ التسجيل
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 28,120
- الحلول المقدمة
- 1
- آخر نشاط
- الجنس
- ذكر
1
- الأوسمة
- 54
القلب الذي لا يحمل مشروعًا، يضعف؛ والروح التي لا تعرف طريقها… تنجرف مع أي طريق.
“لماذا أكرر نفس الذنب؟ أنا أعرف الخطأ… فلماذا أسير إليه وكأنني لا أملك نفسي؟”
ثم تكتشف أن المشكلة ليست في سقوطك… بل في المساحة التي سبقت السقوط؛ مساحة لم يسكنها معنى بعد.
حين لا تملك نورًا يقودك… يُغريك أي ظل.
بل بسؤالٍ أعمق:
“بماذا سأملأ هذا الفراغ الذي ينهشني؟”
ابنِ لنفسك طريقًا، ولو خطوة صغيرة جدًا…
خطوة تُخبر نفسك أنك تمشي، لا تكرر الدوران حول نفس الهاوية.
الفكرة ليست أن “لا تفعل الذنب” فقط…
بل أن يصبح في حياتك ما هو أعمق وأجمل منه.
أن يكون لك مشروعٌ تمتلئ به، هدفٌ يشدّك كل صباح، عملٌ يَشغلك لا يستهلكك، طريقٌ تمشيه لأنك تعرف أين تريد أن تصل.
فالقلب الذي لديه وجهة، لا يضيع.
والوقت الذي يُصرف في بناءٍ حقيقي، لا تلتهمه الشهوات ولا الفراغ ولا فوضى النفس.
لا تعلنها، لا تُخبر بها أحدًا، لا تنتظر تصفيقًا ولا إعجابًا.
ازرعها في الخفاء، واسقها بالصدق، واتركها تنبت حيث لا يسمعك إلا الله.
فما نبت في السر، أثمر في العلن.
وما صُنِع للناس تعب، وما صُنِع لله ثبت.
فكرة تُنمّيها، رسالة تُبلّغها، مهارة تتعلّمها، عمل تفعله، أثر صغير تزرعه.
هكذا تملأ الفراغ بطاعة، وتحفظ روحك بخبيئة، وتجمع بين القرب والإخلاص.
---
تخلع حذاءك، ترخي كتفيك، تجلس…
وقبل أن تستوعب ما يجري، تمتد يدك للهاتف وتقول:
“دقيقة أرتاح… أتصفّح قليلاً.”
وهذه الدقيقة هي المصيدة.
هنا يقترب الذنب ويهمس:
“لن يحدث شيء… فقط شاهد، فقط انشغل، فقط انطفئ قليلاً.”
وتسقط، لا لأنك ضعيف،
بل لأن الفراغ سبقك إلى قلبك قبل أن تسبقه أنت بشيءٍ يملؤه.
جرب شيئًا واحدًا:
قبل أن تفتح هاتفك بعد عودتك، اجلس دقيقة وقل:
“هذه لحظتي. هنا أبدأ مشروعي.”
ابدأ بما تحب:
ابدأ من شغفك، لا من واجب ثقيل.
املأ الدقيقة الأولى لله… تنجو الساعة بعدها كلها.
---
هدوء، سكون، نفس طويل…
وتقول:
“دعني أسمع موسيقى… أدوّر على شيء يلهيني… أضيع قليلًا.”
وهنا يدخل الفراغ قبل أن تدخل الطمأنينة.
ليس لأنك سيئ، بل لأن قلبك كان ينتظر شيئًا يملأه، وسبقته الأشياء الخاطئة.
توقف لحظة.
واسأل نفسك بصراحة:
“ما الشيء الذي أحبّه حقًا ويمكن أن أقدّمه لله؟”
ابدأ منه:
إذا لم يبدأ مشروعك من حبك… لن يدوم.
الله لا يريد منك أن تطفئ نفسك،
بل أن تقدّم له أجمل ما فيك.
---
صفحة قرآن تُقرأ بهدوء، تسبيحة تستقر بداخلك، لحظة مناجاة حقيقية، ذكر يتسرب ببطء إلى الداخل فيملأ الجوف الفارغ.
حوّل ما تحب إلى جسر بينك وبين الله:
صوتك، قلمك، مشيك، تصويرك، وقتك.
لا تُطفئ رغبتك… وجّهها.
فالروح لا تُشفى بالمنع، بل بالامتلاء.
واسأل نفسك في الطريق:
“هل أنا أهرب من شيء… أم أتجه لشخصٍ أحتاجه؟”
املأه اليوم بنقطة نور، ولو بدعاء واحد صادق.
فالقلوب أوعية؛ إن لم تُملأ بالماء، ملأتها الريح… وإن لم تُملأ بالله، امتصتها الرغبات وجرّتها بلا رحمة.
الروح لا تنضج في يوم، ولا تُصلَح بالعجلة…
لكنها تنمو مع كل خطوة صادقة، مهما بدت ضئيلة.
لأن القلب الذي امتلأ بنور الله، لا تسكنه العتمة أبدًا..
تحتاج فقط اتجاهًا صحيحًا وقطرات نور يومية.
وحين تمتلئ، لن تندهش من ترك الذنب…
بل ستندهش كيف كان يجد مكانًا فيك أصلًا.