كيف تملأ الفراغ قبل أن يملأ الفراغ

إلياس

👑 TOP5 ✍️
أوفياء اللمة
✨ كيف تملأ الفراغ قبل أن يملأه الذنب؟

🌑 أحيانًا لا يهزمك الذنب لأنه أقوى منك… بل لأنه وجد فيك فراغًا ينتظر من يقتحمه.
القلب الذي لا يحمل مشروعًا، يضعف؛ والروح التي لا تعرف طريقها… تنجرف مع أي طريق.

❓ وكم مرة جلست مع نفسك تسأل:
“لماذا أكرر نفس الذنب؟ أنا أعرف الخطأ… فلماذا أسير إليه وكأنني لا أملك نفسي؟”
ثم تكتشف أن المشكلة ليست في سقوطك… بل في المساحة التي سبقت السقوط؛ مساحة لم يسكنها معنى بعد.

🍃 الذنب لا يدخل كعاصفة، بل كهمسة… حين تصبح الأيام بلا هدف، والدقائق بلا دافع، والقلب بلا شيء يتمسّك به.
حين لا تملك نورًا يقودك… يُغريك أي ظل.

💭 التوبة إذن لا تبدأ بقول: “لن أعود”،
بل بسؤالٍ أعمق:
“بماذا سأملأ هذا الفراغ الذي ينهشني؟”

🧱 ابدأ بالبناء لا بالمقاومة.
ابنِ لنفسك طريقًا، ولو خطوة صغيرة جدًا…
خطوة تُخبر نفسك أنك تمشي، لا تكرر الدوران حول نفس الهاوية.

💡 وهنا يجب أن تفهم شيئًا أساسيًا:
الفكرة ليست أن “لا تفعل الذنب” فقط…
بل أن يصبح في حياتك ما هو أعمق وأجمل منه.
أن يكون لك مشروعٌ تمتلئ به، هدفٌ يشدّك كل صباح، عملٌ يَشغلك لا يستهلكك، طريقٌ تمشيه لأنك تعرف أين تريد أن تصل.

فالقلب الذي لديه وجهة، لا يضيع.
والوقت الذي يُصرف في بناءٍ حقيقي، لا تلتهمه الشهوات ولا الفراغ ولا فوضى النفس.

🔐 ولأن القلب لا يقوى إلا بما يخلص، فاجعل مشروعك هذا بينك وبين الله… خبيئة لا يراها أحد.
لا تعلنها، لا تُخبر بها أحدًا، لا تنتظر تصفيقًا ولا إعجابًا.
ازرعها في الخفاء، واسقها بالصدق، واتركها تنبت حيث لا يسمعك إلا الله.
فما نبت في السر، أثمر في العلن.
وما صُنِع للناس تعب، وما صُنِع لله ثبت.

فكرة تُنمّيها، رسالة تُبلّغها، مهارة تتعلّمها، عمل تفعله، أثر صغير تزرعه.
هكذا تملأ الفراغ بطاعة، وتحفظ روحك بخبيئة، وتجمع بين القرب والإخلاص.

---

🎭 الآن… مشهدك أنت في لحظة الحقيقة

💼 أنت حين تعود من عملك
تخلع حذاءك، ترخي كتفيك، تجلس…
وقبل أن تستوعب ما يجري، تمتد يدك للهاتف وتقول:
“دقيقة أرتاح… أتصفّح قليلاً.”

وهذه الدقيقة هي المصيدة.
هنا يقترب الذنب ويهمس:
“لن يحدث شيء… فقط شاهد، فقط انشغل، فقط انطفئ قليلاً.”

وتسقط، لا لأنك ضعيف،
بل لأن الفراغ سبقك إلى قلبك قبل أن تسبقه أنت بشيءٍ يملؤه.

جرب شيئًا واحدًا:
قبل أن تفتح هاتفك بعد عودتك، اجلس دقيقة وقل:
“هذه لحظتي. هنا أبدأ مشروعي.”

ابدأ بما تحب:
🖊️ إن كنت تحب الكتابة… اكتب فكرة
🎙️ إن كان صوتك قريبًا من قلبك… سجّل ذكرًا أو فكرة إيمانية
📸 إن كنت ترى الجمال… اصنع محتوى نقيًا يرضي الله
📚 إن كان العلم هوايتك… اقرأ سطرًا من كتاب رسالي
🚶‍♂️ إن كانت الحركة تُحييك… امشِ واذكر الله

ابدأ من شغفك، لا من واجب ثقيل.
املأ الدقيقة الأولى لله… تنجو الساعة بعدها كلها.

---

🔥 مثال آخر لتقريب الصورة

🎧 أنت حين تكون وحدك في الليل
هدوء، سكون، نفس طويل…
وتقول:
“دعني أسمع موسيقى… أدوّر على شيء يلهيني… أضيع قليلًا.”

وهنا يدخل الفراغ قبل أن تدخل الطمأنينة.
ليس لأنك سيئ، بل لأن قلبك كان ينتظر شيئًا يملأه، وسبقته الأشياء الخاطئة.

توقف لحظة.
واسأل نفسك بصراحة:
“ما الشيء الذي أحبّه حقًا ويمكن أن أقدّمه لله؟”

ابدأ منه:
🎨 شغفك الفن؟ اجعله نورًا لا غفلة
📖 شغفك القراءة؟ اجعلها طريق هداية
💡 شغفك الأفكار؟ دوّنها لبناء معنى
🤲 شغفك الناس؟ ادعُ لهم سرًا واصنع أثرًا

إذا لم يبدأ مشروعك من حبك… لن يدوم.
الله لا يريد منك أن تطفئ نفسك،
بل أن تقدّم له أجمل ما فيك.

---

🔍 ابحث عمّا يوقظ روحك:
صفحة قرآن تُقرأ بهدوء، تسبيحة تستقر بداخلك، لحظة مناجاة حقيقية، ذكر يتسرب ببطء إلى الداخل فيملأ الجوف الفارغ.

🌱 لا تكتفِ بترك الذنب… ازرع مكانه مقصدًا.
حوّل ما تحب إلى جسر بينك وبين الله:
صوتك، قلمك، مشيك، تصويرك، وقتك.
لا تُطفئ رغبتك… وجّهها.
فالروح لا تُشفى بالمنع، بل بالامتلاء.

🚶‍♂️ وإن مشيت، فامشِ لأنك تبحث عن وجهة، لا لأنك تهرب.
واسأل نفسك في الطريق:
“هل أنا أهرب من شيء… أم أتجه لشخصٍ أحتاجه؟”

💡 وإن ضعفت، فلا تكره نفسك… كره الفراغ الذي سمح للضعف أن يكبر.
املأه اليوم بنقطة نور، ولو بدعاء واحد صادق.
فالقلوب أوعية؛ إن لم تُملأ بالماء، ملأتها الريح… وإن لم تُملأ بالله، امتصتها الرغبات وجرّتها بلا رحمة.

🐢 ولا تخف من البطء.
الروح لا تنضج في يوم، ولا تُصلَح بالعجلة…
لكنها تنمو مع كل خطوة صادقة، مهما بدت ضئيلة.

🕊️ ومع الوقت، ستجد الذنب يضعف دون أن تحاربه…
لأن القلب الذي امتلأ بنور الله، لا تسكنه العتمة أبدًا..

🌙 في النهاية… أنت لا تحتاج قوة خارقة،
تحتاج فقط اتجاهًا صحيحًا وقطرات نور يومية.
وحين تمتلئ، لن تندهش من ترك الذنب…
بل ستندهش كيف كان يجد مكانًا فيك أصلًا.
 
بارك الله فيك
 
توقيع ام أمينة
شكرا موضوع جاء في وقته ...
جزاك الله خيرا
 
توقيع الديباج الرقيق
العودة
Top Bottom